ابتكار لتوفير 150 دولاراً كل يوم.. مزارع سوري يبتكر ناعورة لسقاية الأرض بتكلفة بسيطة ونتائج مذهلة
لتوفير 150 دولاراً كل يوم.. مزارع سوري يبتكر ناعورة لسقاية الأرض بتكلفة بسيطة ونتائج مذهلة
أثرت الحرب في سوريا على كل القطاعات الرئيسية التي يعتمد عليها البلد في إيجاد مصادر دخل للدولة والمواطنين.
وتسبب فقدان الوقود والمحروقات بتراجع القطاع الزراعي من الممتاز إلى حال لا يسر عدو ولا صديق، فوصلت البلد إلى صفر زراعة.
كما لم يعد الفلاح السوري قادراً على زراعة أرضه بسبب نقص الوقود اللازمة للري وارتفاع تكاليف الزراعة من سماد ومياه وأجور عمالة.
مما اضطر الكثير من الفلاحين لإيجاد طرق بديلة للري عوضتهم عن نقص المحروقات وساهمت بسد جزء يسير من العجز الزراعي.
ففي السنوات السابقة شهدنا استخدام الطاقة الشمسية في توليد الكهرباء لتشغيل مولدات الري والمضخات والآبار.
اختراع الناعورة من قبل فلاح سوري
أبو أيمن رجل سوري عمره في الستينات، عمل في الزراعة منذ نعومة أظافره وهو من قرية صغيرة في ريف منبج بحلب الشرقية.
عمل على ابتكار ناعورة بتكلفة بسيطة منه وأدوات بسيطة ساهمت في مساعدته على خفض تكاليف ري الأرض واستغنى عن المصروف.
يقول أبو أيمن في حديث لأثر برس: بعدما أرهقني مصروف المحروقات حاولت ابتكار شيء لأسقي به أرضي دون تكاليف.
فخطرت ببالي الناعورة، كونها الوسيلة الوحيدة للري التي تعتمد على قوة اندفاع الماء الجاري، وكانت نواعير حماة هي مصدر إلهامي.
يتابع أبو أيمن: زرت حماة عشرات المرات ورأيت كيف تعمل النواعير وحفظت شكلها بكل تفاصيله، ففكرت بتطويرها بالاعتماد على الدورات بدلاً من الغرف.
كما قمت في البداية برسم مخططها على قطعة ورقية وقام الأقرباء والجيران بمساعدتي في عملي لصنعها كاملة.
أبو أيمن شرح البداية، حيث تم صنع أرضية باتون، كسد صغير في ضفة النهر لنرفع منسوب المياه متراً على الأقل للحصول على ضغط مناسب.
لأن هذا الضغط سيعمل على تحريك أقراص الحركة التابعة للناعورة، ثم قمنا بربط الأقراص بمضخة مياه “طرمية”.
وبحركتين دورانيتين تم تنفيذهما تم تشغيل الناعورة بعد الحصول على السرعة المطلوبة للناعورة، ولفترة زمنية جيدة.
أبو أيمن تحدث عن العمل والجهد الذي تكلل بالنجاح، وصرح ان العملية استغرقت حوالي 20 يومياً منذ الانطلاق.
كما بين أن قوة الماء التي تم جرها تعادل حوالي 5 إنش، تم ضغطها لتقطع مسافة ثمانمئة متر في قلب الارض الزراعية.
هذه المياه تكفي لري حوالي 15 دونما، والتي تعادل هكتاراً ونصف الهكتار، وبين أن العملية لو تمت بمولد لاحتاجت 150 لتر مازوت.
كما صرح الفلاح السوري انه سيطور اختراعه لتركيب عنفة بدلاُ من المضخة ليكسب توليد الكهرباء بجانب الري في القريب العاجل.
كم كلف الاختراع
عند سؤال أبو أيمن عن تكاليف المشروع، قال انه صرف 40 مليون ليرة سورية وهذا يعتبر مبلغ بسيط بسبب انهيار الليرة أمام الدولار.
وشرح الفلاح ماذا كسب من المشرع، حيث أنه كان يدفع نصف مليون ليرة سورية كل يوم لري أرضه،
ناهيك عن الوقت المهدور في البحث عن وقود بسب ندرته وصعوبة الحصول عليه.
وهذا يعني أنه خلال 80 يوماً سيتم ربح ثمن الابتكار، وما تبقى من أيام سيكون مجاناً.
بناء على ذلك هذا الوفر مجدٍ اقتصادياً بشكل كبير مع الأيام رغم أنّ التكلفة المباشرة كانت مرتفعة”.