فلاح سوري أراد غرس شجرة زيتون بأرضه فقادته الصدفة لاكتشاف ما لم يكن بالحسبان وكنز ثمين بين يديه
فلاح سوري أراد غرس شجرة زيتون بأرضه فقادته الصدفة لاكتشاف ما لم يكن بالحسبان وكنز ثمين بين يديه
بينما كان الفلاح السوري “سليمان النباهين” يعمل في أرضه بقطاع غزة ويحاول زراعة شجرة زيتون جديدة، اكتشف بالصدفة كنزًا ثمينًا قدرت قيمته بمليارات الدولارات. فعثر على لوحة فسيفساء مزخرفة بيزنطية، وتمثل هذا الاكتشاف دليلاً على ثراء المنطقة بالآثار التاريخية.
ووفقًا للتقارير الإعلامية، كان “النباهين” يتطلع إلى جني ثمار جديدة من شجرة الزيتون التي كان يحاول زراعتها، إلا أن الصدفة جعلته يكتشف كنزًا أثريًا نادرًا لا يقدر بثمن في أرضه بقطاع غزة.
اللوحة الفسيفسائية التي اكتشفها تعتبر أثرًا مميزًا من العصر البيزنطي، وتمثل شاهدًا على عراقة التاريخ الفلسطيني. وقد أخذت عملية استخراج اللوحة عدة أشهر بعدما اصطدمت مجرفته بشيء صلب تحت الأرض.
بناءً على تحليل خبراء ومؤرخين، يُعتبر ما اكتشفه “سليمان النباهين” من اللوحة الفسيفسائية واحدًا من أهم الكنوز الأثرية التي تم اكتشافها في قطاع غزة على الإطلاق. هذا الاكتشاف الثمين يُضيف لتراث المنطقة ويساهم في إثراء المعرفة الأثرية للمنطقة والعالم أجمع.
ووفقاً للعديد من الخبراء فإن تاريخ اللوحة الفسيفسائية التي عثر عليها “النباهين” يعود إلى فترة ما بين القرنين الخامس والسابع الميلاديين.
وتقدر مساحة قطعة الأرض التي دفنت فيها اللوحة الفسيفسائية بنحو 500 متراً مربعاً، ويوقل عالم الآثار “رينيه إلتر”: “إن ما تمكن الفلاح الفلسطيني من اكتشافه لم يكتشفه علماء آثار من قبل في المنطقة”.
وأضاف: “كان هناك رجل يحفر حفرة ذات يوم لغرس شجرة زيتون في أرضه، وصادف قطعة من الفسيفساء، هي بالتأكيد أجمل أرضية وجدت في غزة وتم الحفاظ عليها استثنائياً”.
وتتميز اللوحة المكتشفة بوجود زخارف تضم نحو سبعة عشرة صورة للوحـ.ـوش والطيور محفورة بشكل احترافي وألوانها زاهية، حيث تم التدليل على الحيوانات بخط من بلاط الفسيفساء الأسـ.ود لإبرازها مع عنـ.ـاية فائقة باختيار الألوان وتناسقها.
وقد أثارت هذه اللوحة اهتمام علماء الآثار حول العالم، وذلك نظراً لفرادتها وندرة وجودها والإتقان في رسمها، لاسيما بما يتعلق برسم البطتين بإتقان فريد.
وقد أكد مدير عالم الآثار والتراث الثقـ.ـافي في وزارة السيـ.ـاحة والآثار في غزة “جمال أبو ريدا”، أن غـ.زة هي مدينة عـ.ـريـ.ـقة، وأن جذور الشعب الفلسطيني تمتد على هـ.ـذه الأرض إلى آلاف الأعوام.
وأضاف في حديث لموقع “العربي الجديد” أن وزارة السيـ.ـاحة والآثار قامت بعمل مجـ.ـسـ.ـات في محيط الأرضـ.ـية الفسيفسائية لمعرفة امتـ.ـدادات الأرضية.
