من علامة صفر إلى رقم 12 في العالم.. مشروع لطفل صغير سيعيد الكهرباء إلى سوريا ويصدر الطاقة النظيفة إلى دول العالم!
من علامة صفر إلى رقم 12 في العالم.. مشروع لطفل صغير سيعيد الكهرباء إلى سوريا ويصدر الطاقة النظيفة إلى دول العالم!
بعد أكثر من عشر سنوات من الحـرب والدمـار والخـوف لا نتوقع من بلد مثل سوريا أن تحيي أي مشروع في أي مجال, ولكنها بلد المفاجأت دائماً فمن داخل العتمة تأسست شركة جديدة تخصصت بتوليد الكهرباء النظيفة!
ولم تكن هذه الشركة أي شركة إنما هي الأولى في الشرق الأوسط في مجال توليد الطاقة النظيفة ومن هنا نستطيع التوقع بمستقبل سوري مشرق بعد ظلام الحرب.
ففي بلد يفتقر إلى أقل مقومات الحياة اليومية، ويشكو من عتم الليل وبرد الشتاء نتيجة فقدانه للكهرباء والمشتقات النفطية، بعد 11 عامًا من النزاعات، تأسست شركة ناشئة سوريّة بالكامل ودفرم “WDVRM“، وهي الأولى في الشرق الأوسط وشمالي إفريقيا والـ 12 على مستوى العالم، التي تخصصت بتوليد كهرباء نظيفة لا تعتمد على الوقود الأحفوري بل على طاقة الرياح.
وبينما يبدو الأمر أقرب إلى الخيال أمام السوريين خاصةً الذين يجدون في الألواح الشمسية حلمًا بعيد المنال، إلا أن رحلة هذه الشركة من الفكرة حتى تلقي عروض بالاستثمار والشراء، تبشر بالخير وبمستقبل أكثر إشراقًا في سوريا.
من بلد لا يليق بها هكذا مشاريع.. بدأت الرحلة!!
حيث قامت شركة WDVRM على فكرة مشروع مدرسي في دبي للطفل ربيع إلياس وهو في الـ 12 من عمره عام 2006.
حصل المشروع على علامة الصفر، لأنّه، حسب ادعاء المعلمة لا يليق بسوريا التي كانت تشكو من فقر في البنى التحتية حينها، وتعاني من دمار في نسبة كبيرة في هذه البنى اليوم.
علامة الصفر والرد القاسي ودموع الطفل دفعت والده، وليد إلياس، للاطّلاع على المشروع وفكرته واتخاذ القرار بتنفيذه لما يحمل معه من فرصة واعدة. ترك بعدها ربيع المدرسة لمدة شهر، بأمرٍ من والده وليد، للمشاركة في معرض هامبورغ لطاقة الرياح في ألمانيا، ولأن الأرض الموعودة بهذا المشروع هي سوريا، قوبلت الفكرة بتشكيكٍ كبير من العديد من الخبراء.
في عام 2011، عندما بدأ أصحاب رؤوس الأموال بالقفز من المركب الغارقة ومغادرة سوريا بأموالهم، باع وليد إلياس أملاكه في أوروبا والخليج العربي وقرر الاستثمار في وطنه عملًا بالمقولة “إذا ضربت المدافع، شيّدوا المصانع”.
ووسّع المعمل الذي كان عندها (المجمع السوري الأوروبي للصناعات الثقيلة)، من 11 ألف متر مربع إلى 75 ألف متر مربع، ليصبح المعمل الوحيد في الشرق الأوسط وشمالي إفريقيا للطاقات البديلة والصناعات الثقيلة.
الاكتفاء الذاتي في ظل الحصار الدولي في بلدٍ تعاني من العقوبات الدولية وإجراءات الحظر الاقتصادي الجائر، اضطرت ودفرم لتركيب العنفات محليًّا بالكامل حيث يتم تصنيع 80% من المعدات في المجمع
واقتصرت حصة الاستيراد على 20% من الأجزاء اللازمة وهي عبارة عن بعض القطع التحريكية التي تستورد وفق تصاميم المجمع ذاته.
كذلك تم الاعتماد بالكامل على كوادر الشركة السوريّة عند نقل العنفة من مكان تصنيعها في حسياء الصناعية إلى مكان التركيب والتشغيل بالقرب من جسر شين
الأمر الذي شكّل مشكلةً في البداية لعدم توفر أي آلية قادرة على نقلها محليًا وصعوبة استيراد رافعة بهذه المواصفات، فتم في المجمع تركيب رافعة خاصة لنقل العنفة بلغ وزنها 1200 طن واستطاعتها 650 طنًا وبارتفاع وصل إلى 167م
لتنقل العنفة. لاحقًا تم ضم هذه الرافعة إلى آليات المعمل لتكون هي الرافعة الوحيدة في سورية المخصصة لتركيب العنفات الهوائية بتكنولوجيا متطورة.
الأمل بمستقبل مضيء في سوريا
بعد أن قوبلت الفكرة بالرفض والتشكيك قبل إنشاء العنفة الأولى، بدأت الأصداء تطالب بمزيد من العنفات، سيّما وأنه استنادًا إلى كل الوعود التي قدمها ربيع إلياس،
فإن شركة WDRVM قد تكون أمل سوريا في إلغاء التقنين على الكهرباء، الذي وصل في بعض المناطق إلى 6 ساعات تقنين مقابل 45 دقيقة من التدفق الكهربائي.
في فترتها التجريبية الأولى، وخلال أقل من شهر تمكنت أول عنفة من تغذية الشبكة الكهربائية بأكثر من 500 ميغا واط (الميغا واط تساوي 1000 كيلو واط)، لكن ما تحتاجه الشركة هو تركيب 1500-2000 إلى عنفة ريحية، باستطاعة تبلغ 2.5-6 ميغاواط للعنفة الواحدة، حتى تجعل من سوريا بلد الأضواء.
رغم إدخال ألواح الطاقة الشمسية واعتمادها مؤخرًا في بعض البيوت والمنشآت السورية، وحماس سوريا تجارًا وحكومةً إلى الاستثمار في الطاقة الشمسية إلاّ أنّ ودفرم تنصح وتفضّل الاعتماد على طاقة الرياح، لأنّها تتطلب تكنولوجيا أقل تعقيدًا
وأراضٍ أقل مساحةً لإنتاج الكهرباء باستخدام العنفات الهوائية مقارنةً باحتياجات توليد الكهرباء من الألواح الشمسية. بالإضافة إلى القدرة على استرداد رأس المال المستثمر وتحقيق أرباح بغضون 3 إلى 4 سنوات في حال استخدمت العنفات الهوائية، بينما تحتاج الألواح الشمسية لـ 10 سنوات.