آخر صيحات حزب الله.. يطلب من اللبنانيين التبرع ليشتري سلاح يدمر به لبنان (فيديو)
اثارت الحملة الاعلامية التي اطلقها “حزب الله ” والموجهة بشكل مباشر الى الناس للتبرع لشراء صواريخ ومسيرات لاستكمال حرب “المشاغلة”المندلعة منذ الثامن من تشرين الأول الماضي بين الحزب واسرائيل، جملة من التساؤلات والتحليلات من حيث هدف وتوقيت هذه الحملة، خصوصا ان الحزب لطالما “تبجح” بامتلاكه قوة عسكرية قادرة على تغيير المعادلات من خلال امتلاكه مئات آلاف من الصواريخ المتطورة والدقيقة، والتي بمقدورها ازالة اسرائيل من الخارطة على حد زعمه، كذلك عُرف عن الحزب ايضا مفاخرته بامتلاكه “الأموال النظيفة” التي كانت توزع على عناصره وبيئته، في الوقت الذي كان يعاني منه معظم الشعب اللبناني من ازمة مالية واقتصادية غير مسبوقة.
فالحملة التي أعدتها “هيئة دعم المقاومة الإسلامية” والتي جاءت تحت عنوان “مسيرة –مسيرة” وتطالب الناس بان يكونوا جزءًا من المعركة لمواجهة اسرائيل، أتت من خلال مقطعي فيديو انتشرا عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث يظهر المقطع الاول رجلا يمسك بيد طفله ويشير له الى السماء، حيث تظهر مسيرة لحظة طيرانها مع لقطات لها تضرب بعض الاهداف، ويقول الرجل للطفل:” ارفع راسك، لفوق، للسماء وشوف دعمك وين صار.. مسيرة مسيرة، وعين الله ترعاك..ساهم في مشروع ثمن مسيرة”، اما الفيديو الثاني والذي وضع خلاله رقم الهيئة للتواصل والتبرع يقال فيه :”دعمكم بيوصل مثل هالصاروخ، ساهم بمشروع ثمن صاروخ.”
واللافت في الفيديو المنتشر لقطات لاشخاص يقومون بوضع الاموال في “حصالة”، نسخ عليها وجه حسن نصر الله وكتب على اللقطات،”هكذا هكذا، يصل دعمكم مثل الصاروخ وشارك بمشروع ثمن صاروخ”.
وقد تباينت التفسيرات حول هذه الحملة، حيث فسرها البعض بان لها علاقة باستعداد “حزب الله” لتصعيد عملياته العسكرية بشكل واسع ضد اسرائيل في المرحلة المقبلة، بينما يرى البعض الاخر، أنها تصب في خانة دعم العائلات النازحة من القرى الحدودية حيث تخطى عدد النازحين المائة الف، في الوقت الذي أسفرت المواجهات المندلعة بين الحزب واسرائيل دمار هائل وخراب في عدد كبير من المدن والقرى الجنوبية، كما ان الخسائر في الممتلكات تخطت مليارات الدولارات، بينما يستجدي رئيس مجلس النواب نبيه بري الدول الصديقة والشقيقة والبنك الدولي للمساهمة بإعادة إعمار جنوب لبنان.
ويرى بعض المحللين بان حملة الحزب التي تعتبر بمثابة عملية “شحادة وقحة”، هي دليل ملموس على ضعف إمكانيات الحزب المالية، بما يؤشر الى ان ايران اتخذت قرارها بعدم تمويل الحرب خصوصا في ضوء المحادثات التي تجريها مع الولايات المتحدة الاميركية، حيث تشير كل المعلومات ان ايران ليست في وارد الدخول في الحرب مع اسرائيل بشكل مباشر والدليل على ذلك الرد المحدود والمدروس الذي قامت به بقصف بعض المنشآت غير الاساسية في إسرائيل ردا على قصف الاخيرة قنصلية ايران في دمشق، اضافة الى ذلك فان الجمهورية الاسلامية الايرانية والتي تعاني من ازمة مالية واجتماعية حادة باتت محرجة امام شعبها الذي بدأ برفع الصوت والتذمر من الضائقة المعيشية الخانقة الذي يعاني منها، بينما بلاده تدعم وتساعد “حزب الله” وبيئته، وشح الاموال الايرانية تعني بطبيعة الحال استحالة مساعدة إيران للبنان في اعادة اعمار المناطق المدمرة كما كان الحال بعد حرب تموز ، وهذا الأمر ايقنه “حزب الله”، لذلك فما كان أمامه سوى اطلاق حملة لدعمه ماليا لعلها تساعده ولو قليلا لاستمراره على قيد الحياة قبل ان يلفظ انفاسه الاخيرة.