.هل تعلم كيف كانت نهاية الزير سالم الذي ارعب العرب 40 عاما ؟؟
رصد بالعربي – متابعات
.هل تعلم كيف كانت نهاية الزير سالم الذي ارعب العرب 40 عام ؟؟
قصة الزير سالم من أجمل وأروع القصص التي انتشرها العرب عبر التاريخ. كما تعلم ، مرت العرب على رسائل وأيام عديدة ، وخُلِدت أسماء العديد من الشعراء والقديسين والفرسان في ذلك الوقت.
شخصية الزير سالم المهلهل من تلك الشخصيات التي تربك الناس ، مع الكثير من المغالطات ، حتى تصبح شخصية من خيال وخيال ، صاحبها هو الأسطوري غير الخائف من الغبار ، بطل وشاعر ناجح تذكرت. كان أول من أشار إلى الشعر (أي كتب قصائد طويلة) ، وأول من كذب على الشعر وقلل من شأنه.
وأثار بكائه وبكاء عادات القبيلة وعزف على أوتار الجهيرية فقتل القبيلة كلها وأزالها تماما. انه مجنون. لقد وصفه الله
نعم إنه الزير سالم والباحثون له اسم مختلف. يفترض: سالم ، يفترض عدي. هو عدي بن ربيعة بن الحارث بن زهير بن جاشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنام بن تغلب بن واهل.
شخصية زيل
الزير سالم كان فارسًا شجاعًا استندت شخصيته إلى كثير من الثرثرة والأحاديث حول جرأته ورجليه وفروسته.
إضافة لحـ.ـبه للخـ.ـمر والتسـ.ـلية وقـ.ـرض الشعر في شتى المناسبات التي مرت عليه طوال حـ.ـياته التي عاشها محـ.ـبًا لأخيه كليب حـ.ـبًا لا يضاهيه حـ.ـب أخ لأخيه في ذلك الزمان.
لقد تحدث الكثيرون عن قصة الزير سالم وعن أخباره وعن الأحداث التي مرت في زمانه دون أن يتـ.ـطرق أحد إلى هذه الشخصية التي لعـ.ـبت دورًا هامًا في ذلك الزمان سـ.ـواء بعلاقته بأخيه كليب أو بزوجة أخيه وابنة عمه الجليلة أو أخوتها من أولاد عمه كأمثال الجساس.
كما أن أكثر الأحاديث كانت عن مقـ.ـتل أخيه كليب زعيـ.ـم وقـ.ـائد وملك قـ.ـومه في ذلك الزمان وكيف قامـ.ـت حـ.ـربًا طـ.ـويلة الأمد سـ.ـميت بحـ.ـرب البسـ.ـوس نتيجة لمقـ.ـتل كليب والتي أخذت معها خـ.ـيرة الفرسان من القبـ.ـيلتين
ومـ.ـات فيها العديد والعديد من أفراد القبـ.ـيلتين دون أن يستـ.ـطيع أحد أن يهـ.ـدأ من غـ.ـضب الزير سالم لمقـ.ـتل أخيه وفي الثـ.ـأر له أو أن يوقف هذه الحـ.ـرب الدامـ.ـية التي تعـ.ـب منها الكثيرون.
صفات المهلهل
كان محبًا للمرح والفكاهة، وكان طويلًا ومفتول العضلات، قامته ممشوقة وكتفيه عريضين وكانت بنيته قـ.ـوية، يحب التعـ.ـطر بالمسك والتطـ.ـيب بالبخور، مقبلًا على اللهو وشـ.ـرب الخـ.ـمر، وكان كثيرًا ما يذهب للقـ.ـنص والصـ.ـيد في البراري وأكثر صـ.ـيده كان من السـ.ـباع.
حـ.ـبه للخـ.ـمر والنساء
كان معروفًا على الزير سالم حبه للهو ولمجـ.ـالسة الندماء والنساء الجميلات في أماكن اللـ.ـهو في ذلك الزمان.
وكان يمضي أكثر أيامه يسـ.ـكر ويلهـ.ـو ويلقـ.ـي الشعر مع شعراء ذلك الزمان وهو منتـ.ـشيًا حيث كان شاعرًا وكما كان يُقال بأنه خال الشاعر امرؤ القيس. ومن بين هذه الأشعار التي كان يتغنى بها في مجالس اللهو والغناء والطرب:
يقول الزير أبو ليلى المهلهل ونـ.ـار القلب تشـ.ـعل في حشـ.ـاه
من النسوان بالك ثم بالك لا تأمن ولو طال المداه
ولا تركن لأنثى بطول عمرك ولو قالت نزلت من السماه
وإن حلفت يمين لا تصدق وإن وعدت فلا ترجو الوفـ.ـاه
ترى النسوان هن أصل البـ.ـلايا وهن أصل الدواهـ.ـي والرداه
وهن مفـ.ـرقات للحـ.ـبايب وبين الأخ والأبن وأباه
ولا فتـ.ـنة في الأرض صارت إلا أصلـ.ـها مكر النساه
أحداث تاريخية قبل الشروع في القـ.ـصة
عاش المهلهل جنـ.ـوب الجزيرة العربية، وكانت القبـ.ـائل آنـ.ـذاك متـ.ـناحرة فيما بينها إلا قبـ.ـيلتي بكـ.ـر وتغـ.ـلب؛ فقد عرفتا بالتفـ.ـاهم والبسـ.ـالة والشجـ.ـاعة.
وبدأت مجريات أحداث قصة الزير سالم عندما أغـ.ـار ربيعة – أبو الزير سالم – على الملك الكندي وانتصـ.ـر عليه في معـ.ـركة سُميت السـ.ـلاه.
فاستـ.ـعان الملك الكندي بالتـ.ـبع اليماني، فأرسـ.ـل التبع اليماني جيـ.ـشًـا أسر ربيعة أبو الزير سالم ثم قـ.ـتله شنقًـ.ـا؛ فخـ.ـافت القـ.ـبائل من جبروت التـ.ـبع وانصـ.ـاعت لأمـ.ـره وأعلنـ.ـت له الطاعة.
بداية قـصـ.ـة عدي المهلهـ.ـل وأخيه كليب
وبذلك عادت الجزيرة العربية لسيطـ.ـرته وطُويت صفحة ربيعة؛ ذلك الملك الحـ.ـاكم، لتفتح صفـ.ـحة الأخذ بالثـ.ـأر عند ولديه كليب والزير سالم إلا أنهـ.ـما كانا صغـ.ـيرين في ذاك الوقت.
وتتالت الأيام وكليب يزداد قـ.ـوة وشجـ.ـاعة وبسالة حتى صـ.ار فارسًا لا يشـ.ـق له غبار، أما الزير سالم فكـ.ـان فتـ.ـى ضخـ.ـم الجثـ.ـة فارسًا مغوارًا، شـ.ـجاعًا كرارًا، غير أنه ميال للهـ.ـو والنساء والخـ.ـمرة، إلا في أوقات العسرة.
علاقة الزير المهلهل بأخـ.ـيه كليب
لقد كان الزير سالم أصغر من أخيه كليب حيث أن الزير سالم كان يبلغ من العمر 10 سنوات عندما صار أخيه كليب سيـ.ـدًا على قومه بعد مقـ.ـتل والدهم على يد الملك التبع اليماني.
كان كليب يحـ.ـب أخـ.ـيه حبًا كبيرًا لأنه هو الذي كان يرعاه بعد مقـ.ـتل والدهم، فجعـ.ـله فارسًـ.ـا قـ.ـويًا ذا قلـ.ـب صـ.ـلب قـ.ـاسي لا يخـ.ـاف ولا يهـ.ـاب أحدًا.
وبالمقابل كان الزير سالم يحب كليب حب الأخ لأخيه الذي كان له بمثابة العوض عن الوالد، وكان كليب يأخذ الزير سالم معه إلى الصـ.ـيد والقـ.ـنص ليعلـ.ـمه صـ.ـيد السـ.ـباع والغزلان ليـ.ـشتد عوده ويقوى ويصبح فـ.ـارسًا يُشار إليه بالبنان.
وهذا ما كان فقد كان الزير سالم مولعًا بالصـ.ـيد حيث يقضـ.ـي معظم أوقاته في البراري يصيـ.ـد السـ.ـباع ويتباهى بأعدادهم ويفـ.ـتخر بحمل رؤو.س السـ.ـباع إلى القبـ.ـيلة عند عودته من الصـ.ـيد لتقـ.ـابله القبـ.ـيلة بالعجب والفخـ.ـر والدهشـ.ـة معًا.
حيلة استرداد الجليلة بنت مرة من التبـ.ـع اليماني
كان لكليب دور في الأخذ بثـ.ـأر والده واسترداد الجليلة – ابنة عم الزير سالم – من التبع اليماني؛ فقد وصل إليه ما تتمتـ.ـع به هذه الفـ.ـتاة من الجـ.ـمال والكـ.ـمال، وحسـ.ـن الخصال، والفـ.ـصاحة والبـ.ـلاغة، وسـ.ـرعة البديـ.ـهة؛ فأرسـ.ـل التـ.ـبع وزيره نبهان برسالة إلى أبيها مرة جاء فيها خطـ.ـبة مبطنة بالتهـ.ـديد والوعـ.ـيد فإما يزوجه بابـ.ـنته، وإما يعلن الحـ.ـرب على قبيلته.
فلم يكن من الشيـ.ـخ الجليل “مرة” إلا حقـ.ـن الدمـ.ـاء، ودفـ.ـع البلاء، والموافـ.ـقة على هذا العـ.ـرض بوجه وضـ.ـاء، مخفيًا في سريرته حـ.ـزنًا عمـ.ـيقًا ومقرًا بذ.ل يلـ.ـحق به أبد الدهـ.ـر، كيف لا وقد أعطى كلمته لابن أخيه.
ولم يكن منه إلا أن اسـ.ـتدعى كليـ.ـبًـ.ـا وأخبره بما جرى، وأنه تمنى أن يمـ.ـوت ويدفـ.ـن تحت الثرى، ولا يكون في هذا الهـ.ـوان، وينصـ.ـاع لأمر هذا الطـ.ـاغية الجـ.ـبان.
فقصد كليـ.ـبًا عـ.ـرافًا ليرى ما هو بالأمر فاعل، فقال له العراف: ألاّ سـ.ـبيل إلا بالحـ.ـيلة بأن يجهـ.ـزوا صـنـ.ـاديق الجهاز، ويضعوا فيها الفرسـ.ـان الأفـ.ـذاذ، ويشـ.ـدوا الرحال إلى التبـ.ـع اليماني، ويتنـ.ـكر كليب ويجعل من نفسه قشـ.ـمر، وهذا ما حصل.
ولما دخل كليب عرّف التبـ.ـع بنفسه وأخرج سيـ.ـفه من غـ.ـمده، وطعـ.ـن التـ.ـبع في صدره، وعاد بالجليلة إلى ديارهم، وتزوج بها وأصبح ملكًا يهـ.ـاب في مضـ.ـاربهم.
علاقة الزير سالم بزوجة أخيه وابنة عمه الجليلة
كانت الجليلة في بداية حـ.ـياتها مع ابن عمها وزوجها كليب تتعامل بشكل عادي مع أخيه الزير سالم حتى جاء اليوم الذي أخبرها أخوتها وعلى رأسهم أخوها جساس بأنهم ضـ.ـربوا الرمل (وهذا كان يفعله العرب ليعرفوا الغـ.ـيب والطـ.ـالع) وأنه من خلال العـ.ـرافين أخبروهم أن الزير سالم سيـ.ـعلو شأنه أكثر بكثير مما يتصـ.ـورون وسيصـ.ـبح خطـ.ـرًا عليهم، فما كان منهم إلا أن أجمعوا على قتـ.ـله قبل أن يحدث هذا الأمر.
طلبت الجليلة من اخوتها أن يتركوا الأمر إليها وهي ستفـ.ـعل ما يجب فعله، وفعلًا بدأت تكـ.ـيد للزير سالم المكـ.ـائد وتشـ.ـي به لأخيه كليب حتى توغـ.ـل الحـ.ـقد والكـ.ـراهية في قلـ.ـبه تجاه أخيه الزير سالم.
في البداية لم يفعل كليب أي شيء لكنها أصرت على أن الزير سالم قد حاول معها أن يفـ.ـعل الحـ.ـرام فاشـ.ـتد غيـ.ـظ كليب وطلب منها أن تترك الأمر إليه.
أحس الزير سالم بما تكنـ.ـه له زوجة أخيه الجلـ.ـيلة ولكنه لم يُبد إي فعل وكان في كل مرة تحاول أن ترمي به عن طريق كليب إلى التهـ.ـلكة ولكنه كان ينـ.ـجو بفـ.ـروسيته وشجـ.ـاعته.
حيث كان كليب يريد أن يتخلص من أخيه دون أن يعرف أحد من قـ.ـاتله فمرة كان يرسـ.ـله ليأتي للجليلة بحلـ.ـيب اللبـ.ـوة، وفعلًا يرجع وهو يحـ.ـمل رأس اللبـ.ـوة والأسـ.ـد وجارًا وراءه أشبـ.ـال اللبوة مع قـ.ـربة من حليـ.ـب هذه اللبـ.ـوة تحت دهـ.ـشة القبيلة واعجـ.ـابها بشجـ.ـاعته مع أنها طلبت منه أن يذهب بدون سيـ.ـفه فهو كما كانت تقـ.ـول الفـ.ـارس المغـ.ـوار الذي تهـ.ـابه الأسـ.ـود، ولم يحمل معه سوى القـ.ـربة التي سيضـ.ـع فيها الحليب مع حـ.ـماره وسكـ.ـينًا صغيرًا.
وفي مرة أخرى أرسله كليب ليذهب لإحضار ماء له من بئر السـ.ـباع حيث ادعى بأنه مـ.ـريض ولا يشـ.ـفى إلى إذا شـ.ـرب من ماء بئر السباع، ويعود الزير سالم حامـ.ـلًا معه المـ.ـاء تحت دهشـ.ـة وغيـ.ـظ الجليلة.
بمعنى آخر لم تستطع الجليلة بكل أساليبها أن توغت.ـل قلب أخيه عليه لأن كليـ.ـب عرف كيف أن أخيه يحـ.ـبه كثيرًا وأن هذا كله من كـ.ـرهها له فقط.
سـ.ـطوة كليب أصبحت لا تحتـ.ـمل
زادت سطوته لدرجة لا تحتمل؛ فمـ.ـنع الجوار، وإضـ.ـرام النـ.ـار، وصار حامـ.ـي الحمى، ومنـ.ـع الصيد في الصحـ.ـراء والفلاة، إلى أن بلغ السـ.ـيل الزبـ.ـى. وكان “جسـ.ـاس” فارسًا من خيـ.ـرة الفرسان، له صيـ.ـت وشان بين العربان، إلا أن الأنـ.ـفة أخذت منه كل مأخذ، وجرى في عروقه طيـ.ـش لم يترك للحلم منفذ، وكلما انطـ.ـفأت نـ.ـار حقده، عاد كليـ.ـب وأضـ.ـرمها بفعله.
إلى أن دخل كليب في يوم من الأيام على الجـ.ـليلة وسألها سؤالاً كان بمثابة القـ.ـشة التي قسـ.ـمت ظهر البعـ.ـير “فسألها: من أعز وائل؟ فلـ.ـم تجبه إلى أن أعاد عليها السؤال مرات عديد فأجابت بعد إلحـ.ـاحه عليها: أخـ.ـواي همام وجساس.
سطـ.ـوة كليب وردة فعـ.ـل جساس أخو الجليلة
وفي تلك الفترة كانت سعاد بنت منقـ.ـذ التميمية خالة جساس والتي تدعى البسوس تقيم عندهم وتملك ناقة وفصـ.ـيلاً فأرسلت ناقتها وفصـ.ـيلها مع إبل جساس لتـ.ـرعى في حـ.ـمى كليب ولم يكن يسمح كليب إلا لإبل أنسـ.ـبائه بدخول هذه الحمـ.ـى فلما رأى كليب فصـ.ـيل الناقة رماه بسـ.ـهم فأرداه قتـ،.ـيلًا.
فذهـ.ـب الرعـ.ـاة لجـ.ـساس وأخبروه بالأمر “فقال جساس قتـ.ـلته وأخليت لنا لبـ.ـن أمه”، وسـ.ـكت جساس عن هذه الإهـ.ـانة ولكن كليبًا لم يتوقف عن اسـ.ـتفزازهم.
رواية أخرى لحـ.ـادثة الناقة
“وفي رواية أخرى أن النـ.ـاقة سـ.ـراب كانت لسعد بن شمـ.ـيس بن طوق الجـ.ـرمي الذي نزل عند البسوس وجعل ناقــ.ـته ترعى مع إبل جسـ.ـاس فلما رآها كليب أنكـ.ـرها فقال له جساس: هذه ناقة جـ.ـارنا الجـ.ـرمي، فقال كليب: لا تعد هـ.ـذه الناقة إلى الحمـ.ـى.
فقال جساس: لا ترعى إبلـ.ـي مرعى إلا وهـ.ـذه الناقة معها، فقال: لئن عادت لأضـ.ـعن سهـ.ـمي في ضـ.ـرعها، فقال جساس: لئن وضعـ.ـت سهمك في ضـ.ـرعها لأضعـ.ـن سـ.ـنان رمحي في لبـ.ـتك (الصـ.ـدر والبطـ.ـن).
وعاد كليب بعد هذا الحوار المستفز إلى داره فسأل الجـ.ـليلة: أترين أن في العـ.ـرب رجلاً مانـ.ـعًا مني جـ.ـاره؟ فسكـ.ـتت فأعادها ثانية وثالثة، فقالت نعم أخي جساس ونـ.ـدمـ.ـائه ابن عمه عمرو بن الحارث”.
فذكر لها ما جرى بينه وبين أخيها فنـ.ـاشدته ألا يقـ.ـطع رحـ.ـمه وكذلك فعلت مع جساس درئًا للمـ.ـشاكل وكان مـ.ـرة وأولاده عقـ.ـلوا النـ.ـاقة حتى لا ترد المـ.ـاء فلما مرت بها إبل كليـ.ـب حلت العـ.ـقال وتبعـ..ـت الإبل فلما رأى كليب الناقة سراب” قال: أوقد بلـ.ـغ من أمر ابن السعدية أن يجيـ.ـر عليّ بغير إذنـ.ـي ارم ضـ.ـرعها يا غـ.ـلام؛ فاختـ.ـلط لبنها بد.مـ.ـها.
ولما سمعت البسوس صـ.ـراخ جارها الجـ.ـرمي صـ..ـاحت: واذزلاه، فقـ.ـال لها جساس: اسكـ.ـتي فإني سأقـ.ـتل جملـ.ـاً أعظم من هذه الناقة سـ.ـأقتل غـ.ـلالاً (أو عـ.ـلالاً)” فحـ.ـل إبل كليب ولم يرَ بزمت.ـانه مثله ووصل الخـ.ـبر إلى كليب إلا أن كليـ.ـبًا لم يلق له بالاً.
موقف البسوس والزير سالم مما يحدث من كليب
في هذه الأثناء كانت البسـ.ـوس تنـ.ـسج شـ.ـباك المـ.ـكر والخـ.ـديعة لتحقـ.ـق مأربها بقـ.ـتل كليب، فأخذت توغـ.ـل صـ.ـدر جساس بالأحـ.ـقاد والضـ.ـغائن.
أما الزير سالم فكان موقـ.ـفه موقـ.ـف الحكـ.ـمة والتأني آنذاك، وأراد أن يخفف من حدة غـ.ـضب كليب فطـ.ـلب منه تهـ.ـدئة الأمور مع أولاد عمومته حفاظًا على صلة الرحـ.ـم فما كان من كليب إلا أن “قال له: إنما أنت زيـ.ـر نساء، والله لو قُـ.ـتلتُ ما أخذت بد.مـ.ـي إلا اللبـ.ـن”.
قـ.ـتل جساس لكليب كان بداية قصـ.ـة الزير سالم الحقيقية
وبقيت الأحـ.ـقاد تزداد شيئًا فشيئًا إلى أن خرجت في ذاك اليوم المشـ.ـؤوم نسـ.ـوة لمـ.ـوارد المـ.ـاء، وكان بصحـ.ـبتهم كالعـ.ـادة خيرة الفرسان لحمـ.ـايتهن من غـ.ـارة مفاجئة تؤخذ فيها النسـ.ـوة سـ.ـبايا، ومن ضـ.ـمن الفرسـ.ـان جساس.
فأردن أن يردن مـ.ـاء شبيـ.ـث فلحق بهم كليب ومنعهن؛ فذهـ.ـبن إلى ماء الأحـ.ـص فمـ.ـنعهن؛ فوصـ.ـلوا مـ.ـاء الذنـ.ـائب فمـ.ـنعهن؛ “فقال جساس: طـ.ـردت أهـ.ـلنا حتى كدت تقـ.ـتلهم عطـ.ـشًا. فرد كليب: ما منعنـ.ـاهم من ماء إلا ونحن له شـ.ـاغلون. فقال جساس: هذا كمـ.ـثل فعـ.ـلتك بنـ.ـاقة خالتي البسوس. فقال كليب: أوقد ذكرتها! أما إني لو وجـ.ـدتها في غير إبل مرة لأحـ.ـللت بها الإبل جميعًا أو مـ.ـانعي أن أذب عن حمـ.ـاي يا ابن السعدية”.
فعطف عليه جساس فرسه فطـ.ـعنه بين حضـ.ـنيه (ما دون الإبط إلى الكاشـ.ـح)، فطلب كليب من جساس وهو يعاني سـ.ـكرات المـ.ـوت شربة ماء فلم يستجب له. فطـ.ـلب ذات الطلب من عمرو بن الحارث فلم يسـ.ـتجب له بل أجهـ.ـز عليه.
وعاد جساس بعد فـ.ـعلته هذه إلى الديـ.ـار وقد كشـ.ـف عن ركبتيه “فقال أبوه مرة حين رآه على هذه الحالة والله ما خرجت ركبتـ.ـاه إلا لأمر عظيم، فسأله: ما وراءك يا بني؟ فقال جساس: ورائي أني قد طـ.ـعنت طعنـ.ـة لتشغلن شـ.ـيوخ وائل بها زمانًا. فسأله الأب مرة ثانية: أقتـ.ـلت كليب؟ قال: نعم. فقال مرة: وددت أنت وإخوتك متـ.ـم قبـ.ـل هذا”.
موقف همّام أخو جساس والزير سالم من مقـ.ـتل كليب
وبينما كان همّام أخو جساس مشغولاً مع الزير والجواري والقـ.ـيان في شرب الخـ.ـمر بالبرية، وإذ بفـ.ـرس على ظـ.ـهرها جارية أسرُّت لهـمـ.ـام بما حصل وأخبرته بأن والده أرسل معها الفرس كي يهـ.ـرب بها هـ.ـمام خـ.ـوفًا من غضـ.ـب الزير سالم.
فشعر الزير بأمر غريب فاستـ.ـحلفه بالعهد الذي بينهما أن يصـ.ـدقه القول ولا يخفيه سرًا فأخبره بأن جساسًا قتـ.ـل كليبًا، فاستـ.ـخف الزير بالأمر” وقال: دعـ.ـك من هذا، فـ.ـهمة أخـ.ـيك أضعف من ذلك”.
ولكن همام توقف عن الشرب وانسل من مجلس الزير ليعود إلى أهله ويعرف حقيقة الأمر؛ فكانت الفاجـ.ـعة التي لم يتوقعها همام ولا أحد من الأنام.
تحول مجرى قـ.ـصة سالم بعد مقـ.ـتل أخيه كليبًا
أما المهلهل وبعدما انتهى من مجلس شـ.ـرابه عاد إلى مضـ.ـاربه ثملاً مـ.ـترنحًا. ففوجـ.ـئ بالتغلـ.ـبيين؛ فهم بين باكٍ وشاكٍ، مفجـ.ـوع بالمقـ.ـتول ومندهـ.ـش من القـ.ـاتل، ثائـ.ـر لملكه وعاقـ.ـر لخيـ.ـله وكاسر لرمـ.ـحه”.
فقال لهم: ذهبـ.ـتم شت.ـر مذهب، أتعقـ.ـرون خـ.ـيولكم حين احتجـ.ـتم إليها؟! وتكسرون سـ.ـلاحكم حين افـ.ـترقتم إليه؟! وقال للنساء: استبـ.ـقين للبـ.ـكاء عيونًا تبكي إلى آخر الأبد”.
وكان الزير سالم على علاقة قـ.ـوية مع ابن عمه همّام أخو الجليلة وجسـ.ـاس حيث كانا يذهـ.ـبان معًا إلى أماكن اللهـ.ـو يسـ.ـكران ويتنـ.ـادمان ويتلاقـ.ـيان بشكل يومـ.ـي ويحـ.ـبان بعضهما البعض صديقين كأخوين أو أكثر.
ولما حدث ما حدث، كان همّام خائـ.ـفًا أن ينتـ.ـقم منه الزير سالم، ولكنه طمـ.ـأنه وأخبره بأنه لا عـ.ـلاقة له بالأمر إنما الأمر بيـ.ـن الزير سالم وبين جساس، وأقـ.ـسم أمامه أيضًا أنه لن يرفـ.ـع السيف عن مقتـ.ـل قاتـ.ـل كليب وأهل قبيلـ.ـته حتى يشـ.ـفي غلـ.ـيله منـ.ـه، ويهـ.ـتك نساء قـ،.ـومه ويجعلهم عبرة بين الناس. وطـ.ـلب منه أن يذهـ.ـب من أمـ.ـامه ولا يريه وجهـ.ـه أبدًا؛ فذهـ.ـب وبقي شيبـ.ـان وهو ابن همّام؛ حيث رفـ.ـض الذهـ.ـاب مع أبيه وفضّل البـ.ـقاء مع خاله الزير سالم.
محاولات وقـ.ـف انتـ.ـ،ـقام الزير سالم لأخيه كليب
كان الزير يتحـ.ـرق ألـ.ـمًـ.ـا ويتـ.ـوعد بقـ.ـتل البـ.ـكريين جمـ.ـيعًا؛ فاجتمـ.ـع قـ.ـومه وأرادوا أن يصلـ.ـحوا بينه وبين أبناء عمـ.ـومته، “فقالوا له: إننا نرى ألا تعجـ.ـل بالحـ.ـرب حتى تُعـ.ـذر إلى إخواننا فبالله ما تجـ.ـدع بالحـ.ـرب إلا أنفك ولا تقـ.ـطع إلا كـ.ـفك فقال جدعـ.ـه الله أنفًا وقطـ.ـعها كفًا، والله لا تحدثـ.ـت نساء العرب أني أكلـ.ـت لكليب ثمـ.ـنًا ولا اغتبـ.ـقت د.مه حليـ.ـبًا. فقالوا لابد أن تغـ.ـض طرفك وتخـ.ـفض جنـ.ـاحك لنا ولهم فكره الزير أن يخـ.ـالفهم فينفـ.ـضوا من حوله فقال دونـ.ـكم ما أردتم”.
فانطلق رهـ.ـط من أعيان تغـ.ـلب حتى أتوا مُـ.ـرّة “وقالوا له: إنكم أتـ.ـيتم أمرًا عظيمًا بقتـ.ـلكم الملك بشـ.ـارف من الإبل وقطـ.ـعتم الرحـ.ـم ونحن نكـ.ـره العجلة عليكم دون الإعـ.ـذار وإننا نعرض عليكم إحـ.ـدى ثلاث لكم فيها مخـ.ـرج ولنا فيها مرضـ.ـاة:
إما أن تدفـ.ـعوا جـ.ـساسًا إلينا فنـ.ـقـ.ـتله بصاحـ.ـبنا وما ظـ.ـلم من قـ.ـتل واتـ.ـره، وإما أن تدفـ.ـعوا إلينا همـ.ـامًا فإنه نـ.ـد لكليب، وإما أن تمكـ.ـنا من نفسـ.ـك يا مرة ولنا فيـ.ـها مرضـ.ـاة.
فأطرق برهة وقد كـ.ـف عن الجواب فقال له وجـ.ـوه بكر: تكلم غير مخـ.ـذول فقال: أما جسـ.ـاس فغـ.ـلام حديث سـ.ـن ركـ.ـب رأسه فهـ.ـرب حين خـ.ـاف ولا أدري أي بلد انطـ.ـوت عليه. وأما همـ.ـام فأبو عشـ.ـرة وأخو عـ.ـشرة وغدًا يصيح بي بنـ.ـوه ويقولوا سلمت أبانا بجـ.ـريرة غيره. وأما أنا فلا أتعـ.ـجل المـ.ـوت، ولكن هل لكم في غير ذلك هـ.ـؤلاء بني فـ.ـدونكم أحـ.ـدهم سوقت.ـوه فاقتـ.ـلوه بابنكم وإلا فلـ.ـكم ألف نـ.ـاقة تضـ.ـمنها لكم بكر.
فغضبوا وقالوا: إنا لم نأتك لترذل لنا بنيك ولا لتسومنا اللبن ورجعوا فأخبروا المهلهل فقال والله ما كان كليـ.ـب بجـ.ـزور نأكل ثمنه”.
حـ.ـرب بين الزير سالم وبين قبائل بكر
فانتهى الاجتماع المشؤوم وابتدأت حـ.ـرب طويلة الأمد انقسمت فيها قبائل بكر بين مؤيد ومعـ.ـارض فاعتـ.ـزلت يشكـ.ـر الحـ.ـرب وقال الحارث بن عباد مقـ.ـولته الشهيرة التي أصبحت مثلاً: “هذه حـ.ـرب لا ناقة لي فيها ولا جـ.ـمل”.
اشتعال الحـ.ـرب بعد مقـ.ـتل أخيه كليب
وبقي زمنًا وهو يبكيه، وبالقـ.ـصائد الطوال يرثيه، ويتـ.ـوعد البكريين، بقـ.ـتل الشيوخ والأولاد، إلى أن يئـ.ـس قومه منه واتهـ.ـموه بأنه قـ.ـوّال وليس بفـ.ـعّال وقالوا لقد صـ.ـدق كليب، “وهمَّ مُـ.ـرّة وبـ.ـنوه بالرجوع إلى الحـ.ـمى بعد أن أمنوا غضـ.ـبه فلما بلغ ذلك المهلهل انتبـ.ـه للحـ.ـرب وشمر عن ذراعـ.ـيه وجمع أطراف قومـ.ـه ثم جـ.ـز شعره وقـ.ـصر ثوبه وأقسـ.ـم ألا يهـ.ـتم بلهو ولا يشم طيبًا ولا يـ.ـشرب خـ.ـمرًا أو يدهـ.ـن بدهـ.ـن حتى يقـ.ـتل بكل عضـ.ـو من كليب رـجـ.ـلاً من بكر”.
ويُقال أيضًا
أن لما ظل يتـ.ـوعد البكريين، استـ.ـفزه شيبان ابن اخته، حينما طلب منه أن يترك هذا الكلام، وطلب منه أن يشـ.ـرب المدام؛ لأنه عاجـ.ـز عن هذه الأفعال وهو ليس كأبوه همام وعمه جساس. فلم يحتمل الزير سالم هذا القول فقام وقـ.ـتل ابن اخته ووضع رأسه على سـ.ـرج حصان شيـ.ـبان وأرسله لأمه وأبيه.
“ولما اجتمعت نساء الحـ.ـي لمـ.ـأتم كليب طلـ.ـبن من أخته ترحـ.ـيل الجليلة فإن في قيامها فيه شـ.ـماتة وعـ.ـار فقـ.ـالت أخـ.ـت كليب للجليلة: يا هذه اخرجي عن مأتمنا فأنت أخت واترنا وشقيقة قاتلنا” فخرجت الجليلة واستقبلها أهلها وعاشت عندهم بقية حياتها تلاقي ما لاقاه أهلها من آ.لام المعـ.ـارك وقد حــ.ـوت في أحشـ.ـائها ابن كليب هـ.ـجرس.
وظلت هذه الحـ.ـرب قائمة ما يقـ.ـارب أربعين سنة جعلت الجميـ.ـع تعـ.ـبًا ومرهـ.ـقًا وكارهًا لهذه الحالة بينما الزير سالم كان يقـ.ـاتلهم بكل قت.ـوة وعـ.ـزم معبرًا بذلك عن ثـ.ـأره لأخيه كليب وانتـ.ـقامًا منه من جساس قاتـ.ـل أخيه.
وكان من شدة حـ.ـزنه على أخيه كلما فرغ من معـ.ـركة جاء إلى قـ.ـبر أخيه كليب يبكـ.ـيه ويقول له لقد قتلـ.ـت منهم كذا وكذا فهل اكتفـ.ـيت يا أخي؟
5 أيام (وقعات حـ.ـرب) في قصـ.ـة الزير سالم بينه وبين قبائل بكر
“في حين انضـ.ـمت قبائل نمر بن قاسط إلى تغـ.ـلب وبدأت الحـ.ـرب واستمرت أربعين عامًا وكانت عبارة عن وقعـ.ـات فلم تكن حـ.ـربًا متواصلة بل كانت شـ.ـحناء وبغـ.ـضاء تجعل من لقاء التغلبـ.ـي بالبكري مواجـ.ـهة مسلـ.ـحة فتعد من أيامهم ومن أبرز هذه الوقعات خمس وقعات تسمى أيامًا وهي:
1 – يوم الذنـ.ـائب:
وفيه قـ.ـتل همام بن مرة
2 – يوم الواردات:
وبعده قـ.ـتل رسول الحارث بن عـ.ـباد والذي يدعى بجير وعلى إثر ذلك دخل الحـ.ـارث بن عباد الحـ.ـرب حيث أرسل الحارث ببجير ابن أخيه (ويقال ابنه) إلى المهلهل برسالة “يقول فيها: أي مهلهل، لقد قـ.ـتلت خصـ.ـمك وأسـ.ـرفت فيهم فأدركت ثـ.ـأرك فكف عن القـ.ـتل أحـ.فظ للحيـ.ـين وأدمـ.ـل للجـ.ـراح وإن كنت ترى غير ذلك فهـ.ـذا ابني بجيرًا فاقتـ.ـله مكان أخيك.
فغـ.ـضب المهلهل وقال: هذا الوضيع مكان كليب ثم جـ.ـرد سيـ.ـفه يريد قتـ.ـله. فقال له أمرؤ القيس لا تفعـ.ـل فوالله ليقتـ.ـلن به منكم كبـ.ـش لا يُسأل عن خاله من هو، فأبى المـ.ـهلهل إلا قتلـ.ـه فطعـ.ـنه برمـ.ـح وقال: بؤ بشسـ.ـع نعـ.ـل كليب (الشـ.ـسع: خيط في النعل يربط بين الإصبـ.ـع الكبيرة والإـصـ.ـبع المجاور لها).
ولما بلغ الخت.ـبر الحـ.ـارث وكان من أحلم أهل زمانه وأشـ.ـدهم بأسًا قال: نعـ.ـم القتـ.ـيل قتـ.ـيل أصلح بين حيين فقيل له: إنما قتـ.ـله بشسع نعل كليب فأرسل إلى المهلـ.ـهل مستـ.فسرًا: إن كنت قتلـ.ـت بجيرًا بكلـ.ـيب وانقطـ.ـعـ.ـت الحـ.ـرب بينكم وبين إخوانكم فقد طـ.ـابت نفسي بذلك. فأرسل المهلـ.ـهل إنما قتـ.ـلته بشسع نـ.ـعل كليب فغـ.ـضب الحارث ودعا بفرسه وكانت تسمى النعامة فجز ناصـ.ـيتها وهلب ذيلها “وقال أبياته المشهورة ومنها:
قتـ.ـلوه بشسع نعل كليب … إن قـ.ـتل الكـ.ـريم بالشسع غـ.ـال
قربا مربط النعامة مني … لقحـ.ـت حـ.ـرب وائل عن حـ.ـيال
3 – يوم عنيزة:
وفيه قُـ.ـتل نفر كثير من بكر ويقال قـ.ـتل جساس في ذلك اليوم. وورد في رواية ابن عبد ربه في عقده أنه مـ.ـات إثر جـ.ـرح أصيب به من سهـ.ـم طائش حين حصـ.ـلت المواجـ.ـهة بينه وبين أبي نويرة فقـ.ـتل أبو نويرة وعـ.ـشرة من الرجال كانوا معه وجـ.ـرح جساس فهـ.ـرب إلى عند أخـ.ـواله في الشام وهناك مـ،.ـات ولم يكن له أن تقـ.ـلد الملك أو حكـ.ـم أو تحكـ.ـم بالتغـ.ـلبيات.
4 – يوم القصـ.ـيبات:
وشارك فيه كلثـ.ـوم زوج ليلى بنـ.ـت المهلهل
5 – يوم تحـ.ـلاق اللمـ.ـم:
وفيه شارك الحارث بن عباد في صفوف البكريين بعد مقـ.ـتل بجير وهذه كانت آخر الأيام رغم أن اللقاءات استمرت بين الرجل والرجليـ.ـن إلى أن تم الصـ.ـلح.
نهاية المهلهل ونهاية قـ.ـصة الزير سالم
هناك روايتان لمـ.ـوت الزير سالم، والرواية الأولى هي الأوثق:
الرواية الأولى:
أما نهاية المهلهل فبدأت مع الحـ.ـارث بن عباد حين أسـ.ـره ولكن لضـ.ــعف بصره لم يتـ.ـبينه “فقال له: دلـ.ـنـ.ـي على المهـ.ـلهل، قال ولي د.مـ.ـي، فقال ولك د.مك، فقال: ولي ذمتـ.ـك وذمـ.ـة أبيك، فقال: نعم لك ذلك، فقال أنا المهـ.ـلهل، خـ.ـدعـ.ـتك عن نفسي، والحـ.ـرب خـ.ـدعة.
فقال الحارث كافـ.ـئني بما صنـ.ـعت لك بعد جـ.ـرمك، ودلني على كـ.ـفء لبجـ.ـير فقال: لا أعـ.ـلمه إلا امرئ القيس بن أبان رئيس قـ.ـومه والفارس الهـ.ـمام هو ذاك. فقـ.ـام الحارث بجـ.ـز ناصية المهلهل، ثم شـ.ـد على بن أبان فقـ.ـتله”.
وبقي المهلهل يحرض قـ.ـومه على الأخذ بالثـ.ـأر إلا أنه لم يعد ذلك الفـ.ـارس المغوار الذي يقـ.ـود الجيـ.ـش الجـ.ـرار وكانت القـ.ـبائل قد أنهكـ.ـتها الحـ.ـرب فقام صـ.ـلح بين القبيلتين إلا أن المهلهل نقـ.ـضه عندما أغـ.ـار على قيـ.ـس بن ثعلبة فظفـ.ـر به عمرو بن مالك فأسره وأحـ.ـسن له حيث أفرد له بيتًا يسـ.ـتقبل فيه زائريه ويولـ.ـم لهم كما لو كان في أهلـ.ـه وفي ذات الأيام أهـ.ـداه نصراني زقًـ.ـا من خمر فلما سـ.ـكر قال هذه الأبيات:
طفلة ما ابنة المحلل بيضاء … لعـ.ـوب لذيذة في العنـ.ـاق
فاذهبي ما إليـ.ـك غير بعيد … لا يؤاتـ.ـي العنـ.ـاق من في الوثـ.ـاق
ضـ.ـربت نحرها إلى وقـ.ـالت … يا عـ.ـديًا لقد وقـ.ـتك الأواقـ.ـي
“فلما سمع بذلك عوف رئيس قيس بن ثعلبة اغتـ.ـاظ وأقسـ.ـم ألا يذوق المهلـ.ـهل قطـ.ـرة ماء حتى يرد الخـ.ـضير (الخضير: بعير لعـ.ـوف لا يرد المـ.ـاء إلا في اليوم السـ.ـابع) فقال له ناس من قـ.ـومه: بئـ.ـس ما حلفت قتـ.ـلت مهلـ.ـهلاً وإلى أن ورد خضـ.ـير كان قد هلك المهـ.ـلهل عطـ.ـشًا”.
وهذه الرواية الأوثـ.ـق لمـ.ـوته فقد أوردها عبد ربه في عقـ.ـده والطبري في تاريخ الأمم والملوك والقـ.ـرشي في جمـ.ـهرته وابن منظور في لسانه وياقـ.ـوت في معجمه.
الرواية الثانية
وهناك رواية أخـ.ـرى أوردها صاحب الخـ.ـزانة “وتقول لما أسـ.ـن المهلهل وخـ.ـرف أقـ.ـام عليه قـ.ـومه عبـ.ـدين يخـ.ـدمانه وخرج بهما إلى سفر فعزم العبدان على قتله فلما عرف ذلك كتب على قتب رحله:
من مبلغ الحيين أن مهلهلاً … لله دركما ودر أبيكما
فقـ.ـتلاه وعادا إلى الحي وقالا بأنه مـ,.ـات ولكن ابنته قـ.ـرأت ما على القـ.ـتب فقالت: إن مهلهلاً لا يقـ.ـول هذا الشعر وإنما هو أراد
من مبلغ الحيين أن مهلهلاً … أمسى قـ.ـتيلا في الفـ.ـلاة مجـ.ـندلا
لله دركما ودر أبيكما … لا يبرح العبدان حتى يقـ.ـتلا
فضـ.ـربوا العبدين حتى أقرا بقـ.ـتله فقـ.ـتلا.
هذه هي نهاية البطل الزير سالم، الذي أفـ.ـنى عمره في طلب الثـ.ـأر وجمع الجـ.ـماجم، حتى صار المـ.ـوت عنده كالحيـ.ـاة، ونسي جميع اللذات، وفقد كل قريب أو بعيد كان معه في ذات المرات، وطويت بمـ.ـوته للثـ.ـأر صفحات.