تضمن كنوزا لا مثيل لها.. اكتشاف مستوطنة عمرها أكثر من 4 آلاف سنة في دولة عربية
تضمن كنوزا لا مثيل لها.. اكتشاف مستوطنة عمرها أكثر من 4 آلاف سنة في دولة عربية
كشفت أعمال التنقيب الأثري في ولاية الرستاق، شمالي سلطنة عُمان، عن مستوطنة كبيرة ومتطورة يعود عمرها لأكثر من أربعة آلاف سنة مضت، وتضم عدداً كبيراً من المباني الضخمة والمدافن.
وعثرت البعثة الأثرية المشتركة من قسم الآثار في كلية الآداب والعلوم الاجتماعية في “جامعة السلطان قابوس” و”جامعة بيزا” الإيطالية على المستوطنة في منطقة الطيخة، على أطراف سلسلة جبال الحجر، وفق ما أفادت به “وكالة الأنباء العمانية” اليوم الثلاثاء.
كانت البعثة الأثرية قد باشرت أعمالها في تنقيب الموقع في مطلع يناير/كانون الثاني الحالي، وهو الموسم الأول لها، وهناك خطة عمل لمتابعة أعمال البحث والتنقيب في الموقع لسنوات عدة.
وأظهرت نتائج التنقيب الأثري أن الموقع سُكن لأول مرة في الألف الثالثة قبل الميلاد، خلال العصر البرونزي المبكر، ويمثل إحدى مستوطنات ثقافة أم النار التي شهدت ازدهاراً كبيراً في السلطنة.
يمثل الموقع مستوطنة كبيرة جداً، امتدت آثارها على مساحة شاسعة من الأرض تزيد على 70 هكتاراً، ما يجعلها إحدى أكبر مستوطنات ثقافة أم النار في البلاد
وعثر في الموقع على عدد كبير من المباني السكنية متنوعة الأحجام تركزت وسط المستوطنة، إضافةً إلى عدد كبير من المدافن دائرية الشكل في الجهة الغربية منها.
كما كشفت البعثة عن عدد من الأبراج الدائرية الضخمة يزيد قطر بعضها على أربعين متراً، وهي مبنية من الطوب الطيني القائم على أساسات حجرية ضخمة انتشرت في مناطق مختلفة من المستوطنة.
ويشير وجود المباني العامة والأبراج الضخمة في المستوطنة إلى أهمية الدور الثقافي الذي قامت به خلال العصر البرونزي المبكر، إذ ربما كانت تمثل مركزاً ثقافيّاً رئيساً شمال سلطنة عُمان عامة، ومنطقة سهل الباطنة خاصة.
وتبين الكسر الفخارية واللقى الأثرية التي عثر عليها فريق التنقيب أن سكان المستوطنة كانت تربطهم علاقات تجارية وطيدة مع الحضارات المجاورة، مثل حضارة “هارابا” في وادي السند وحضارة بلاد الرافدين.
وتدل بقايا أفران النحاس التي عثر عليها داخل المستوطنة على أن السكان اعتمدوا بشكلٍ كبير في اقتصادهم على إنتاج النحاس وصهره والاتجار به.