هل تعلم كيف سيمـ.ـوت يأجوج ومأجوج.. نهايتهم شنـ.ـيعة لا يتوقعها أحد ! لن تصدق من هو الذي سيقـ.ـضي عليهم؟
هل تعلم كيف سيمـ.ـوت يأجوج ومأجوج.. نهايتهم شنـ.ـيعة لا يتوقعها أحد ! لن تصدق من هو الذي سيقـ.ـضي عليهم؟
“حفرَ (ذو القرنين) أساسه ثلاثين ذراعا إلى أسفل، وبناه بالحديد والنُّحاس حتى ساقه إلى وجه الأرض، ثم رفع عضادتين (العضادة مثل الحائط أو العتبة الرأسية لأعلى) يلي الجبل من جنبتي الفجّ..
و عرض كل عضادة خمس وعشرون ذراعا (14 مترا)، في سُمك خمسين ذراعا (27 مترا)، وكلّه بناء بلبن (كهيئة الطوب أو الحجارة) من حديد مُغيّب (مذاب) في نُحاس، تكون اللبنة (الطوبة) ذراعا ونصفا في ذراع ونصف (طول الحجر أو الطوب متر ونصف تقريبا) في سُمك (عرض) أربعة أصابع”.
(وصف سلام الترجمان لسد ذي القرنين)
يرجع ذكر قوم “يأجوج ومأجوج” إلى القرآن الكريم والسنة النبوية، فلهم في تاريخ العالم قديما ومستقبلا ارتباط لا انفكاك منه، فقد جاء عن سدّ يأجوج ومأجوج في سورة الكهف:
(حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا (93) قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94) قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا).
وقد تمكّن ذو القرنين من بناء هذا السد أو الردم بين الجبلين الكبيرين من خلال خطة هندسية أوضحها القرآن الكريم، إذ صهر فوق ذلك الردم خليطا من الحديد والنُّحاس، ليكون أشد قوة، وأكثر إحكاما، حتى قال الله فيه: (فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا)، أي لم يستطيعوا أن يرتقوا أعلاه لارتفاعه وملاسته، ولم يستطيعوا أن ينقبوه ليخرجوا منه.
وقد روت أم المؤمنين السيدة زينب بنت جحش -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- دخل عليها فزعا يقول: “ويلٌ للعرب من شرٍّ قد اقترب، فُتح اليومَ من ردمِ يأجُوج ومأجوج مثلُ هذه. وحلَّقَ بإصبعه الإبهام والتي تليها”.
والحديث يرويه الإمامان البخاري ومسلم في صحيحيهما[1]. ثم إن من علامات القيامة الكبرى خروج يأجوج ومأجوج بحيث لا تقدر البشرية بكل قوتها على صدّهم وردّهم.
ومن هذه الآيات القرآنية والأحاديث النبوية صار الاهتمام بقوم يأجوج ومأجوج وسد ذي القرنين أمرا له دلالته المعرفية والثقافية في العقل الإسلامي، ويبدو أن هذه القـ.ـضية أُثيرت عدة مرات في العصرين الأموي والعباسي، حتى إن الخليفة العباسي هارون الواثق (ت 232هـ)
قرر أن يرسل بعثة برئاسة سلام الترجمان إلى ذلك السد لمعرفة خبره إثر رؤية مفزعة رآها في منامه. فكيف كانت رحلة سلام الترجمان إلى سد يأجوج ومأجوج؟ وكيف لاقى من الأهوال والصعاب في الطريق قبل ألف ومئتي عام؟ وما الذي رآه في ذلك السد؟ وهل سبقت رحلة سلام الترجمان رحلات أخرى؟ ذلك ما سنراه في قصتنا التالية.
و جاء في مُسند الإمام أحمد بن حنبل بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ لَيَحْفِرُونَ السَّدَّ كُلَّ يَوْمٍ، حَتَّى إِذَا كَادُوا يَرَوْنَ شُعَاعَ الشَّمْسِ، قَالَ الَّذِي عَلَيْهِمْ:
ارْجِعُوا فَسَتَحْفِرُونَهُ غَدًا، فَيَعُودُونَ إِلَيْهِ كَأَشَدِّ مَا كَانَ، حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ مُدَّتُهُمْ، وَأَرَادَ اللهُ أَنْ يَبْعَثَهُمْ عَلَى النَّاسِ، حَفَرُوا، حَتَّى إِذَا كَادُوا يَرَوْنَ شُعَاعَ الشَّمْسِ، قَالَ الَّذِي عَلَيْهِمْ: ارْجِعُوا فَسَتَحْفِرُونَهُ غَدًا، إِنْ شَاءَ اللهُ، وَيَسْتَثْنِي، فَيَعُودُونَ إِلَيْهِ وَهُوَ كَهَيْئَتِهِ حِينَ تَرَكُوهُ، فَيَحْفِرُونَهُ وَيَخْرُجُونَ عَلَى النَّاسِ، فَيُنَشِّفُونَ الْمِيَاهَ، وَيَتَحَصَّنَ النَّاسُ مِنْهُمْ فِي حُصُونِهِمْ.
فَيَرْمُونَ بِسِهَامِهِمْ إِلَى السَّمَاءِ، فَتَرْجِعُ وَعَلَيْهَا كَهَيْئَةِ الدَّمِ، فَيَقُولُونَ: قَهَرْنَا أَهْلَ الْأَرْضِ، وَعَلَوْنَا أَهْلَ السَّمَاءِ، فَيَبْعَثُ اللهُ عَلَيْهِمْ نَغَفًا فِي أَقْفَائِهِمْ فَيَقْـ.ـتُلُهُمْ بِهَا”، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، إِنَّ دَوَابَّ الْأَرْضِ لَتَسْمَنُ وَتَشْكُرُ شُكْرًا مِنْ لُحُـ.ـومِهِمْ وَدِمَـ.ـائِهِمْ”[2].
تلك هي مجمل روايات الأصول الإسلامية من الكتاب والسنة النبوية التي أبرزت لنا قوم يأجوج ومأجوج، لكن الوقائع التالية على وفاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جعلت قصة يأجوج ومأجوج تعود إلى سطح الأحداث بين الحين والآخر، ففي عهد الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وأثناء فتح المسلمين لأذربيجان سنة 22هـ أخبر صاحب أذربيجان شهربراز الفاتح المسلم عبد الرحمن بن ربيعة عن السدّ بقوله:
“قال: أيها الأمير، أتدري من أين جاء هذا الرجل؟ هذا الرجل بعثتُه منذ سنين نحو السد لينظر ما حاله ومن دونه، وزودته مالا عظيما، وكتبت له إلى من يليني، وأهديت له، وسألته أن يكتب له إلى من وراءه.
وزودته لكل ملك هدية، ففعل ذلك بكل ملك بينه وبينه، حتى انتهى إليه. فلما انتهينا فإذا جبلان بينهما سد مسدود، حتى ارتفع على الجبلين بعد ما استوى بهما، وإذا دون السد خندق أشد سوادا من الليل لبعده”[3].
لكن في عصر الخليفة العباسي هارون الواثق الذي حكم العالم الإسلامي ما بين عامَيْ 227-232هـ، وبينما هو نائم في إحدى لياليه رأى في منامه أن سدّ يأجوج ومأجوج مفتوح، ففزع لذلك أشدّ الفزع، وأمر بتجهيز بعثة علمية استكشافية لتقصّي حقيقة الأمر!
وقد أخبر الخليفة الواثق قائد الجيش العباسي أشناس التركي بحقيقة رؤياه، فأخبره أن رجلا يعمل في الإدارة العباسية في قسم الترجمة فيها اسمه سلام التُّرجمان يعرف ثلاثين لغة، يقول سلام الترجمان عن تلك اللحظات: “فدعا بي الواثق، وقال: أريد أن تخرج إلى السدّ حتى تُعاينه وتجيئني بخبره.
وضمَّ إليّ خمسين رجلا شبابا أقوياء، ووصلني (أعطاني) بخمسة آلاف دينار، وأعطاني ديتي (إن متُّ في الطريق) عشرة آلاف درهم، وأمر فأعطى كل رجل من الخمسين ألف درهم ورزق (راتب) سنة”[4] كما ينقل عبيد الله بن خرداذبة (ت 280هـ) في كتابه “المسالك والممالك”، وقد سمع القصة كلها من سلام الترجمان وهو مصدرنا الأساسي لها.
وقد تجهزت القافلة الاستكشافية بالركائب والزاد والطعام، وخرجوا من عاصمة العباسيين آنذاك “سامراء” باتجاه الشمال، فصاروا نحو أرمينيا وكانت جزءا من الدولة الإسلامية العباسية وعاصمتها تفليس (تبليس) عاصمة جورجيا اليوم، فحين وصلت بعثة سلام الترجمان كتب والي أرمينيا إسحاق بن إسماعيل رسائل إلى ملوك القوقاز وجنوب روسيا وأهمها آنذاك مملكة الخزر اليهودية.
كيف يمـ.ـوت يأجوج ومأجوج
إذا جاء أمر الله واقـ.ـتربت السّاعة خرج يأجوج ومأجوج من محبـ.ـسهم وبدأوا الإفـ.ـساد في الأرض، ويكون ظهـ.ـورهم ترتيباً بعد ظهور المـ.ـسيح الدجّال
وبعد نزول عيسى بن مريم -عليه السّلام- وكذلك بعد ظهور المهديّ الذي يملأ الأرض عدلاً بعد ظلم، ثم يظهر في تلك الأثناء قوم يأجوج ومأجوج؛ فيوحي الله -عزّ وجل- إلى عيسى -عليه السّلام-
أنّهم قد انتشروا في الأرض وبدأوا يُفسدون فيها، وأنّه لا قُدرة لأحدٍ على قتـ.ـالهم ومواجـ.ـهتهم، فيذهـ.ـب المسيـ.ـح عيسى -عليه السّلام- ومن مـ.ـعه من المُؤمنين بأمر الله وحمـ.ـايته، ويحتمون في جبل الطّور، فيقـ.ـتل يأجوج ومأجوج كلّ من يلقـ.ـونه ويبقى الصّـ.ـالحون مع عيسى عليه السّلام مُحتَـ.ـمين في جبل الطّور ومُلتـ.ـفّين حوله.[٧]
يقوم قوم يأجوج ومأجوج ببناء صـ.ـرح عظيم يصعدون عليه ويرمون سهــاماً في السّماء، فتغيـ.ـب السّهـ.ـام وتعود مملوءةً بالد.ماء، فيقـ.ـولون (قهـ.ـرنا أهل الأرض وغـ.ـلبنا أهل السّماء)، وهذا من شدّة فســ.ـادهم وكـ.ـفرهم، فيرسل الله عليهم دوداً يخـ.ـرج من خلـ.ـف رؤوسهم فيقـ.ـتلهم
وذلك بدعاء المؤمنين مع عيسى عليه السّلام، وتتـ.ـناثر جـ.ـثثهـ.ـم في شـ.ـتّى بقاع الأرض، ودليل ذلك ما ورد من قول النبيّ عليه الصّلاة والسّلام: (إِنَّ يَأْجُوجَ ومَأْجُوجَ يحفـ.ـرونَ كلَّ يَوْمٍ، حتى إذا كَادُوا يَرَوْنَ شُعَـ.ـاعَ الشـ.ـمسِ، قال الذي عليـ.ـهم: ارْجِعُوا فَسَـ.ـنَحْفِرُهُ غدًا، فَيُعِـ.ـيدُهُ اللهُ أَشَدَّ ما كان، حتى إذا بَلَـ.ـغَتْ مُدَّتُهُمْ
وأرادَ اللهُ أنْ يَبْعَثَهُمْ على الناسِ حَفَـ.ـرُوا، حتى إذا كَادُوا يَرَوْنَ شُعَاعَ الشمسِ، قال الذي عليهم: ارْجِعُوا فسنحـ.ـفرُهُ غدًا إنْ شاءَ اللهُ تعالى، واسْتَثْنَـ.ـوْا، فَيَعُودُونَ إليهِ وهو كَهَيْـ.ـئَتِه حينَ تَرَكُوهُ، فَيحفـ.ـرونَهُ ويخرجُونَ على الناسِ
فَيُنْشِـ.ـفُونَ المـ.ـاءَ، ويَتَحَـ.ـصَّنُ الناسُ مِنْهُمْ في حُصُـ.ـونِهِمْ، فَيَرْمُونَ بِسِهـ.ـامِهِمْ إلى السَّماءِ، فَتَرْجِعُ عليْها الدَّ.مُ الذي أحفظ، فَيقـ.ـولونَ: قَهَـ.ـرْنا أهلَ الأرضِ وعَلَوْنا أهلَ السَّماءِ
فَيَبْعَثُ اللهُ نَغَفًا في أَقْـ.ـفَائِهِمْ فيقـ.ـتلونَ بِها قال رسولُ اللهِ: والذي نَفسـ.ـي بيدِهِ إِنَّ دَوَابَّ الأرضِ لَتَسْـ.ـمَنُ وتَشْكَـ.ـرُ شَكَرًا من لُحُـ.ـومِهِمْ)
بعد ذلك يُرسل الله عز وجلّ مطراً غـ.ـزيراً إلى الأرض لتطهيرها من أجـ.ـساد يأجـ.ـوج ومأجوج بعد هـ.ـلاكهم، فتُغـ.ـسل الأرض منهم وتز.ول آثـ.ـارهم بأمـ.ـر الله سبـ.ـحانه، ثم يأمر الله عزّ وجلّ الأرض بعد ذلك بأن تُرجِـ.ـع بركـ.ـاتها إليها فتُـ.ـرجِعها