التاريخ

احتلت المرتبة الخامسة عالميا.. سور مدينة بهلاء المسكونة في عمان اسطورة الجـ.ـن

رصد بالعربي // متابعات

احتلت المرتبة الخامسة عالميا.. سور مدينة بهلاء المسكونة في عمان اسطورة الجـ.ـن

تناقل المغردون العمانيون على تويتر خبر تصنيف مدينة بهلا، وهي إحدى واحات محافظة الداخلية في سلطنة عمان، في المرتبة الخامسة للمدن المسكونة بالجـ.ـنّ على مستوى العالم.

التصنيف نشره موقع قناة “ناشونال جيوغرافيك” ويتحدث عن الاعتقادات الشعبية تجاه هذه المدن التي احتلت فيها العاصمة الإسبانية مدريد المرتبة الأولى، تلتها غلاسكو الإسكتلندية، وباغويو الفيليبينية، ودرامين النرويجية، ثم بهلا.

أما أنوما فقالت: “يجب أن يبنى جسر فوقها كي لا نمرّ فيها”. لكنّ دهن العود ذهبت في اتجاه آخر، وقالت: “هي ليست أكثر مدينة مسـ.ـكونة بالجـ.ـنّ، بل أكثر مدينة مسكـ.ـونة بالسـ.ـحرة والمشـ.ـعوذين”.

و تقدم قلعة بهلاء التاريخية الجانب الأثري الجميل في سلطنة عمان، وتعتبر المكان الأفضل للزيارة لكل من يحب التعرف على المواقع الأثرية القديمة، كما أنها تقدم الوجه الآخر لعمان، بعيدا عن البحر والمتاحف ومعالم مسقط المتعددة.

في الحقيقة تعتبر قلعة بهلاء من الناحية المعمارية من أجمل القلاع في السلطنة، بجانب كونها من أقدمها؛ إذ يعود تاريخ بنائها إلى عصور ما قبل الإسلام.

واليوم تجتذب هذه القلعة أعدادا كبيرة من السياح سنويا، لا سيما أنها كانت أول موقع في سلطنة عمان يتم ضمه إلى قائمة اليونيسكو للتراث العالمي، وذلك عام 1987.

بالتالي، اعتمدتها اليونيسكو كـ«محمية ثقافية»، وبهلاء تضم، إلى جانب القلعة، واحة بهلاء الشهيرة بأسواقها التقليدية وحاراتها القديمة ومساجدها الأثرية وسورها الذي يبلغ طوله ما يقارب 13 كم ويعود تاريخ بنائه، كما القلعة، إلى عصور ما قبل الإسلام.

مدينة بهلاء، حيث تقع القلعة، التي يطلق عليها العامة اسم «بهلا»، تبعد مسافة ساعتين ونصف الساعة تقريبا عن العاصمة العمانية مسقط.

وقد طارت لها سمعة مهمة في مجال صناعة الفخار وتجارته فسوق بهلاء الشعبية للفخار، تعتبر بشبه إجماع الأبرز والأهم في عموم السلطنة، ثم إن صناعة الفخار في هذه المنطقة تعتبر الأقدم في عموم عمان.

ولقد حافظت المدينة على تقاليدها الصناعية والحرفية في هذا التخصص منذ القدم، واشتهر لها طراز خاص من الفخار عرف لدى علماء الآثار بـ«طراز بهلا».

كذلك تشد الزوار والسياح في مدينة بهلاء الحارات القديمة التي تجاور القلعة، التي حرصت الجهات المسؤولة على المحافظة على بيوتها القديمة التي يشكل طابعها امتدادا معماريا للقلعة.

ولا بد من الإشارة هنا إلى أن شوارع المدينة الحالية ما زالت ضيقة، ويغلب على هندسة بيوتها الطابع المعماري العماني القديم.

تبرز القلعة والجامع القديم على نشز مرتفع وسط الواحة المسورة، في حين تقع سوق بهلاء القديمة إلى الغرب من القلعة مباشرة، وتتوزع مصانع الفخار في الأجزاء الشمالية من الواحة. ويرجح المؤرخون أن تاريخها يعود للألف الثالث قبل الميلاد، وقد ارتبطت والمنطقة المحيطة بها بالكثير من الحضارات القديمة في بلاد ما بين النهرين وبلاد فارس.

ومن الواضح أن سور بهلاء، بشرفاته واستحكاماته وفتحات إطلاق النار وبيوت الحراس، كان قد صُمم لأغراض الدفاع وللقيام بدور حماية الحدود أيضا. فقد كان موقعه الاستراتيجي بين التلال والسلاسل الجبلية ووقوعه على واد حيوي، يشكلان عقبة على الطريق الممتد بين مدينتي عبري ونزوى، اللتين كانتا تتميزان بأهمية كبرى في العصور القديمة، وكان هذا الموقع يحمي الطريق المؤدي إلى الشرق من عمليات التسلل من الجنوب.

أما فيما يتعلق بالقلعة، بالذات، فإنها مبنية من الطين، عدا بعض الأجزاء البسيطة منها، وما يميزها مساحتها الكبيرة التي أكسبتها عن جدارة لقب كبرى القلاع العمانية وأقدمها.

وهي مفتوحة في الوسط على السماء نظرا لكونها محاطة بتلة صخرية كبيرة، وفيها نحو 7 أبار و5 أبراج. وبالقرب من القلعة، على تلة مشرفة، يبرز جامع بهلاء القديم الذي كان يعتبر الجامع الرئيسي للمدينة ويرجع البعض تاريخ بنائه إلى عهد الخليفة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه).

وأما عن الواحة ككل، ولعل أهم ما يميزها عن غيرها من الواحات العمانية إحاطتها وتحصينها بسور دفاعي ذي استحكامات فريدة. وهو يمتد لمسافة 7 أميال ومزود بأبراج وغرف للجند ومرام للسهام أو البنادق.

ولكن لا يعرف بالضبط تاريخ تشييد هذا السور القديم، الذي له 7 أبواب رئيسية. وإن كان بعض المؤرخين يميلون إلى القول إنه بني في فترة السيطرة الفارسية على المنطقة، في حين يرجح آخرون أنه بني على أيدي النباهنة الذين كانوا قد اتخذوا من بهلاء عاصمة لهم.

يبقى القول، أخيرا: إنه لا بد لمن يزور مدينة بهلاء أن يشتري نماذج من فخارياتها التقليدية كذكرى لا تنسى عن زيارة هذا المكان. وللعلم، ما زال الحرفيون هنا محافظين في صناعتهم على النمط والطابع الأصيل للفخاريات منذ الفترة الإسلامية وحتى يومنا الحاضر.

ولعل هذه بالذات في طليعة الميزات التي تجعل من أي قطعة من فخار بهلاء قطعة تراثية مميزة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock