هل زلزال اسطنبول الذي حدث بالأمس هو ذاته زلزال اسطنبول المنتظر منذ فترة؟

هل زلزال اسطنبول الذي حدث بالأمس هو ذاته زلزال اسطنبول المنتظر منذ فترة؟
في الواقع للإجابة على هذا السؤال لابد لنا من دراسة عميقة ومتأنية لزلزال الأمس، الزلزال كان عند 6.2 درجات على مقياس ريختر، ووقع في بحر مرمرة على امتداد فالق شمال الأناضول جهة الغرب جنوب غرب اسطنبول، وهذا الموقع بالتحديد يجعلنا نعيد أرشيف الزلازل خلال السنوات الماضية، والتي وقعت على كامل الصدع من الشرق إلى الغرب .
بالعودة للسجل _ وبالنظر إلى الخريطة الصغيرة المرفقة _ نلاحظ وجود قطعة بلون أزرق تشق بحر مرمرة أسفل اسطنبول، الآن هل لاحظتم هذه القطعة؟، تمام، هذه القطعة يا سادة بقيت لسنوات كثيرة مثار قلق واهتمام خبراء الزلازل، لكن لماذا؟
السبب أنها القطعة الوحيدة من كامل طول الصدع والتي بقيت خاملة منذ أكثر من 250 سنة، وهذا ما كان يقلق الخبراء، ويتوقعون أن تُكسر مسببةً زلزال ضخم فوق 7 ريختر، والآن وقد كُسرت القطعة مثار الجدل بالأمس، ماهي التوقعات؟
خبراء الزلازل الآن انقسموا إلى فريقين :
الفريق الأول يقول :
زلزال الأمس لم يقع في موقع الزلزال المنتظر، لكنه زاد التوتر على الفالق، وأبقى الاحتمالات مفتوحة ومن ضمنها احتمال وقوع زلزال أكبر من الآن و حتى 30 عام قادمة، ومن هؤلاء الخبراء العالمان د. زيادين تشاكير و د. مراد أوتكوتشو .
الفريق الثاني يقول :
الزلزال حدث على الطرف الغربي لفالق شمال الأناضول، حيث يُتوقع الزلزال الكبير،
وستتبعه هزات أقل قوة، لكن احتمال أن يكون هذا الزلزال تمهيدًا لزلزال أكبر هو احتمال ضعيف، ومن هؤلاء د. أوكان تويسوز.
وأخيراً، وحسب آفاد فالتحاليل تشير إلى كسر في الفالق بطول 15 كم وعرض 9.5 كم، مع تحرك بمقدار 30 سم، والمرجّح أن المؤشرات الحالية ليست مقلقة، كون الضربة جاءت عند 6.2 أي حصل نوع من التفريغ على حدود صفيحة الأناضول مع الأوراس، ولكن يبقى الأمر مفتوحاً لاحتمالات نادرة، فالزلزال كانت ومازالت حتى اللحظة، وفي كل دول العالم ومؤسساته، من الأحداث التي عجز العقل البشري عن توقع حدوثها والتنبؤ بها، فالواجب الابتعاد عن المباني المتصدعة، ومن ثم التوكل المطلق على الله وفقط.
م.أنس الرحمون
24 نيسان 2025