منوعات

بالفيديو.. قصة نهائي مونديال 1950 واللاعبون الحفاة.. حينما تحول حلم البرازيليين إلى “مأساة ماراكانازو

ترند بوست – متابعات

بالفيديو.. قصة نهائي مونديال 1950 واللاعبون الحفاة.. حينما تحول حلم البرازيليين إلى “مأساة ماراكانازو

في 26 يوليو/تموز 1950، كان كل شيء في البرازيل يشير إلى أن أهل ذلك البلد في طريقهم للاحتفال بأول لقب لكأس العالم، ولا يفصلهم عن ذلك الإنجاز سوى 90 دقيقة.

أقيمت تلك النسخة في البرازيل تحديدا، بعدما وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها، ونجح الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في إعادة الحياة للبطولة، رغم الكثير من التحديات والعقبات.

تغيّر نظام البطولة، ليستقر العمل بنظام المجموعات في الدور الأول والمرحلة النهائية، بعدما رضخ “فيفا” لمطالب البرازيليين، الذين هددوا بالتراجع عن استضافة البطولة.

قصة نهائي كأس العالم 1950
بعد إقامة مباريات الدور الأول بين 4 مجموعات ضمت 13 منتخبا، تأهل متصدروها، وهم: البرازيل وإسبانيا والسويد وأوروغواي، إلى المرحلة الثانية.

أصحاب الأرض سحقوا منتخبي السويد وإسبانيا بكل ما تحمل الكلمة من معنى، فاستعرضوا أمام الأول وفازوا بنتيجة 7-1، وكرروا الأمر ذاته أمام الثاني بنتيجة 6-1.

أما منتخب أورغواي فوجد نفسه مجبرا على تقاسم نقاط مباراته الأولى مع إسبانيا بعد التعادل 2-2، قبل أن ينتزع فوزا متأخرا من السويد بنتيجة 3-2، حيث سجل أوسكار ميغويز هدف الفوز قبل 5 دقائق من النهاية.

وعلى ضوء هذه النتائج، أصبحت مباراة الجولة الثالثة والأخيرة بين البرازيل وأوروغواي بمثابة النهائي، ويحتاج فيها “راقصو السامبا” لنتيجة التعادل على الأقل، لإطلاق العنان لأفراحهم، بينما كان يتوجب على “السيليستي” تحقيق الفوز لا غير.

ثقة عمياء
خلال الأيام الثلاثة التي سبقت المواجهة النهائية، نسج البرازيليون أحلامهم، وكانوا لا يرون لاعبيهم إلا وهم أبطال للعالم، ولم يفكر أحد هناك بإمكانية حدوث أي أمر يعكّر مزاجهم ويفسد عليهم احتفالاتهم.

وصل البرازيليون إلى حد الثقة العمياء، خاصة بعد تسجيلهم 13 هدفا في مباراتين، لدرجة أن أنجيلو مينديز دي مورايس عمدة ريو دي جانيرو خاطب اللاعبين قائلا “ستكونون في نهاية هذا اليوم أبطالا للعالم، لا أحد على وجه الكرة الأرضية بإمكانه إيقافكم”.

أما الصحف البرازيلية فتسابقت في إصدار العناوين قبل يوم واحد من تلك المباراة، حيث قامت صحيفة “غازيتا سبورتيفا” بطباعة صورة جماعية للمنتخب على صفحتها الأولى وعنونت عليها “هؤلاء هم أبطال العالم”، بينما كتبت “أو موندو” “غدا سنهزم أورغواي”.

ولم تقف الأمور هنا، بل امتدت إلى قيام البرازيليين بنقش أسماء لاعبيهم على 22 ميدالية ذهبية، يُضاف على كل ذلك زحف ما يقرب من 200 ألف متفرج إلى مدرجات ملعب “ماراكانا” (عُشر سكان المدينة وفق بي بي سي)، وهو أكبر حضور جماهيري في تاريخ نهائيات كأس العالم.

وعن ذلك قال ألسيديس غيغيا لاعب منتخب أوروغواي “كان مشجعو البرازيل يقفزون بفرح كما لو أنهم فازوا بالفعل بكأس العالم، كان الجميع يقول إنهم سيفوزون علينا بـ3 أو 4 أهداف”.

على المستطيل الأخضر، قرّب فرياكا الحلم البرازيلي أكثر من أي وقت مضى، حين وقّع على هدف التقدم بعد دقيقتين من بداية الشوط الثاني، لكن خوان شيافينو عاد بالمباراة إلى نقطة الصفر بإحرازه هدف التعادل في الدقيقة 66.

الهدف الذي حطم البرازيليين
وأخرس غيغيا الحناجر البرازيلية بتسجيله الهدف الثاني لأوروغواي في الدقيقة 79، وهو هدف عجز أصحاب الأرض عن تعويضه في الدقائق المتبقية من هول الصدمة، في حين ران صمت رهيب في المدرجات التي كانت لتوها مليئة بالصخب.

وعن ذلك الهدف، قال غيغيا “كان لديّ جزء من الثانية لأقرر ما الذي سأفعله، قررت التسديد مباشرة، ومرت الكرة إلى الشباك من جانب القائم، كان أفضل هدف أسجله في حياتي على الإطلاق”.

وأضاف “لاحظت أن الصمت قد أطبق على المكان؛ 3 رجال نجحوا في إسكات ماراكانا؛ فرانك سيناترا (مغن أميركي عالمي) وأنا والبابا يوحنا بولس الثاني”.

بعد نهاية المباراة استقبلت المستشفيات البرازيلية عشرات الحالات لأشخاص لم يتحملوا هول الصدمة؛ توفي 17 شخصا على الأقل، وحاول العشرات الانتحار، وساد الإضراب العام في البلاد.

أغلقت المطاعم والحانات أبوابها في ريو دي جانيرو خاصة وفي البرازيل عامة، وتحولت عناوين الصحف من “أبطال العالم” إلى “الدراما والمأساة والمهزلة”.

عُرفت المباراة في ما بعد باسم “ماراكانازو”، وهو مصطلح يُشار فيه إلى هذا اليوم الأسود والكارثي في تاريخ كرة القدم البرازيلية، ويعني “ضربة ماراكانا العظيمة”.

عُدّ اللون الأبيض (لباس البرازيل في ذلك الوقت) نظير شؤم “لراقصي السامبا”، ليقرر الاتحاد البرازيلي للعبة عدم ارتدائه نهائيا، وتم تبديله بالقميص الأصفر والسروال الأزرق.

كما تعرّض حارس مرمى البرازيل مواسير باربوسا لموجة انتقادات قاسية وحمّلته جماهير بلاده مسؤولية الهدف الثاني، ليقرر حبس نفسه في منزله حتى توفي فيه بعد 50 عاما، وبالتحديد في السابع من أبريل/نيسان 2000.

وقبل وفاته بأيام قليلة اشتكى بأنه البرازيلي الوحيد الذي حُكم عليه مدى الحياة، رغم أن العقوبات القصوى للتشريعات البرازيلية 30 عاما.

كما كان الظهير الأيسر بيغودي كبش فداء للصحافة، بعد أن راوغه غيغيا مرتين قبل التسجيل، وقال في هذا الشأن “فكّرت في الانتحار، كان هذا الخيار الأنسب لي. ثم قلت في نفسي حتى في مماتي فإن الناس ستبقى تكرهني إلى الأبد”.

وبعد ذلك، اعترف أسطورة كرة القدم البرازيلية بيليه بأنه لأول مرة في حياته يرى والده يبكي، بسبب ضياع الحلم البرازيلي بالتتويج بكأس العالم.

كان بيليه وقتها في التاسعة من عمره، وصرح بأنه وعد برفع الكأس في يوم من الأيام، وفعلها 3 مرات.

وعلى الرغم من تتويج “السامبا” بكأس العالم 5 مرات بعد ذلك (1958، و1962، و1966، و1994، و2002)، فإن غيغيا أكد أن البرازيليين كانوا يعترفون له في كل زيارة للبلاد بأنهم ما زالوا يشعرون بألم “ماراكانازو”.

وقال غيغيا “في الحقيقة كانت ضربة قاسية لهم، كان البرازيليون يحتفلون بأنهم سيكونون أبطال العالم، لكن الأمور سارت عكس ذلك تماما”.

اللافت في الأمر أن غيغيا -الذي توفي في 16 يوليو/تموز 2015- استُقبل في البرازيل بطريقة ودية بعد وصوله إليها عام 2013، لحضور قرعة نهائيات كأس العالم 2014.

لاعبون “حفاة”

كان المونديال توقف 12 عاما بسبب الحرب العالمية، وبعدها قرّر فيفا عام 1946 إطلاق اسم جول ريميه على الكأس نظرا “للخدمات التي قدّمها خلال الحرب”، وأعلن انضمام الاتحاد البريطاني إلى كنفه بعد خلاف جذري، وتمّ قبول عضوية الاتحاد السوفياتي.

كان اختيار البرازيل طبيعيا، لأن معظم الدول الأوروبية كانت خارجة من حرب فتاكة أتت على اقتصادها وبناها التحتية.

أقيمت النهائيات بين 24 يونيو/حزيران و16 يوليو/ تموز، بمشاركة 13 منتخبا: 6 من أوروبا، و5 من أميركا الجنوبية، و2 من أميركا الشمالية.

ورغم إقصائهما في التصفيات، دُعيت البرتغال بدلا من تركيا المنسحبة فبدّلت رأيها، في حين طالبت فرنسا بتغيير برنامج لعبها في مدينتين تبعدان 3500 كيلومتر، فقوبل طلبها بالرفض.

أما الهند، فقد رفض لاعبوها المشاركة لعدم السماح لهم باللعب “حفاة”!

سُجّلت في البطولة مفاجأة من العيار الثقيل بفوز الولايات المتحدة المغمورة في بيلو هوريزونتي على إنجلترا مهد اللعبة، بهدف جو غايتجنس، هاييتي المولد الذي كان يعمل أيضا غاسل صحون في مطعم.

آنذاك أراح الإنجليز نجمهم العالمي ستانلي ماثيوز، نظرا لسهولة المباراة في نظرهم أمام تشكيلة من الهواة ونصف المحترفين.

وصلت إيطاليا حاملة لقب آخر نسختين لكنها لم تكن مرشحة، إذ تغيّرت أساليب التدريب منذ النسخة الثالثة.

أكّد الدور الأول أن المنافسة ستنحصر بين البرازيل المضيفة وأوروغواي العائدة بقوة، التي اكتسحت بوليفيا 8-صفر، في حين اكتسحت البرازيل السويد 7-1 وإسبانيا 6-1 في الدور الحاسم قبل المباراة الدراماتيكية الأخيرة، وفازت الأوروغواي بصعوبة على السويد 3-2 وتعادلت مع إسبانيا 2-2.

المصدر : مواقع إلكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock