مشروع منزلي.. سوريون يلجؤون لمهنة فريدة في بيوتهم تعتمد على الخضار الرخيصة وتدر آلاف الدولارات بموسم واحد
مشروع منزلي.. سوريون يلجؤون لمهنة فريدة في بيوتهم تعتمد على الخضار الرخيصة وتدر آلاف الدولارات بموسم واحد
يشتهر اهل الشام بالمهن التي يمكن العمل بها داخل المنازل، وقد انتشرت صناعات كثيرة انطلقت من بيوت سوريا نحو العالمية.
كما يحرص السوريون على العمل في اماكن قريبة من منازلهم وعدم الابتعاد عنها كثيراً وتعتبر من خصوصيات أهل الشام منذ القدم.
حيث دأب السوريون على ابتكار ما يسمى “مشروع منزلي” ليكون عوناً لهم على صعوبات الحياة في ظل دولة لا تقدم شيئاً للسوريين على مدى عقود.
مهنة تخليل الخضار وتقديدها مهنة عريقة تنتشر على نطاق واسع كـ”مشروع منزلي” اشتهر بها الكثير من السوريين.
وظهرت هذه المهنة من جديد بعد ان كادت ان تندثر، ولكن ظروف البلد جعلتها تحيا من جديد في ظل نقص فرص العمل،
وانعدام الوظائف الحكومية وخصوصاً في مناطق خارجة عن سيطرة النظام السوري الظالم. وأثبتت نجاحها والفائدة الكبيرة منها.
فكرة مشروع تخليل الخضار
كما يعتمد هذا المشروع المنزلي على فكرة بسيطة وهي شراء الخضار بكميات ضخمة في عز موسمها حيث تكون أسعارها رخيصة.
ثم يتم معالجتها وتخليل الخضار الذي يمكن تخليله، وفرز قسك وأنواع ثانية للتقديد، كالباذنجان والبندورة والفول والفاصولياء والقرع.
أما الخضار التي يتم تخليلها وصنع مخلل منها فتعتمد على الخيار والقثاء والجزر والخس وغيرها من الخضروات القابلة للتخليل.
كما تتميز بانخفاض مصاريف التصنيع وعدم الحاجة إلى مبلغ يرهق صاحب المشروع المنزلي، مقابل مردود مادي جيد يؤمن عيشة كريمة.
ومن الجيد ان المشروع هذا مربح لا محالة وخصوصاً بعد ارتفاع أسعار الخضار في غير موسمها، والطلب المتزايد عليها،
وتعود الأسباب إلى انعدام التيار الكهربائي وعدم قدرة المواطن على شراء كميات كبيرة من الخصار وتصنيعا والاحتفاظ بها في الحافظات “الفريزة”.
كما يوجد السبب الأهم وهو عدم قدرة أغلب الناس على صناعتها بشكل صحيح ومتقن مما يؤدي إلى تلفها وعدم جودتها لفترات كبيرة.
تتميز المخللات السورية بطعم لذيذ وشكل مميز فهي تزين موائد الطعام وجلسات الإفطار وموائد المطاعم وواجهات المحلات.
وخصوصاً في شهر رمضان المبارك، وأيام الجمعة والعطل، حيث تتحلق العائلة حول المائدة وتمتع ناظريها بشكلها اللطيف.
كيف يتم صناعة المخللات؟
قامت نساء سوريات في الساحل باستبدال طرق إعداد المونة وتخزينها نظراً لانعدام وجود التيار الكهربائي،
كما أوجدن طريقة لحفظ خضار الشتاء في الصيف ويرجع ذلك لارتفاع أسعار الخضار في فصل الشتاء وعدم قدرتهن على شرائها،
بسبب ضعف دخل المواطن السوري بسبب الظروف الكارثية التي تمر بها سوريا بسبب الحرب التي حصلت فيها منذ 2011.
صحيفة الوطن المقربة من النظام نقلت تصريحات مواطنة من ريف اللاذقية، حيث قالت بأنها مرغمة على حفظ المؤنة بهذا الشكل.
وأرجعت السيدة سبب ذلك إلى الأسعار التي تكوي جيوب المواطنين، وعدم قدرة السوريين على شراء ما يشتهون بسبب دخلهم.
وقامت بصمد الفول والبازيلاء بالماء والملح والخل على طريقة صنع المخللات.
كما اضافت السيدة ان طريقة تخليل الخيار والفليفلة تم تطبيقها على الانواع التي ذكرتها بشكل ناجح للغاية وكسبت مؤنة تكفيها طيلة الشتاء.
وعن طريقة العمل، تابعت السيدة بانها تقوم بفرط وتقطيع الخضار حسب الرغبة ووضعها في مرطبانات أو علب فارغة.
وتضيف لتر ماء مع ثلاث ملاعق ملح صخري وتضيف ملعقة صغيرة من السكر، ثم تقوم بإحكام غلقها ورفعها إلى مكان لا توجد فيه رطوبة.
هذه العملية تضمن حفظها طيلة فصل الشتاء واستخدامها في الطبخ، وصرحت سااخرة: الله يجيرنا ما يرفوا سعر الملح والمي بعد ما استخدمناهم.
صناعة المخلل وتيبيس المونة
سيدة اخرى من المنطقة أضافت انها قامت بتخليل وتقديد الخضروات بسبب الظروف التي أجبرتها على ذلك من قلة الكهرباء وارتفاع الأسعار.
كما تابعت قائلة بأن تيبيس الخضار كـ”مشروع منزلي” هي تجربة ناجحة لمواد القرع والبامياء والفول والباذنجان في سنوات سابقة.
اقرأ أيضاً: فرصة العمر.. انتشار مشروع زراعة صبار الزينة في قطعة أرض 100 متر مربع ومرابح 60 ألف دولار
وأصافت أنها ستقدم على تخليل البازلاء والفول لتستغني عن الكهرباء بشكل كامل في حفظ مونة البيت خلال فصل الشتاء.
كمشروع مربح وجيد، يمكن شراء كميات كبيرة من الخضار التي تم ذكرها ويتم تصنيعا بنفس الطرق وتخزينها وبيعها في الشتاء.
حيث يمكن للشخص الذي سيقوم بـ”مشروع منزلي” أن يبدأ مع الصيف عند كثرة انتاج الخضار ويحقق ربحاً كبيراً خلال موسم واحد.
تحرير: تركيا رصد