يقال أنها قادرة على مسح العالم.. ما قصة الحقيبة السوداء التي ترافق الرئيس الأمريكي أينما ذهب؟..(صور_فيديو)
تركيا رصد// منوعات
يقال أنها قادرة على مسح العالم.. ما قصة الحقيبة السوداء التي ترافق الرئيس الأمريكي أينما ذهب؟..(صور_فيديو)
من منا لم يلاحظ الحقيبة السوداء المرافقة للرئيس الولايات المتحدة الأمريكية خلاله سفره، وربما تساءل الكثير من الناس حول ماتتضمنه تلك الحقيبة، ولماذا محاطة بكل هذه السرية التامة، إضافة إلى مجموعة متدربة من العسكريين يتناوبون لحملها؟؟!
حقيبة بسيطة تبقى مرافقة لأقوى رئيس دولة في العالم، قام البعض بإطلاق اسم سلطة العصر الحالي عليها، والسبب أنه ترمز إلى القوة العظمى في هذا العالم.
يوجد فريق يتألف من خمسة عسكريين أمريكيين، تمكن مهمتهم بحمل الحقيبة للرئيس الأمريكي، ويتلقى الفريق تدريبات خصوصيّة، تتميز بالسرية، ويتناوبون على حملها قريبا من الرئيس لتكون في متناول يده متى أراد.
لا يوجد ما هو مميز داخل هذه الحقيبة، مثل زر إطلاق قنبلة نووية أو ماشابه. إذاً ما السر الذي تخفيه؟ دعونا نتعرف.
الحقيبة السرية السوداء
تتكون الحقيبة النووية من جهاز صغير وزنه حوالي 20 كيلوغرام، يلتف حوله الجلد الأسود على شكل الحقيبة، كما يطلق عليها البعض “آلة يوم القيامة” وهذا لأنها قادرة على تدمير العالم بسبب قوة الصواريخ النووية الهائلة.
لكي يتم فتح الحقيبة واستعمال قوتها يجب أولاً قيام الرئيس الامريكي بتقديم الرمز السريّة الخاصّة بها، ويطلق على هذه الرموز “رموز الذهب” وتقوم بوضعها وكالة الأمن القومي الأمريكي.
كما يطلق على البطاقة المسؤولة عن فتح هذه الحقيبة لقب “البسكويت” وهذا لأن الرموز يتم وضعها على بطاقة بلاستيكية مشابهة لبطاقة الائتمان البنكية.
حيثُ تشبه هذه البطاقة في شكلها وحجمها قطعة البسكويت الرقيقة، والتي يفرض على الرئيس الأمريكي حملها معه أينما ذهب، ويجب أيضا أن تبقى خارج الحقيبة بشكلٍ دائم.
وخلافا للاعتقاد السائد، لا تحتوي الحقيبة في الواقع على زر أحمر كبير لشن حرب نووية.
والغرض الأساسي منها هو تأكيد هوية الرئيس، حيث يسمح له بالتواصل مع مركز القيادة العسكرية الوطنية في البنتاغون، الذي يراقب التهديدات النووية في جميع أنحاء العالم، ويمكن للرئيس أن يأمر برد فوري.
وسيلة مدمرة بين يدي متهور “ترامب” !
شهد العالم يوم 20 يناير 2017، مشهد مهيب إذ تقدم عسكريّ أمريكي يحمل حقيبة سوداء مصنوعة من الجلد، وقف العسكري جانب رئيس أمريكا السابق “باراك أوباما”.
وقام بنقل الحقيبة إلى الرئيس الجديد “دونالد ترامب”، سيطر الخوف على المحللين السياسيين في العالم.
وهذا بسبب طبع “دونالد ترامب” وتصرفاته المعروفة بالجنون .. وخصوصاً عندما تم تسريب صور للرئيس الجديد وهو يحمل الحقيبة أثناء ممارسته لرياضة الغولف!
وصورة أخرى له، جمعته مع رئيس الوزراء اليابانيّ على العشاء، وكانت تظهر الحقيبة النووية أيضا بالصورة.
ترامب رفض إعادة هذ المشهد عام 2021، حيثُ لم يحضر دونالد ترامب إلى مراسم تنصيب الرئيس “جو بايدن”.
وبالطبلع فإن الحقيبة السريّة قد بقيت بحوزته، ما أثار الخوف والتساؤلات من جديد بين الأمريكيين.
لحسن الحظ أن هذه الحقيبة لا تحمل داخلها زر سحري يقوم بتدمير العالم، ويوجد منها نسختان أخريان في البيت الأبيض.
وعند انتخاب رئيس جديد للولايات المتحدة، يتم تلقائياً تغيير رمز الحقيبة وبالتالي تصبح عديمة النفع.
ترامب يصرّح “زر إطلاق لصواريخ نووية دائمًا على المكتب”
بدأت قضية الحقيبة السريّة بالظهور عام 2018، عندما اختلف الرئيس الأمريكي “ترامب” مع نظيره الكوري الشمالي “كيم جونغ أون”.
حيثُ يعود سبب هذا الخلاف إلى إطلاق كوريا لصواريخ باليستية تهديداً لأمريكا.
صرّح “كيم جونغ” حينها، أن أمريكا تقع في قلب مرمى الأسلحة النووية الكورية، وضغطة زر واحدة كفيلة بإطلاق هذه الصواريخ، ودائما يوجد على مكتبي زر جاهز للإطلاق عند أيّ طارئ!
وفي مشاددةٍ كلاميّة، ردّ عليه “ترامب” قائلاً: “هل من أحد في نظامه المستنزف الذي يتضور جوعا يمكنه أن يخبره من فضلكم أنني أملك أيضا زرا نوويا، لكنه أكبر وأقوى كثيرا من زره، والزر الخاص بي يعمل”.
جلسة استثنائية لمجلس الشيوخ بسبب مزاج ترامب!
كما هو متداول أن الرئيس السابق “دونالد ترامب” كان مزاجيّاً جداً، وكانت قراراته تنبثق من مزاجه الحالي.
ما أثار مخاوف مجلس الشيوخ، حيثُ طلب بعض الأعضاء بعقد جلسة استثنائية في عام 2017.
كان هدف هذه الجلسة هو دراسة سلطة “ترامب” المتعلقة بالحقيبة النووية.
حيثُ أشار بعض من الديمقراطيين في ذاك الوقت إلى أنهم يشعرون بالخوف من أن يقوم ترامب بإعطاء أوامر لاستخدام السلاح النووي في وقتٍ خاطئ.
تمرد الجيش أو استخدام السلاح النووي
من المعروف أن سلطة الرئيس في الولايات المتحدة الأمريكية شبه مطلقة، ولا يوقفها شيء.
ولهذا فإن الأمر الوحيد الذي من الممكن أن يمنع تنفيذ إطلاق الصواريخ النووية، هو رفض العسكريين تنفيذ هذا الأمر.
ففي حال كان تقييم الجيش الأمريكي للوضع أثناء الحرب أو الاشتباك مختلفاً عن قرار الرئيس الأمريكي، بإمكانهم التمرّد والامتناع عن تنفيذ إطلاق الضربات النووية.
إن القوانين في أمريكا تمنح الرئيس سلطة إطلاق الصواريخ، ولكن الأمر ليس بهذه السهولة.
حيثُ يقوم البيت الأبيض أولاً بسلسلة من الخطوات قبل عملية الإطلاق، اهمها التأكد بأن الرئيس بالفعل هو من استعمل الشفرة الخاصة به.
دعوات لسحب الحقيبة من الرؤساء الأمريكيين
بعد ما سببه دونالد ترامب أثناء حكمه من مخاوف لدى الجميع، قام وزير الدفاع الأمريكي السابق، بتقديم دعوى رسميّة إلى الرئيس “جو بايدن” مفادها أن يقوم بإلغاء الحصرية في التحكم برموز إطلاق الصواريخ النووية.
حيثُ أشار إلى ان وجود الحقيبة يعتبر تهديد للأمن القومي.
قائلاً: “حيازة الرؤساء بشكل حصري لشفرتها السرية، وصلاحياتهم المطلقة في إعلان لحرب نووية دون حاجة إلى الكونغرس أو استشارة أي جهة”
قادر على تدمير العالم في أي لحظة!
من الجدير بالذكر، أن هذه السلطة الحصرية للحقيبة الحاملة للرموز النووية، تعود إلى عهد الرئيس “هاري ترومان” الّذي قرر حينها إلغاء صلاحية الجيش الأمريكي في إطلاق السلاح النووي.
حيثُ كان قراره حينها بناءً على خوفه من استعمال هذه الأسلحة بطريقة تتحكم بها المشاعر، بعد الضربات النووية الأمريكية على هيروشيما وناكازاكي أثناء الحرب العالمية الثانية.