غفلنا عنها جميعا.. ما سر المادة السامّة الموجودة في أكثر المشروبات تداولا بين العرب؟
رصد بالعربي – متابعات
غفلنا عنها جميعا.. ما سر المادة السامّة الموجودة في أكثر المشروبات تداولا بين العرب؟
ربما تكون قد سمعت وقرأت كثيرًا عن الفوائد التي تتمتع بها القرفة وتأثيرها على الجسم.. لكن هل تعلم أنها قد تكون سامّة أحيانًا؟
وأوضحت هيئة الغذاء والدواء في السعودية، عبر حسابها الرسمي على موقع “تويتر”، أنه يتواجد نوعان من القرفة، وهما Ceylon Cinnamon وCassia Cinnamon.
وفي الواقع، يُسمح باستخدام النوعين.
ويُعتبر النوع الثاني، أي Cassia Cinnamon، الأكثر استخدامًا في المنتجات الغذائية. وفيما يتعلق بالسميّة، فإن سببها وجود مادة الكومارين، التي يؤدي تناولها بكميات كبيرة ولمدة طويلة إلى تأثيرات سلبية على صحة الإنسان.
ويحتوي النوع الثاني من القرفة على كمية أكبر من مادة الكومارين، مقارنة بالنوع الأول، أي Ceylon Cinnamon.
وتشير التقارير العلمية إلى أن استهلاك القرفة من النوع الثاني كتوابل في الغذاء، وبالأوجه المتعارف عليها، قد لا يؤدي إلى حدوث مشاكل صحية.
ولكن، توصي الهيئة بالاعتدال في تناول المشروبات والأغذية التي تحتوي على القرفة من النوع الثاني، تجنبًا لأي أعراض صحية قد تحدث نتيجة تناول كمية أعلى من تلك الموصى بها من مادة الكومارين.
اليوم يوم عمل عادي، تستيقظ صباحا، تتناول إفطارك، وتشتري كوبا من القهوة لتحظى بجرعة الكافيين اليومية، ثم تذهب إلى عملك، لتُنجز مهامك. بعد بضع ساعات من العمل الجاد، تستريح قليلا وتتناول طعام الغداء، ثم تستكمل مهامك مرة أخرى حتى العودة إلى المنزل. الآن، عُد بذاكرتك إلى الوراء قليلا وتذكَّر المواد التي استخدمتها أو لامستها خلال هذا اليوم. نعم، صابون وبعض منتجات العناية الشخصية، طعام ومشروبات مُعلبة، فواتير ورقية ومواد بلاستيكية، وغيرها. قد تتساءل الآن: وماذا في ذلك؟ حسنا، نحن نتعرَّض يوميا إلى عشرات المنتجات والأشياء التي نعتقد في قرارة أنفسنا بأنها غير ضارة، لكن هل هذا صحيح حقا؟
اضطرابات الغدد الصماء.. مَن الجاني؟
تخضع أجسادنا إلى سلسلة غير عادية من التحوُّلات على مدار حياتنا، نحن ننمو ونكبر، ونمر بالتغيرات البيولوجية ومرحلة البلوغ، والنضج الجنسي والعقلي. خلف الستار، يمارس جهاز الغدد الصمّاء نفوذه على جميع خلاياك بلا استثناء لتنسيق هذه التغيّرات وتنظيم كل شيء تقريبا، بدءا من إيقاع نومك ونبضات قلبك حتى حالتك المزاجية ورغبتك الجنسية، معتمدا في ذلك على إنتاج عشرات الهرمونات وضخِّها إلى مستقبلات الخلايا الخاصة بها عبر مجرى الدم. (1) تُعَدُّ هذه الهرمونات بمنزلة جزيئات الإشارة الأساسية في أجسادنا، ويُعزى إليها الكثير من التغييرات واسعة النطاق في جميع خلايا الجسم.
أثناء تصنيع أغلب الأشياء التي نستخدمها يوميا ونتعامل معها ببراءة على أنها أشياء غير ضارة، يُستخدَم طيف واسع من المواد الكيميائية المختلفة التي قد تؤثر على أجسادنا بطرق شتى لا يمكننا تخيّلها حتى. في كتاب “مرضى وبدناء وفقراء: التهديد العاجل للمواد الكيميائية المسببة لاختلال الهرمونات على صحتنا ومستقبلنا” الذي صَدَر مؤخرا وأحدث ضجة وتضاربا للكثير من الآراء في الوسط العلمي، وجّه الدكتور ليوناردو تراساندي، مؤلف الكتاب ومدير قسم طب الأطفال البيئي في كلية الطب بجامعة نيويورك، أصابع الاتهام إلى مجموعة من المواد الكيميائية التي نتعرَّض لها باستمرار بيد أنها تُسبِّب اضطرابات الغدد الصماء وكثيرا من المشكلات الصحية الجسيمة. (2)
تزاحم هذه المواد الكيميائية الاصطناعية الضارة الهرمونات الطبيعية، وتُخِلُّ بإستراتيجية عملها، ما يُغيِّر الكيفية التي تعمل بها أجسادنا ويُضِرُّ بصحتنا بطرق لا يمكن إصلاحها. تُعلِّق على ذلك الدكتورة ساشيني سيني، ممارسة الطب العام الحاصلة على بكالوريوس الطب والجراحة، في حوارها لـ “ميدان” قائلة: “توجد المواد الكيمائية المُسببة لاضطرابات الغدد الصماء في كل مكان، نحن نعيش في عالم مليء بالمنتجات المصنّعة من تلك المواد الضارة. لقد تعلَّم الباحثون الآليات المختلفة لتلك المواد، وقد أثبتوا أنها لا يمكنها الإخلال بنظام الغدد الصماء لدينا وحسب، بل نظامنا العصبي المركزي أيضا”.
تستطرد سيني في حديثها وتُوضِّح: “قد تُحاكي هذه المواد الهرمونات الطبيعية التي تُنتجها أجسادنا مثل: الإستروجين والأندروجينات (هرمونات الذكورة) وهرمون الغدة الدرقية، ما قد يؤدي إلى إفراط إنتاج هذه الهرمونات والتسبُّب بمشكلات صحية عديدة، بداية من فرط نشاط الغدة الدرقية حتى سرطان الثدي والمبيض. وقد تُقيّد مستقبلات الخلايا وتمنع الهرمونات الطبيعية من الارتباط بها أيضا، ما يُسبِّب نقصا في إنتاج هذه الهرمونات، ويؤدي إلى فشل نمو أجهزة الجسم التي تعتمد عليها في نهاية المطاف”.
البيسفينول أ: التنكُّر في زيّ الإستروجين
undefined
هل قابلتك عبارة “خالٍ من البيسفينول” أثناء شراء إحدى حافظات الطعام أو الزجاجات البلاستيكية من متاجر إيكيا مثلا؟ حسنا، تُعَدُّ مادة “البيسفينول أ” (Bisphenol A) أولى المواد التي أشار إليها الكتاب السابق باعتبارها واحدة من المواد المسببة لاضطرابات الغدد الصماء، إذ تُصنِّفها الكثير من الشركات العالمية أنها مادة ضارة لا تستخدمها في صناعة أو حفظ وتخزين منتجاتها، وتُعلن عن ذلك بفخر في كل فرصة تُتاح لها. الجدال حول مدى أمان مادة “البيسفينول أ” ليس وليد اللحظة، بل يرجع إلى أكثر من عقدين من الزمان. لكن ما مادة “البيسفينول أ”؟ ولماذا كل هذه الضجة حولها؟
حسنا، “البيسفينول أ” هي مادة كيميائية صناعية تُستخدَم في تصنيع منتجات البولي كربونات البلاستيكية وراتنجات الإيبوكسي. ببساطة، يُستخدَم بلاستيك البولي كربونات عادة في تصنيع حاويات تخزين الطعام والمشروبات بما فيها زجاجات المياه وأدوات المائدة البلاستيكية الأخرى، بينما تُستخدَم منتجات راتنجات الإيبوكسي في تغطية الطبقات الداخلية لعبوات الألومنيوم التي تُستخدم لحفظ الأطعمة المعلبة، وأغطية الزجاجات البلاستيكية، وأنابيب إمدادات المياه، حتى حشوات الأسنان والمواد المانعة للتسرب. (3)
في التقرير الوطني الرابع حول التعرُّض البشري للمواد الكيميائية البيئية، قاس علماء مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها مستويات مادة “البيسفينول أ” لنحو 2517 شخصا كانوا قد شاركوا في المسح الوطني لفحص الصحة والتغذية الذي أُجري خلال عامي 2003 و2004. كشفت نتائج الفحص وجود مستويات يمكن قياسها من مادة “البيسفينول أ” في 93% من المشاركين، ما يُشير إلى تعرُّض واسع النطاق لمادة “البيسفينول أ” في أميركا. (4)