كان لصدام حسين ظلاً وتميز بكاريزما التسجيلات المسربة .. عزت الدوري الشخصية الأكثر جدلاً وغموضاً !
رصد-متابعة
كان لصدام حسين ظلاً وتميز بكاريزما التسجيلات المسربة .. عزت الدوري الشخصية الأكثر جدلاً وغموضاً !
شغل منصب نائب رئيس مجلس قيادة الثورة، إبان حكم الراحل صدام حسين، قبل أن يتسلم منصب وزير الزراعة والداخلية العراقية.
ونسبت إليه رتبة النائب العام، لقائد القوات المسلحة، بعد الحرب العراقية-الكويتية، وكان بمثابة الظل لصدام حسين، حتى يوم أسره.
عزت الدوري .. شخصية جدلية بامنياز
ولد الدوري في الأول من يوليو عام 1942, بقرية الدور في العراق، ودرس الإعدادية في سامراء، ثم الثانوية في بغداد
وفي عام 1963, تخرٌج من كلية الزراعة، قبل أن ينضم لحزب البعث العراقي، أثناء المرحلة الثانوية، ومشاركته في فعاليات سرية لصالحه.
كان شديد الولاء للحزب، ونتيجة لذلك أصبح الرجل الثالث فيه، بعد انقلاب 17 تموز، والذي حدث في عام 1968.
حيث كان الدوري، من الأوائل الذين بادروا للدخول إلى القصر الجمهوري إبان ثورة 1968 في العراق.
الدوري والهرب من شبح الموت
بعد الغزو الأمريكي للعراق، اختفى الدوري بشكل كامل، قبل أن تعلن القوات الأمريكية، عن مكافأة مالية لمن يدلي بمعلومات عنه.
حيث بلغت قيمة المكافأة 10 مليون دولار، إلى جانب وضع صوره على كرتٍ، ضمن مجموعة اللعب، لأبرز وأهم المطلوبين العراقيين.
وخلال فترة اختفاء الدوري، نسب إليه الإشراف على عمليات مسلحة عدة ضد الأمريكيين، ودعوته للانتفاضة الشعبية ضدهم في العراق.
وفي الحادي عشر من نوفمبر عام 2005, وردت أنباء عن وفاته، إلا أن حزب البعث نفى ذلك بشكل قطعي.
فضلاً عن أن الحزب، ادعى أن الدوري تسلٌم منصب الأمين العام له بعد صدام حسين، ما أدى لولادة الخلافات والنزاعات.
حيث انقسم الحزب حينها لقسمين،فالأول كان مؤيداً لعزت الدوري، أما الثاني فأعلن معارضته جملةً وتفصيلاً.
وفي أواخر 2009, تضاربت الأنباء حول تشكيل الدوري، لجبهة الجهاد والتحرير والخلاص الديني، والتي ولد عنها، مايسمى بتنظيم النقشبندية.
عزت الدوري .. مقتله المزيف وكاريزما التسجيلات المسرٌبة
أعلن التلفزيون العراقي، في السابع عشر من أبريل عام 2015, عن مقتل الدوري في منطقة حمرين، شرق محافظة صلاح الدين.
إلا أن حزب البعث العراقي نفى ذلك، بالتزامن مع نقل الجثة للسفارة الأمريكية في بغداد، لفحصها ومطابقتها مع الحمض النووي.
والمفارقة هنا، أن بعد شهراً واحداً من أنباء مقتله، انتشرت تسجيلات صوتية لعزت الدوري، أثبت خلالها، عدم صحة الشائعات.
لم تكن تلك الصوتية هي الأولى أو الأخيرة له، فقد سبقها تسجيلات صوتية ومرئية متعددة، منذ اختفائه وحتى وفاته.
ففي عام 2010، سرب له تسجيلاً صوتياً، يتضمن خطاباً له بمناسبة ذكرى ثورة 1968, والتي وصل خلالها حزب البعث لسدة الحكم.
وفي السابع من شهر نيسان عام 2012، ظهر الدوري في تسجيل مرئي، بمناسبة ذكرى تأسيس حزب البعث.
وتحدث خلاله عن دور إيران وتدخلاتها في العراق، حيث أكد حينها أن الحزب، أصبح ضد طهران ونفوذها في المنطقة.
وظهر أيضاً في الخامس من يناير عام 2013, بتسجيل مرئي آخر، معلناً تأييده لاحتجاجات الأنبار، والمناطق السنية الأخرى، في ذات العام.
ونسب لعزت الدوري، غير ذلك، عشرات التسجيلات الصوتية والمرئية، منذ اختفائه، وذلك بعيد الغزو الأمريكي للأراضي والمناطق العراقية.
وفي يوم الاثنين الموافق للسادس والعشرين، من شهر أكتوبر عام 2020, أعلن حزب البعث العراقي، عن وفاة عزت الدوري.
حيث أصدر حينها الحزب المحظور في العراق، بيانا نعى فيه الدوري، والذي أمضى حياته، بكواليس السياسة، وتجسيد الصورة الأكثر غموضاً.