هـ.ــ.ـذه اللقـ.ـطة تظـ.ـهر الرحـ.ـمة التـ.ـي انـ.ـزلها الـ.ـله فـ.ـي الارض.. فيـ.ــ.ـديو
رصد بالعربي // متابعات
هـ.ــ.ـذه اللـ.ـقطة تـ.ـظـ.ـهر الرحـ.ـمة التـ.ـي انـ.ـزلها الـ.ـله فـ.ـي الارض.. فـ.ـيديو مـ.ـدهـ.ـش بأسفـ.ـل المقـ.ـالة
ـ.ــ.ـمظـ.ـاهر رحـ.ـمة الـ.ـله بعـ.ـباده إنًّ رحـ.ـمة اللـ.ـه ليسـ.ـت كـ.ـرحـ.ـمة المخـ.ـلوقين، فـ.ـالله -سبـ.ـحانه وتعـ.ـالى- خلَـ.ـق الرحـ.ـمة وأودع في الخـ.ـلق جـ.ـزءاً من رحـ.ـمته، وأمـ.ـسك عنـ.ـده تـ.ـسعةً وتسـ.ـعين جـ.ـزءاً كـ.ـما ذُكـ.ـر في الحـ.ـديث النبـ.ـوي الشـ.ـريف، فـ.ـقد قـ.ـال علـ.ـيه الصـ.ـلاة والسـ.ـلام:
ـ.ــ.ـ (إنَّ لِـ.ـلَّهِ مِئَـ.ـةَ رَحْـ.ـمَةٍ أَنْـ.ـزَلَ منـ.ـها رَحْـ.ـمَةً وَاحِـ.ـدَةً بيْـ.ـنَ الجِـ.ـنِّ وَالإِنْـ.ـسِ وَالْبَـ.ـهَائِمِ وَالْهَـ.ـوَامِّ، فَـ.ـبِهَا يَتَـ.ـعَاطَفُونَ، وَبِـ.ـهَا يَتَـ.ـرَاحَـ.ـمُونَ، وَبِـ.ـهَا تَعْـ.ـطِفُ الوَحْـ.ـشُ عـ.ـلَى وَلَـ.ـدِهَا، وَأَخَّـ.ـرَ الـ.ـلَّهُ تِسْـ.ـعًا وَتِسْـ.ـعِينَ رَحْـ.ـمَةً، يَرْحَـ.ـمُ بِـ.ـهَا عِـ.ـبَادَهُ يَـ.ـومَ القِـ.ـيَامَةِ).
ورحـ.ـمة الـ.ـله التي أنزلها موزّعةٌ على الإنس والجـ.ـن والبـ.ـهائم والمخلـ.ـوقات جميعها.[٢] ومن مظاهر رحمة الله -تعالى- في الخلق وفي الناس ما يأتي.
مظاهر رحمة الله في الخلق يمكن للإنسان أن يستشعر مظاهر رحمة الله عند تأمّله في الكون والخلق من حوله، فيرى من مظاهر رحمته -تعالى- ما لا يعدّ ولا يُحصى، ومن هذه المظاهر:
[٣] خلْق الإنسان، وجعْله مكرّماً على غيره من المخـ.ـلوقات، وحفّه بنعمه ورحمته بتيسير رزقه وهو جنين حتى يكبر ويخرج إلى الحياة الدنيا، ووضع الرحمة في قلب والدته حتى ترعاه وتحنّ عليه، وتسهيل أسباب الرزق لوالده لتحصيل حاجاته من الطعام والشراب، ومن رحمته بالإنسان أنْ خلقه في أحسن تقويمٍ وأفضل صورة.
خلق الليل والنهار، حيث يستعين الإنسان بالنهار على العمل والسعي في الأرض بما ينفعه، ويستعين بسكون الليل على النوم وأخذ الراحة لاستعادة نشاطه، قال تعالى: (وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَـ.ـغُوا مِن فَـ.ـضْلِهِ وَلَعَلَّـ.ـكُمْ تَشْكُرُونَ).
[٤] تسخـ.ـير الأرض بما فيها لخدمة الإنسان ولتسهيل عيشه فيها، ومن مظاهر رحمته أنه ينزل من السماء ماء، فالماء أساس الحياة لكل شيء في هذه الأرض، ولولاه ما عاشت النباتات وما عاش الإنسان ولا الحيـ.ـوان، قال تعالى:
(أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ۗ وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ).[٥] مظاهر رحمة الله في الناس إن من مظاهر رحمة الله في الناس في الدنيا والآخرة ما يأتي:
إرسال الرسل وإنزال الكتب؛ لهداية الناس إلى الحق، وليتبيّنوا الطريق المستقيم، وليحصلوا على ما فيه سعادتهم في الدنيا والآخرة، يقول تعالى في كتابه العزيز عن القرآن الكريم: (هـذا بَصائِرُ مِن رَبِّكُم وَهُدًى وَرَحمَةٌ لِقَومٍ يُؤمِنونَ).[٦][٧] للمزيد من التفاصيل عن إرسال الرسل الاطّلاع على مقالة: ((ما هي وظيفة الرسل)).
وضع الشريعة لاحتكام الناس إليها في الحياة الدنيا، حيث وضع الله -سبحانه وتعالى- المبادئ والأحكام والفرائض والأخلاق لاتّباعها والسير على أساسها، فتطبيق ما أمر الله به والابتعاد عما نهى عنه سبيلٌ إلى تحصيل منافع الخلق في الدنيا ودفع المضـ.ـار عنهم، قال تعالى:
(وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ).[٨][٢] للمزيد من التفاصيل عن الشريعة الإسلامية وخصائصها الاطّلاع على مقالة: ((خصائص الشريعة الإسلامية)).
الرخصة في الأحكام الشرعية؛ فقد رتّب الشرع أحكاماً لمختلف الأعمال والتكاليف ليقوم بها الإنسان في حالته الطبيعة، أما في حالات الاضطرار والمشقّة والحرج التي لا يتمكّن الإنسان فيها من القيام بالأعمال اللازمة عليه؛ فقد خفّف الله -سبحانه- عنه هذه الأحكام وسهّلها بما يُمكّنه من أدائها، وهو ما يسمى بالرخصة، ومن الأمثلة على الرخص:
قصر الصلاة الرباعية في السفر، والفطر في رمضان للمريض والمسافر، وأكل الميتة عند الاضطرار لدفع الهلاك عن النفس، قال تعالى: (فَـ.ـمَنِ اضطُرَّ غَيرَ باغٍ وَلا عادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفورٌ رَحيمٌ).[٩][١٠][١١] الإثابة على الصبر وعلى الأعمال الصالحة:
فما من مؤمنٍ يصبر على مصيبة إلا وله ثوابٌ على صبره ويُحتسب أجره عند الله، قال تعالى: (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّـهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)،[١٢] وكذلك المؤمن الذي أدّى الفرائض والتزم بالأوامر واجتنب النواهي فثوابه عند الله، قال تعالى:
(فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْـ.ـرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّـ.ـرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّنْ عِندِ اللَّـهِ وَاللَّـهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ)[١٣][١٤] للمزيد من التفاصيل عن الصبر في الإسلام الاطّلاع على مقالة: ((مفهوم الصبر في الإسلام)).
فتح باب التوبة للعباد، ومغفرة ذنوبهم وتقصيرهم إذا تابوا إليه سبحانه، قال تعالى: (وَتُوبُوا إِلَى اللَّـهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)،[١٥] ونجاة المؤمنـ.ــ.ـين من العـ.ــ.ـذاب الأليم، قال تعالى: (وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْـ.ـزَنُونَ)،[١٦] وشروط التوبة الصـ.ــ.ـادقة ثلاثة وهي:
الندم على المعـ.ــ.ـصية، والإقلاع عنها، والعزم الصادق على عدم العودة إليها، وإن كان هناك حقوق للناس والعباد فيلزم إعادة هذه الحقوق لأصاحبها، وجزاء من تاب مغفرة الله وجنّته ورضوانه، قال تعالى: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَـ.ـلُوا فَاحِـ.ــ.ـشَةً أَوْ ظَلَـ.ـمُوا أَنفُسَـ.ـهُمْ ذَكَرُوا اللَّـهَ فَاسْتَـ.ـغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُـ.ــ.ـوبَ إِلَّا اللَّـهُ وَلَمْ يُصِـ.ـرُّوا عَلَىٰ مَا فَـ.ـعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ *
جَـ.ـزَاؤُهُم مَّغْـ.ـفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ).[١٧][١٨] العقل؛ حيث خلق الله للإنسان العقل وجعله قادراً على التعلم، كما وعلّم الإنسان ما لم يعلم بفضله ورحمته، ورزقه القدرة على الفهم والإدراك والبيان والإفصاح عما يعلمه ويفهمه، قال تعالى:
(الرَّحْمَـنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ)،[١٩] فالبيان الذي ميّز الله به الإنسان على غيره من المخلوقات من أجلّ وأعظم النعم التي تدل على رحمته -سبحانه وتعالى- بخلقه.
[٢٠] مظاهر رحمة الله يوم القيامة إن من مظاهر رحمة الله -تعالى- في اليوم الآخر ما يأتي: إدخال المؤمنين الجنة يوم القيامة برحمة الله وفضله، لا بأعمالهم، قال عليه الصلاة والسلام: (لَنْ يُدْخِلَ أحَدًا عَمَلُهُ الجَنَّةَ قالوا:
ولا أنْتَ يا رَسولَ اللَّهِ؟ قالَ: لا، ولا أنا، إلَّا أنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بفَضْلٍ ورَحْمَةٍ)،[٢١] حيث تقصُر الأعمال مهما كثُرت عن أن يكون جزاؤها المقابل لها الخلود في جنة عرضها السماوات والأرض.
[٢٢] قبول الله شفاعة من يشاء من النبيّين والعلماء والملائكة والصالحين، ومن الشفاعة التي يقبلها -تعالى- شفاعة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- الكبرى في الخلق لتعجيل الحسـ.ـاب، وشفاعته في أهل الذنوب من أمّته لإخـ.ـراجهم من النـ.ــ.ـار.
وكذلك لمَن تساوت حسناتهم وسيئاتهم لدخول الجنة.[٢٣] إخراج من كان في قلبه ذرةً من الإيمان من النـ.ــ.ـار، إذ يأمر الله ملائكته: (فيقولُ اذهبوا فلا تدَعوا في النَّـ.ــ.ـارِ أحدًا في قلبِه مثقالُ ذرَّةٍ إيمانٌ إلَّا أخرجتُموهُ قال فلا يبقى إلَّا من لا خيرَ فيهِ)،[٢٤] وهذا مصداقاً لقوله تعالى:
(إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ ۖ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا).[٢٥][٢٦] رحمة الله فيمن يبقى في النار من المسلمين، فبعد أن يشفع النبيّون والصالحون؛ ينادي الله في الخلق فيقول:
(بَقِيَتْ شَفَاعَتِي، فَيَقْبِضُ قَبْضَةً مِنَ النَّارِ، فيُخْرِجُ أقْوَامًا قَدِ امْتُحِـ.ـشُوا، فيُلْقَوْنَ في نَهَرٍ بأَفْوَاهِ الجَنَّةِ).[٢٧][٢٦] مفهوم الرحمة وصف المولى سبحانه نفسه بصفتين مشتقتان من الرحمة، وقد حملتْ كلّ من الصفتين صيغة المبالغة وهما:
الرحمن على وزن فعلان، والرحيم على وزن فعيل،[٢٨] فالله -سبحانه وتعالى- هو الرحيم بعباده وحده دون سواه، ورحمة الله لا تُماثل رحمة المخلوقين، ولا شك أن رحمة الله -تعالى- لا يضاهيها شيءٌ، فهي تفوق كل شيء، يقول تعالى: (وَرَحمَتي وَسِعَت كُلَّ شَيءٍ)،[٢٩
] ورحمة الله تعالى عمّت وعظُمتْ حتى وسعت كلّ شيء؛ فتنعّم بها كل حيّ، وقد كتب على نفسه الرحمة؛ فهو أرحم الراحمين، ورحمته أبداً تغلب غضبه، وقد أثنت الملائكة على الله -سبحانه- بهذه الصفة، حيث يقول تعالى:
(الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَـ.ـذَابَ الْجَـ.ـحِيمِ).
[٣٠][٣١][٣٢] وقد شـ.ـبّه النبي عليه السلام رحمة الله -تعالى- لأصحابه الكرام بمشهدٍ حدث أمامهم، يوم أنْ أضاعت أمٌّ ابنها الرضيع في الحرب، فأخذت تبحث عنه بين القـ.ــ.ـتـ.ــ.ـلى والجـ.ــ.ـرحـ.ــ.ـى، فلما وجدته أخذته وضمّته إلى صدرها؛ فسأل النبي أصحابه: (أَتَرَوْنَ هذِه المَرْأَةَ طَـ.ـارِحَةً وَلَدَهَا في النَّـ.ــ.ـارِ؟ قُلْنَا:
لَا، وَاللَّهِ وَهي تَقْدِرُ علَى أَنْ لا تَطْرَحَهُ، فَقالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: لَلَّهُ أَرْحَمُ بعِبَادِهِ مِن هذِه بوَلَدِهَا).[٣٣][٣١][٣٢] وقد بيّن العلماء المقصود بالرحمة في اللغة والاصطلاح، وبيان ذلك فيما يأتي:
[٣٤] الرحمة لغةً: اسمٌ يدلّ على الرقّة والعطف والرأفة، وتُطلق على الرزق والغيث، والمقصود برحمة الله عطفه وإحسانه. الرحمة اصطلاحاً: هي رقّةٌ في القلب تقتضي الإحسان وإيصال الخير إلى الغير، وإن كان هذا الإحسان في الظاهر شراً أو أذى، فالرحمة تقتضي تحقيق مصلحة الغير
حتى وإن كان في ظاهر ذلك الإحسان ما يكرهه العبد ويبغضه في قلبه، ومثال ذلك الأب يطلب من ولده ما هو في الظاهر أنه مشقة وعناء للابن، وفي الحقيقة أن كل ما يطلبه الوالد من ولده من أجل مـ.ــ.ـصلحته لاحقاً.
موجبات رحمة الله بيّن العلماء الأمور التي يعد فعلها سبباً في تحصيل رحمة الله -تعالى- للمؤمن بعد تيقّن أن الله هو أرحم الراحمين، ويذكر ذلك فيما يأتي:
رحمة الإنسان بالناس كافة مهما اختلفت أعراقهم وأجناسهم وأديانهم؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (إنما يرحم الله من عباده الرحماء).[٣٦] قراءة القرآن الكريم وحسن تدبره، يقول تعالى: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِين).