دولة أوروبية تمنح مواطن سوري مكافأة تساوي ملايين الدولارات بعد قيامه باختراع يحتاجه الملايين
دولة أوروبية تمنح مواطن سوري مكافأة تساوي ملايين الدولارات بعد قيامه باختراع يحتاجه الملايين
نجح الشاب السوري نسيم خليل، الذي هاجر من العاصمة السورية دمشق، في تحقيق حلمه ومتابعة مسيرته في بلد اللجوء، ألمانيا. درس خليل البيطرة في جامعة حلب وحصل على براءة اختراع ألمانية لمرتبة ذكية تعتمد على خاصية التنافر المغناطيسي لتحقيق تموضع أفضل للجسم أثناء النوم.
ويستهدف هذا الاختراع بشكل خاص مناطق الأرداف والكتف، مما يسهم في علاج مشاكل آلام الظهر وحالات ارتجاع المريء. كما اقترب خليل من تحقيق حلمه الثاني، حيث يعمل حاليًا على ابتكار جديد سيظهر في الأضواء قريبًا.
ووفقًا لموقع “مهاجر نيوز”، يظهر خليل أكثر خبرة وحنكة في السوق الألماني، حيث يتحدث عن اختراعه الجديد. تعلم خليل الكثير خلال الفترة الماضية، ونجاحه في تسويق اختراعه الأول وبيعه لشركة طبية سويدية، أكد أنه يسير في الاتجاه الصحيح، على الرغم من التحديات الكبيرة التي واجهها.
ويقول خليل: “أنا حاليًا في المراحل النهائية لابتكار جديد، وآمل أن يظهر في الأسواق قريبًا. يتمثل هذا الابتكار في تصميم ذكي وفريد لحقيبة ظهر تعتمد على خوارزمية خاصة لحماية حاملها. إنها مهيأة لتقديم الحماية لمرتديها ومقاومة الحوادث المتوقعة أثناء التنقل، خاصة في المدن الكبيرة”.
تعتمد فكرة الحقيبة المبتكرة على وجود حساسات خاصة وكاميرات بالغة الصغر متصلة بجهاز كمبيوتر لوحي دقيق. وتم تلقيم الجهاز بأكثر من 265 حالة اعتداء بوسائل مختلفة باستناد إلى بيانات أمنية دقيقة. تستطيع الحقيبة معرفة أوجه أو أجسام متحركة للمحيطين بها وإحباط أي محاولة رصد أو اقتراب من حامل الحقيبة. وتنبه حاملها بدرجات إنذار مختلفة، بعضها صامت يعتمد على خاصية الإرتجاج وبعضها يطلق صفير الإنذار للتنبيه وكشف محاولة التحرش. وتحتوي الحقيبة على جهاز مانع للسرقة وتتصل بنظام تعقب عبر ال-GPS لتحديد موقعها.
من أجل تطبيق هذه الفكرة على أرض الواقع كان على خليل تجاوز عقبات بيروقراطية كثيرة، بيد أن نجاحه السابق في الحصول على براءة اختراع سابقة ساعده على تكوين خبرة كبيرة في التعامل مع المؤسسات الألمانية المختلفة
وكان على خليل تقديم طلبه الكترونيا وتعبئة نموذج خاص من أجل المصادقة على هذه الفكرة والسماح بفحصها من قبل لجنة مختصة. وهو ما استغرقه أسابيع طويلة في تقديم الأوراق اللازمة، وإقناع اللجان المختصة بفكرته.
في النهاية تمكن خليل من الحصول على براءة اختراع لحقيبة الظهر وعلى تمويل من وزراة الاقتصاد والعمل في ولاية بادن فورتمبرغ. ويأتي هذا التمويل ضمن برنامج خاص لدعم الابتكارات، إذ حصل اللاجئ السوري على تمويل بقيمة تبلغ نحو 24000 يورو.
في حديثه لمهاجر نيوز يؤكد خليل أن وجوده في ألمانيا والدعم الذي يحصل عليه لتحقيق هذه الابتكارات هو من بين أهم سبب نجاحه، فالبلد يدعم المتفوق ويقدم له المساعدة في إنجاز فكرته
كما أن ألمانيا لديها مؤسسات بحثية عريقة، وهو ما يساعد في حدوث أية إشكالية للحصول على أفكار جديدة.
تعتمد فكرة الحقيبة المبتكرة على وجود حساسات خاصة وكاميرات بالغة الصغر موصولة بجهاز كومبيوتر لوحي دقيق.
مصاعب وعقبات
وبسبب التقييم الإيجابي لإختراع حقيبة الظهر الذكية، حصل نسيم على التمويل وهو ما ساهم في تسريع انجاز هذا الابتكار. ويقول خليل” واستغرق الأمر شهورا طويلة حتى تمكنت من الحصول على براءة هذا الاختراع، وهو ما يفيد بشكل رسمي أن الفكرة أصبحت ملكي بحسب القانون ولم يسبقني إلى تسجيلها أحد”.
واصطدمت الفكرة بعقبات بيروقراطية كثيرة وتشكيكات من قبل بعض الدوائر في البداية، خاصة أنها نابعة من مخترع أجنبي، حسبما يروي خليل.
إلا أن مصادقتها من قبل اللجان المختصة والحصول على تمويل حكومي بدد هذه الشكوك، وفتح أمامه الأبواب للمساعدة. وهو ما ساهم في تحقيق المشروع.
وفي حديثه لمهاجر نيوز يؤكد خليل أن وجوده في ألمانيا والدعم الذي يحصل عليه لتحقيق هذه الابتكارات هو من بين أهم سبب نجاحه
فالبلد يدعم المتفوق ويقدم له المساعدة في إنجاز فكرته، كما أن ألمانيا لديها مؤسسات بحثية عريقة، وهو ما يساعد في حدوث أية إشكالية للحصول على أفكار جديدة.
ويروي خليل كيف أنه عرض فكرته على شركة بوش، من أجل التمكن من معرفة السند القانوني الذي تتبعه الشركة والتي يسمح لها بتركيب حساسات وكاميرات على السيارة من أجل التغلب على مشكلة انتهاك الخصوصية، حيث وفرت له الشركة كل ما يريد.
فالتحضير الجيد هو نصف النجاح كما يقول المثل الألماني. كما أنه من الضروري عرض الفكرة على الأشخاص المحيطين من أجل معرفة ردود فعلهم، فهذا الأمر يساعد على معرفة مدى قبول وانتشار الفكرة وقد ينبه المبتكر إلى خلل أو أخطاء فيتداركها.
من الضروري كذلك الحصول على مصادقة من اللجان المختصة
وهي تختلف في ألمانيا باختلاف الولاية إلا أن وزارة العمل والاقتصاد تحتوي على برامج مختلفة للأفكار الناشئة، وهو ما يتطلب حجز موعد من أجل الحصول على إرشاد من قبلهم ومعرفة ما يلزم.
ويتمنى خليل وجود رابطة تضم المخترعين العرب في ألمانيا من أجل دعم الأفكار الشابة والوصول إلى نوع من التكامل بين المخترعين العرب وهو ما قد يوفر عليهم الجهد والوقت، بيد أن تنفيذ هذا الأمر يصطدم كما يقول خليل بحاجز التمويل والذي يجعل من هذا الحلم على قائمة الانتظار.