ما الفرق بين “الوالدين” و الأبوين” في القرآن الكريم؟.. إليك الإجابة المذهلة!.. فيديو
ما الفرق بين “الوالدين” و الأبوين” في القرآن الكريم؟.. إليك الإجابة المذهلة!.. فيديو
يقول الله عز وجلّ في سورة الإسراء: “وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا”. لم يقل الله سبحانه وصينا المؤمنين، بل وصينا الإنسان عموماً.
يريد الله عز وجل أن يقول أن هذا علاقة الأبناء بالآباء وعلاقة الآباء بالأبناء هي من خصائص هذا الإنسان لا تجد هذه العلاقة بين كل الأحياء الأخرى، ففي الحيوانات هناك أمٌ تعرف أطفالها، ولكن الأب لا يهتم من هو ابنه والابن لا يهتم من هو أبوه، بل إن الابن لا يهتم من هي أمه وحينئذٍ الأم فقط في المخلوقات الحية هي التي تهتم بأطفالها إلى حين.
من أجل هذا من خصائص الإنسان احترام الأبوين وتقديرهما وتقديسهما، وحسن التعامل معهما هذا من خصائص الإنسان لأن الله تعالى وصّاه بذلك، وهذا من جملة عناصر إنسانيته. ولكن ما الفرق بين الوالدين والأبوين ؟
يقول د. فاضل السامرائي: الله تعالى في جميع القرآن إذا أمر بالبر والدعاء يستعمل الوالدين وليس الأبوين في القرآن كله. مع العلم أن الوالدين مثنى والد ووالدة وغلّب المذكر الوالد والأبوين مثنى أب وأم وغلّب المذكر الأب. “وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا” هذه عامة لم يحدد ذكر صفة من كفر أو غيره. “رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ” نوح.
“رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ”- إبراهيم-. “وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا” الإسراء. لم يذكر في القرآن موقف برّ أو دعاء إلا بلفظ الوالدين. أما في آية المواريث “وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ”- النساء-. “وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ”- الكهف-. ليس فيها مقام ذكر البرّ، لذا قال أبواه.
لا شك أن الأبوين “مثنى الأب والأم” وجاء بلفظ المذكر على سبيل التغليب، وإن “الوالدين” هما الوالد والوالدة وأيضاً تغليب لفظ الوالد مع أنه لم يلد والولادة للأم، الولادة للأم بالفعل وللأب للنسب.
إذن عندما يقول “الوالدين” تذكير بالولادة “يعني الأم” يعني فيها إلماح إلى إحسان الصحبة إلى الأم أكثر وهذا يتطابق مع حديث النبي صلى الله عليه وسلم عندما سأله رجل: من أحق الناس بحسن صحابتي؟، قال: “أمك”، قال: ثم من؟ قال: “أمك” ، قال: ثم من؟ قال: “أمك”، قال: ثم من؟ قال: “أبوك”. لأن الولادة منها. إذن كل القرآن فيه إلماح إلى أن الأم أولى بحسن الصحبة والإحسان إليها أكثر من الأب فالاهتمام بالأم أكثر.
ما الفرق بين الوالد والأب؟ التي تلد هي الأم والوالد من الولادة والولادة تقوم بها الأم وهذه إشارة أن الأم أولى بالصحبة وأولى بالبر قبل الوالد.
لكن في المواريث استعمل الأب “وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ”. في الأموال يستعمل الأبوين أما في الدعاء يقول: الوالدين. لكن لماذا اختار الوالدين؟
الولادة تقوم بها المرأة وليس الرجل أما تسمية الوالد يقول أهل اللغة على النسب والوالدة على الفعل هي التي تلد. إذن اختار لفظ الوالدين التي هي من الولادة التي تقوم بها الأم ، اختار لفظ الولادة ولم يختر لفظ الأبوة.