مع قدوم فصل الشتاء.. الإغاثة التركية” تنظم حملة مساعدات كبيرة للسوريين
تركيا رصد // متابعات
أعلن بولنت يلدريم، رئيس هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات التركية”İHH”، عن عزم الهيئة على تنظيم حملة إغاثة كبيرة في سوريا في الـ 10 من ديسمبر/كانون الأول الموافق لليوم العالمي لحقوق الإنسان.
وفي تصريح للأناضول من محافظة إدلب قال يلدريم “لقد هجـ.ـر السوريون منازلهم وباتوا في الشوارع نتيجة لهجـ.ـمات نظام الأسد وأنصاره في ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، حينها كان الطقس شديد البرودة والشتاء قاسٍ، إلا أنه في هذه الأثناء قمنا بزيارة سوريا، لقد كانت الحياة صـ.ـعبة للغاية في المخيمات.
قابلنا أشخاصا يعيشون في هذه المخيمات منذ 9 سنوات، من بؤسهم لم يمتلك أحدهم حائطا ليستندوا إليه، وعليه قمنا ببناء منازل مؤقتة من الطوب أطلقنا عليها مساكن الطـ.ـوارئ. وأعلنا هذا للعالم كله”.
وأضاف يلدريم “تلقينا على إثره دعما كبيرا من تركيا، إذ قدم الرئيس أردوغان ووزير الداخلية سليمان صويلو، مساهمة كبيرة للغاية. كما مد العديد من منظمات المجتمع المدني يد العون في هذا المشروع، وقمنا ببناء ملاجئ ودور إيواء مؤقتة”.
نعمت العائلات في المخيم المقام، بالأمان والدفء في المنازل التي أشرفت هيئة الإغاثة الإنسانية، على حسن إتمامه في أسرع وقت ممكن، رأفة بإخواننا المهاجرين واللاجـ.ـئين من السوريين، كما عقب يلدريم.
**مشكلات التعليم والصحة والزراعة والإنتاج الحيواني
اتخذت الهيئة التدابير والاحتياطات اللازمة لمواجهة المشاكل التي قد تواجهها في تنفيذ مشروع بناء 20 ألف منزل من الطوب، في محافظة إدلب.
وأوضح يلدريم، “حصلت الهيئة على التبرعات، وقمنا على الفور ببناء نحو 12 ألف منزل، إلا أنه تبين لنا أنها لا تكفي وحدها حاجيات المنطقة، حيث أن الأطفال لا يمكنهم الحصول على حقهم في التعليم، إذ تعاني إدلب من ذات المشاكل التي تكابدها كثير من مناطق الداخل السوري، ولا تتوفر فيها أدنى مقومات الرعاية الطبية اللازمة، كما تفتقر إلى عيادة للأطراف الصناعية”.
وأشار إلى الحاجة الماسة للمدنيين الذين يواجهون صعوبة في الحصول على حاجاتهم اليومية من الغذاء، وضرورة توفير مستلزمات تعينهم على الزراعة وتربية الحيوانات ما يعينهم في استثمار تواجدهم في المنطقة وتطويرها.
الاستعدادات لفصل الشتاء
إن الظروف المعيشية في المخيمات السورية بريف إدلب “سيئة للغاية”، مشيرا أن ملايين الأشخاص في سوريا يجدون صعوبة في تأمين الحد الأدنى من الإمدادات المعيشية.
ولفت يلدريم، “مع بدأ وصول الزائر الأبيض وقسوته المتمثلة في البرد والرياح الشديدة توجب علينا الاستعداد المسبق لتوفير مستلزمات التصدي له من بطانيات وأغطية ومواد تدفئة وأحذية ومعاطف للأطفال والعجزة وكبار السن.
“كما يلزمنا توفير الوجبات الضرورية والأدوية ومستلزمات الرعاية الصحية لذوي الاحتياجات الخاصة والعجزة والرضع، ما يوفر لهم الأمن الغذائي الضروري لتمضية فصل الشتاء القارص في الشمال السوري المعهود”.
وأكد مواصلتهم تلبية احتياجات نحو 4 ملايين شخص يعيشون في المنطقة قبل أن تسوء الظروف الجوية في فصل الشتاء.
واستطرد “إن ما نقوم به يُعد مساهمة مهمة لإخوتنا من الشعب السوري، لتخفيف معاناتهم المستمرة عبر السنوات التسع من الحرب التي لا يراد لها أن تنتهي في القريب العاجل.
وتابع يلدريم، “أثناء هذه الاستعدادات مازال نظام الأسد وأنصاره ينـ.ـتهكون الاتفاق المبرم للتهدئة ووقف التعدي على المدنيين العزل في مناطق خفض التصعيد، إذ ما يزال يقوم بقصف المدنيين، ويفقد الكثيرون حياتهم في هذه الهجـ.ـمات.
وأضاف “إذا ما استمرت هذه الهجمات فسينتج عنها المزيد من الهجرات إلى المناطق الحدودية، ومن ثم ستزداد الحاجة إلى المأوى والغذاء والصحة بشكل أكبر، لذا لزم علينا أن نعلن حقيقة الوضع الراهن للعالم في سوريا”.
وفي مايو/ أيار 2017، أعلنت تركيا وروسيا وإيران توصلها إلى اتفاق “مناطق خفض التصـ.ـعيد” في إدلب ومناطق من اللاذقية وحماة وحلب، وفي الريف الشمالي لمحافظة حمص، والغوطة الشرقية في ريف دمشق، بالإضافة إلى القنيطرة ودرعا جنوبي البلاد، وذلك في إطار اجتماعات أستانة المتعلقة بالشأن السوري.
ومع ذلك، استولت قوات النظام والمجموعات الإرهـ.ـابية المدعومة من قبل إيران على 3 من المناطق الأربع بدعم جوي من روسيا وتوجهوا نحو إدلب.
بدورها تركيا، وقعت في سوتشي في سبتمبر/ أيلول 2018 بروتوكولا إضافيا مع روسيا لتعزيز اتفاق وقف إطلاق النار.
اليوم العالمي لحقوق الإنسان
قال يلدريم أن الهيئة تعتزم تنظيم فعالية كبيرة في 10 ديسمبر/كانون الأول المقبل، بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان.
وأوضح أنها “ستجمع كل من يهتم بشؤون الأيتام واللاجـ.ـئين والمشـ.ـردين والنساء المعتـ.ـقلات والمعتـ.ـقلين تحت التعـ.ـذيب، من تركيا وكل العالم؛ حيث سيجري جمع التبرعات وإرسال شاحنات إغاثية إلى شمالي سوريا”.وتابع يلدريم، سوف نقوم بجمع التبرعات والمساعدات اللازمة بكميات تتناسب مع حجم الكـ.ـارثة بالمناطق المنكوبة في سوريا، وتنظيم توزيعها بالطريقة المتوازنة لحاجات الأشخاص و الظروف المتجددة عليهم لضمان تغطية حاجاتهم.
وشدد على أن الهيئة ستعقد مؤتمرا صحفيا كبيرا؛ لتغطية الفعالية المزمع تنفيذها في اليوم العالمي لحقوق الإنسان، بمشاركة العديد من منظمات المجتمع المدني التركية والدولية في مؤتمر كبير شامل، وسنعمل على أن تنطلق قوافل المساعدات من تركيا، مع تلاوة بيان رسمي موجه للعالم في وسائل الإعلام”.
وأكد يلدريم على أنهم سيعملون على تحسين العديد من الأمور كحقوق الأطفال السوريين في الحصول على التعليم والصحة والغذاء، وتحقيق الحرية للنساء المعـ.ـذبات في السـ.ـجون والمعتـ.ـقلات.
واستطرد “وهكذا سنقوم بالضغط على نظام الأسد وأنصاره وداعميه. كما أدعو جميع أفراد الشعب التركي إلى مساعدة سوريا ووضع تصور لما سيتم في العاشر من ديسمبر القادم”.
ومنذ اندلاع الحراك الشعبي في سوريا عام 2011، تواصل منظمات وجمعيات تركية تقديم المساعدات للأسر السورية المحتاجة، كإدارة الكـ.ـوارث والطوارئ “آفاد”، والهلال الأحمر التركي، و”İHH” وجمعية “صدقة طاشي” وغيرها.
وتحتفل الأمم المتحدة، بيوم حقوق الإنسان في 10 ديسمبر من كل عام، ويرمز لليوم الذي اعتمـ.ـدت فيه الجمعية العامة عام 1948 الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
إقرأ أيضا : أخبار سارة .. مفوضية اللاجئين تحث الدول المستقبلة للاجئين لرفع وتيرة الاستقبال مجدداً
حـ.ـذرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجـ.ـئين اليوم من أن عام 2020 سوف يسجل انخفاضاً قياسياً من حيث إعادة توطين اللاجئين.
وقالت مساعدة المفوض السامي لشؤون الحماية، جيليان تريغز: ”إننا نتعامل مع مستويات منخفضة ومخيبة للآمال من إعادة التوطين – وهو أقل من 50,000 فرصة للعام بأكمله – وقد تأثر هذا الأمر بشكل أكبر نتيجة حالات التأخير في المغادرة التي تسبب بها فيروس كورونا وإيقاف برامج إعادة التوطين في بعض البلدان“.
وفقاً لأحدث بيانات المفوضية، فقد تم إعادة توطين 15,425 لاجئاً فقط من يناير إلى نهاية سبتمبر من هذا العام، مقارنة بـ 50,086 لاجئاً خلال نفس الفترة من العام الماضي.
وقالت تريغز أن ”المعدلات الحالية تشير إلى أحد أدنى مستويات إعادة التوطين التي شهدناها خلال ما يقرب من عقدين. إنها انتكاسة بالنسبة لحماية اللاجـ.ـئين وللقدرة على إنقاذ الأرواح وحماية الأشخاص الأكثر عـ.ـرضة للخـ.ـطر“.
تحث المفوضية الدول على إعادة توطين أكبر عدد ممكن من اللاجئين في عام 2020 حتى لا تخسر فرص إعادة التوطين والحفاظ على حصص إعادة التوطين لعام 2021.
أنشأت بعض البلدان أو وسعت قدراتها من أجل تطبيق طرائق للمعالجة المرنة للطلبات وهي تدير عملية المغادرة الخاصة بإعادة التوطين على نحو آمن مع تطبيق التدابير الموصى بها وتحث المفوضية الدول الأخرى أن تحذو حذوها.
وقالت تريغز: ”إن توسيع المسارات الآمنة والقانونية للحماية، بما في ذلك من خلال إعادة التوطين، من شأنه أن ينقذ حياة اللاجئين وأن يخفف أيضاً من لجوئهم إلى القيام بالرحلات الخـ.ـطرة براً أو بحراً.
وقد تسبب تأثير الوباء بتعليق عمليات الإجلاء المنـ.ـقذة للحياة بالنسبة للاجـ.ـئين من ليبيا في 12 مارس، ولم يستأنف إلا مرة أخرى في 15 أكتوبر. وينتظر حوالي 280 لاجـ.ـئاً تم إجلاؤهم سابقاً إلى مرافق العبور الطارئة في النيجر ورواندا حالياً المغادرة إلى بلدان إعادة التوطين، بينما ينتظر 354 شخصاً قرارات دول إعادة التوطين.
لكن الأمر المشجع هو أن العديد من دول إعادة التوطين أعطت الأولوية لعمليات المغادرة من لبنان بمجرد رفع تدابير الإقفال، مما أعطى شعوراً بالارتياح للاجئين الذين تعرضوا لصـ.ـدمة إضافية من جـ.ـراء الانفـ.ـجار المـ.ـدمر الذي وقع في مرفأ بيروت. وقد غادر ما مجموعه 1,027 لاجئاً من لبنان إلى تسع دول لإعادة توطينهم بين أغسطس وسبتمبر.
على الرغم من تأثير وباء فيروس كورونا، فقد واصلت المفوضية عملها في مجال إعادة التوطين من حيث تحديد الحالات ومعالجتها على مدار العام، وقدمت ملفات أكثر من 31,000 لاجئ من أجل إعادة توطينهم.
من بين اللاجئين الذين أعيد توطينهم هذا العام، شكل السوريون الجزء الأكبر (41 في المائة) يليهم الكونغوليون (16 في المائة)، إضافة إلى آخرين من 47 دولة من بينها العراق وميانمار وأفغانستان، وكان لدى معظمهم احتياجات تخص الحماية من الناحية القانونية والجـ.ـسدية، إذ كانوا من الناجين من العنـ.ـف أو التعـ.ـذيب أو من النساء والأطـ.ـفال المعرضين للخـ.ـطر.
يتمثل أحد الأهداف الرئيسية للميثاق العالمي بشأن اللاجئين في توفير حماية أفضل للاجئين ودعم البلدان التي تستضيف أعداداً كبيرة من اللاجئين، بما في ذلك من خلال زيادة فرص إعادة التوطين والمسارات التكميلية. وبهذه الروح من المشاركة بالمسؤولية حول اللاجئين على مستوى العالم، تحث المفوضية المزيد من البلدان على الانضمام إلى البرنامج وإعادة توطين اللاجئين وجعل فرص لم شمل الأسرة والمسارات التكميلية في متناول اللاجئين.