بمساحة بريطانيا وفرنسا… دولة عربية تعلن الانطلاق بأضخم مشروع للطاقة الشمسية في العالم
بمساحة بريطانيا وفرنسا… دولة عربية تعلن الانطلاق بأضخم مشروع للطاقة الشمسية في العالم
أطلقت السعودية أول مشروع عالمي من نوعه في مجال الطاقة، يأتي على مساحة ضخمة تعادل حجم دولتين.
وبحسب بيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن المشروع الجديد كُشِفَ اليوم الإثنين 24 يونيو/حزيران، بحضور وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز، إذ أُسندت عقود تنفيذه إلى شركات وطنية.
وقال وزير الطاقة، إن مشروع المسح الجغرافي لمشروعات الطاقة المتجددة، الذي أطلقته السعودية، يعدّ جزءًا من البرنامج الوطني للطاقة المتجددة، وهو الأول من نوعه عالميًا من حيث التغطية الجغرافية.
ويستهدف المشروع الجديد تركيب نحو 1200 محطة لرصد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في جميع مناطق السعودية، وذلك من خلال عمل الشركات الوطنية في المملكة.
أول مشروع عالمي من نوعه
أوضح وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان أن المشروع سيشمل جميع مناطق المملكة، من خلال مسح أكثر من 850 ألف كيلومتر مربع، بعد استثناء المناطق المأهولة بالسكان، ومناطق الكثبان الرملية، وقيود المجال الجوي.
ولفت إلى أن هذه المساحة تعادل حجم دولتين كاملتين، إذ إنها تعادل -تقريبًا- مساحة بريطانيا وفرنسا مجتمعتين، أو ألمانيا وإسبانيا، موضحًا أنه لم يسبق لأيّ دولة في العالم إجراء مسح جغرافي من هذا النوع على مثل هذه المساحة، وفق ما نشره بيان وزارة الطاقة السعودية.
وقال الأمير عبدالعزيز بن سلمان، إن المشروع العالم سيسهم بدوره في تحقيق المواقع الأفضل لتطوير مشروعات الطاقة المتجددة داخل السعودية، وذلك من حيث حجم مواردها المتجددة، وأولويات تطوير المشروعات، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وعن شمولية البيانات التي سيوفرها المشروع، أشار إلى أن المحطات ستُجري مسحًا للمساحة المحددة بجميع مناطق المملكة في المرحلة الأولى، وذلك لتحديد المواقع المناسبة لإقامة مشروعات الطاقة المتجددة المستهدفة.
ولاحقًا، بحسب وزير الطاقة، ستُنقل المحطات إلى المواقع التي يُتأكَّد من جدوى استعمالها، وتثبيتها فيها، لتواصل توفير جميع البيانات المطلوبة لتنفيذ مشروعات الطاقة المتجددة بشكل مستمر، وبجودة ودقة عاليتين.
ومن المقرر أن تحدد محطات رصد الطاقة الشمسية، التي تعمل من خلال أجهزة قياس متطورة مثبتة على سطح الأرض، وتسجل الإشعاع الطبيعي المباشر، والإشعاع الأفقي الأرضي، والإشعاع الأفقي المنتشر، ونسبة ترسُّب الغبار والملوثات، وعامل الانعكاس الأرضي، ودرجة الحرارة المحيطة، ونسب هطول الأمطار، والرطوبة النسبية، والضغط الجوي.
بينما ستسجل محطات قياس طاقة الرياح، التي ستُركّب على ارتفاعات متعددة، تصل إلى 120 مترًا، سرعة الرياح واتجاهها، ودرجة الحرارة المحيطة، والضغط الجوي، والرطوبة النسبية، مؤكدًا أن جمع البيانات سيكون باستعمال أحدث التقنيات، وتطبيق أرفع معايير الجودة والممارسات العالمية.
منصة جديدة للرصد والتسجيل
قال وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، إن أول مشروع عالمي من نوعه، الذي تطلقه السعودية اليوم، يتضمن إنشاء منصة في وزارة الطاقة، لرصد وتسجيل ونقل بيانات القياس، على مدار الساعة، لتحليلها ومعالجتها رقميًا.
ومن المقرر أن تعمل هذه المنصة باستعمال تقنيات الذكاء الاصطناعي، لتقييم المواقع وترتيبها من حيث مناسبتها لإقامة مشروعات الطاقة المتجددة، وفق بيان الوزارة الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وأوضح الوزير أن دقة بيانات المشروع، وتحديثها بشكل دائم، يجعلها قابلة للتمويل حسب متطلبات المؤسسات التمويلية المحلية والدولية، بما يسهم في تخصيص أراضي مشروعات الطاقة المتجددة بشكل فوري، وتسريع عملية طرحها وتنفيذها، بعد التنسيق مع الجهات المعنية.
ولفت إلى أن المشروع يؤكد التزام السعودية بتحقيق أهدافها الطموحة لإنتاج الطاقة المتجددة وتصديرها، إذ سيعزز الاستفادة المثلى من موارد الطاقة المتجددة بجميع مناطق المملكة، ويدعم موقعها الإستراتيجي لتصدير الكهرباء النظيفة، كما يدعم توجهها لإنتاج الهيدروجين النظيف.
مزيج الطاقة في السعودية
من شأن المشروع العالمي الجديد أن يسهم بشكل رئيس في تحقيق مستهدفات مزيج الطاقة الأمثل لإنتاج الكهرباء في السعودية، بحيث تشكّل مصادر الطاقة المتجددة نحو 50% منه بحلول عام 2030، وتحقيق مستهدفات برنامج إزاحة الوقود السائل، وتقليص الاعتماد عليه بقطاع الكهرباء.
وأضاف وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان أن بلاده ستطرح مشروعات لإنتاج الكهرباء من الطاقة المتجددة، بطاقة 20 غيغاواط سنويًا، ابتداءً من العام الجاري 2024، للوصول إلى ما بين 100 و130 غيغاواط بحلول عام 2030.
واختتم الوزير تصريحاته بتوجيه الشكر إلى الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد، رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، رئيس اللجنة العليا لشؤون مزيج الطاقة لإنتاج الكهرباء، وتمكين قطاع الطاقة المتجددة، للدعم والمساندة الدائمين.