ماذا فعلوا.. قصة الغـ.ز.وة التي أمر الرسول محمد (ص) فيها بقـ.تـ.ل كل اليـ.هو.د فيها
رصد بالعربي // متابعات فريق التحرير
ماذا فعلو.. قصة الغـ.ز.وة التي أمر الرسول محمد (ص) فيها بقـ.تـ.ل كل اليـ.هو.د فيها
بأروع قصص التاريخ الإسلامي الذي نقل الى عالمنا الحالي هي الغـ.ز.وة التي أمر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم فيها بقـ.تـ.ل كل اليـ.هو.د فيها وذلك لفعلتهم الشنـ.ــ.ـعاء بالمسـ.ــ.ـلمين بعد نقـ.ــ.ـضهم للعهد .
بحسب العلماء تختلف أسباب محـ.ــ.ـاربة الرسول لليـ.ــ.ـهود، ما بين محاولة ق.تـ.ــ.ـل النبي، وخـ.ــ.ـيانة العهـ.ــ.ـود مع المسلمين، والتحالف مع الكـ.ــ.ـفار ضـ.ــ.ـد الصحابة في غـ.ــ.ـزوة الخـ.ـندق (الأحـ.ـزاب).
حـ.ــ.ـارب الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، اليهود في أربع غـ.ــ.ـزوات هي: «بني قينقاع والنضير وقريظة وخيبر»، ومن نتائجها إخراج اليـ.ــ.ـهود من المدينة المنورة، ثم من شبه الجزيرة العربية كلها.
وسنتناول في السطور التالية غزوة يهـ.ــ.ـود «بني قريظة»، الذين خانوا العهد مع الرسول في غـ.ــ.ـزوة الأحزاب، وتحـ.ــ.ـالفوا مع الكـ.ـفـ.ــ.ـار، وكادوا يتغـ.ــ.ـلبوا على جـ.ــ.ـيش المـ.ــ.ـسلمين بسبب ما فعلوا، وذلك وفقًا لما ذكره المفسرون والمؤرخون في كتبهم.
قال ابن كثير، في كتابه «البداية والنهاية»: «انصرف الرسول عن (غزوة) الخنـ.ــ.ـدق راجعا إلى المدينة، والمسلمون وضعوا السـ.ــ.ـلاـ.ـح، فلما كان الظهر أتى جبريل رسول الله، فقال:
أو قد وضعت السـ.ــ.ـلاـ.ـح يا رسول الله، قال: (نعم)، فقال جبريل: ما وضعت الملائكة السـ.ــ.ـلاـ.ـح بعد، وما رجعت الآن إلا من طلب القوم، إن الله يأمرك يا محمد بالمسير إلى بني قريظة، فإني عامد إليهم فمـ.ــ.ـزلزل بهم».
وذكر ابن كثير أن «رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر مؤذنا فأذن في الناس: (من كان سامعا مطيعا فلا يصلين العصر إلا في بني قريظة)، خرج النبي صلى الله عليه وسلم إليهم وقد بعث علي بن أبي طالب على مقدمة الجيش ومعه اللواء، فحاصرهم خمسًا وعشرين ليلة، فلما اشـ.ــ.ـتد حصـ.ــ.ـارهم واشتـ.ــ.ـد البلاء قيل لهم:
انزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستشاروا أبا لبابة بن عبدالمنذر، فأشار إليهم أنه الذ..بـ.ــ.ـح، قالوا: ننزل على حكم سعد بن معاذ (وكان سعد رضي الله عنه حليفًا لهم، فظنُّوا أن يحابيهم ويخفف الحكم عليهم). فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (انزلوا على حكم سعد بن معاذ)».
وأشار صفي الرحمن المباركفوري، في كتابه «الرحيق المختوم»: «لقد كان باستطاعة اليهود أن يتحـ.ــ.ـملوا الحصـ.ــ.ـار الطويل، لتوفر المواد الغذائية والمياه والآبار ومناعة الحـ.ــ.ـصون.
ولأن المسـ.ــ.ـلمين كانوا يقـ.ــ.ـاسون البرد القارس والجوع الشديد وهم في العراء، مع شدة التـ.ــ.ـعب الذي اعتراهم ؛ لمواصلة الأعمال الحـ.ــ.ـربية من قبل بداية معـ.ــ.ـركة الأحزاب، إلا أن حرب قريظة كانت حـ.ــ.ـرب أعـ.ــ.ـصاب، فقـ.ــ.ـذف الله في قلوبهم الرعـ.ــ.ـب، وأخذت معنوياتهم تنهار، وبلغ هذا الانهـ.ــ.ـيار إلى نهايته أن تقدم علي بن أبي طالب والزبير بن العوام، وصاح علي: يا كتيبة الإيمان، والله لأذوـ.ــ.ـقن ما ذاق حمزة أو لأفتحن حصـ.ــ.ـنهم».
وأضاف «المباركفوري» أن «الرسول أرسل إلى سعد بن معاذ، وكان في المدينة لم يخرج معهم للجـ.ـرـ.ـح الذي كان قد أصاب أكْحُلَه في معـ.ــ.ـرـ.ـكة الأحـ.ــ.ـزاب فأُركب حـ.ــ.ـمارًا، وجاء إلى رسول الله، فالتف حوله الأوس قائلين:
يا سعد، أجمل في مواليك، فأحسن فيهم، فإن رسول الله قد حكمك لتحسن فيهم، وهو ساكت لا يرجع إليهم شيئاً، فلما أكثروا عليه قال: لقد آن لسعد ألا تأخذه في الله لومة لائم، فلما سمعوا ذلك منه رجع بعضهم إلى المدينة فنعي إليهم القوم».
ولما انتهى «سعد» إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال للصحابة: «قـ.ــ.ـوموا إلى سيدكم»، فلما أنزلوه قالوا: «يا سعد، إن هؤلاء قد نزلوا على حكمك».
فقال – وفقًا لما ذكره «المباركفوري» -: «وحكمي نافذ عليهم؟»، قالوا: «نعم»، قال: «وعلى المسلمين؟»، قالوا:
«نعم»، قال: «وعلى من هاهنا؟»، وأعرض بوجهه وأشار إلى ناحية رسول الله إجلالاً له وتعظيمًا، قال: «نعم، وعلي»، فأوضح: «فإني أحكم فيهم أن يُقتل الرجال، وتسبي الذرية، وتُقسم الأموال»، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع سموات».
وتابع «المباركفوري»: «وكان حكم سعد في غاية العدل والإنصاف، فإن بني قريظة، بالإضافة إلى ما ارتكـ.ــ.ـبوا من الغـ.ــ.ـدـ.ـر الشـ.ــ.ـنيع، كانوا جمعوا لإبـ.ــ.ـادة المـ.ــ.ـسلمين ألفاً وخـ.ــ.ـمسمائة سيف، وألفين من الرماح، وثلاثمائة درع، وخمسمائة ترس وحَجَفَة ، حصل عليها المسلمون بعد فتح ديارهم.
وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فحبس بنو قريظة في دار بنت الحـ.ــ.ـارث، امرأة من بني النجـ.ـار، وحُفرت لهم خـ.ــ.ـنادق في سوق المدينة، ثم أمر بهم، فجعل يذهب بهم إلى الخنادق إرسالاً، وتُضـ.ــ.ـرـ.ــ.ـب في تلك الخـ.ــ.ـنادق أعنـ.ــ.ـاـ.ــ.ـقهم، فقال من كان بعد في الحـ.ــ.ـبس لرئيسهم كعب بن أسد: ما تراه يصنع بنا؟ فقال:
أفي كل موطن لا تعقلون؟ أما ترون الداعي لا ينزع؟ والذاهب منكم لا يرجع؟ هو والله القتل ـ وكانوا ما بين الستمائة إلى السبعمائة، فـ.ــ.ـضرـ.ــ.ـبت أعنـ.ــ.ـاـ.ــ.ـقهم، وهكذا تم استئصال أفاعي الغـ.ــ.ـدر والخـ.ــ.ـيانة، الذين كانوا قد نقـ.ــ.ـضوا الميثاق المؤكد، وعاونوا الأحزاب على إبادة المسلمين في أحرج ساعة كانوا يمرون بها في حياتهم، وكانوا قد صاروا بعملهم هذا من أكابر مجـ.ــ.ـرـ.ــ.ـمي الحـ.ــ.ـروب الذين يستحقون المحـ.ــ.ـاكمة والإعـ.ـدـ.ــ.ـام».
المصدر : مصراوي