منوعات

100 دولار للكيلو الواحد.. شجرة مباركة ذات فوائد متعددة تتواجد في دولة عربية مردودها يقدر بالآف الدولارات

100 دولار للكيلو الواحد.. شجرة مباركة ذات فوائد متعددة تتواجد في دولة عربية مردودها يقدر بالآف الدولارات
تتميز المدن العراقية بالعديد من المهن الشعبية والتراثية التي توفر فرص عمل للباحثين عن عمل، ومن بين هذه المهن يأتي دور شجرة البطم التي تشكل جزءًا مهمًا من التراث العراقي، حيث يُستخدم ثمرها الشهير في صناعة “العلج المر” والكهرمان المستخدم في صناعة السبح ذات القيمة العالية.

ثمرة شجرة البطم تظهر على شكل حبات صغيرة ذات لون أخضر عند النضج، وتتحول إلى اللون البني بعد القطاف. يكون موعد جني هذه الثمار نهاية الصيف وبداية الخريف.

يُستخدم المستخلص الذي تفرزه شجرة البطم في صناعة العلكة، وتبدأ هذه العملية بعد 8 إلى 10 سنوات من زراعتها. تنمو شجرة البطم بسرعة خاصة عندما تكون في مناطق تخلو من هطول الأمطار الموسمية، وتنتمي إلى فصيلة البخوريات وتتميز بأغصانها الكثيرة وأوراقها الخضراء الداكنة.

تحتوي شجرة البطم على غدد لبنية تفرز مادة الراتينج الصمغية، وهي إفرازات عضوية تحتوي على مواد هيدروكربونية. تُستخدم هذه المادة في صناعة البخور والعطور، وتُعتبر أيضًا مصدرًا هامًا للكهرمان، وتُستخدم في إنتاج اللبان المر، والذي يُعرف أحيانًا بعلك الماء.

للحصول على الصمغ، يقوم سكان القرى الواقعة في سليمانية، حيث تكثر شجرة البطم، بوضع أطباق طينية على جذع الشجرة، ويتم نقرها لتتناسب مع الكأس لتجميع الصمغ. بعد عدة أيام، يعود السكان لجمع الصمغ من الأطباق.

شجرة مباركة
عندما يحين وقت طرح شجرة البطم لمائها، يأخذ محمد يوسف، أحد المتاجرين بالعلكة المستخرجة من “البطم”، ويسكن في كركوك، عائلته ويتوجه بها إلى الحدود العراقية الإيرانية في السليمانية، وكذلك قضاء رانية وأحمد آوى وقلا جولان إضافة إلى حلبجة، وهي أماكن تواجد شجرة البطم

“نعمل ثقوبا صغيرة في جذع الشجرة ونضع أوني صغيرة من الفخار، تشبه الأقداح، أسفل الثقوب لنجمع الماء ويصل ارتفاع في النهاية، عند انتهاء جمعه، إلى 30 – 40 قدماً” يقول يوسف لموقع IQ NEWS،

وبعد جمع الماء، يضع الأهالي الذين يعملون في هذا المهنة، بعض المواد المطيبة عليه ضمن خلطة تفرش في أوعية مخصصة لذلك، وبعدها يتم تقطيعها، عندما يتصلب، إلى أشكال وأوزان مختلفة، ويبلغ سعر الكيلو غرام الواحد منه “100 دولار أميركي”، ويباع إلى مشترين وتجار، كما توجد شركات محلية مختصة في هذه الصناعة، كما يقول التاجر الكركوكي محمد يوسف.

في سوق العطارين الواقع أسفل قلعة كركوك، يعرض الباعة علكة الماء الواصلة إليهم من تجار السليمانية: “العلكة جاهزة ومقطعة. سعر الكيلو غرام الواحد 100 دولار، أما القطعة الواحدة الصغيرة فيترواح سعرها بين دولار إلى 3 دولارات، السكان المحليون يقبلون على شرائها بكثرة. هذه صناعة عراقية بامتياز”، يقول قاسم أوميد بائع العلكة في السوق لموقع IQ NEWS.

وفي السوق ذاته، يتفرش أشخاص الأرض ويبيعون العلكة بجانب المحال التجارية، وهي مهنة قديمة في كركوك.

ثمارها مسابح تباع بالدولار
كما تعرض متاجر سوق كركوك الرئيسي، الخاصة بالمسابح قطعاً تسمى “مسبحة البطم”، وهي مسابح مصنوعة من حبات بذرة شجرة البطم التي تنمو على سفوح الجبال في أربيل والسليمانية، ويقارب شكلها وحجمها حبة الحمص.

ويقول آزاد خورشيد، تاجر المسابح في سوق كركوك لموقع IQ NEWS، إن “اللب الداخلي بذرة شجر البطم، الذي تصنع منه المحابس، يكون مجوفاً من الداخل وبعد تنظيفه يُثقب لتصنع من هالسبح ويكون لونها مائل إلى البني الغامق، وهذه السبح تستخدم بشكل واسع في كركوك وأربيل والسليمانية”.

ويصل سعر المسبحة الواحدة من هذا النوع إلى أكثر من 3 أو 4 آلاف دولار وفق خورشيد، ويختلف السعر باختلاف المسبحة، وينظم لبيعها مزاد يبدأ بـ10 دولارات.

استخدامات تاريخية أخرى
ويشرح الباحث جلال عبد القادر لموقع IQ NEWS، الاستخدامات المتعددة لعلك الماء المستخرج من شجرة البطم، قائلاً، إن “علك الماء المستخرج من شجرة البطم استعمل منذ فجـ.ــ.ـر التاريخ في صناعة البخور، ويستخدم في الطيب كالعود حـ.ـ *رقاً ويدخل أيضاً في صناعة العطور ومستحضرات تنظيف البشرة والتجميل، وكذلك في مواد تنظيف الأسنان حيث له القدرة على وقف التسوس والنخر فيها”.

ويعمد الفلاحون والمزارعون في المناطق التي تنتشر فيها شجرة البطم إلى تنقير جذعها وحفره على شكل أوعية باستخدام الفأس، للحصول على خامات علك الماء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock