مصدر يكشف عن مفاجأة كبرى وتحركات غير مسبوقة في المنطقة.. تركيا تحقق نجاحا جديدا

رصد-متابعة

مصدر يكشف عن مفاجأة كبرى وتحركات غير مسبوقة في المنطقة.. تركيا تحقق نجاحا جديدا

أجمع عدد من المحللين السياسين على أهمية الجولة الخليجية لوزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو، التي بدأت الثلاثاء الماضي 9 شباط/فبراير الجاري، وانتهت الخميس 11 من الشهر ذاته، وشملت كلا من الكويت وسلطنة عُمان ودولة قطر، لافتين النظر إلى أنها تهدف لبناء علاقات مميزة بين تركيا وهذه الدول.

ورأى مراقبون أن تلك الجولة الخليجية، تأتي ترجمة لتصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وتحويل الأقوال إلى أفعال، خاصة عقب المصالحة بين قطر والسعودية.

ومطلع كانون الثاني/يناير الماضي، رحب أردوغان، بالمصالحة الخليجية (القطرية السعودية)، مؤكدا مباركة تركيا لهذه الخطوة التي “ستعود بالخير على المنطقة”، لافتا النظر إلى أن تركيا سيكون لها مكانة مهمة في العلاقات الخليجية قريبا.

ورصدت “وكالة أنباء تركيا” آراء عدد من المحللين السياسين والمهتمين بالشأن التركي والعربي، حول الجولة الخليجية لوزير الخارجية التركية تشاويش أوغلو.

مدير مؤسسة الديوان للعلاقات الدولية الدكتور محمد العقيد، قال إن “الخارجية التركية تحقق نجاحات جديدة بعد ليبيا والمتوسط، فتأتي زيارة مولود تشاويش اوغلو الخليجية في توقيت مهم إلى كل من الكويت ومسقط والدوحة، وهي الدول التي يمكن أن نقول إنها تشكل حلف الاعتدال بمجلس التعاون الخليجي، كما أنها تأتي بعد المصالحة الخليجية بين قطر ودول الحصار (السعودية والامارات والبحرين ومصر ) والتي يعتبرها البعض مصالحة شكلية”.

وأضاف أن “تركيا ترتبط بعلاقات مميزة مع كل من قطر والكويت وسلطنة عُمان، وهي الدول التي نأت بنفسها دائما عن سياسة المؤامرات التي قادتها الإمارات وأخواتها ضد قطر، وسياسة الحروب والتدمير التي التي قادتها السعودية في اليمن”.

وتابع العقيد قائلا “كان الموقف الكويتي والتحرك التركي إبّان الأزمة الخليجية هو حجر العثرة أمام المخطط الإماراتي ومن معها، الذي وصل إلى التفكير بالتدخل عسكريا لتغيير نظام الحكم في قطر، وهو ما كشفه صراحة أمير الكويت الراحل في تصريحات علنية، كما كان للتدخل التركي السريع وإرسال قوات عسكرية وإنشاء قاعدة تركية بناء علي طلب واتفاق عسكري مع قطر، دور بإفشال مخطط دول الحصار واضطرهم بالنهاية للقبول بالمصالحة، دون تحقيق أي شرط من الشروط التي وضعتها تلك الدول في بداية الأزمة”.

وأكد أن “الموقف التركي نال احترام بالغ من قطر والكويت وسلطنة عُمان، وباتت نظرتهم إلى تركيا على أنها صديق وفي لا يخذل أصدقاءه، ولا يتركهم وحدهم أمام مؤامرات يصنعها من يسمون أنفسهم أشقاء”.

وختم قائلا إن “الفترة القادمة ستشهد تقاربا في المواقف السياسية، وتعاونا في مجالات الاقتصاد والتجارة والسياحة بين الدول الخليحية الثلاث وتركيا، بما يحقق الاستفادة القصوي من الإمكانيات المتاحة لهم”.

وركّز تشاويش أوغلو في جولته الخليجية على أهمية تعزيز العلاقات وتطويرها في مختلف المجالات بين تركيا ودول الخليج، ومؤكدا خلال جولته أن “تركيا تدعم وحدة ورخاء وأمن دول الخليج”.

من جانبه، قال الكاتب التركي جلال ديمير، إن “الجولة الخليجية للوزير تشاويش أوغلو هامة جدا، فهي تهدف إلى بناء علاقة جديدة بين دول الخليج وتركيا، وتحمل رسائل عدة أهمها أن تركيا جاهزة لاتفاقيات جديدة مع دول الخليج، وهي ترغب بتحسين العلاقة الديبلوماسية مع تلك الدول”.

ورأى أن “هذه الزيارة ليس هدفها فقط العلاقات الدبلوماسية السياسية، بل تذهب إلى أبعدمن ذلك وهو العلاقات التجارية والأمور التي تخص الشرق الأوسط، إضافة إلى التعاون في ملفات هامة مثل القضية الفلسطينية وسوريا وباقي الدول الإسلامية”.

وختم ديمير قائلا “هذه الزيارة تدل على أن تركيا سحبت يدها من الدول الأوروبية وأنها لم تعد تهتم لأمر هذه الدول كما في الماضي، لذلك هي تبحث عن شريك حقيقي من دول الخليج”.

وامتازت جولة تشاويش أوغلو الخليجية، بالتقارب في وجهات النظر بين أنقرة ومسقط والدوحة، في ملفات عدة إقليمية ودولية، إضافة إلى الاتفاق على تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية، وسط ترحيب ملحوظ واهتمام واضح من أمراء ووزراء ومسؤولي تلك الدول بالزيارة التركية.

من جهته، قال عمر الحسون الهاشمي، إن “هذه الزيارة التي قام بها مولود تشاويش إوغلو إلى سلطنة عُمان والكويت وقطر، تندرج ضمن العلاقات الأخوية الاستراتيجية والتعاونية بين تلك البلاد وتركيا، التي تجمعهما السياسة الحكيمة والحاسمة في معالجة الأمور والأزمات الدولية”.

وأضاف أن “مسقط والكويت والدوحة، هم من البلاد التي تسعى دوما إلى جانب تركيا في حل مشكلات الشعوب والدول، على عكس بقية البلدان التي لا توثر إيجابيا في حل الأزمات”.

يشار إلى أن أردوغان أكد أن “تركيا ستعزز علاقاتها مع الخليج، وعودة تركيا إلى مكانتها ستكون قريبة في الفترة المقبلة من أجل التعاون التركي الخليجي”.
المصدر: وكالة أنباء تركيا