هـ.ـذا قـ.ـد يجعـ.ـلك تصـ.ـدق ! هـ.ـل اقتـ.ـرب الأمـ.ـر ؟ انظـ.ـر مايحـ.ـدث الأن سـ.ـرا والنـ.ـاس نيـ.ـام
رصد بالعربي // متابعات
هـ.ـذا قـ.ـد يجـ.ـعلك تصـ.ـدق ! هـ.ـل اقتـ.ـرب الأمـ.ـر ؟ انـ.ـظر مايحـ.ـدث الأن سـ.ـرا والنـ.ـاس نيـ.ـام
لا يـ.ـكف العـ.ـالم عـ.ـن الإنفـ.ـاق علـ.ـى برامـ.ـج التسـ.ـلح وتطـ.ـوير الأسـ.ـلحة علـ.ـى الرغـ.ـم من ارتفـ.ـاع مسـ.ـتويات الوعـ.ـي عمـ.ـوماً، بأخـ.ـطار الحـ.ـروب وتكـ.ـاليفها، والحـ.ـاجة إلـ.ـى تخـ.ـصيص مزيـ.ـد مـ.ـن الأمـ.ـوال لمـ.ـواجهة التحـ.ـديات الوجـ.ـودية التـ.ـي تهـ.ـدد حـ.ـياة النـ.ـاس على الكـ.ـوكب من أوبـ.ـئة وكـ.ـوارث.
ورث أغلـ.ـبية الزعـ.ـماء السـ.ـياسيين في الدول الكبرى وغيرها، عقائد عسـ.ــ.ـكرية منذ ما بعد الحـ.ــ.ـرب العالمية الثانية، تركز على أهمية الردع الاستراتيجي في مواجـ.ــ.ـهة خـ.ـصوم مفترضين، بفعل تباين المعتـ.ـقدات السيـ.ــ.ـاسية والتنافس على الثـ.ـروات والموارد الطبيعية، ونزاعات الحدود التي أسفـ.ــ.ـرت عـ.ـنها الحـ.ــ.ـروب في الحقبة الاستعـ.ــ.ـمارية وأيام الإمبراطوريات.
ويسود شعور بانعدام الأمان لدى كثير من دول العالم، ما يدفعها لتكديس الأسـ.ــ.ـلحة بوتائر متفاوتة، ويعزز سباقات التـ.ــ.ـسلـ.ــ.ـح التي لا نهاية لها.
وعلى الرغم من تبدل الأولويات وتغير موازين القوى الدولية والإقليمية منذ الحـ.ــ.ـرب الباردة، لا يزال سباق التسـ.ــ.ـلح إحدى السمات الرئيسية للسيـ.ــ.ـاسات والاستراتيجيات العسـ.ــ.ـكرية في الدول الكبرى؛ أي الولايات المتحدة والصين وروسيا، التي تصدرت قائمة الإنفاق العسـ.ــ.ـكري هذا العام كالعادة، في ظـ.ـل التـ.ــ.ـوترات المتـ.ــ.ـزايدة بين واشنطن وحلفائها من جهة، وروسيا والصيـ.ــ.ـن من جهة أخرى.
وتفرض مخاوف التصـ.ــ.ـعيد التي بدأت مع الحـ.ــ.ـرب التجارية التي تمسك بها دونالد ترامب لمحـ.ـاصـ.ـرة الصين، سباقاً في تطوير برامج الأسلـ.ــ.ـحة التقليدية وغير التقليدية تحـ.ـسباً لساعة الصفر المتـ.ـوهمة، ما رفع حجم الإنفاق العالمي على التسلح لعام 2020، فوق تريليوني دولار.
مزيد من الإنفاق العسـ.ــ.ـكري
وجاء في تقرير معهد استوكهولم الدولي لأبحاث السلام (سيبري)، أنه على الرغم من تداعيات فيروس كورونا على الاقتصاد العالمي خلال عام 2020 فقد سارعت الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى الوفاء بالتزاماتها الخاصة بالإنفاق الدفاعي وفق الخطط العامة التي يعتمدها الحلف، والتي تقضي بتخصيص نسبة 2% من إجمالي الناتج المحلي لكل دولة لأغراض الإنفاق العسـ.ــ.ـكري.
وهذا يعـ.ــ.ـني حسب التقرير أن دول «الناتو» استـ.ــ.ـطاعت في ظل أزمة كورونا تحقيق ما عجزت عن تحقيقه قبل الجائحة على صعـ.ــ.ـيد الإنفـ.ــ.ـاق العسـ.ــ.ـكري.
وأشار التقرير إلى أن الدول الأعضاء في «الناتو» أبدت جميعها التزاماً بمخططات الحلف الاستراتيجية لزيادة الإنفاق العسـ.ــ.ـكري لمـ.ــ.ـواجهة التحديات المفترضة، وأنها بدت أكثر التزاماً بمتطلبات تعزيز الإنفاق العسكري العام مقارنة بعام 2019 الذي التزمت فيه تسعة بلدان فقط، بتلك المتطلبات. وكانت فرنسا التي تصنف في المرتبة الثامنة عالمياً من حيث حجم إنفاقها العسـ.ــ.ـكري، أولى الدول الأعضاء في الوفاء بالتزاماتها حيال «الناتو».
وقدر التقرير حجم الإنفاق العالمي على التـ.ــ.ـسـ.ــ.ـلح خلال عام 2020 بما قيمته 1981 مليار دولار أمريكي، بزيادة نسبتها 2.6% عن حجم الإنفاق العالمي المسجل عام 2019، وتصدرت الولايات المتحدة والصين والهند وروسيا والمملكة المتحدة قائمة البلدان الخمس الأعلى إنفاقاً على التـ.ـسـ.ــ.ـلح خلال العام الماضي، حيث شكل إنفاق الدول الخمس مجتمعة نسبة تعادل 62% من حجم الإنفاق العالمي على التسـ.ــ.ـلح خلال عام 2020.
وكشفت بيانات مماثلة رصدها أحدث تقارير المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية البريطاني، أن الارتفاعات غير المسـ.ـبوقة في الإنفـ.ـاق العسـ.ـكري لعام 2020، جـ.ــ.ـاءت نتيجة تعزيز القدرات البحرية الصينية، ولم تتأثر بوبـ.ــ.ـاء كـ.ــ.ـورونا أو الأزمة الاقـ.ــ.ـتصادية المترتبة عليه.
ووفقاً لتقرير المعهد البريطاني، فقد بلغ الإنفاق العالمي على التسلح 1830 مليار دولار عام 2020؛ أي بزيادة 3.9% في القيمة الفعلية للإنفاق، مقارنة مع مثيلتها عام 2019.
أمريكا في الصدارة
وحمل التقرير واشنطن مسؤولية الزيادة، حيث لا تزال تتصدر قائمة الدول الأكثر إنفاقاً على التسلح بحصة بلغت 738 مليار دولار وتجاوزت 40% من المبلغ العالمي الكلي، تلتها الصين التي أنفقت 193.3 مليار دولار؛ أي ما يعادل 10.6%.
وقد حرض تسخين الموقف في بحر الصين الجنوبي دول الاتحاد الأوروبي على زيادة إنفاقها على التسـ.ــ.ـلح تحسباً لمواجهة مع روسيا التي تشكل التهديد الرئيسي من وجهة النظر الأوروبية، خاصة بعد أزمة احـ.ــ.ـتلال جزيرة القرم عام 2014، حيث ارتفع إجمالي إنفاق الاتحاد على برامج التسـ.ــ.ـلح بنسبة 2%.
ولا يزال مفهوم الدولة العظمى يولد المزيد من الخطط الاستراتيجية لضمان التفوق العسـ.ــ.ـكري الذي هو الأداة الرئيسية في فرض الهيمنة.
وتتنافس روسيا والولايات المتحدة على هذا اللقب منذ أيام الاتحاد السوفيـ.ــ.ـيتي والحـ.ــ.ـرب الباردة، إلا أن ظهور الصين على مسرح المنافسة فرض معادلات جديدة على صعـ.ــ.ـيد المواجـ.ــ.ـهة وسباق التسـ.ــ.ـلح، خاصة أن التقنية العسـ.ــ.ـكرية وبرامج الصواريخ البالستية وغزو الفضاء، وهي الأعلى تكلفة، باتت تشكل المرتكزات الرئيسية في الهيمنة.
وفي الوقت الذي تعتبر فيه بكين نفسها مسـ.ــ.ـتهدفة من قبل واشنطن، فمن الطبيعي أن تتحول إلى المنافس الأول لها من حيث الإنفاق العسـ.ــ.ـكري، إلا أن حجم إنفـ.ـاق الصين على التسـ.ــ.ـلح لم يتجاوز 40% من إنفاق الولايات المتحدة حسب تقديرات معهد استـ.ـوكهولم.
وأفاد تقرير لمجلة «الإيكونوميست» بأن الدول المنافسة للصـ.ـين في آسيا زادت من برامج تسـ.ـلحـ.ـها، وبـ.ـالتالي من إنفـ.ــ.ـاقها العسـ.ـكري لمـ.ــ.ـواجهة التصـ.ــ.ـاعد في إنفاق بكين على التسـ.ــ.ـلح مـ.ــ.ـؤخراً.
صـ.ــ.ـواريخ و«درونز»
وتسـ.ــ.ـتهلك برامج التسـ.ــ.ـليح غير التقليدية النصـ.ــ.ـيب الأكبر من الإنـ.ــ.ـفاق العسـ.ــ.ـكري في الدول العـ.ــ.ـظمى، خاصة برامج الصواريخ الباليستية، حيث تمتلك روسيا 6370 رأساً نووياً، فيما تمتلك الولايات المتحدة نحو 5800، ولدى الجيش الصيني 272 رأساً نووياً.
ودخلت الطائرات المسيرة «درونز» مجال السـ.ــ.ـباق مؤخراً ببرامجها التقنية المعقدة ومنصات إطلاقها، بعد أن أصبـ.ـحت عنصر السيطرة الرئيسي في المعـ.ــ.ـارك البرية والبحرية، حيث تصنـ.ــ.ـفها بيوتات الخبرة العسـ.ــ.ـكرية على أنها سـ.ــ.ـلاح المستـ.ــ.ـقبل الأهم.
ومع استمرار بؤر التوتر والصـ.ــ.ـراع حول العالم وتزايد عددها، سيبقى سباق التسـ.ــ.ـلح مبرراً من وجهة النظر العسـ.ــ.ـكرية على الأقل، في ظل حالة عدم اليقين السياسي التي تحكم علاقات الدول الكبرى وتنافر مصالحها.
وبعيداً عن التـ.ــ.ـشاؤم الذي لا بد منه، لا يبدو أن العالم قادر على الإفلات من قـ.ـبضة التنافس على الهيـ.ــ.ـمنة التي تهـ.ــ.ـدد بكـ.ــ.ـوارث الصـ.ــ.ـدامات العسـ.ـكرية المـ.ــ.ـدمرة.
وإذا كانت فرصة في التخلص من تبعات جـ.ــ.ـائحة كـ.ــ.ـورونا تتضاءل بسبب نقص الإمكانات المالية وغياب التنسيق والتعاون الدوليين، فمن الطبيعي أن تؤجل حلول المشاكل الأخرى التي يواجهها العالم من تغيرات المناخ، وحماية البيئة، إلى أجل غير مسمى.