كتب المصحف الشريف لـ39 عاماً وموقف عجيب حدث معه غير حياته.. الخطاط السوري عثمان طه
رصد بالعربي – متابعات
كتب المصحف الشريف لـ39 عاماً وموقف عجيب حدث معه غير حياته.. الخطاط السوري عثمان طه
إنه لشرف عظيم ومكانة سامية أن يسخر الإنسان جزءا من وقته في خدمة القرآن الكريم، فكيف إن فعل ذلك لعشرات السنين.
خط المصحف الشريف 13 مرة لمدة 39 سنة وما زال يتابع مسيرته الجليلة، فمن هو عثمان طه؟
هو عثمان بن عبده بن طه الحلبي، خطاط سعودي من أصل سوري اشتهر بكتابته لمصحف المدينة النبويّة الذي يصدره مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.
كيف أتقن الخط العربي؟
في دمشق تعرَّف على محمد بدوي الديراني خطاط بلاد الشام، وأخذ منه الكثير في الخط الفارسي، وخط الثلث من عام 1960م وحتى عام 1967م.
كان يجتمع مع خطاط العراق هاشم محمد البغدادي حين يزور دمشق، ويأخذ منه تمرينات وتعليقات كثيرة حول خط الثلث والنسخ. حصل على إجازة في حسن الخط من شيخ الخطاطين في العالم الإسلامي الخطاط التركي حامد الآمدي الموافق 1973م.
كتابة المصاحف
كتب عثمان طه المصحف الشريف أكثر من ثلاثة عشر مرة، وكلها بالرسم العثماني، طُبِعَ أكثرها وانتشرت في العالم الإسلامي، حيث زوع منها أكثر من 200 مليون نسخة.
اكتسب خبرة في توزيع الكلمات في السطر الواحد بحيث ينتهي السطر كما بدأ دون تزاحم للكلمات في النهاية، كما في كثير من المصاحف المخطوطة، وذلك من أجل أن تظهر الصفحة متناسقة متألقة من حيث حسنُ الترتيب والتنسيق.
اعتمد على أسلوب تبسيط الكلمة، وهو الأصل في الخط الكوفي الذي كتب به القرآن أول مرة أيام الصحابة، أي الحرف إلى جانب الحرف، لكي تأتي الحركات فوق الأحرف التابعة لها بدقة، كما يُلاحظ ذلك في مصاحف مجمع الملك فهد.
واليوم تنتشر المصاحف التي كتبها طه بخطه في جنبات العالم الإسلامي ولا تكاد تخلو دولة إسلامية من مصحف بخطه.
وفي لقاء تلفزيوني أجرته معه mbc في برنامج اللقاء الذي بث في شهر رمضان كشف خطاط القرآن الكريم عثمان طه عن الآيات الكريمة التي كان يرتجف عند كتابتها، وعن الآيات الأخرى التي كان لايتمنى أن ينتهي من تخطيطها.
قال: “أولًا يوم أكتب المصاحف.. أنا أختلي بنفسي لا أريد أن يوجد أحد بجانبي، أندمج بجمال الخط ومعاني الآيات، ولا أشعر بوجود أيّ أحد حتى وإن دخل وخرج أي شخص”.
وأتمّ عثمان قوله: “بأنّ دراسته وشهاداته العالية مكنته من فهم آيات القرآن الكريم بسهولة”.
وأأنه “إذا بدأ بكتابة آيات النعيم والجنة فكان لايتمنى أن ينتهي من كتابتها والإفراغ منها”.
أما فيما يتعلق بالآيات الأخرى المتعلقة بالنار والأشكال المختلفة من العقاب، قال عثمان:
“بأن يداه كانت ترتجفان وكان يحرص ألايختلف الخط من شدة خوفه….
حتى أنه كان يتعرق أحيانًا، لأن موضوع عذاب جهنم شيء مخيف جدًا”، مؤكدًا بأنّ الله أعطاه الصبر والقوة حتى أكملت القرآن الكريم بكل أوضاعه.
وأخيرًا ذكر عثمان بأنه كتب القرآن الكريم كاملًا وهو على وضوء، إلا مرة واحدة كان فيها قد نسي الوضوء وذهب إلى المطبعة لإكمال الكتابة
فلم يكتب قلمه الخاص رغم محاولاته المتكررة، حتى توقف للحظات تذكر خلالها أنّه ليس على وضوء.
ما حدث مع البخاري حدث مع عثمان طه
أما الموقف الذي تذكره الخطاط “عثمان طه” فهو أنه كان في إحدى المرات التي همّ فيها بالكتابة لم يعمل القلم معه مع أنّ القلم كان سليمًا ولا يوجد به أي شيء يمنعه من الكتابة، وبعد لحظات تذكر أنه نقض وضوءه، فذهب وتوضأ وبعدها عمل القلم معه، حسبما ورد في فيديو صوره معه الناشط في مواقع التواصل عبد الرحمن المطيري.