اسلم على يديهما الآلاف .. فارس الدعوة “أحمد ديدات ” وتلميذه “ذاكر نايك ” الملاحـ.ـق , ما قصتهما ؟
“أشـ.ـرس أعـ.ـداء الإسـ.ـلام هو مسلم جـ.ـاهل يتعـ.ـصب لجهـ.ـله ويشـ.ـوه بأفعاله صورة الإسلام الحقـ.ـيقي ويجعل العالم يظن أن هذا هو الإسلام”، هذه إحدى المقولات المشهورة لكبير المناظرين المدافـ.ـعين عن الإسلام .
وهو الشيخ الهندي أحمد حسين ديدات، المولود في الهند بولاية كوجرات، سافر إلى جنوب إفريقيا وهو في سن التاسعة وحفظ القرآن الكريم، دخل ديدات المدرسة بعد سن العاشرة محققًا تميزًا كبيرًا بين الطلاب.
ترك ديدات الدراسة بعد الحالة المادية السيئة التي لحقت بعائلته، وعلى الرغم من ذلك استمر بالقراءة والمطالعة، أتقن العربية والإنكليزية ولهجات محلية عدة .
في فترة شبابه التحق بدورات تدريبية مختصة بصيانة الراديو والهندسة الكهربائية، عمل ديدات في منتصف الثلاثينات في بقالية، وكان يسمع تهجـ.ـمًا كبيرًا على ديـ.ـنه إلا أنه لم يكن يعرف الرد أو الدفـ.ـاع، بعد عمله في المواد الغذائية تدرج في أحد مصانع الأثاث حتى أصبح مديره.
في أواخر الأربعينيات عمل ديدات في مصنع للنسيج بدولة الباكستان، وبعد ذلك عاد إلى جنوب إفريقيا، ليتفرغ للدعوة الإسلامية وتنطلق الحياة العظيمة لهذه الشخصية الرائدة التي ذاع صيتها في الآفاق .
وأصبحت رقمًا صعبًا في قائمة المنـ.ـافحين عن الدين متحـ.ـزمًا بحجـ.ـة عالية وبرهان عظيم، يردّ على كل الشبـ.ـهات ويدحـ.ـض الأكـ.ـاذيب والافتـ.ـراءات، فأسلم على يديه الكثير وهُـ.ـزم أمامه المحـ.ـاورون من مختـ.ـلف الديانات الأخرى.
أنشأ الشيخ ديدات بمدينة ديربان عام 1968 أول مركز إسلامي في جنوب إفريقيا أسماه “مركز السلام” .
اهتم ديدات بالدعوة والدفـ.ـاع عن الدين منذ كان في باكستان، حيث قرأ كتاب إظـ.ـهار الحق، فتأثر به تأثـ.ـرًا كبيرًا، ومحور الكتاب هو ردٌ على المنصـ.ـرين الهنود وهو ما وجده متشابهًا مع معانـ.ـاته في جنوب إفريقيا، وفي طريق تعلمه درس ديدات على يد فير فاكس وهو عالم بريطاني أسلم وقدّم محاضرات عن المسيـ.ـحية.
دعوة ديدات للإسلام بدأت بجنوب إفريقيا، في وقت كانت تعـ.ـاني منه البلاد من التمـ.ـييز العنـ.ـصري، فمكث في بلدة نائـ.ـية .
أعدّ دورات متخصصة في دراسة الأناجـ.ـيل، وانطلق الشيخ أحمد إلى أول مناظرة عالمية في لندن عام 1977، طاف العالم بمحاضراته ومناظراته، ونشر أعماله وأشرطته مجانًا، ومازالت كتبه توزع بدون مقابل حتى اليوم.
لديدات إرثٌ فخم، حيث وضع ما يفوق الـ 20 كتاب، ركزت معظمها على مقارنة الأديان وشرح العقـ.ـيدة والإسلام، وأهم الكتب هي “هل الإنجـ.ـيل كلمة الله”، و”العرب وإسرائيل صـ.ـراع أم وفاق” .
في عام 1996 أصـ.ـاب الشـ.ـلل جسد أحمد ديدات وأصبح تواصله مع أهله بالإشارات الرقمية حتى وفاته في آب/ أغسطس 2005، ودفن بمدينة ديربان.
ذاكر نايك.. ديدات الأكبر
ذاكر عبد الكريم نايك المولود في مدينة مومباي بالهند عام 1956، ويُلقب بـ “ديدات الأكبر”، هذا العالم المسلم الكبير بانت محبته في قلوب المسلمين في آخر حدث حصل معه، حيث تضامن معه ملايين الناس، إثر سحـ.ـب الهند لجنسيتها منه ومطالبة ماليزيا حيث يُقيم بتسـ.ـليمه لها.
بدأ نايك تعليمه بمدرسة سانت بيتر الثانوية ثم بدأ دراسة الطب في جامعة بومباي وحصل على شهادة البكالوريوس في الجـ.ـراحة، عمل “ديدات الأكبر” في الطب لعدّة سنوات .
وفي عام 1991 بدأت المسيرة الدعوية للشيخ نايك حينما عمل على تأسيس “مؤسسة البحث الإسلامي” لتدريب الدعاة. ويعتبر من أبرز منظمي “مؤتمر الإسلام والأديان” الذي يعقد سنويًا في مومباي بالهند ويحضره أكثر من مليون مسلم.
أُعجِب الشيخ نايك بأسلوب الشيخ أحمد ديدات الذي اكتسب اسمه ولُقب به، يقول نايك عن نفسه بعد تركه مهنة الطب “لقد انتقلتُ من طب الأبدان إلى طب الأرواح” .
وكما المعلم أحمد ديدات سار نايك على طريق المناظرات والمحاضرات مع رجال الدين في الديانات المختلفة، وكانت أهم مناظراته تلك التي أجريت في أمريكا عام 2000، مع المـ.ـبشر ويليام كامبل تحت مسمى “القرآن والإنجيل في ضوء العلم”.
الجديد عند نايك كان حينما ناظر كبار رجالات الهندوس والسـ.ـيخ والبـ.ـوذيين، الأمر الذي جعل الشيخ أحمد ديدات يقول لذاكر “يا بني.. لقد حققتَ في أربع سنوات ما استغرق مني أربعين سنة، ولذلك فأنت هو ديدات الأكبر” .
حاور نايك المـ.ـلحدين معتبرًا أن إقناعهم بالإسلام “أسهل من إقناع غيرهم لأنهم لا يعتقدون بوجود إله أصلًا، ولذلك فهم يؤمنون بنصف كلمة التوحيد وهو نفي آلهة الشرك، ولأنهم غالبا يؤمنون بالبراهين العلمية فأنا قادر على مساجلتهم بها لإثبات النصف الآخر وهو وجود الله تعالى، مركزًا على الحقائق العلمية الثابتة وليس النظريات المـ.ـعرضة للتغير”.
أكثر من 1000 محاضرة تعداد ما ألقاه الشيخ نايك في أرجاء العالم، متسـ.ـلحًا بالبيان وقوة الحجة والبرهان، وحفظه للكثير من نصوص التوراة والإنجيل مع إتقانه للقرآن الكريم .
وأسلم على يديه آلاف الأشخاص حول العالم، ويقول نايك: “الأفارقة هم أسهل الشعوب استجابة للحق ودعوة الإسلام، ويليهم الصينيون واليابانيون ثم الشعوب الغربية، أما أصعبها استجابة فهم الهنود لتعدد أديانهم والتميـ.ـيز الاجتماعي الذي يمـ.ـارسونه ضد من يترك دينه منهم”.
يشير نايك إلى أن منهجه في الدعوة هو “البحث عن كلمة سواء بين المسلمين وغيرهم” مضيفًا: “إفراغ الكأس من المفاهيم المضـ.ـللة وتصحيحها بمعـ.ـالجة الذهنيات السلبية، عبر تشجيع المخاطبـ.ـين على عرض نظرياتهم عن الإسلام حتى ولو كانت مسـ.ـيئة أو جـ.ـارحة، ثم أرد عليها علميًا مما يسبب ارتياحًا وانفتاحًا أكثر لديهم”.
منـ.ـعت بريطانيا عام 2010 نايك من دخول أراضيها لإلقاء عدة محاضرات متـ.ـهمة إياه بـ”الترويج للفكر الإرهـ.ـابي” .
كما اتـ.ـهمته بنغلاديش بـ”الإرهـ.ـاب” بعد هـ.ـجوم دكا الذي راح ضحـ.ـيته دبلوماسيون دوليون، حينها قررت الحكومة الهندية اعتـ.ـقاله بسبب “خطابه الذي يحـ.ـرض على الكـ.ـراهية”، وهي التـ.ـهم التي ينفيها الشيخ ذاكر جملةً وتفصيلًا، وكانت الهند قد وجهت لـ الإنتـ.ـربول طلبًا لإصـ.ـدار مذكـ.ـرة باعـ.ـتقال ذاكر نائيك بتـ.ـهمة التـ.ـورط بغسل أموال والكسب غير المشروع.
لنايك رصيد من المؤلفات منها “مفهوم الإله في الأديان الكبرى”، و”القرآن والعلم الحديث”، وحاز على جوائز عالمية ويعتبر من الأشخاص الأكثر تأثيرًا في العالم الإسلامي.
المصدر : نـ.ـون بوسـ.ـت