منوعات

ما قصة المسجد الذي يحفظ الأمانة.. حكاية توارثتها الأجيال عن مسجد الرحيب في عمان.. شاهد

تركيا رصد // منوعات

ما قصة المسجد الذي يحفظ الأمانة.. حكاية توارثتها الأجيال عن مسجد الرحيب في عمان.. شاهد

هل سبق وأن سمعت بأن هناك مسجد يحفظ الامانات؟ هل هي حقيقة أن خرافة تناقلتها الأجيال، فما قصة مسجد الرحيب وهل حقاً يقوم بحفظ الأمانات؟؟

في مقالنا هذا سوف نسرد لكم حكاية مسجد الرحيب القائم في إحدى قرى ولاية بُهلاء بسلطنة عُمان وعند واحة يحيط بها النخيل.

فقد ظل هذا المسجد متشبثاً بجذورها محافظاً على بنائه منذ عقود ، ويعد المثل الأول على تراث المنطقة وعاداتها، وبقيت أركانه تروي للأجيال القادمة براعة ما يتميز به أهالي المنطقة من عادات وتقاليد ترجمتها تفاصيل هذا المسجد.

وبحسب ماتناقلته أجيال تلك المنطقة فإن لمسجد الرحيب قصة مثيرة إذ يزعمون أنه سمي بمسجد “الأمانة” وحسب مايروي يقصها أحد سكان المنطقة عن سبب تسمية المسجد بهذا الاسم

قائلا “سُمي بمسجد الأمانة لأنه يحتفظ بما يوضع بداخله، فيحفظ أمانات أصحابه إلى حين عودتهم”.

وفقاً الحكايات المتناقلة من جيل لآخر في المنطقة المحيطة بمسجد الرحيب : ” يروى أن في يوم من الأيام ترك أحد الأشخاص خنجره في المسجد، وشاهده أحد المارة وأخذه، وعندما هم بالخروج من باب المسجد وهو يحمل الخنجر فقد بصره، فوقف مكانه وأعاد الخنجر، فرجع له بصره.

وحاول تكرار العملية عدة مرات فكان يفقد بصره كلما هم بالخروج من المسجد وبيده الخنجر ويعود إليه بصره عندما يعيدها إلى مكانها فسُمي بمسجد الأمانة، لمحافظته على الأمانات التي توضع بداخله مهما طالت مدة بقائها إلى أن يعود صاحبها.

شكل المسجد وبنائه

يقول الشيخ الهنائي أحد مشايخ هذا الجامع أن عملية بناء هذا المسجد قد تمت بكل مهارة والدقة اللامتناهية في تفاصيله فيشير إلى الزخارف الموجودة في نوافذ المسجد، كما يتحدث عن صلابة السور المحيط بالمسجد الذي بُني محليا من الحجارة والطين.

ورغم وجود المسجد على ضفة وادي المنتق، وكما هو معروف في أحيان كثيرة عند غزارة الأمطار قد يؤثر الوادي على الأبنية والممتلكات القريبة من ضفتيه، فإن مسجد الرحيب لم يتأثر بالوادي.

وانطلاقا مما تشهده محافظة الداخلية من اهتمام أهاليها بترميم الأماكن التراثية وتحويلها إلى مزارات سياحية واستثمارها في إنعاش الحركة السياحية والاقتصادية بالمنطقة، يأمل أهالي قرية بلادسيت الموجود بها المسجد، ترميمه والحفاظ عليه.

عراقة المسجد وتاريخه

 

يقول الشيخ حمد بن سنان بن غصن الهنائي إن مسجد الرحيب مسجد قديم جدا، ويقدر عمره بأكثر من 200 سنة، ويحتوي على “صرح” خارجي يستخدم عندما يزيد عدد المصلين، كما يستخدم للإفطار في رمضان، إذ تعلق فيه “الجحال” (مفردها “جحلة) وهي أوان فخارية تستخدم لحفظ الماء باردا

 

ويقوم أهالي المنطقة بتعبئة “الجحال” بالماء من فلج (قناة مائية) “الغويف” وفلج “بلادسيت” القريبين من المسجد، وهذه “الجحال” هي مصدر الماء لمرتادي المسجد والمارة.

ويوجد خلف الصرح “النضد” وهي غرفة صغيرة تستخدم لتخزين التمور، ويقول محمد بن حماد الهنائي إن هذه الغرفة كانت تستقبل كميات كبيرة من التمور، سواء أكانت من أموال المسجد أو من تبرعات أهالي المنطقة.

ورغم قدم المسجد والتغيرات المناخية، فإن مسجد الرحيب ما زال يحتفظ ببنائه، وبين جدرانه الترابية الصلبة يحكي الهنائي عن جودة بناء المسجد قائلا “بُنيت جدران المسجد من الصاروج وهو طين محروق يُصنع محليا، ولا يتآكل بفعل العوامل البيئية والمناخية وإنما يظل محتفظا بقوته وصلابته عبر مئات السنين”.

أما أبواب المسجد فهي مصنوعة من الأخشاب العُمانية وبالتحديد من خشب شجرتي السدر والسمر، ولا تزال هذه الأبواب تحتفظ بجودة النجارة المحلية وجمال زخارفها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock