المغرب يرد على الجزائر و البوليساريو تصريحات عاجلة بشأن النـ.زاع المسـ.لح في الصحراء
رصد بالعربي // متابعات فريق التحرير
المغرب يرد على الجزائر و البوليساريو تصريحات عاجلة بشأن النـ.زاع المسـ.لح في الصحراء
قال عمر هلال الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة في رسالة إلى أعضاء مجلس الأمن الخمسة عشر إنه “لا وجود لحـ.ـرب بالصحراء وأن الأمر ليس سوى أكـ.ـاذيب محضة وتزييف للوقائع على الأرض تهـ.ـدف إلى تضـ.ـليل كل من المجتمع الدولي والسكان المحتجزين في مخـ.ـيمات تندوف بالجزائر”.
استبق المغرب الجلسة التي عقدها مجلس الأمن الدولي الأربعاء حول النـ.ـزاع في الصحراء المغربية بالرد على مزاعم جـ.ـبهة البوليساريو الانفـ.ـصالية والجزائر بشأن وجود حـ.ـرب في الوقت الراهن في الصحراء.
وجدّد هلال التأكيد على “احترام المغرب والتزامه الكامل بمقتضيات وقـ.ـف إطـ.ـلاق النـ.ـار، الذي تشرف عليه بعثة المينورسو”، مبرزا أن “إعلان البوليساريو بتشجيع من الجزائر، تخليها عن وقف إطـ.ـلاق النـ.ـار يعد انتهاكا صارخا لقرارات مجلس الأمن وإهـ.ـانة لهذه الهيئة الأممية الضـ.ـامنة لوقـ.ـف إطـ.ـلاق النـ.ـار”.
و بحسب موقع العرب تروج الجزائر عبر وسائل إعلامها الرسمية لوجـ.ـود اشتـ.ـباكات وتوجـ.ـيه البوليساريو لضـ.ـربات وقـ.ـصف لأهـ.ـداف مغربية وهو ما تنـ.ـفيه الرباط التي حققت مكاسب دبلوماسية وميدانية هامة في النـ.ـزاع حول الصحراء.
واعتبر الأكاديمي والمحلل السياسي محمد بودن أن “الجزائر والبوليساريو تبحثان عن إثارة انتباه المجموعة الدولية قبل انعقاد جلسة مجلس الأمن التي تندرج في إطار تفعيل التوصية 10 من القرار الأممي 2548 وبالتالي فهذه ليست إلا روايات معادية للسلم والأمن ومحاولة للنيل من الحقائق الميدانية والانتصارات الدبلوماسية التي حققها المغرب”.
وأكد بودن في تصريح لـ”العرب”، أن “التصريحات الصادرة من قبل البوليساريو والجزائر لا منطلق لها. فمن الناحية القانونية، فإن القانون الدولي يحدد بوضوح معنى الحرب وشروطها وهذا المعنى غير موجود في المنطقة، ومن الناحية الواقعية فالاستقرار يملأ الصحراء المغربية بشكل يفند أي طرح مضـ.ـلل، وهي محاولة لإعطاء الانطباع بوجود أزمة تتطلب تدخلا دوليا ودفع مجلس الأمن لبلورة موقف يلزم الأطراف المتدخلة في النـ.ـزاع”.
واشـ.ـتكى المغرب من العراقيل التي تضعها الجزائر والبوليساريو بشأن تعيين مبعوث شخصي للأمين العام للأمم المتحدة واستئناف المسار السياسي للأمم المتحدة، مفندا “الخلط، والمغالطات، التي تحاول الجزائر خلقها حول هذا الموضوع”.
ورفضت الجزائر الاقتراح الذي قدمه مؤخرا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بشأن تعيين لويس أمادو، وزير الخارجية البرتغالي السابق، مبعوثا خاصا للأمم المتحدة إلى الصحراء، كما رفضت إلى جانب البوليساريو مقترح رئيس الوزراء الروماني السابق بيتر رومان لنفس المهمة.
وتأتي رسالة السفير عمر هلال إلى مجلس الأمن، بعد أيام من اتهامات وجهها وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم إلى المغرب، بالوقوف وراء تعثر تعيين عشرة أسماء لمنصب مبعوث أممي للصحراء، وهي التصريحات التي تلقفتها الجبهة الانفصالية وتبنتها وصاغتها في رسالة وجهتها إلى مجلس الأمن في نيويورك الأسبوع الماضي.
وشدد هلال على أن “عرقلة العملية السياسية للأمم المتحدة تكشف ازدواجية خطاب الجزائر والبوليساريو، فمن ناحية يدعوان علنا وعلى أعلى مستوى إلى تعيين مبعوث شخصي واستئناف العملية السياسية، بل والتجرؤ على انتقـ.ـاد الأمين العام لغياب مبعوث، ومن ناحية أخرى يرفضان جميع المرشحين ذوي الكفاءة والمكانة المقترحين من قبل غوتيريش”.
وأوضح بودن “أن الاعتراض على تعيين المبعوث الأممي يعني تجميد الفقرة الأولى من التوصية الثالثة الواردة في القرار الأممي 2548 وبالتالي فهذا خذلان واضح لجهود الأمم المتحدة”، مؤكدا أنه “بمجرد استمرار التدخلات الضارة من قبل بعض الأطراف يصعب على المبعوث الأممي الاضطلاع بمهامه، مع العلم أن مسؤولياته ترتكز بالأساس على تنفيذ قـ.ـرارات مجلس الأمن وتوجيهات الأمين العام”.
وتأتي هذه التطورات في وقت كثفت فيه الأطراف المتدخلة في النـ.ـزاع حول الصحراء من دعواتها إلى الحوار والتفاوض المباشر، حيث دعا في وقت سابق وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم المغرب والبوليساريو إلى التفاوض “المباشر والجدي”.
وردت الرباط على تلك الدعوة بمطالبة الجزائر بالحوار باعتبارها طرفا مباشرا في النزاع حول الصحراء و تعادل الصحراء الغربية مساحة بريطانيا لكنها قليلة الكثافة السكانية وتنعم باحتياطيات الفوسفات ومناطق الصيد الغنية.
وطالب المغرب بالسيادة على المنطقة عندما كانت تحت الحكم الاستعماري الإسباني. في الوقت نفسه، شكل الصحراويون الذين يعيشون هناك جبهة البوليساريو للضغط من أجل الاستقلال.
وعندما رحلت إسبانيا، ضم المغرب الصحراء الغربية وشجع آلاف المغاربة على الاستقرار هناك ، النزاع : شـ.ـنت جبهة البوليساريو، بدعم من الجزائر المجاورة، حـ.ـرب إلى أن توسطت الأمم المتحدة في وقف إطـ.ـلاق النـ.ـار في عام 1991. وسيـ.ـطر المغرب على نحو أربعة أخـ.ـماس الإقليم.
وتضمنت الهدنة الوعد بإجراء استفتاء لكن ذلك لم يحدث بسبب خلافات حول كيفية تنفيذها ومن سيسمح له بالتصويت ويتركز التصعيد الجديد في منطقة الكركرات، وهي نقطة عبور بين الصحراء الغربية وموريتانيا، في منطقة منزوعة السـ.ـلاح تراقبها قـ.ـوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
وتقول البوليساريو إن المعبر، وهو الطريق الرئيسي للمغرب إلى غرب إفريقيا، غير قـ.ـانوني وإن أنصارها أغلقوه منذ 21 أكتوبر تشرين الأول وأرسل المغرب قوات يوم الجمعة لإعادة فتح الطريق أمام حركة المرور وبناء جدار رملي جديد لمنع مقـ.ـاتـ.ـلي البوليساريو أو أنصاره المدنيين من العودة إلى هناك.
وتبادل الجانبان الاتهـ.ـامات بخـ.ـرق شروط وقف إطلاق النـ.ـار بإرسال قـ.ـوات مسلـ.ـحة إلى المنطقة.
*موقف المغرب
يقول المغرب إن له حقوقا في المنطقة تعود إلى قرون، وإنه منذ ضمها، ضخ مبالغ كبيرة من المال لتحسين الظروف المعيشية في الصحراء الغربية.
وقالت الرباط إن أقصى ما يمكن أن تقدمه للصحراء الغربية هو الحكم الذاتي داخل المغربونال المغرب الثناء على سجله المحسن في مجال حقوق الإنسان منذ تولى الملك محمد السادس السلطة عام 1999. لكن جماعات حقوقية دولية تقول إن الانتهـ.ـاكات مستمرة، لا سيما في الصحراء الغربية.
* موقف البوليساريو
شكلت البوليساريو حكومة في مدينة تندوف الجزائرية عام 1975 وتمكنت من الانضمام للكيان السابق للاتحاد الأفريقي لكنها لم تحظ باعتراف كدولة عضو في الأمم المتحدة.
وقالت إنها مستعدة للتفاوض مع المغرب بشأن سبل إجراء استفتاء يطرح خيارات بين الاستقلال والاندماج مع المغرب والحكم الذاتي.
* موقف الجزائر
تعارض الجزائر، الحليف الأساسي لبوليساريو، رؤية الرباط بشأن الحكم الذاتي ويعيش آلاف من اللاجئين من الشعب الصحراوي في مخيمات في الصحراء الجزائرية.
وتسببت قضية الصحراء الغربية في نقطة خلاف رئيسية بين الرباط والجزائر والحدود بين البلدين مغلقة منذ التسعينات.
* ماذا عن الدبلوماسية؟
أخفقت محادثات أجرتها الأمم المتحدة بشأن مستقبل الصحراء الغربية بين المغرب والبوليساريو والجزائر وموريتانيا في التوصل لاتفاق.
وفي أكتوبر تشرين الأول، حثت الأمم المتحدة الأطراف المعنية على العمل للتوصل إلى “حلول سياسية واقعية وعملية ودائمة… بناء على حلول وسط”. واعتبرت تلك الصياغة مثيرة للشكوك فيما يتعلق باحتمالات إجراء الاستفتاء.
ويسعى المغرب إلى استمالة المزيد من الدول لمساندة موقفه من قـ.ـضية الصحراء الغربية. وعلى مدى العام المنصرم، فتحت 16 دولة أفريقية والإمارات قنـ.ـصليات هناك.