أرباحها مضمونة وتكلفتها منخفضة.. مهنة جديدة تكتسح سوق العمل في دولة عربية يمكن مزاولتها في المنزل
الفحم.. مهنة جديدة تنتشر في دولة عربية لا تحتاج رأس مال كبير والعمل فيها بسيط للغاية!
تمر بعض البلاد العربية بظروف قاهرة نتيجة الحروب والفقر، وتعاني سوريا خاصة من انقطاع وسائل الحياة من محروقات وكهرباء.
كما انقطع معظم الشعب السوري عن العمل نتيجة خروج معظم المعامل والمنشآت في سوريا عن العمل،
بالإضافة غلى خسارة معظم الموظفين لوظائفهم.
هذا جعل السوريين يتجهون لإحياء مهن كانت مندثرة ولم يعمل بها أحد منذ مئات السنين لتامين دخل محدود يعولون به اسرهم.
كما اصبحنا نشاهد في الشمال المحرر الكثير من المهن التي كانت غريبة عن الشعب السوري، أصبحت مصدر رزق لآلاف العوائل.
ومن هذه المهن التي رصدتها كاميرا الجزيرة هي مهنة صنع الفحم، التي تعتبر مهنة مربحة ولكن لها مساوئ عدة تدفع ثمنها الأشجار.
هذه المهنة تحتاج فقط لادوات بسيطة، قطعة ارض صغيرة وكومة تراب وبعض الشوادر المتينة، وقليل من الخبرة والإلمام بهذه الصنعة.
مدينة عفرين في شمال سوريا تعتبر من المدن التي احتضنت هذه الصنعة.
حيث ترى العمال يتناثرون في الاراضي المتاخمة للمدينة ويصنعون الفحم النباتي بأدوات بدائية.
يقول المصنعون انهم ورثوا هذه المهنة عن أهليهم واضطروا للعمل بها بسبب النزوح وقلة الدخل وخسارتهم لبيوتهم واملاكهم.
ويعلق آخر: نشتري الحطب من اصحاب البساتين، أو من الشباب الذين يجمعون حطب السنديان والسرو من الجبال ونقوم بتجميعها والتعامل معها.
ويتابع: هذه مهنة شاقة واحيانا تكون خسارتها كبيرة نظراً للإمكانيات، فلا تنجح الوجبة التي نقوم بتصنيعها احياناً ونضطر لبيعها بسعر دون التكاليف.
طريقة صناعة الفحم
وباعتبار أن الفحم النباتي هو في أصله كربون غير نقي، يتم جمع الحطب بأطوال معينة ثم يتم إشعاله من طرف واحد.
وقبل ان تلتهمه النيران يقومون بردمه بالتراب فيصبح على شكل تلة صغيرة، وتنطفئ النار فيبدأ بالعسيس ويخرج من دخان عظيم.
تستمر هذه المرحلة عشرة أيام تقريباًن حيث يتبخر الماء الوجود في الحطب وينقلب لونه غلى الأسود الداكن، ثم يتم كشفه.
هذه العملية تعتمد فقط على احتراق جزء من الكومة والتي بدورها تزود بقية الخشب بحرارة عالية ولازمة من اجل التفحيم.
ثم وبعد انقضاء المدة، يتم كشف كل الكومة وغزالة التراب عنها وتبريدها لمدة يوم كامل، ثم يتم تعبأتها في أكياس الخيش.
ما هي العوامل التي تحدد جودة الفحم
لا يخرج الفحم كله بنفس الجودة، فهنالك عدة عوامل تحدد جودة ونوعية الفحم، وينقسم نوعه إلى قسمين هما فحم الشوي وفحم الأركيلة.
كما أنه يمكن استخدامه في مجالات أخرى عند بعض أصحاب المهن الذين يحتاجون إلى حرارة قوية في عملهم.
من اهم العوامل التي تحدد جودة المنتج هي نوعية الحطب، حيث يعتبر حطب السنديان أجود انواع الفحم ثم يليه الزيتون وهكذا.
ثم الامر الثاني هي نسبة الكربون، فأثناء صناعة الفحم جودته تتناسب طرداً مع ارتفاع درجة الحرارة.
حيث انها تتسبب بانخفاض نسبة الكربون.
والأمر الثالث: الرطوبة فهي تتناسب عكساص مع الجودة فكلما زادت نسبتها انخفضت جودة الفحم.
وفي النهاية، عند جمعه بعد التصنيع سيبقى في المكان كمية لا بأس بها من “كسارة” والتي لا تصلح لشيء،
فكلما كانت نسبة الكسارة كبيرة زادت الخسائر وقلت الجودة، ويرجع السبب لحجم قطع الحطب.
صناعة الفحم هي مهنة عريقة ولكن يجب ألا تكون سببا في التصحر، ويجب الاعتماد على ما تنتجه البساتين عند تقليم الأشجار.
