أخبارنا

أردوغان يهـ.ـزم بوتين بالضـ.ـربة القـ.ـاضية داخل داخل معسكرات الاتحاد السوفيتي

تركيا رصد // متابعات

نشرت صحيفة “فايننشال تايمز” تقريرا لمراسلها هنري فوي في موسكو ولورا بيتل في أنقرة عن اتفاق وقف إطلاق النـ.ـار الذي وقعته أذربيجان وأرمينيا وأنه قدم تركيا خطوة نحو الحديقة الخلفية لموسكو.

وأشار التقرير إلى صورة جمعت وزير الدفاع الأذري مع نظيره التركي وكتب تحتها عبارة “القائد العام للجيش المنتصر ووزير دفاع الحليف الأهم لأذربيجان”. وتعلق الصحيفة أن التعليق أثار الدهـ.ـشة من دولة في الإتحاد السوفييتي السابق والتي طالما نظرت إلى روسيا كشريكها الأهم.

ولكن النزاع الذي استمر لمدة ستة أسابيع مع أرمينيا حول الإقليم المتنازع عليه ناغورني قره باغ وأدى إلى مكاسب مهمة لأذربيجان وبدعم من الجيش التركي أدى إلى تغيير منظور باكو الإقليمي.

وأدى اتفاق إطلاق النار يوم الإثنين إلى تجميد النـ.ـزاع والحفاظ على المكاسب المناطقية لأذربيجان بما في ذلك تسليم أرمينيا، الحليف الدفاعي لروسيا مناطق أخرى نهاية الشهر الحالي.

وفي الوقت الذي قامت به موسكو بترتيب وقف إطلاق النار ونشرت قوات حفظ سلام إلا أن مدى نجاح أذربيجان الذي لم يكن ليحدث لولا الدعم التركي أدى لتقوية موقف تركيا في منطقة القوقاز الذي تعتبره روسيا حديقتها الجيوسياسية الخلفية.

وقال رسلان بوخوف، مدير مركز التحليلات الإستراتيجية والتكنولوجية في موسكو إن “التداعيات الجيوسياسية ليست كارثية على أرمينيا فقط بل وعلى روسيا” مضيفا “وكيل روسيا وحليفه كان الخاسر أما حليف تركيا فقد ربح وبشكل باهر”. وأضاف أنه “خلف الحجاب الرقيق الخادع وانتصار السياسة الخارجية، أي الوساطة الناجحة ونشر قوات حفظ سلام بالمنطقة، فالواقع المر يشير لتراجع الدور الروسي في منطقة عبر القوقاز فيما زادت مكانة تركيا المشاكسة بشكل لا يصدق”.

وتعتبر منطقة ناغوروني قرة باغ تابعة لأذربيجان، ولكن أرمينيا احتلتها والمناطق القريبة منها منذ تسعينات القرن الماضي. وفي النزاع الذي اشتعل في شهر أيلول/ سبتمبر أصرت أذربيجان على استعادتها وكانت تقترب من محاصرة عاصمة المنطقة قبل أن تعلن أرمينيا عن رغبتها بالسلام.

وفي الوقت الذي تؤكد فيه الهدنة على دور الرئيس فلاديمير بوتين كحكم لا يمكن الإستغناء عنه في المنطقة إلا أنها تعترف بدور تركيا في القوقاز. وكان الدعم الذي قدمته لأذربيجان سببا في حرف المسار الذي حافظت عليه روسيا ولمدة 25 عاما.

وتقوم علاقة الكرملين مع المنطقة في مرحلة ما بعد الإتحاد السوفييتي على التجارة التي تكون عادة على شكل تقديم الطاقة الرخيصة والدعم المالي عبر القروض واستثمارات لشركات مملوكة من الدولة الروسية والتهديد باستخدام القوة العسكرية. وهذا العنصر الأخيرة هو الأقوى ولكن من الصعب التلويح به.

ولهذا راهنت أذربيجان وبدعم من تركيا على أن موسكو لن تتدخل عسكريا في النزاع بناغورو قرة باغ، وبعد ستة أسابيع ثبتت صحة مراهنتها.

ومن خلال المكاسب العسكرية أثبتت باكو أن موسكو هي القوة العسكرية الوحيدة القادرة على إعادة رسم الحدود الفعلية في مرحلة ما بعد الإتحاد السوفييتي.

ورحب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي كان من المشجعين لأذربيجان بالإتفاقية وقال في خطاب يوم الأربعاء “انتهى رسميا الإحتلال الذي مضى عليه 28 عاما لكراباخ وأذربيجان”.

وعلق أونور إسكي المحاضر في الشؤون الدولية بجامعة بيلكينت في أنقرة “يرى أردوغان تركيا كقوة إقليمية، وهو غير مستعد للتنازل. ولن تعود تركيا إلى تركيا الخمسينات من القرن الماضي الحليفة للناتو. وأعتقد أن تركيا تحاول رسم خط مستقل لنفسها”.

وقال إن روسيا وتركيا “لديهما نزاعات سياسية هنا وهناك ولا تتفقان على القضايا الجيوسياسية ولكنهما تحاولان إدارتها”. مضيفا “لا أعتقد أننا سنرى سواء في سوريا أو القوقاز تحالفا عسكريا شاملا”.

ويعكس التوغل التركي في الجيوسياسيا بمنطقة القوقاز تدخلها في سوريا عام 2015 ونشاطاتها في ليبيا وهي مناطق ترى أنها جزء من مجال تأثيرها.
وحاول الزعيمان القويان في كلا البلدين الحفاظ على علاقة غير مريحة وبراغماتية تقوم على عدم الثقة بالغرب.

ويقول ستانيسلاف بريتشن، الباحث البارز في مركز دراسات ما بعد الإتحاد السوفييتي بالاكاديمية الروسية للعلوم إن “نشاطات تركيا في ناغورو قرة باغ هي في جزء منها إجابة على نشاطات روسيا في الشرق الأوسط.

وتريد تركيا أن تكون لاعبا عالميا ولديها حصة في كل كعكعة” و”من هذا المنظور فإن جنوب القوقاز هو منطقة مريحة لانقرة بدون مخاطر محتملة. لكن تركيا تعتمد على أذربيجان وليس لديها فهم جيد لتعقيدات المنطقة التي لا تعطي إلا مجالا محدودا للمناورة”. وكان نشر روسيا لألفي جندي دليل على النفوذ الذي تمارسه لكنه يعرضها للمحاسبة بشأن مستقبل هذا الجيب.

وقالت أولغا أوليكر، مديرة أوروبا ووسط آسيا بمجموعة الأزمات الدولية “حصلت أذربيجان على ما أرادت الحصول عليه ولكن الثمن هو تأثير كبير وليس قليل داخل حدودها”. وفي الوقت نفسه “أصبحت روسيا مسؤولة الآن عن هذا النزاع أكثر من الوقت الماضي وسيكون عبئا لوقت طويل”.

وتتناقش تركيا وروسيا حول تفاصيل وقف إطلاق النار وإن كان سيسمح بنشر قوات تركية، وهو أمر تريده أذربيجان وتعارضه روسيا. وستشارك تركيا في مركز مشترك لرصد الإلتزام بوقف إطلاق النار، لكن الكرملين نفى أن يكون في ناغورني قرة باغ.

وقال المتحدث باسم بوتين، ديمتري بيسكوف “هذا لا يتناسب مع فهمنا” و”يجب توضيح بعض الأمور الدقيقة”.

وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو إن الإتصالات مستمرة بين أنقرة وموسكو و”لقاءتنا مستمرة حول كيفية مراقبة الإتفاق وتنظيمه. ووقفنا مع أشقائنا في أذربيجان طول الوقت سواء في الميدان أو على الطاولة”.

المصدر: القدس العربي

إقرأ أيضا : روسيا تعلن عن أول قرار من أجل عودة اللاجئين إلى سوريا

في إطار تسهيل عودة اللاجئين السوريين خارج سوريا إلى سوريا تحدثت روسيا في مؤتمر اللاجئين عن تخصيصها مليار دولار لإعادة الإعمار في سوريا.

وقال رئيس مقر التنسيق بين الوكالات الروسية السورية لعودة اللاجئين، ميخائيل ميزينتسيف، إن “روسيا ستخصص مليار دولار لترميم الشبكات الكهربائية والمجمعات الصناعية ومشاريع إنسانية أخرى في سوريا”، وفقًا لما نقلته وكالة “سبوتنيك“.

وتصل التكلفة الحقيقة لإعادة الإعمار، بحسب تقديرات الأمم المتحدة في 9 من آب 2018، بحوالي 400 مليار دولار، وفقًا لتقرير صادر عن اجتماع للجمعية التابعة للأمم المتحدة (أسكوا).

وقدرت اللجنة حينها، حجم الدمار في سوريا بأكثر من 388 مليار دولار، لافتة إلى أن هذا الرقم لا يشمل “الخسائر البشرية” والأشخاص ممن تركوا مساكنهم.

وتحدث رئيس مقر التنسيق، ميخائيل ميزينتسيف، أن روسيا وسوريا ستوقعان ثماني مذكرات تعاون في مجالات الطاقة والاتحاد الجمركي والأنشطة التعليمية”، أثناء حضوره مؤتمر عودة اللاجئين إلى سوريا.

وانطلق اليوم، الأربعاء 11 من تشرين الثاني، مؤتمر اللاجئين في قصر الأمويين للمؤتمرات، في العاصمة السورية دمشق، وسط غياب للدول التي يتركز وجود اللاجئين السوريين فيها.
وتشارك في المؤتمر، الذي ينعقد في قصر المؤتمرات في دمشق، كل من الصين ولبنان والإمارات وعمان وروسيا وإيران.

إضافة إلى دول غير مؤثرة بالملف السوري ولا علاقة لها بملف اللاجئين، من بينها نيجيريا، كوبا، قرقیزستان، الأرجنتين، سيرلانكا، أبخازيا، كولومبيا، الجزائر.

وقال معاون وزير الخارجية السوري، أيمن سوسان، إن الأمم المتحدة ستشارك في المؤتمر بصفة مراقب، مؤكدًا أن الدولة الوحيدة التي لم تُدعَ لحضور المؤتمر هي تركيا.

وكان الاتحاد الأوروبي أعلن رفضه حضور المؤتمر، معتبرًا أنه سابق لأوانه.

وقال في بيان إنه في حين أن قرار العودة يجب أن يكون دائمًا قرارًا فرديًا، لا تصلح الظروف في سوريا، في الوقت الحالي، لتشجيع العودة الطوعية على نطاق واسع، في ظروف آمنة وكرامة تتماشى مع القانون الدولي.

وأعلنت كندا رفضها حضور المؤتمر، وذكر حساب “Canada and Syria” التابع للحكومة الكندية في تغريدة عبر “تويتر” أن كندا لن تحضر مؤتمر اللاجئين الذي تستضيفه كلًا من روسيا وسوريا في دمشق.
وأضاف الحساب أن كندا تدعم عودة اللاجئين الآمنة والطوعية، وشروط هذه العودة غير موجودة في سوريا.

المصدر: وكالة عنب بلدي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock