أخبارنا

أغنيتك لم تعد تطربنا..رسالة من أحد سكان الخيام إلى فيروز

أغنيتك لم تعد تطربنا..رسالة من أحد سكان الخيام إلى فيروز

نوبة شتاء وثلج وبقايا حديقة، ضاعت ملامح البهجة في دقيقة.

مازالت أذكر شاشة التلفزيون وهي تعرض الثلوج من أنحاء المدن مع أغنية فيروز” ثلج ثلج عم بتشتي الدنيي ثلج”وكان الوقت الماضي مختلف تماماً عن وقتنا هذا قبل الحرب، قبل النكبة، قبل الخيام، قبل الألم.

وحدثت الحرب وبات كل شيى مختلف تماماً فعذراً يا فيروز فأغنيتك لم تعد تطربنا،واللون الأبيض المريح بات في أعيننا لوناً يدل على المأساة، وتسببت الثلوج بسقوط عدد كبير من الخيام فوق رؤوس سكانها وغلق الطرق المؤدية للمخيمات وتسبب في وفاة كثير من الأطفال.

عذراً يا فيروز..فالشاشات منشغلة بصور الخيام التي أسقصتها الثلوج،ومشغولة بصوو لا يشبه صوتك الجميل،لكنه هيج فينا كل الآلام والأحزان صوت مسنة تقول” أريد الذهاب إلى بيتي، خذوني إلي بيني منشان الله”

وتكلمت الطفلة الصغيرة “لا تسألني من أنا فحالي ظاهر بادي، أنا طفلة الخيام ولدت بغير بلادي، جسدي هنا وقلبي هناك هناك روحي وطيب العيش.

وتابعت الطفلة وقالت أعيش في خيمة جدرانها وسقفها لا يقي لهيب الصيف ولا برد الشتاء نازحة ومشردة لا أرى من يساندنا، هنا غربتي وهناك بلادي.

عذراً يا فيروز لأنني لم أستطيع تأمل الثلج مع صوتك الجميل،كنت أتأمل وجوه العابرين المتعبة من شدة الكارثة ، وجوه العابرين التي تحمل رسائل عتب على الايام.

أقرأ أيضاً: تبون يشيد بمنتخب المغرب لكن ينفي إمكانية الوساطة مع الرباط.. كشف أن قطع العلاقات “كان نتيجة تراكمات طويلة”

هذا الصباح يا فيروز..لم يستطع أحد الخروج للعب بالثلج من أثر ليلة لم ترحم مسناً ولا طفلاً ولا مريضاً ولا حتى صحيحاً.

عذراً يا فيروز..لا شيئ يرهق الدماغ ويدمره أكثر من الذكريات المريرة الموجعة،تستوطن الرأس ترفض المغامرة، لم تعد تسعدنا التفاصيل القديمة أصبحت غصة تخنقنا، وتحبس الأنفاس

عذراً يا فيروز..فالأيام الجميلة مرت سريعاً كمشهد قصير أُخذ من فيلم حزين.

عذراً يا فيروز..فأغنيتك لم تعد تطربنا
ها قد طفئ ضوء الشمعة، سأقوم لأفتح باب الخيمة لأنظر هل ذاب الثلج أم أن الكارثة لا زالت مستمرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock