ومن يصنع المعروف في غير أهله _ يلاقي الذي لاقى مجير أم عامر.. ما قصة المثل؟
تركيا رصد // متابعات
ومن يصنع المعروف في غير أهله _ يلاقي الذي لاقى مجير أم عامر.. ما قصة المثل؟
هل صنعت معروفاً ذات يوم مع أحد من الناس فكافأك بالجحد والعداوة ومكر لك مكراً جعلك تتحطم من هول صدمتك من كمية الغدر التي تعرضت لها مقابل الخير الذي فعلته؟
من هي أم عامر؟ ومن هو مجير أم عامر الذي صنع المعروف في غير أهله أي في المكان الخطأ وماذا لاقى مقابل معروفه الذي قام به؟
وانقسم الناس حول رأيين الأول يحض على فعل الخير دون النظر إلى المكان والشخص الذي تفعل معه الخير على مبدأ أعمل الخير وأجرك على الله.
والثاني قال أن الخير لا يتم فعله إلا مع من يستحقه ويحفظ المعروف وأصبحت الناس تتجادل بين الرأيين وكل طرف يريد إثبات نظريته.
“ومن يصنع المعروف في غير أهله” يعد هذا المثل من الأمثال الشعبية التي يرددها العرب ، وهو بيت شعري دائمًا ما يقال حينما نجود بالمعروف والإحسان مع من لا يستحق الجود ، فنكرم هذا ، ونساعد ذاك ، وهم في النهاية يمكرون لنا بقلب أسود وعين غاشية،
فتجد منهم من يخلص في العمل ويتقن فقط ليقترب ويسرق المهنة وينافسك، ومن نفسية هذه الطريقة انه يعتقد انه من الذكاء،
ولكن لا يعرف انها ليست من مكارم المروءة كما ألفها العرب بعد الإسلام ومنها من كان عند كفار قريش قبله ايضا، فيكون جزاء المعروف نكرانه ومقابلته بالإساءة ، ولهذا المثل قصة وقعت مع إعرابي شهم.
قصة المثل :
إذاً بيت الشعر ومن يصنع المعروف في غير أهله له قصة أن جماعة من العرب خرجت للصيد ، فعرضت لهم أنثى الضبع فطاردوها ، وكان العرب يطلقون عليها أم عامر ، وكان يومها الجو شديد الحر ، فالتجأت الضبع إلى بيت رجل أعرابي ،
فلما رآها وجدها مجهدة من الحر الشديد ، ورأى أنها استنجدت به مستجيرة ، فخرج شاهرًا سيفه ، وسأل القوم : ما بالهم ؟
فقالوا : طريدتنا ونريدها ، فقال الأعرابي الشهم الذي رق قلبه على الحيوان المفترس : إنها قد أصبحت في جواري ، ولن تصلوا لها مادام هذا السيف بيدي ، فانصرف القوم ،
ونظر الأعرابي إلى أم عامر فوجدها جائعة ، فحلب شاته ، وقدم لها الحليب ، فشربت حتى ارتدت لها العافية ، وأصبحت في وافر الصحة .
وفي الليل نام الأعرابي مرتاح البال فرحًا بما فعل للضبع أم عامر من إحسان ، لكن أنثى الضبع بفطرتها المفترسة نظرت إليها وهو نائم ، ثم انقضت عليه ، وبقرت بطنه وشربت من دمه وبعدها تركته وسارت.
اقرأ أيضاً: بعملية معقدة وقاسية.. هذا ما يقوم به الصقر في سن الـ40 ليعيش 30 سنة إضافية “فيديو”
وأخيراً في الصباح حينما أقبل ابن عم الأعرابي يطلبه ، وجده مقتولًا ، وعلم أن الفاعلة هي أم عامر أنثى الضبع ، فاقتفى أثرها حتى وجدها ، فرماها بسهم فأرداها قتيلة من هنا خرج المثل،
وبعدها أنشد أبياته المشهورة التي صارت مثلًا يردده الناس
ومنْ يصنع المعروفَ في غير أهله ِ **** يلاقي الذي لاقـَى مجيرُ أم ِّ عامر ِ
أدام لها حين استجارت بقـــــــربهِ **** طعاما ٌ وألبان اللـــقاح ِ الدرائـــــــر ِ
وسمـَّـنها حتى إذا مـــــا تكاملــــتْ **** فـَـرَتـْه ُ بأنياب ٍ لها وأظافــــــــــر ِ
فقلْ لذوي المعروف ِ هذا جزا منْ **** بدا يصنعُ لغير شاكـــــــــر.