مفاجأة أحدثت ضجة.. جفت مياه الفرات وهذا ما ظهر للعلن “فيديو”
مفاجأة أحدثت ضجة.. جفت مياه الفرات وهذا ما ظهر للعلن “فيديو”
يعد نهر الفرات أطول نهر في أوروبا وآسيا. تشق طريقها عبر تركيا وسوريا والعراق وإيران – وتمتد إلى ضفاف البحر الأسود. كلمة “الفرات” تعني “المياه النقية” في اليونانية ،
وهذا الاسم يشير إلى مصدر النهر. مياه النهر مهمة لكثير من الناس. تنقل المجتمعات الزراعية على طول ضفافها المواد الخام وتدر دخلاً من مياه النهر.
بالإضافة إلى ذلك ، تستمد العديد من البلدات والمدن جزءًا من حيويتها الاقتصادية من شحن البضائع عبر نهر الفرات.
يكمن السبب الرئيسي لأهمية نهر الفرات في مياهه نفسها. يستخدم الكثير من الناس مياه النهر للشرب والطبخ والتصنيع. يحافظ شحن البضائع عبر النهر على الموارد الثمينة من خلال تجنب الحاجة إلى شاحنات النقل.
بالإضافة إلى ذلك ، فإن العديد من البلدات الواقعة على طول ضفة النهر تجني إيرادات من تأجير المستودعات أو الأرصفة لتستخدمها شركات الشحن.
بالإضافة إلى ذلك ، تعتمد الكثير من الأراضي الزراعية على النهر في الري. يسمح للمزارعين بالحفاظ على سبل عيشهم. – – أصبحت الأهمية الاقتصادية لاقتصاد المياه في أبو هريرة واضحة خلال موسم الجفاف قبل سبعة قرون.
شهد هذا الموسم انخفاضًا ملحوظًا في إنتاج الحليب في جميع أنحاء العالم الإسلامي. للتعويض عن قلة إنتاجه من الحليب ، نقل مزارع الحليب أبو هريرة لبنه عبر نهر الفرات إلى منطقة أخرى.
بمرور الوقت ، أصبحت هذه الممارسة شائعة بين مزارعي الألبان في منطقته. يوضح هذا كيف يمكن لاقتصاد المياه المحلي أن يفيد منطقة بأكملها عند التنسيق بشكل صحيح. عن طريق شحن البضائع عبر النهر ، يمكن للمناطق المجاورة أن تدر إيرادات إضافية خلال المواسم السيئة.
ورث الإمبراطور الروماني هادريان جانبي نهر الفرات من والده أنتيباتر الثاني عندما أصبح بالغًا. قام ببناء جدار حجري على طول جزء كبير من حدود القرن الثاني الميلادي بين الأراضي الرومانية والبارثية.
تمتد هذه الحدود المحصنة على طول ضفتي نهر الفرات – مما أدى إلى إنشاء إمبراطوريتين منفصلتين تمامًا تشتركان في السيطرة على هذا الممر المائي المهم.
عندما نشأ الصراع بين هذه الإمبراطوريات ، أثر بشكل مباشر على كيفية حكم الطرفين للمناطق المتاخمة لنهر الفرات. بالإضافة إلى ذلك ،
سارعت الجيوش على جانبي نهر الفرات للدخول في معارك جنوبا على طول الحدود مع بلاد فارس. خدم النهر كأصل عسكري حاسم لكل من اليونانيين والأتراك على حد سواء في العصور القديمة.
استفاد اقتصاد أبو هريرة المائي من شحن حليبه عبر النهر خلال موسم الجفاف – مما حوّل الضرورة إلى فرصة. بمرور الوقت ، أصبحت هذه الممارسة معروفة بين زملائه من منتجي الألبان ،
مما أوجد منطقة كاملة من الفرص الاقتصادية القائمة على شيء واحد: المياه. نظرًا لأن الكثير من الأشخاص يستخدمون هذا المورد ويستفيدون منه ، فهناك اهتمام كبير بالحفاظ عليه قدر الإمكان.
أظهر مقطع مصور تداوله ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي جانباً مما قيل إنها “مدافن أثرية” ظهرت على ضفاف نهر الفرات بعد انحساره.
وأظهر المقطع، الذي صوّر في مدينة منبج شرقي حلب، شاباً يقف على ضفة النهر الذي قال إن مياهه انحسرت قرابة الـ 7 أمتار عن المعدل المعتاد، مما أدى لظهور “مقبرة أثرية قديمة”.
ولم يتسنَّ لتلفزيون سوريا التأكد من الحقبة التي تعود لها هذه المدافن أو أي تفاصيل إضافية.انحسار الفرات يكشف عن قلعة تاريخية في تركياوكان انحسار مياه النهر في بحيرة سد كيبان، الواقعة في قضاء “آين” شرقي تركيا، إلى ظهور جميع أجزاء قلعة “هاستيك” التاريخية.
وتقع قلعة “هاستيك” على حافة نهر الفرات مباشرة في قرية تسمى “يني بايام”، ولا يمكن الوصول إليها إلاّ بواسطة القوارب.
وقال رئيس قسم قسم التاريخ بجامعة الفرات حينئذٍ، كوركماز شن، إن القلعة من المرجّح أن تكون معبداً يعود لحقبة ما قبل المسيحية، مضيفاً أن القلعة مكونة من ثلاثة طوابق نُحتت داخل الصخور.
وبحسب “شن”، ظهرت كتابات بلغة يونانية على الجدران الداخلية لحجرات القلعة، لافتاً إلى أن المنطقة من المتوقع أنها كانت تستخدم كمركز حدودي خلال الإمبراطورية الرومانية الشرقية.
عُرفت مدينة منبج واشتهرت عبر التاريخ لمكانتها ودورها المميز في الكثير من العصور، حيث كانت مركزاً دينياً وعسكرياً وتجارياً وزراعياً معروفاً.
تقع منبج إلى الغرب من نهر الفرات بـ “30كم” والشمال الشرقي من مدينة حلب عاصمة سوريا الاقتصادية وكبرى مدن الشمال السوري، وتبعد عنها ما يقارب الـ “80 كم”، فيما تبعد عن الحدود التركية السورية مسافة “30 كم”، وترتفع عن سطح البحر حوالي “470م”.
وعلى أرض شبه سهلية تنحدر نحو نهر الفرات شرقاً والساجور شمالاً، فتتربّع بخيلاء في موقع استراتيجي تتفرّد به، لتكون كواسطة العقد في ملتقى طرق التجارة والزراعة،
وصلة الوصل بين مدن شرق وغرب الفرات، إضافة إلى تاريخها الموغل في القدم، والذي تحكي عنه ما يكشف فيها من آثار وأوابد تاريخية تظهر كل يوم.
التسمية والأهمية التاريخية للمدينة وآثارها:
اختلف الباحثين في التاريخ في أصل التسمية وتاريخ بنائها، فمنهم من قال إنّها تعود في بنائها وتسميتها إلى كسرى، الذي بناها وأطلق عليها اسم “مَنْ بِه”،
وحُرّفت فيما بعد إلى “مَنْبِج” بفتح الميم وتسكين النون وكسر الباء، ومنهم من يقول إنّ الاسم الحالي مشتقّ من كلمة مبوغ “في اللغة الحثية”،
ثم “نامبيجي” بالآشورية و”نابيجو” بالآرامية، ومنهم من يقول إنّها تعود لأصل الكلمة السريانية “نابوج” لأنّها كانت تحتضن نبعاً غزيراً من الماء كان يعرف بـ “نبع الروم”.
أما أهمية المدينة عبر التاريخ، فقد كانت مَنبج تلعب دوراً كبيراً دينياً، فكانت عاصمة الآراميين، وفيها شُيّد هيكل لإله العواصف “حدد” وكذلك تمثال لآلهة المياه “أتاركانين”،
وكذلك كان لها دور عسكري، فكانت تارة قاعدة للجيش الروماني، وتارة قاعدة ومنطلقا للجيوش الإسلامية ومنطلقا للجيوش نحو بلاد الروم، وكانت شاهدة على سجالات عسكرية بين العرب والروم البيزنطيين.
وما زالت بقايا الأسوار الرومانية والبيزنطية تحكي قصص الفتوحات والمعارك والانتصارات المتبادلة، كما إنّ المدينة عرفت كمركزٍ تجاري اقتصاديّ،
وانتعشت فيها صناعة الحرير الطبيعي الذي كان يعتمد على تربية دودة القزّ حتى أواسط القرن الثالث عشر، بالإضافة إلى زراعتها للأشجار المثمرة والحبوب والخضار مما جعلها من المراكز البشرية الهامة التي انتعشت فيها الحياة بكافة جوانبها على الدوام.
أما المواقع الأثرية في منبج فإنّها لا تكاد تحصى، وما زالت في كلّ يوم تُخرج لنا من ذخرها الدفين ما يحكي قصصاً عن تاريخ غابر وحضارات عديدة،
ولعلّ أبرز المواقع الأثرية على سبيل المثال لا الحصر هي: “القلعة، المدافن الغربية، تل عرب حسن، خربة ألاباش، تل أحمر، جعدة المغارة، تل العبر، تل أبو قلقل، جبل خالد، قلعة نجم، تل شيوخ تحتاني، وتل شيوخ فوقاني، ديرقنشرة،
صرين، تل حالولة، شاش حمدان، قلعة أم السرج، قلعة الحلونجي، موقع النبغة، تل الرفيع، تل خميس، تل الزنقل، تل الياسطي، الشقلة، الهوشرية”.
أوابد أثرية ومكتشفات جديدة تسرد قصص الحضارة:
إلى جانب الكمّ الهائل من المواقع الأثرية الهامّة والنادرة، ما زالت الاكتشافات تتوالى في كلّ يوم وبعضها يكون دون قصد، جراء عمليات البناء أو الفلاحة أو دفن الموتى، وكأنّ المدينة تحوي في أحضانها من الحضارات أكثر مما فوقها، وتخبّئ أكثر مما تفصح عنه من تاريخ مشرق ومشرّف.
مؤخراً وبعد تحرير المدينة من تنظيم داعش، كانت المعابد والمدافن التي اكتشفت في جنوب شرق المدينة فيما يعرف بمنطقة “المطاحن” محط أنظار واهتمام لجنة الثقافة والفن والتي تتولى مهام حماية الآثار أيضا في الإدارة المدنية في منبج خلال شهر آب من العام المنصرم.
بالتوجه إلى الموقع برفقة قسم الآثار في لجنة الثقافة بالمدينة كانت الرؤية الحقيقية والمباشرة خير رواية وأفضل شاهد، وكان لوجود أكاديمي في الآثار ضمن اللجنة،
فرصة ليحدثنا عن الموقع وتاريخه وما يعنيه وبخاصة أن الموقع اكتشف حديثاً، والأكاديمي السيد عبدالوهاب شيخو هو بذات الوقت رئيس شعبة التنقيب في دائرة الآثار وتحدّث بالتفصيل عن الموقع:
“تم اكتشاف الموقع بعد معلومات من أهالي المنطقة بوجود مدخل بشكل سرداب سفلي، يؤدي إلى نفق في منطقة المطاحن،
وعند الوصول للمكان الذي يقع ضمن منطقة سكنية في الطرف الجنوبي الشرقي للمدينة، ومن خلال درج حجري يمكن النزول إلى قلب الموقع،
الذي يعتبر مدفناً ومعبداً في ذات الوقت ويعود تاريخه المعروف الآن إلى مرحلة الدعوة السريّة للديانة المسيحية وكان المبشرون يلجؤون إلية للتعبد والاختباء، أي حوالي عام325م”.
وأضاف عبدالوهاب: “المكان كان مكتشفاً منذ عام 2011م، ولكنّه كان مهمّشاً، وبعد انطلاق الثورة السورية وما شهدته المنطقة من نزاعات عسكرية خضعت لسيطرة الجيش الحر،
ومن ثم إلى سيطرة داعش على المنطقة ومنها هذه المدافن، وأخبرنا بعض المواطنين بوجود مداخل ودهاليز تؤدي إلى موقع أثري ترزح تحت أطنان من القمامة والنفايات،
وبعد أن قصدنا الموقع رأينا إنّه تعرض لنهب كامل وتخريب متعمّد وتنقيب عشوائي، وكان تنظيم داعش هو المسيطر على المدينة برمتها”.