رسالة سرية منذ 25 عاما تنشر لأول مرة تخص صدام حسين
قالت وكالة الأنباء الفرنسية في تقرير لها تزامنا مع الذكرى الـ14 لإعدام الزعيم العراقي الراحل صدام حسين، إنه تم الكشف عن وثائق حكومية بريطانية رُفعت السرية عنها، الأربعاء، تخص صدام وتعود لما قبل 25 عاما.
رسالة سرية صدام حسين والأكراد
وبحسب الرسالة التي نشرها الأرشيف الوطني للمرة الأولى، فإن بريطانيا في عهد رئيس الوزراء جون ميجور كانت تخشى احتمال الانجرار إلى حرب أخرى بقيادة الولايات المتحدة ضد العراق وتفكر في التخلي عن حلفاء أكراد.
وتعد هذه الرسالة المفرج عنها واحدة من وثائق عديدة تعود إلى السنوات الأخيرة من ولاية جون ميجور، بين 1995 و1997.
وحذر جون هولمز السكرتير الخاص لميجور من أن “الأمريكيين قد يسعون إلى رد عسكري على نطاق واسع” إذا سيطرت قوات الرئيس صدام حسين على المنطقة الكردية في شمال العراق.
اقرأ أيضاً: “شاهد” ما قالته رغد صدام حسين بذكرى إعدام والدها عن “الحفنة الضالة” من حملة جنسية العراق
وكتب في نوفمبر 1996 قبل اجتماع ثنائي مع وارن كريستوفر وزير الخارجية في عهد الرئيس الأمريكي بيل كلينتون أن عملا عسكريا من هذا النوع “لن نتمكن من دعمه ببساطة”.
أمريكا تحمي الأكراد
وكانت الولايات المتحدة وحلفاؤها بمن فيهم بريطانيا، أقامت ملاذا آمنا وفرضت منطقة حظر طيران في شمال العراق الذي يسيطر عليه الأكراد.
الجيش العراقي شن عملية عسكرية
في تلك الفترة، بدت المنطقة مهددة بالوقوع تحت سيطرة القوات العراقية، بينما كان يدور قتال بين الفصائل الكردية المتناحرة وتدعم بغداد فصيلا ضد آخر. وكان الرئيس العراقي شن قبل أشهر من ذلك عملية توغل واسعة في شمال العراق، مما أدى إلى شن ضربات جوية أمريكية.
وكتب هولمز: “هذا من شأنه أن يشكل معضلة سياسية كبيرة بالنسبة لنا”. وأضاف: “قد يكون الأمر الواقعي بالنسبة لنا وللأمريكيين هو أنه يتعين علينا التخلي عن شمال العراق”.
وتكشف المذكرة عن عدم وجود رغبة لدى لندن في ذلك الوقت لمزيد من العمل العسكري على نطاق واسع.
وأشار هولمز أيضا إلى أن الولايات المتحدة لن تكون قادرة على خوض حرب كهذه.
وكتب أن التخلي عن شمال العراق سيكون “مهينا” لكن “قد لا يكون لدينا خيار آخر.. لا أحد منا مستعد لبذل جهد عسكري حقيقي أو تخصيص موارد لوقف صدام في الشمال، وقد ندمر التحالف إذا حاولنا” القيام بذلك.
في الوقت نفسه، نصح هولمز بعدم إخبار إدارة كلينتون بذلك. وكتب أن “الاعتراف الآن بعدم قدرتنا على دعم الولايات المتحدة في وضع مستقبلي افتراضي سيكون صعبا جدا”.
غزو الكويت
وكانت مارغريت تاتشر تتولى قبل ميجور رئاسة الحكومة عندما بدأت حرب الخليج الأولى ردا على غزو العراق للكويت في أغسطس 1990.
وتولى ميجور رئاسة الوزراء في نوفمبر 1990 وقاد البلاد خلال الصراع الذي شهد مشاركة القوات البريطانية إلى جانب الولايات المتحدة ودول أخرى في التحالف الدولي ضد العراق حتى شباط/فبراير 1991.
حقق حزب العمال المعارض الرئيسي في بريطانيا بقيادة توني بلير فوزا ساحقا في الانتخابات ضد حزب ميجور المحافظ الحاكم في 1997.
جورج بوش والهجوم على العراق
في وقت لاحق، دعم بلير الرئيس الأمريكي جورج بوش الذي كان والده جورج بوش الأب رئيسا عند اندلاع حرب الخليج الأولى، في الهجوم على العراق في 2003.
وادعى بلير وبوش أن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل ولكن لم يتم العثور على أي منها، واعتقل صدام حسين في نهاية المطاف وحوكم وأعدم في 2006.