طفل سوري لاجئ يصبح حديث الأوروبيين ويحقق انجاز تاريخي غير مسبوق
طفل سوري لاجئ يصبح حديث الأوروبيين ويحقق انجاز تاريخي غير مسبوق
عندما بلغ حسين بيسو الرابعة من عمره، طلب من والده تعليمه لعبة الشطرنج، حيث كان يراقب والده وهو يلعب في الأمسيات في الشرق الأوسط. استجاب الوالد لرغبة حسين،
وبعد إتقان الحركات الأساسية، برع حسين بيسو بسرعة وأظهر موهبته. وقال والده مصطفى بيسو إنه بدأ يصحح للآخرين ويوجههم لتحقيق الفوز. الآن، في عمر 11 عامًا، سيشارك حسين بيسو في كأس ميتروبا في كرواتيا كأصغر لاعب ألماني في تاريخ اتحاد الشطرنج الألماني.
مدرب منتخب الشباب القومي الألماني يصفه بأنه لاعب استثنائي وسريع جدًا في استيعاب مواقع الشطرنج.
وقال أندرياس كوهلر، مدرس الشطرنج لبيسو، إن اهتمامه باللعبة ورغبته في الفوز جزء من موهبته. وتحدث المدرب عن تمرين طُلب فيه من اللاعبين تبديل الأماكن في منتصف اللعبة وتبني استراتيجية الخصم.
وقال كوهلر “رفض حسين بشدة أن تستدير اللوحة وفضل التوقف عن اللعب تماما”.
وبدأ بيسو الاشتراك في بطولات، وفاز بالمركز الأول في مسابقة ألمانيا لأقل من عشر سنوات عام 2020 ثم المركز الثالث في بطولة العالم تحت سن 12 سنة العام الماضي.
وتشابه اللعبة مع الرياضيات هو ما يجعلها ممتعة في نظر بيسو. واليوم يتحدث بيسو الألمانية بطلاقة وتعلم من البطولات الكثيرة التي شارك فيها. وقال إن استمرار التركيز لعدة ساعات أحيانا في مباراة هو التحدي الأكبر بالنسبة له.
ودشنت أسرته حملة تمويل جماعي للمساعدة في تمويل كلفة السفر إلى البطولات والتدريب ويأملون أن يجد راعيا في نهاية المطاف.
وقال والده “ينظر الناس إلى النجاح باعتباره سحرا فحسب، (لكنه) يحتاج إلى الكثير من العمل والكلفة”.
لكن الوالد ممتن أيضا للدعم الذي تلقاه ابنه في ألمانيا ويقول إن مواهب ابنه كانت ستذهب سدى لو ظل في سوريا.
ومضى يقول “لو ظل في سوريا بهذه الموهبة، ما كان ليتفوق إلا بدعم من شخص يتمتع بنفوذ، وحتى إذا حدث هذا، كان سيتوقف عند نقطة معينة”.
وعلى الرغم من عدم حصوله على الجنسية الألمانية الكاملة بعد، سيلعب بيسو مع الفريق الألماني كأصغر لاعب في تاريخه.
وفولكر، مدرب منتخب الشباب القومي الألماني وهو الذي اختار بيسو، قال إن كل ما هو متوقع منه هو اكتساب خبرة في كرواتيا، نظرا لأنه سيلعب مع خصوم أكبر سنا.
يعترف بيسو نفسه بالتحدي المتمثل في كونه صغير جدا، لكنه يرى فيها فرصة لشحذ مهاراته.
وقال بيسو “إذ فزت، فالحمد لله على ذلك، وإذا خسرت سأحاول الفوز في المرة التالية”.