توفر لهم منازل وتدفع لهم رواتب” ..قرى إسبانية تستقطب سكان جدد وشاب سوري أول الواصلين
توفر لهم منازل وتدفع لهم رواتب” ..قرى إسبانية تستقطب سكان جدد وشاب سوري أول الواصلين
وصلت أول دفعة من اللاجئين إلى قرى كتالونيا الواقعة في إسبانيا، وذلك ضمن خطة حكومية لإعادة التوطين في مناطق تشهد فقراً في أعداد السكان، ضمن برنامج أُطلق عليه “عملية 500” لأنه يشمل القرى التي يقل عدد سكانها عن 500 نسمة.
صحيفة The Guardian البريطانية، قالت الأحد 11 ديسمبر/كانون الأول 2022، إن لاجئاً سوريا اسمه عروة سكافي هو من أوائل المستفيدين من برنامج الحكومة الكاتالونية لإعادة توطين اللاجئين في القرى الإسبانية المهجورة.
أشارت الصحيفة إلى أن سكافي خاض رحلة طويلة منذ فرّ من الحرب في سوريا قبل سبع سنوات، لكن بفضل خطة إعادة التوطين في كتالونيا، “وجد السلام” في قرية صغيرة على ارتفاع 900 متر في جبال البيرينيه.
يوفر البرنامج في كتالونيا الذي يستمر لمدة عام واحد، للمشاركين منزلاً وراتباً قدره 19434 يورو (20431 دولاراً أمريكياً) تدفعه السلطة المحلية، التي تدبر أيضاً فرص عمل لهم، وهذا البرنامج مفتوح للاجئين وطالبي اللجوء والمهاجرين المقيمين غير القانونيين.
حتى الآن، استقبلت القرى 30 عائلة بموجب هذا البرنامج، 24 منهم من اللاجئين، وقال أوريول لوبيز بلانا، المُيسِر في رابطة القرى الصغيرة، التي تساعد المشاركين على الاندماج وتعلم اللغة والاستقلال: “حتى الآن كان نظام التعامل مع اللاجئين مركزياً للغاية ويركز على المدن الكبرى”.
أضاف بلانا أن البرنامج “يهدف إلى دمج الناس في القرى التي توجد بها شبكة اجتماعية، وبعد ذلك، يمكنهم الانتقال إلى المدينة، إذا أرادوا”، وأوضح أن السلطات الإسبانية تتبع نظاماً مشابهاً في فرنسا، “لكن الفرق أننا هنا نخلق نسيجاً اجتماعياً، وندير برامج إرشادية ومجتمعية في كل من مجالات العمل والنطاقات الاجتماعية”.
اللاجئ السوري سكافي، الذي جاء من مدينة اللاذقية الساحلية في سوريا، حيث كان يعمل مدرساً للغة الإنجليزية، غادر بلده في عام 2015 وذهب إلى هايتي لأنه، كما يقول، كان المكان الوحيد الذي يمكنه الذهاب إليه قانونياً.
قال سكافي في تصريح أوردته الصحيفة البريطانية: “اتضح أنَّ هايتي أخطر من سوريا”؛ لذلك شق طريقه إلى إسبانيا ووصل إلى برشلونة في يناير/كانون الثاني 2022، وبعد شهر حصل على حق اللجوء.
يعيش سكافي الآن في تيرفيا، وهي قرية نائية على قمة جبل يسكنها 130 شخصاً بالقرب من الحدود مع فرنسا، على الرغم من أنَّ سكافي يقول إنَّ عدد السكان في الواقع يبلغ 50 شخصاً تقريباً، ويعمل لدى السلطة المحلية لتنفيذ أعمال الصيانة والتنظيف.
أضاف سكافي وهو يخلط بين الإسبانية والإنجليزية: “أنا سعيد للغاية هنا. أكثر شيء أريده هو السلام. أنا أحب برشلونة لكن هناك الكثير من الناس. أحب الطبيعة ولهذا أردت الانضمام إلى هذا البرنامج”.
لفت سكافي إلى أنه يتعلم الكتالونية، وقال إن “كل من في القرية كتالوني، وأنا الأجنبي الوحيد. لا أفهم الكثير لكني صبور ولست خائفاً من تعلم لغات جديدة”.
كذلك أشاد سكافي بالسكان وقال إنهم “مرحبون للغاية، والجميع يتحدث معي ويعرضون مساعدتي أو التسوق نيابة عني. هذا هو الحال بالنسبة لـ90% من السكان. لكن هناك بالطبع دائماً أشخاص لا يحبون الغرباء”.
يأمل سكافي أن تتمكن زوجته وطفله، اللذان لا يزالان في سوريا، من الانضمام إليه بمجرد حصوله على تصريح إقامة، لكنه لا يرى أي احتمال للعودة إلى سوريا، وقال: “أريد أن أبقى في القرية وتعيش عائلتي هنا معي، عندما ينتهي البرنامج. سأعمل بجد لأبقى هنا”.
المصدر: عربي بوست