السعر على الخاص… تعرف على السر وراء هذه العبارة المستفزة
تركيا رصد// منوعات
السعر على الخاص… تعرف على السر وراء هذه العبارة المستفزة
يعتبر التسويق والإعلان اختصاص ومجال واسع يتضمن العديد من الحيل والألاعيب التي تهدف جميعها لإقناعك بشراء المنتج أو الاشتراك بالخدمة المعلن عنها
لكن من أكثر الأمور غير المفهومة والتي يعتبرها البعض مستفزة قيام البائع بإخفاء السعر عن الزبون في إعلان المنتج،
حيث تدور في ذهن العديد من الناس تساؤلات وفضول حول سبب هذه الحركة والهدف منها وهذا ما سنجيب عنه في مقالنا…
أولاً: تقنية قدم تحجز الباب/ الامتثال دون ضغط
نتيجةً لدراسة أجراها أطباء وباحثون في مجال علم النفس تم اكتشاف أن أحد أكثر الوسائل فعاليةً لإقناع أحدهم بشراء منتج هي
جعله يأخذ الخطوة الأولى بالسؤال عن سعر هذا المنتج على الأقل، فموافقة الإنسان وإقدامه على الطلب الأول السهل
وهو الاستفسار عن سعر المنتج سيجعله أكثر قابلية للموافقة على الطلب الأكبر الذي يستوجب المزيد من التفكير وهو شراء المنتج بحد ذاته.
اللافت للنظر هنا أن العديد من الناس يسأل عن السعر من دافع الفضول فقط، لكنه يجد نفسه بشكل لا إرادي يفكر في شراء المنتج بشكل جدي بعد ذلك،
أما لو تم عرض السعر بشكل مباشر سيكون أمام الدماغ طريقين لا ثالث لهما: إما التفكير في شراء المنتج أو تجاهله ببساطة.
والسبب وراء تسمية هذه التقنية “قدم تحجز الباب” هو مشابهتها للأساليب التي كان يقوم بها مندوب المبيعات المتنقل في الماضي،
حيث كان المندوب يضع قدمه أمام الباب قليلاً ليمنعك من رفض عرضه بسرعة وإغلاق الباب ويعطيك وقت أكبر للاستماع والإقدام.
ثانياً: جعلك أنت فقط من تقرر فيما إذا كان السعر سيناسبك أم لا
يحدث هذا بكثرة على مواقع التواصل الاجتماعي التي يتاح فيها التعليق وإبداء الرأي للجميع، فحين يرسل لك صاحب الإعلان سعر منتجه برسالة على الخاص سيكون الحَكم الوحيد على هذا المنتج هو أنت
وحين تكون معرفتك بماهية وسعر المنتج في السوق محدودة لن تستطيع تكوين نظرة كاملة حول الأمر وقد تتسرع بالشراء إذا كان السعر المطروح يناسب وضعك المادي بالفعل بغض النظر عن كونه مناسباً لسعر السوق أم لا.
لكن ليس من الضروري أن صاحب الإعلان يرغب في خداعك، فمن جهة أخرى يرى العديد من الباعة أن عرض السعر على الملء سيجعل المنتج عرضة للانتقاد من طرف الكثير من الناس الذين يقيسون سعر المنتج وفقاً
لوضعهم المالي الخاص بدلاً من سعر السوق، ومن ثم يتهافتون في طرح التعليقات السلبية التي تجعل من يرغب فعلاً في شراء هذا المنتج يتردد كثيراً في ذلك.
ثالثاً: لفت الأنظار نحو المنتج المعروض
حين تنشر لمنتجك أو بضاعتك إعلاناً احترافياً جذاباً، وتترك السعر غامضاً في هذا الإعلان، سيتهافت الناس على السؤال والاستفسار،
وبالتالي سيكون لدى العميل المحتمل نظرة إيجابية حول المنتج على أنه مطلوب بشدة ويتهافت الناس عليه، مما يشعره بالأمان عند شرائه فهو بالنهاية واحد من الجماعة.
ختاماً لكل شيء:
في مقالنا هذا أبرزنا الأسباب التي تدفع الباعة والمعلنين لاعتماد هذا الأسلوب في الإعلان، لكن الفائدة التي يحصدها البائع من هذا الأسلوب على حساب استفزاز حس الفضول لدى الزبون كثيراً ما ترتد على البائع بشكل عكسي
لذلك فأغلب الباعة الذين يستمرون في استخدام الإعلانات ذات السعر الغامض على سبيل التقليد فحسب بدون معرفة فيما إذا كان منتجهم وعملائهم مناسبين لهذا النوع من الإعلانات أم لا سينتهي بهم الأمر بخسارة احترام العميل وكساد البضاعة.
المصدر: وكالات