من الحصار في القصير إلى التميّز في ألمانيا.. قصة نجاح اللاجئ السوري محمد المصري (فيديو)
قصة نجاح.. من الحصار في القصير إلى التميّز في ألمانيا.. اللاجئ السوري محمد المصري يبهر العالم (فيديو)
تفوق الكثير من السوريين في دول اللجوء، وبدأوا حياة جديدة من الصفر، من دون ان ينتظروا عطف أحد ودعمه،
كما احتل السوريون مكانة رفيعة في الدول التي اختاروها للعيش فيها، وأثاروا دهشة مواطني تلك الدول وثنائهم.
وعلى الرغم من المأساة الكبيرة التي عصفت بسوريا وبالسوريين، منذ 2011، ووسط موجات اللجوء والنزوح، إلّا أنّ الكثير من السوريين أثبتوا أنّهم أصحاب إرادة وفكر.
وترك الكثير منهم بصمة واضحة في مجتمعاتهم الجديدة، انعكست إيجاباً على المجتمع الجديد وسط حفاوة وترحيب من البلدان المضيفة.
محمد المصري، الذي ولد ونشأ في مدينة القصير بحمص في بيئة فقيرة، وبنى أسرة في مدينته وبدأ حياته،
قبل أن تبدأ قوات النظام بقصف المدينة ومن ثمّ حصارها.
شارك محمد المصري وإخوته في الثورة منذ بدايتها وتظاهر ضد النظام السوري، ما تسبب باعتقال شقيقه أحمد الذي كان يعاني من المرض.
أيام قليلة على اعتقال شقيقه، سلّمت قوات النظام السوري جثمانه مُعذّباً ومبقور البطن وهو أول شهيد سقط في القصير التي احتلتها حزب الله لاحقاً.
اعتقال أحمد وقتله تحت التعذيب زاد من غضب أعالي المدينة، ودفعهم إلى الإصرار على متابعة الطريق الذي كان قاسياً.
نجا بأعجوبة
حاصرت قوات النظام القصـير، وارتكب عشرات المجازر بالقصف الجوي والمدفعي،
ما دفع مئات الشبّان إلى حمل السلاح والدفاع عن المدينة، وكان من بينهم محمد المصري الذي سيتحول إلى قصة نجاح لاحقاً في بلد اللجوء.
مع استمرار القصف والحصار استشهد شقيق محمد الثاني، ومن ثمّ شقيقه التي جمعت بعض الأطفال لتعليمهم،
وفي طريقها إلى مكان الدراسة أصابتها قـذيفة واستشهدت، فيما بُترت ساق أخته الثانية.
هذه المصائب لم تدفع محمد إلّا إلى مزيد من الإصرار في الاستمرار بالدفاع عن بلده، ضدّ النظام وحزب الله، وسرعان ما أصيب بشظية تسببت بشلل جزئي في يده.
خروج محمد المصري من القصير
خروج محمد المصري من مدينته المحاصرة كان بمثابة الأعجوبة، حيث انتشل جثمان صديقه الذي استشهد بقصف على المدينة. ولاحقاً خرج معظم أهالي المدينة.
تاه محمد المصري وهو في طريقه للهروب من القصير، وفي طريقه للهروب، أضلّ الطريق، وصادف دورية تابعة للنظام، فاختبئ خلف صخرة، دون أي حركة.
بعد مرور الدورية تابع بعدها سيره في الظلام إلى أن وصل إلى أوتسـتراد دمشق حمص،
ثم أكمل سيره حتى وصل إلى بيت أمه وأبيه قرب شنشار حيث لجأ الأب هناك.
الأمر لم ينتهِ هنا، فقد أراد أحدة الجيران إخبار النظام بمكان تواجد محمد المصري، فهرب على وجه السرعة حتى وصل إلى منطقة القلمون ومن ثمّ إلى لبنان.
الحياة في ألمانيا
بعد فترة على إقامته في لبنان التي يصفها بأنّها أتعس مراحل عمره، فكّر بالذهاب إلى ألمانيا،
وفعلاً انتقل إلى تركيا، ومن ثمّ إلى ألمانيا عبر رحلة لجوء جديدة وعرة وقاسية.
نجا محمد المصري بأعجوبة أيضاً من مرض السرطان، ولكنّ حياة ألمانيا وعيشته على حساب الجوب سنتر لم تروق له،
وبدأ بمشروع زراعي أعاده العمل به إلى نشأته وبيئته الزراعية بالقصير.
بعد أشهر على افتتاح مشتل زراعي، تحوّل مشتله إلى مشروع متوسط،
اقرأ ايضاً: المهندس سوري بلال العيسى يصمم تقنية قواطع ذكية تتيح التحكم بجميع المنزل عن طريق الهاتف
وأصبح يورّد للسوق الألماني والاتحاد الأوروبي عن طريق صفحته على الفيسبوك تحمل اسم “قصير الخير”.
أسس محمد المصري لاحقاً شركة تحمل اسم “شركة المصري” تعمل في تصدير البذور وشتلات الخضار إلى أنحاء العالم.
يحتفل منذ ذلك الوقت الإعلام الألماني والعربي بقصة نجاح محمد التي تعتبر واحدة من آلاف قصص نجاح السوريين في ألمانيا.