منوعات

الذهب الأحمر.. انتشار زراعة نبتة في دولة عربية تكاليفها بسيطة ومرابحها بآلاف الدولارات

الزعفران “الذهب الأحمر”.. انتشار زراعة نبتة في دولة عربية تكاليفها بسيطة ومرابحها بآلاف الدولارات

في ظل الأزمة التي تشهدها سوريا، وبعد انهيار القطاع الزراعي فيها بسبب نقص المياه والمحروقات بدأ السوريون بزراعة انواع جديدة من النباتات،

وبعد تجربتهم زراعة النبتة السكرية ستيفيا ونجاحها بشكل مذهل، بدأوا بزراعة الزعفران الذي له مردود اقتصادي ممتاز.

ويعمل الفلاحون السوريون جاهدين على كسب رزقهم عبر الإمكانات المتوفرة، ولجوئهم لزراعة نباتات رخيصة الكلفة .

الزعفران في مدينة سورية

وينكب “ابو حيان” بهدوء وحذر، على قطاف أزهار نبتة الزعفران، في حقله الكائن بمنطقة مسكنة جنوب مدينة حمص وسط سوريا.

يقول المزارع الذي ترتسم على وجهه علامات الرضا بعد نجاح تجربته الجديدة التي أطلقها ضمن مشروع تنموي صغير:

“طرح علي مشروع لزراعة الزعفران، كونه مربح فقررت زراعته، بعد التأكد من أن التربة في ارضي صالحة،

فعملت وفق توصيات (اتحاد غرف الزراعة) السورية، وقمت بفلاحة الأرض وزرعت بشكل مبدئي حوالي 10 آلاف بصلة”.

المزارع أحمد بوظان، المكنى بـ أبو حيان، قال لـ “سبوتنيك” أن زراعة الزعفران الذي يسمى أيضا بـ “الذهب الأحمر” و”زهرة السعادة”، هو من الزراعات الواعدة في سورية،

وبدأت تنتشر مؤخرا نظراً لتوافر البيئة المناسبة لنموه بمواصفات إنتاجية موثوقة ووافرة،

سواء على مساحات واسعة، أو ضمن حيازات صغيرة، مؤكدا أن استثماره يعطي ثلاثة أضعاف رأس المال كل عام.

ويعد الزعفران من أقدم وأغلى التوابل في العالم حيث يباع بالغرام كالذهب، ويتطلّب إنتاجه جهداً وصبراً طوال السنة،

إذ يجب على المزارعين حصد الأقلام الرقيقة من كل زهرة بأيديهم. بعد ذلك يعالجونها لإخراج الطعم من الزعفران.

يوضح أبو حيان أن “الإنبات والإزهار ممتازين لدى الشتلات وبمردود ثلاثة أضعاف، وبدأت قطاف الأزهار بواقع ألف زهرة في كل قطفة”،

مشيراً إلى انه بالتزامن مع عملية القطاف، بدأ بتطوير مشروعه، عبر زراعة بصيلات في أكياس “نايلون” لافتاً أن العشرة آلاف بصيلة، أنتجت حوالي ثلاثين ألف بصيلة”.

ويتطلب الحصول على غرام واحد من الزعفران المجفّف، قطف حوالي 150 زهرة واستخراجه منها.

زراعة الذهب الأحمر تبدأ بالانتشار في سوريا - سبوتنيك عربي, 1920, 01.12.2022

بصيلات الزعفران ومشروع انتاجها

ويعمل اتحاد الغرف الزراعية في سوريا، وبالتنسيق مع كل الغرف الزراعية في المحافظات وبالتعاون مع جامعة البعث،

على إنتاج كورمات (بصيلات) بمواصفات إنتاجية موثوقة ومضمونة، لبيعها للمزارعين، حيث وصل عددهم إلى 94 مزارعاً منتجاً للبصيلات على مستوى سوريا،

وتتم متابعتهم عبر فريق فني بشكل دائم، إضافة لإقامة ورشات تدريبية حقلية للمزارعين.

مستشار غرف الزراعة السورية، الدكتور عبد المسيح دعيج، قال لـ”سبوتنيك”:

أن: “حقل الزعفران في منطقة مسكنة جنوب حمص من التجارب النوعية الرائدة” من حيث الإنبات والإزهار،

وهو مؤشر جديد على نجاح زراعته بحمص، بشكل خاص وسوريا بشكل عام لافتاً إلى أن زراعة الزعفران من الزراعات النوعية والواعدة في البلاد”.

ويؤكد المستشار أن نسبة الإنبات في تلك الحقول النموذجية تتراوح بين 98 إلى 100 %، مشيرا إلى أن المشروع ناجح،

سواء أكان فرصة استثمارية من خلال ضخ مالي كبير، أو من خلال تنفيذ مشروع تنموي متناهي الصغر..

لنقل بدءا من بزراعة خمسة متر مربع في حديقة المنزل”.

زراعة الذهب الأحمر تبدأ بالانتشار في سوريا - سبوتنيك عربي, 1920, 01.12.2022

ويوضح الدكتور دعيج عوامل نجاح زراعة الزعفران في سوريا، موضحا أنه “لا يحتاج حيازات زراعية كبيرة، كما أن احتياجاته المائية قليلة، وأغلب أنواع الترب مناسبة لزراعته”.

لافتاً إلى أن اتحاد غرف الزراعة السورية، يشجع المزارعين على زراعة الزعفران، من خلال ندوات أو ورشات عمل مبيناً أن الاتحاد يلعب دور الوسيط بين المزارعين،

اقرأ أيضاً: سعر الكيلو 20 دولاراً.. كنز مزارعي سوريا والمغرب العربي زراعته سهلة ومحصوله وافر

من حيث بيع الكورمات المنتجة لدى مزارعين إلى آخرين يرغبون بالزراعة، مع ضمان حيويتها العالية،

عبر التعاون مع جامعة البعث التي تقوم بدراسة و تحليل تلك الكورمات”.

ويؤكد مستشار اتحاد الغرف الزراعية السورية أن “التحاليل والتجارب،

‏التي أجريت في جامعة البعث على نوعية أزهار الزعفران في سوريا، أثبتت أنه من أفضل الأنواع على المستوى ‏العالمي”.

وفي النهاية، نلاحظ أن السوريين استفادوا بإصرارهم على زراعة نوع جديد وهو الزعفران كمصدر رزق يوفر العمل لعشرات العائلات.

المصدر: سبوتنيك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock