هل تعلم أين اختفت “إرم ذات العماد” مدينة قـ.ـوم عاد التي لم يُخـ.ـلق مثلها في البلاد؟ وما قـ.ـصتهم؟(فيديو)
عاد قـ.ـوم نبي الله هود عليه السلام صفات قوم عاد عُرف قوم عاد بقـ.ـوّتهم البدنية، وقد مكّـ.ـن الله لهم في الأرض
ودلالة ذلك أنّهم كانوا ينحـ.ـتون البيوت في الجبال، ولم يُعـ.ـطى أحدٌ مثل ما أُعـ.ـطيَ قوم عاد، وقد أطـ.ـغتهم قـ.ـوتهم فاستكـ.ـبـروا،
وكانوا متـ.ـرفين؛ فقد رزقهم الله الأنعـ.ـام، والحـ.ـدائق، والأنهار، وكانوا يبنـ.ـون البنيان العظـ.ـيمة للتّبـ.ـاهي، واستطـ.ـاعوا أن يبنوا مصـ.ـانع لجـ.ـمع المـ.ـياه، وكانوا أهل قـ.ـوةٍ وبطـ.ـشٍ
وقد عبدوا من دون الله الأوثـ.ـان، وأنكـ.ـروا وجود حـ.ـياةٍ بعد الحـ.ـياة الدنيا، حيث قالوا:
(إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَـ.ـاتُنَا الدُّنْيَا نَمُـ.ـوتُ وَنَحْـ.ـيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُـ.ـوثِينَ)، وهي من القبـ.ـائل العربية، وقد صـ.ـنعوا حضـ.ـارةً مميّزة من جـ.ـوانب عدة؛ منها العمـ.ـران والزراعة
وقد ذكر الله -تعالى- ما رز.قهم في الآية: (وَاتَّقُـ.ـوا الَّذِي أَمَدَّكُـ.ـمْ بِمَا تَعْلَمُونَ* أَمَدَّكُـ.ـمْ بِأَنْعَـ.ـامٍ وَبَنِينَ* وَجَـ.ـنَّاتٍ وَعُـ.ـيُونٍ)،[٤] وفي الصناعة أيضاً:
(أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَـ.ـثُونَ* وَتَتَّخِذُونَ مَصَـ.ـانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْـ.ـلُدُونَ).
موطن قـ.ـوم عاد موطن قوم عاد في جـ.ـنوب السعودية في منطقة تُسمّى الربع الخالي في مكان بينـ.ـها وبين حضرموت
وهناك آثار في تلك المنطقة فيها بيوت منحـ.ـوتة بالصخـ.ـر وعمران مُذهـ.ـلة
وهناك من قال بأنهم كانوا يسكـ.ـنون شمال الجزيرة العربية وليس جنوبها، فقط رُبط بين قـ.ـوميّ عاد وثمـ.ـود في القرآن وذُكِرا معاً، قال -تعالى-: (وَعَادًا وَثَـ.ـمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَـ.ـاكِنِهِمْ)
وكانت ثمـ.ـود في الشمال. نبيّ قـ.ـوم عاد نبيُّ عاد كان سيدنا هـ.ـود -عليه السلام-، قال -تعالى-: (وَإِلَى عَـ.ـادٍ أَخَـ.ـاهُمْ هُـ.ـودًا قَـ.ـالَ يَا قَوْمِ اعْبُـ.ـدُوا اللَّه)،[٩] وقد نَسَب الله قـ.ـوم عاد إلى نبيّه هـ.ـود فقال:
(أَلا إِنَّ عَادًا كَفَـ.ـرُوا رَ.بَّهُمْ أَلا بُعْدًا لِعَـ.ـادٍ قَوْمِ هُـ.ـودٍ)،وقد اختُـ.ـلف في نَسَبه؛ فمـ.ـنهم من قال إنّه هُـ.ـودُ بْنُ شـ.ـالخ بن أرفخـ.ـشد بن سام بن نوح -عليه السلام-
وَقيل هو عَابِرُ بن شـ.ـالخ بن أرفخشد بن سام بن نُوحٍ، ووردت روايات أخرى في نسـ.ـبه
وكان نبي الله هود -عليه السلام- قد أُرسـ.ـل في القبائل المتفـ.ـرّعة من نسل سيدنا نوح -عليه السلام-، وسُمّـ.ـيت بعاد نسـ.ـبةً لأحد أجدادها.
موقف قوم عاد من دعوة نبيهم
اسـ.ـتكبر قوم نبيّ الله هـ.ـود وكّـ.ـذبوه، فقد قال الله -تعالى- عنهم: (كَـ.ـذَّبَتْ عَادٌ فَـ.ـكَيْفَ كَانَ عَـ.ـذَابِي وَنُـ.ـذُرِ)
وبالرغم من أنه لم يسألهم أجراً على دعـ.ـوته إياهم، وطَلَب الأجر من الله -تعالى- مع ثقـ.ـل المهـ.ـمّة، فحاله حالُ جميع الرسل والأنبياء، إلا أنهم لم يعـ.ـقلوا ولم يؤمـ.ـنوا
ثم بعد أن نفذت حُـ.ـججهم أخبروا نبيّهم أنهم يخـ.ـافون من أن تصـ.ـيبه آلهـ.ـتهم بسـ.ـوء، وقد أورد الله -تعالى- حجّـ.ـتهم في هذه الآيات: (قالوا يا هـ.ـودُ ما جِـ.ـئتَنا بِبَيِّنَةٍ وَما نَحنُ بِتـ.ـارِكي آلِهَـ.ـتِنا عَن قَولِكَ وَما نَحنُ لَكَ بِمُـ.ـؤمِنينَ*
إِن نَقولُ إِلَّا اعتَـ.ـراكَ بَعضُ آلِهَتِـ.ـنا بِسـ.ـوءٍ)،وظلّوا معـ.ـاندين مستـ.ـكبرين عن الحـ.ـق مع إنـ.ـذاره لهم بعقـ.ـاب الله، ولم يؤمن معه إلا قـ.ـليل.
جزاء قوم عاد بعد كل هذا الإعـ.ـراض والتكـ.ـذيب والكـ.ـفر بالله؛ جاء عـ.ـذاب الله -تعالى- الذي وَعَـ.ـد به: (كَـ.ـذَّبَتْ عَادٌ فَـ.ـكَيْفَ كَانَ عَـ.ـذَابِي وَنُـ.ـذُرِ)
ونـ.ـذير الله كان ريـ.ـحاً عـ.ـقيماً لا تُبقي شيئاً، ولا فائدة منها، وقد جاءت عقـ.ـوبتهم مناسبةً لكِـ.ـبرهم، فقد قالوا: (مَنْ أَشَـ.ـدُّ مِنَّا قُوَّةً)،
وكان ردّ الله حاسـ.ـماً، قال -سـ.ـبحانه-: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَـ.ـقَهُمْ هُوَ أَشَـ.ـدُّ مِنْهُمْ قُـ.ـوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْـ.ـحَدُونَ* فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًـ.ـا صَـ.ـرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِـ.ـسَاتٍ لِنُذِيـ.ـقَهُمْ عَـ.ـذَابَ الْخِـ.ـزْيِ فِي الْحَـ.ـيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَــ.ـذَابُ الآخِـ.ـرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لا يُنْصَرُـ.ـونَ)
وقبل أن تصيـ.ـبهم الريح مَنَـ.ـع الله عنهم المطـ.ـر ثلاث سنوات حتى اشتـ.ـدّ عليهم الأمـ.ـر
ومن شدة ذلك اليـ.ـوم وصـ.ـعوبته وصفـ.ـه الله بأنه يوم نحـ.ـس مستمـ.ـر وهذا العـ.ـذاب الذي أرسـ.ـله الله على قـ.ـوم عاد كان بعد طلـ.ـب سيدنا هـ.ـود -عليه السلام- العـ.ـون والنصـ.ـرة من الله -تعالى-
، فجاء رد الله -تعالى-: (قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَّيُصْـ.ـبِحُنَّ نَـ.ـادِمِينَ)،[٢٤] فهلك الذين كفـ.ـروا، ونجّـ.ـى الله هوداً -عليه السلام- ومن بقي معه من الذين آمـ.ـنوا وكانوا قليلاً.
ثمـ.ـود قوم نبي الله صالح نبي قـ.ـوم ثمـ.ـود نبي قوم ثـ.ـمود هو النبي صالح -عليه السلام- الذي أرسـ.ـله الله -تعالى- لإحدى القبـ.ـائل العربية، وهو من نسـ.ـل سيدنا نوح -عليه السلام-،
وهو صالح بن جابر بن ثمود بن عامر بن إرم بن سام بن نوح -عليه السلام- وكان ذو نسـ.ـبٍ في قـ.ـومه، ومعروفٌ بخُـ.ـلقه وصـ.ـدقه وحـ.ـبّه للخـ.ـير.
موطـ.ـن قوم ثمود
ورد أنّ موقع قوم ثمود كان شمـ.ـال الجزيرة العربية، وبقيـ.ـت آثارهم حتى الآن دالّة على مكانهم، وقد كانوا في طريق التـ.ـجارة من مكة للشّام
ولكثرة ورود قوم ثمود في القـ.ـرآن حظـ.ـوا باهتمام المـ.ـؤرّخين، وقد كانوا أيضاً يحفـ.ـرون الصخـ.ـر ويبنون المقـ.ـابر والبيـ.ـوت، وهم من أهل البريّة الذين من طـ.ـبعهم ألّا يخضـ.ـعوا لأحدٍ من الملـ.ـوك
موقـ.ـف قوم ثمود من دعوة نبيّـ.ـهم صـ.ـالح كـ.ـذّب أكثر قـ.ـوم ثمـ.ـود نبيّهـ.ـم صالح -عليه السلام-، وقد غـ.ـرّتهم حيـ.ـاتهم، فأمّا الضـ.ـعفاء منهم فآمـ.ـنوا، وأمّا عـ.ـلية القـ.ـوم والمستـ.ـكبرون منـ.ـهم فقد كفـ.ـروا، وذَكَر الله -تعالى- موقـ.ـفهم هذا في القـ.ـرآن الكريم فقال عنهم:
(قالوا يا صالِحُ قَد كُنتَ فـ.ـينا مَرجُوًّا قَـ.ـبلَ هـذا أَتَنـ.ـهانا أَن نَعبُدَ ما يَعـ.ـبُدُ آباؤُنا وَإِنَّنـ.ـا لَفي شَـ.ـكٍّ مِمّا تَدعـ.ـونا إِلَيهِ مُريـ.ـبٍ)،[٢٩] وقد حاولوا تشـ.ـويه دعوة نبي الله صالح -عليه السلام-،
وقد عاقـ.ـبهم الله بتوقّـ.ـف المـ.ـطر لعلّـ.ـهم يؤمنون، فاتّهـ.ـموا القلّة المؤمنة ونبيّهم بأنهم سبب هذا الجـ.ـفاف وقالوا: (قَالُوا اطَّيَّـ.ـرْنَا بِكَ وَبِمَن مَّعَكَ قَالَ طَـ.ـائِرُكُمْ عِندَ اللَّـهِ بَلْ أَنتُـ.ـمْ قَوْمٌ تُفْتَـ.ـنُونَ).
ثم طلبوا معجـ.ـزةً من سيدنا صالح -عليه السلام-، فدعا الله بأن يرسل لهم آية، فأخـ.ـرج لهم الله -تعالى- ناقـ.ـةً من الصـ.ـخر، وكانت بديـ.ـعة وعظيـ.ـمة الخَـ.ـلق، وكان لبنـ.ـها يكـ.ـفيهم جميعاً، وقد ذكر الله -تعالى- هذه الأحداث في الآيات فقال -سبحانه-:
(كَـ.ـذَّبَتْ ثَـ.ـمُودُ بِالنُّـ.ـذُرِ* فَقَالُوا أَبَشَـ.ـرًا مِنَّا وَاحِـ.ـدًا نَتَّـ.ـبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَفِـ.ـي ضَـ.ـلالٍ وَسُـ.ـعُرٍ* أَؤُلْـ.ـقِيَ الذِّكْـ.ـرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْـ.ـنِنَا بَلْ هُوَ كَـ.ـذَّابٌ أَشِـ.ـرٌ* سَيَعْـ.ـلَمُونَ غَدًا مَنَ الْكَـ.ـذَّابُ الأَشِـ.ـرُ* إِنَّا مُرْسِـ.ـلُوا النَّـ.ـاقَةِ فِتْـ.ـنَةً لَهُمْ فَارْتَـ.ـقِبْهُمْ وَاصْطَـ.ـبِ)
وكان على قـ.ـوم ثمـ.ـود أن يتقـ.ـاسموا مياه البئر؛ يومٌ لهم، ويومٌ للنـ.ـاقة، وفي اليوم الذي تشـ.ـرب منه النـ.ـاقة يشربون لبنها، لكنهم قرّروا أن يحـ.تفظوا بماء البئـ.ـر ويقـ.ـتلوا النـ.ـاقة
وقد حـ.ـذّرهم نبيّ الله صالح -عليه السلام- من فعـ.ـلتهم تلك لأنها معـ.ـجزة من الله، لكنهم لم يسـ.ـتجيبوا له وقـ.ـاموا بقـ.ـتلها، قال -تعالى-: (فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَـ.ـاهَا* فَكَـ.ـذَّبُوهُ فَعَقَـ.ـرُوهَا).
جـ.ـزاء قوم هـ.ـود عليه السلام بعد أن قتـ.ـل قوم هـ.ـود الناقة معجـ.ـزة الله -تعالى- التي خـ.ـرجت من الصـ.ـخر، ومع كل التحـ.ـذير الذي قام به نبي الله صالح -عليه السلام- ألّا يفعـ.ـلوا، أمهلهم الله -تعالى- ثلاثة أيام قبل نزول العـ.ـذاب عليهم
قال -تعالى-: (تَمَتَّـ.ـعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ)،[٣٥] ثم جـ.ـاءهم عـ.ـذاب الله صيحةً واحدة فأصبـ.ـحوا كهشيـ.ـم المحـ.ـتضر؛
أي كبـقـ.ـايا عـ.ـيدان الحـ.ـطب التـ.ـي تُداس من الحيـ.ـوانات في الحضـ.ـائر، قال الله -تعالى-: (فَكَيْـ.ـفَ كَانَ عَـ.ذَابِي وَنُـ.ـذُرِ* إِنَّا أَرْسَـ.ـلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْـ.ـحَةً وَاحِـ.ـدَةً فَكَـ.ـانُوا كَهَـ.ـشِيمِ الْمُحْـ.ـتَظِرِ).
ونزل العـ.ـذاب كـ.ـذلك على الذين تأمّروا على قـ.ـتل النـ.ـاقة، وهم الذين ذكـ.ـرهم الله -تعالى- في كـ.ـتابه الكـ.ـريم:
(وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْـ.ـعَةُ رَهْـ.ـطٍ يُفْسِـ.ـدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْـ.ـلِحُونَ)
ثم إنهم خـ.ـافوا خـ.ـوفاً شـ.ـديداً بعد وعيـ.ـد الله -تعالى-، فاصفـ.ـرّت واسـ.ـودّت وجـ.ـوهـ.ـهم وهم ينتظـ.ـرون العـ.ـذاب خلال الأيام الثلاثة، حتى أتتهم الصيـ.ـحة فزلـ.ـزلت الأرض من تحتـ.ـهم ورجفـ.ـت وهـ.ـلكوا