اكتشاف أثري يعود للعصر الروماني في لندن يعتبر من أهم الاكتشافات وأندرها على الإطلاق

اكتشاف أثري يعود للعصر الروماني في لندن يعتبر من أهم الاكتشافات وأندرها على الإطلاق

تم اكتشاف البلاط الثمين من “ذروة العصر الروماني في لندن” في موقع بناء بالقرب من شارد في ساوثوارك، ويعتقد الخبراء أنها زينت أرضية غرفة الطعام الرومانية.

تزين الأزهار والنقوش الهندسية لوحتين مزخرفتين، يعتقد أنهما يعودان إلى ما يقرب من 2000 عام.

وقالت المشرف على موقع متحف لندن للآثار، أنتونييتا ليرز، أنه كان “اكتشافاً يحدث لمرة واحدة في العمر في لندن”.

وقالت: “عندما بدأت الومضات اللونية الأولى بالظهور عبر التربة، كان الجميع في الموقع متحمسين للغاية”.

يعتقد علماء الآثار أن الفسيفساء تعود إلى أواخر القرن الثاني أو أوائل القرن الثالث، وكان من الممكن أن تزين غرفة تسمى تريكلينيوم، مؤثثة بأرائك لتناول الطعام للناس ليتكئوا ويأكلوا.

ربما كانت اللوحة جزءاً من قصر روماني، أو “موتيل” راقي يوفر أماكن إقامة وغرف للطعام لسعاة ومسؤولي الدولة الذين يسافرون من وإلى رومان لوندينيوم.

توجد آثار فسيفساء سابقة أسفل الألواح، مما يشير إلى أن الغرفة قد تم تجديدها على مر السنين، ربما لإفساح المجال لأحدث الموضات، ويبلغ طول أكبر لوحة ثمانية أمتار وتظهر أزهار ملونة محاطة بشرائط من الخيوط المتشابكة، وهو موضوع يُعرف باسم غالوش.

توجد أيضاً أزهار اللوتس ونمط يُعرف باسم عقدة سليمان، مصنوعة من حلقتين متشابكتين.

عزا الدكتور ديفيد نيل، عالم آثار سابق في التراث الإنكليزي وخبير بارز في الفسيفساء الرومانية هذا التصميم إلى “مجموعة أكانثوس”، فريق من علماء الفسيفساء العاملين في لندن الذين طوروا أسلوباً محلياً فريداً.

وتتميز اللوحة الأصغر بتصميم أبسط، مع عقدتين لسليمان وزهور منمقة وأنماط باللون الأحمر والأبيض والأسود.

وجد علماء الآثار تشابهاً وثيقاً في ترير بألمانيا، ويعتقدون أن نفس علماء الفسيفساء كانوا يعملون في كلا المكانين.

ونظراً لحجم غرفة الطعام وديكورها الفخم، يعتقد علماء الآثار أنه تم استخدامها من قبل كبار الضباط وضيوفهم، ولا يزال يتم الكشف عن باقي أجزاء المبنى، ولكن يُعتقد أن هناك عدة غرف وممرات تحيط بفناء مركزي.

وتم العثور على مبنى روماني كبير آخر في مكان قريب والذي ربما كان مسكناً خاصاً لعائلة ثرية، واكتُشِف هناك أوعية من البرونز، ودبوس شعر عظمي، وإبرة خياطة.

ترتبط هذه الاكتشافات بنساء مرموقات كن يتابعن آخر صيحات الموضة وآخر تسريحات الشعر، وكن يمثلن ذروة لندن الرومانية”.

“كانت المباني في هذا الموقع ذات مكانة عالية جداً، وكان الناس الذين يعيشون هنا يعيشون حياة جيدة”.

المصدر: الاندبندنت