شاب سوري يتمكن من شوي وقلي البوظة ويحقق ترند وعالمية (فيديو + صور)
تركيا رصد// مقالات
شاب سوري يتمكن من شوي وقلي البوظة ويحقق ترند وعالمية (فيديو + صور)
مع دخول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة نسبياً، يلجأ معظم الناس عادة إلى الحدائق والمسابح العامة، وإلى تناول البوظة والعصائر لتخفيف حدة “الشوب”، وتناول البوظة الباردة طقس أساسي بفصل الصيف.
وتتنافس المحلات في طريقة العرض والتقديم وإضافة النكهة والأفكار الجديدة في صناعتها لجذب الزبائن؛ لكن بائعا حمصيا يثير استغراب كل من يعمل في هذه المصلحة بأسلوب تنافسه الغريب، وإذا كانت العرب قديما قالت ” من لا يعرف الصقر يشويه” فإن هذا الحمصي الظريف الذي يصنع البوظة أو “الآيس كريم” يعرفها جيدا ولكنه يشويها!.
حقيقة وليست مزحة!
“في إدلب فقط يجتمع النقيضان الحرارة والبرودة في إناء واحد” بهذه الكلمات انتشر خبر صناعة البوظة المشوية على مواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي أثار فضول الناس والراغبين بمعرفة الفكرة الغريبة وتذوق طعمها.
أورينت نت” زارت محل “ركن الحمصي” في إدلب صاحب فكرة البوظة المشوية والتقت بصاحب المحل (آدم بيطار) والذي تحدث لنا عن الفكرة قائلاً: “أعمل منذ سنوات مع عائلتي في صناعة الحلوى في مدينة حمص ضمن محل صغير على أطراف شارع “الدبلان” الشهير في المدينة.
وتخصصت مؤخراً في البوظة والمشروبات الباردة، وتعود الفكرة وطريقة صنع البوظة المشوية إلى ما قبل الثورة السورية، ولكنها لم تكن مشهورة بسبب ضعف الدور الإعلامي والسوشيال ميديا آنذاك، وبقيت حبيسة المنطقة فقط.
ومع تهجيرنا إلى الشمال السوري افتتحت محلا وأسميته (الركن الحمصي) في مدينة إدلب عام 2019، وبعدها قمت بطرح فكرة البوظة المقلية والمشوية من جديد” .
وأضاف (البيطار) “بدأنا في التطبيق وسط استغراب الناس وتعليقاتهم الساخرة “شو هالحماصنة هدول من عيد الأربعاء إلى شوي البوظة” ولكن مع رؤية شوي البوظة وتجربة طعمها وتذوقها لاقت رواجاً واسعاً جداً و”الحمد لله” وخاصة أن هذه الفكرة والطريقة الأولى في العالم وليست موجودة إلا في إدلب”.
سر المصلحة
منقل فحم مشتعل أمام محل بوظة أمر يثير استغراب وفضول الناس بشكل عام، وخاصة مع وجود شخص يقوم
بتهوية الفحم وتقليب الصحون فوقه ولكن من غير وجود للحوم من شقف أو كباب والمرتبطة عادة بوجود منقل الفحم المشتعل.
وبسؤالنا عن طريقة التحضير أجابنا (عبد الله عبود) أحد العاملين في محل “الركن الحمصي” قائلاً:
“بالنسبة للبوظة المقلية يكون غلافها الخارجي مكوّن من “الكورن فلكس” الذي يحافظ على حرارة البوظة داخلها بحسب أنواعها عند وضعها في الزيت المغلي، وتصبح قطعة البوظة تشبه قرص الفلافل أو “السبايسي “إلى حد ما.
أما بالنسبة للبوظة المشوية فتلف بطبقتين من رقائق العجين ضمن إناء خاص بها، وتوضع على الفحم المشتعل مع تقليب مستمر وتبقى البوظة متماسكة، أما المكونات الداخلية والإضافة لها فهي سر مصلحتنا ويتفرد فيه محلنا فقط”.
من جهته أضاف (آدم بيطار) صاحب المحل “يبلغ سعر قطعة البوظة المقلية بوزن 280 إلى 300 غرام بجميع مكوناتها ما بين 8 – 10 ليرات تركية،
ولكننا أوقفنا إنتاجها حالياً بسبب غلاء الغاز والزيت بشكل كبير، وبالتالي ارتفاع سعرها ولا يتناسب مع سعرها الحقيقي،
وأما سعر صحن البوظة المشوية بوزن 200 إلى 250 غرام 10 ليرات تركية بالفواكه الموسمية و 12 ليرة تركية مع المكسرات”.
نكهة مختلفة.. تجربة جديدة
“شيء جديد وطعم لذيذ” هكذا عبر (أحمد الباشا) أحد الزبائن عن تجربه تناول البوظة المشوية
“كنت أعتقد أنها مجرد دعاية لمحل جديد أو دعابة حمصية لكسب الزبائن ولكن بمجرد دخولي للمحل رأيت العمال يشوون البوظة ويقدمونها،
وأنا شخصياً أحببت الفكرة أكثر من الطعم وشيء جديد وحلو” من جهته قال (ماجد الحمصي)
“أشعر بالفخر والسعادة كوني من مدينة حمص، وأهل مدينتي قاموا بهذه الفكرة الفريدة وبالنسبة للطعم وجدته لذيذا
وخاصة طعمة الفحم الممزوجة بطعمة البوظة والقرشة الظاهرة فيها”.
ويبقى “الناس أذواق” ما يجده أحدهم جيدا ولذيذا، يجده آخر على خلاف ذلك، ولكن تظل فكرة البوظة المشوية والمقلية مدعاة للفخر والسعادة كونها فكرة حمصية مجنونة باتت من إنتاج محلي في مدينة إدلب فقط.
ولم يستطع أحد تقليد الفكرة على صعيد العالم حتى الآن، ولعل بعض هذا الجنون يقول لنا إن الحمصي بروحه المرحة قد يحول المزحة إلى حقيقة وإن المواطن السوري يبقى قادرا على إثبات ذاته وقدرته على الابتكار والتقدم في جميع مجالات الحياة.