هل سمعت بقصة النجم “هيو جاكمان” الذي تركته أمه طفلاً صغيراً وعادت إليه بعد 25 عاماً لتبدأ بينهما حكاية وكأنها من كتاب ألف ليلة وليلة!
تركيا رصد // متابعات
هل سمعت بقصة النجم “هيو جاكمان” الذي تركته أمه طفلاً صغيراً وعادت إليه بعد 25 عاماً لتبدأ بينهما حكاية وكأنها من كتاب ألف ليلة وليلة!
يعتبر هيو جاكمان نجماً ماهراً متعدد المواهب، ما فتئ يأسرنا بأعماله منذ أكثر من عقدين من الزمن. فهو ممثل وراقص ومنتج ناجح،
كما أنه عمل مدرساً للتربية البدنية قبل أن يسطع نجمه في سماء الشهرة. وفي عام 2015، حرك هيو مشاعرنا جميعاً حين كشف عن تجربته المؤسفة وهو “طفلٌ خائف قليل الحيلة”، بعد أن تخلت عنه أمه.
وقد نشر العام الماضي صورةً بألف كلمة، حول علاقتهما الحالية. وقد تأثرنا للغاية في الجانب المُشرق بتلك الصورة، لدرجة أننا قررنا رواية هذه القصة الدرامية بكل تفاصيلها.
كيف بدأت القصة؟
كان هيو في الثامنة من عمره حين هاجرت والدته، غريس ماكنيل، إلى أستراليا تاركة وراءها أسرتها. وفي مقابلة أجراها عام 2015، فتح هيو قلبه وتحدث عن الأمر.
إذ اعترف بأنه كان أول من يعود للمنزل بعد الدراسة كل يوم، وكان يتملكه الرعب من دخول المنزل بمفرده كل مرة. ثم تحول ذلك الخوف إلى غضب مع السنوات، مما ساعده في بناء شخصية “وولفرين”، حسب تعبيره.
ومع ذلك، يقر هيو جاكمان أنه وجد راحة نفسية عندما تصالح مع والديه منذ عدة سنوات، بعد أن أصبح راشداً. لكن، من المؤكد أن هيو قد مر بالكثير من الصعاب في صغره دون شك.
لماذا رحلت؟
هاجر والده كريستوفر مع والدته غريس إلى أستراليا لبناء عائلة. لكن الخلافات نشبت بينهما وتفاقمت إلى حد الطلاق في النهاية. وعلاوة على ذلك، كانت غريس تعاني من بعض المشكلات الخاصة الأخرى.
كانت غريس تعاني من اكتئاب ما بعد الولادة، في أعقاب إنجابها لـ 5 أطفال. ودفعها الاغتراب في بلد أجنبي، إلى اتخاذ القرار بالعودة إلى أرض الوطن في إنجلترا لتكون أقرب من أهلها وأحبابها الذين كانت تعتبرهم ملاذها الآمن الأول والأخير. أما السبب الرئيسي الآخر لرحيلها حسب ما ذكرته في إحدى المقابلات، فيتمثل في مرض والدتها الشديد في إنجلترا.
بماذا كان يشعر هيو؟
اصطحبت والدة هيو شقيقتيه اللتين تكبرانه عند رحيلها ، وتركته هو وشقيقيه مع والدهم. وظن هيو لسنوات طويلة أن والديه سيعودان للعيش تحت سقف واحد، وأنها ستعود إلى المنزل بنهاية المطاف. ولكنه ما أن بلغ سن الـ12 أو الـ13، حتى أدرك أن ذلك الأمر لن يتحقق أبداً، مما أثار غضبه.
ولجأ هيو حينها إلى رياضة الرغبي للتنفيس عن غضبه. واعترف كذلك بأنه عانى الكثير من المخاوف التي كانت تنغص حياته، مثل الخوف من الظلام والمرتفعات،
مما جعله يشعر بالوهن وانعدام الحيلة. وكان غضبه من تداعيات تعامله مع تلك المخاوف. وقد استخدم في الواقع شعور الغضب، الذي كان يراوده أثناء مباريات الرغبي حتى يتواصل مع شخصية المتحول وولفرين الذي كان يسكن أعماقه، والذي كان بدوره، حسب القصة المشهورة، شخصاً انعزالياً ومزاجياً.
كيف تجاوز الأمر؟
صرح هيو في إحدى المقابلات أنه شعر بالحب دائماً رغم حزنه، ومخاوفه، وغضبه. وأضاف: “هناك شعور واحد لم يراودني مطلقاً، وأعلم أن الأمر سيبدو غريباً، لكنني لم أشعر قط بأن أمي لم تحبني”. وأقر الممثل بأنهما “كانا على اتصالدائم”، وكان حريصاً على أن يحافظ على علاقة جيدة معها.
وقد زاد تعاطفه مع والدته أكثر، بفضل أبيه الحنون الذي لا يعرف معنى الكراهية والذي يعتبره هيو “رجلاً رائعاً، يحب الإيثار بشكل مذهل”، وبفضل أسرته السعيدة والأطفال الذين أنجبهم من صلبه.
وأخيراً، مرحلة المسامحة واللقاء
حافظ هيو على علاقته مع والدته، لكن كشف أنه لم يسامحها حتى عام 2012. وصرح ذات مرة بأن المرء لا يمكنه “أن يواصل الحياة وهو منشغل بما كان سيحدث لو سلك مساراً مختلفاً”، وأضاف أنهما تحدثا مطولاً عن معاناته. وقد تقبل في عمر الـ 43 عاماً، فكرة أنهما تصالحا أخيراً.
ورغم لقائهما 3 أو 4 مرات سنوياً، وظهورهما سوياً في بعض الأحيان؛ فقد انتظر الممثل حتى عام 2021 ليشارك صورةً تثلج الصدر على حسابه يظهر فيها يعانق والدته بمنتهى اللطف، مع تعليق بسيط وواضح ويشرح نفسه: “أمي”.
حان وقت العائلة
أصبحت والدته جزءاً مهماً من حياته وحياة أسرته بعد أن سامحها من قلبه. مما يعني أنها تقضي الوقت مع ابنها الآن، كما أصبحت جزءاً من حياة أحفادها. فقد تزوج هيو جاكمان من زوجته ديبورا لي فورنيس قبل 25 عاماً، وأنجبا طفلين هما أوسكار وأفا.
وينشر هيو أحياناً صوراً تجمعه بأمه وهما يطهوان الطعام معاً، أو يضحكان ببساطة. وفي يوم عيد الأم لعام 2021، تمنى هيو عيد أم سعيد لأمه ونشر على تويتر صورة كتاب يضم وصفات طبخ مكتوبة بخط اليد، كانت قد أهدته إياه. وبمناسبة عيد ميلادها الذي يوافق يوم 12 نوفمبر، نشر صوراً لهما على إنستغرام وهما يضحكان ويتعانقان، أرفقها بالتعليق التالي: “عيد ميلاد سعيد يا أمي!”
وتمسك هيو ببعض الأشياء الثمينة التي شاركتها معه أمه على مدار السنوات، مثل: “أتذكر دائماً حين كانت تقول لي: يجب أن يشعر الجميع بالتقدير، بغض النظر عما يفعلونه وبغض النظر عن هويتهم، إنه شيء نفسي يحتاجه الجميع”.
وربما يكون من الأسهل أن نتذكر هيو بأفلام مثل الوولفيرين (The Wolverine)، أو البؤساء (Les Miserables)، أو كيت وليوبولد (Kate & Leopold) على سبيل المثال وليس الحصر. وها نحن أولاء اليوم أمام قصة أخرى لهذا النجم المبدع، ستترك بصمة في قلوبنا، لكنها قصةٌ حقيقية هذه المرة.