طفلان يعثران على كنز ذهبي في ألمانيا ودرهم عربي يثير دهشة الباحثين
طفلان يعثران على كنز ذهبي في ألمانيا وظهور درهم عربي في الكنز أثار استغراب الباحثين
الموضوع الذي سنتحدث عنه في هذه المقالة ليس غريبة فقد حدث صدفة، ولكن الأمر المحير كيف وصلت العملة العربية إلى ألمانيا.
كنز حصل عليه فتيان صغيران كانا يلعبان ب”كاشف معادن” زعماً منهما أنهما يبحثان عن كنز في الجوار، فأصبح الحلم حقيقة.
بدأ الأمر، بلهو اثنين من الفتيان، الراغبين بالعثور على أي شيء من الممكن اعتباره “كنزاً”،
إلى أن حدث ما لم يكن بحسبانهم بعد ساعتين فقط من البحث،
وهو أن وجدوا كنزاً حقيقياً، عمره يتجاوز 1000 عام، بعد أن كشف لهم جهاز “كشف المعادن” أمراً ما تحت الأرض.
هكذا كانت بداية الأمر للفتى الألماني الذي لم يتجاوز عمره الـ 13 عاماً “لوكا مالاشنيشنكو”، وصديقه “رينيه”،
بعد رحلة استكشاف قريبة من المنزل قاما بها في شهر كانون الثاني/ يناير الماضي، في حقل على جزيرة “روغن” الألمانية،
كما استخرجا قطعة معدنية ظنوا أنها من بقايا نفايات الألمنيوم التي لا قيمة لها، ولكن بعد عودتهم إلى المنزل،
اكتشفا أنها عملة فضية يتجاوز عمرها الألف عام، وهي لأحد أشهر ملوك الدانمارك.
وفي حديث لـ”مالاشنيشنكو” أدلى به لصحيفة “بيلد” الألمانية، قال: “كانت والدتي أول من أخبرتني بالأمر.. لقد كتبت جزءاً من التاريخ”،
رأي علماء الكنوز بالعملات المكتشفة ودرهم عربي
وبعد أن تم إخبار السلطات الألمانية بأمر هذه العملة التاريخية المكتشفة بـ”كاشف معادن”، قامت السلطات بكتم الأمر تماماً، حتى الأيام القليلة الماضية من شهر نيسان/ أبريل الجاري،
حيث بدأ عدد من خبراء الآثار بالتنقيب في مساحة 400 متر مربع من قطعة الأرض التي تم العثور فيها على هذه العملة التاريخية.
وكانت المفاجأة الكبيرة خلال بحث فريق خبراء الآثار في المنطقة، حيث أنهم تمكنوا من العثور على كنز مذهل وثمين،
يتكون من الحلي المختلفة، مثل الأطواق والأساور واللؤلؤ والأقراط، بالإضافة إلى المئات من العملات الفضية القديمة،
كما اعتبر كل من “لوكا” و”رينيه” الذين وجدا هذا الكنز، بأنهما عثرا على أكبر كنز سبق وأن وجده أو حتى من الممكن أن يجدوه في حياتهما،
حيث رافق الاثنان الخبراء المختصين خلال البحث، وشاركا بالبحث عن الآثار واستخراجها.
الملك الحاضر
وذكر تقرير بثّه تلفزيون “في دي آر VDR”، أن علماء الآثار الذين قاموا بالبحث عن هذا الكنز، تمكنوا من تحديد الفترة الزمنية التاريخية التي يعود لها،
والوقت الذي تم فيه دفنه بشكل دقيق إلى حد كبير، حيث صرح “ميشائيل شيرن”، من المكتب المحلي للثقافة والحفاظ على الآثار بولاية “مكلنبورغ فوربومرن”،
وهو المشرف على عملية الحفر، أن هذا الكنز يعود إلى آواخر العقد 980 بعد الميلاد،
حيث أن هناك ما يقارب الـ100 عملة فضية من بين تلك التي عُثر، تعود إلى عهد ملك الفايكنغ الشهير “هارالد بلوتوث”، الذي يُعد مؤسس المملكة الدنماركية.
ويتابع “شيرن” حديثه، أن ملك الفايكنغ الشهير “هارالد بلوتوث”، كان له شأن كبير في تاريخ القارة الأوروربية،
حتى أن شركة “إريكسون” السويدية للهواتف المحمولة أطلقت اسمه على تقنية نقل البيانات المعروفة “بلوتوث”،
لذا ما زال اسمه حاضراً في عصرنا الحالي رغم مرور مئات الأعوام من وفاته.
درهم عربي من دمشق
وفي تصريح آخر لـ”شيرن” أدلى به إلى موقع “شبيغل” أونلاين الألماني، أكد إن للقطع الآثرية التي عُثر عليها أهمية كبيرة في السياق الأوروبي،
لأنها تظهر العلاقات واسعة النطاق لمالكها، لأنها تضم عملات من بريطانيا ودول أوروبية أخرى،
والمفاجئة أن من بينها، عملات من المنطقة العربية ومن أفغانستان أيضاً، حيث تضم العملات المكتشفة درهماً عربياً فضياً من دمشق،
عائداً لمطلع القرن الثامن، ما يشير إلى العلاقات التجارية الواسعة لرجل الـ”فايكنيغ” حينها الذي كان يمتلك هذا الكنز.
ملكية الكنوز المكتشفة
كما تعود ملكية ثروة الملك الفايكنغ “هارالد بلوتوث”، إلى ولاية مكلنبورغ فوربومرن، بحسب تلفزيون “في دي إر”.
لذا ينبغي على من يجد كنزاً تسليمه للسلطات بحسب قانون حماية الآثار،
ويعد الاحتفاظ به أمراً غير قانوني، ويُشار إلى أن الفتية الذين عثروا على الكنز، كانوا من أعضاء فريق تطوعي لهواة البحث عن الآثار.
كما كانت قيمة الكنز البالغ وزنه 1.5 كيلوغرام ( 99% منه من الفضة) ثمن 5 أحصنة في ذلك الوقت، و650 يورو حالياً،
إلا أنه لا يُقدر بثمن من حيث قيمته التاريخية،
كما أشار الفتى “لوكا”، أنه لن يتوقف عن شغفه هذا بالبحث عن الكنوز، مؤكداً أنه سيستمر في هذا الأمر،
وموضحاً أن هذا الشغف غير مرتبط بالمال وليس طمعاً به أو بالجوائز،
إذ لا يحصل المرء على مكافأة عند العثور على اللقى التاريخية، على عكس العثور على أموال مثلاً على الطريق.
ومن الجدير بالذكر أن أن مؤسس المملكة الدانماركية، ملك الفايكنغ الشهير “هارالد بلوتوث”، كان قد عاش ما بين العامين 910 و987 للميلاد،
اقرأ أيضاً: مواطن عربي يبتكر سخان ماء على سطح المنزل بأدوات بسيطة تضمن ماء ساخناً لمدة 15 ساعة
وحقق خلال فترة حكمه الكثير من الإنجازات المهمة والكبيرة، إذ أنه تمكن حينها من توحيد الدانمارك،
إلا أنه فشل من الناحية الشخصية إذ خسر في معركة مع ابنه “سفين غابلبارت” في العام 986 وتوجب عليه الهرب،
كما يعتقد المؤرخون أنه وفيما كان فاراً دفن ثروته في شمال غربي جزيرة “روغن”، التي عُثر على الكنز عليها،
كما يتوقع “ماتياس س. توبلاك” الخبير في تاريخ الـ”فايكينغ” ألا يكون الكنز عائداً للملك نفسه، بل لشخص غني من الدائرة المحيطة به.