الخالة أمل.. قصة نجاح مهاجرة سورية مدت يد العون للمغتربين فتلقت أروع هدية في حياتها
رصد بالعربي – متابعات
الخالة أمل.. قصة نجاح مهاجرة سورية مدت يد العون للمغتربين فتلقت أروع هدية في حياتها
أَسرَها عطف الكنديين ومساعدتهم لها ولوالدتها المريضة، فأحبت أن ترد الجميل بالإحسان بعد وفاة والدتها، وأن تكون أنموذجاً إنسانياً ملهماً لغيرها من اللاجئات، فانخرطت في مجال العمل التطوعي والخدمة الاجتماعية لكل الجنسيات المقيمة في كندا،
وتمكنت “أمل كنفاني” من خلال الجمعية التطوعية التي أنشأتها بمبادرة فردية في “سانت جيمس” بمدينة “تورنتو” من أن تقدم العديد من الفرص لأفراد المجتمع بهدف تنمية مهاراتهم الاجتماعية في الوقت الذي يتعاملون فيه مع ما يواجهونه من ضغوط وتحديات من خلال عشرات الأنشطة الثقافية والترفيهية والاجتماعية، ما دفع رئيس الوزراء الكندي “جاستن ترودو” إلى تكريمها والثناء على عملها الإنساني عام 2015، كما أُختيرت كأحسن قادمة جديدة في كندا وسفيرة اجتماعية للاجئين السوريين.
درست “أمل كنفاني” في دمشق إلى أن حصلت على شهادة الببكالوريوس في الأدب انجليزي والماجستير في إدارة الأعمال قبل أن تشد الرحال إلى الإمارات العربية المتحدة لتعمل في سلك التربية والتعليم، وهناك تعرضت لحادث مؤلم جعلها تنتقل إلى كندا، حيث كانت والدتها المريضة قد سبقتها إلى هناك فكانت تعتني بها وبصديقاتها المسنات، كما تروي لـ”زمان الوصل” مضيفة أن هذه التجربة فتحت لها مجال الخدمات الاجتماعية.
وعملت “كنفاني” على تعديل شهادتها الجامعية والانخراط في المجتمع الكندي عن طريق التطوع أولاً، وبدأت عملها التطوعي بمساعدة اللاجئين السوريين كونها سورية عام 2013 وكانت مع مجموعة من المتطوعين يعقدون اجتماعات أسبوعية لترتيب إحضار السوريين إلى كندا، وسهّل لها اتقانها للغة الإنكليزية موضوع الاندماج.
إضافة إلى ذلك كانت تقدم –كما تقول- جميع الخدمات المجتمعية، وتدرّس أطفال منطقتها اللغة العربية والقرآن الكريم، وأصبح أطفال المنطقة من كنديين ولاجئين ينادونها بلقب “خالة أمل” ومن هنا خطر ببالها إنشاء جمعية باسم “أنتِ أمل” “Auntie Amal” التي عملت على تقديم العديد من المبادرات، ومنها الترحيب باللاجئين السوريين في منطقة “وسط تورونتو”،
وتقديم الدعم لهم في كافة الاحتياجات الأساسية، كما ساعدت الجمعية ولا تزال على دمج اللاجئين في مجتمع مدينة “سانت جيمس”، ودمج الأطفال من سن المراهقة حتى الشباب من خلال استضافة مجموعة واسعة من الأنشطة التي من شأنها مساعدتهم على تنمية الوعي الثقافي، والمشاركة على نطاق أوسع في المجتمع الكندي، وتمثّل هدف الجمعية-
بحسب مؤسستها- في إجراء الأنشطة المختلفة عن طريق إشراك المقيمين من أهل المنطقة، لاسيما أولئك الذين يعتبرون أنفسهم “معزولين” مع أنهم يتمتعون بمؤهلات عالية، وبالالتزام والحافزية لدعم احتياجات مجتمع مدينة “سانت جيمس”، ولم يقتصر نشاط الجمعية على اللاجئين السوريين بل شمل كل المحتاجين بغض النظر عن دينهم أو جنسهم أو لونهم أو عرقهم.
بدءاً من نيسان- ابريل/ 2013 بدأت الناشطة السورية بعقد اجتماعات مع الوزراء ومستشاري المناطق بشكل أسبوعي لتعريفهم بمستجدات الأمور في سوريا، وكيف أن المجتمع السوري بحاجة إلى مساعدة.
وتابعت محدثتنا أنها أقنعت الكثير من المسؤولين بضرورة جلب السوريين من المخيمات، والتعهد بمساعدتهم، وعند قدوم السوريين قدمت الحكومة للجمعية -كما تقول أمل- مخزناً كبيراً تم ملؤه بكل مستلزمات السوريين الجدد وتم فرش 600 بيت من بيوت العائلات السورية.
ولفتت محدثتنا إلى أنها عملت أيضاً على تقديم خدمات تتعلق بالمعاملات المطلوبة للاندماج في بداية اللجوء كالبطاقة الصحية وبطاقة البنك وتسجيلهم وتسجيل أولادهم في المدارس، ولم يقتصر نشاط الجمعية على ذلك -كما تؤكد كنفاني- بل تم إنشاء بنك للأثاث لتزويد القادمين الجدد بما يلزمهم لتأثيث منازلهم، وكذلك بنك للطعام لتزويد المحتاجين بالمستلزمات الغذائية أسبوعياً، وتقديم كسوة الأطفال حديثي الولادة من أبناء اللاجئين، وتنظيم دورات للاندماج في المجتمع الكندي والاحتفال بالمناسبات الاجتماعية والأعياد لكل دين وعرق، وتنظيم رحلات ترفيهية وتأمين كفالة السوريين إلى كندا، علاوة على الاهتمام بالمسنين وذوي الاحتياجات الخاصة من مرضى التوحد وغيرهم من خلال تخصيص متطوعات مؤهلات للاهتمام بهم ومساعدتهم في التسوق والاطمئنان عليهم أسبوعياً، وكذلك إشراكهم في أنشطة مركز الجمعية ومساعدتهم في مواعيد الأطباء وتدريس أبناء اللاجئين اللغة الإنكليزية للمبتدئين واللغة العربية للأطفال في مقر الجمعية، واعتادت -كما تقول- على تخصيص يوم في الأسبوع لتقديم وجبات صحية مفيدة للفقراء والمحتاجين في حي (ويلسلي) الذي تعيش فيه.
في عام 2015 وجدت اللاجئة السورية القادمة من دبي أن هناك مساحة مهجورة خارج بنايتها الكائنة في شارع 200 ويلسلي، فقررت جلب متطوعين لمساعدتها على تنظيف هذا المكان وتحويله إلى حديقة جميلة. وجاءت فكرة الحديقة –كما تقول- كعربون وفاء لروح والدتها التي توفيت في المنطقة نفسها، وتضمنت الحديقة بعد انتهاء تأسيسها خيمة ونافورة مياه وفق النمط الشامي ومنطقة لإقامة حفلات الشواء، وأخرى لزراعة الفواكه والخضروات واستفاد جميع الأشخاص من خضروات في الحديقة.