مدينة سورية دخلت التاريخ.. حين قتـ.ـل أكثر من عشرين ألف شخصاً من أهلها وأكـ.ـلوا لحـ.ـومـ.ـهم.. قصة عظيمة سجلت في التاريخ
رصد بالعربي // متابعات فريق التحرير
مدينة سورية دخلت التاريخ.. حين قتـ.ـل أكثر من عشرين ألف شخصاً من أهلها وأكـ.ـلوا لحـ.ـومـ.ـهم
غالبنا لم يسمع عن معـ.ــ.ـر.كة أكثر دمـ.ــ.ـو.ية وشـ.ــ.ـر.اسـ.ـة من التاريخ البعيد وأغلبنا لم يسمع عن المدينة السورية اللتي دخلت التاريخ حين قـ.ــ.ـتـ.ـل أكثر من عشرين ألف شخصاً من أهلها وأكـ.ـلوا لحـ.ـومـ.ـهم
هي ثاني أكـ.ـبر مدن إدلب، “معرة النعمان” مدينة سورية تقع جنوبي محافظة إدلب، تبعد عن مدينة حلب 84 كم وعن مدينة حماة 60 كم، تتمتع بمناخ لطيف وموقع استـ.ـراتيجي.
وقديما جاورت ممـ.ـلكة أبلا وكانت أيضاً بين مملـ.ـكتين هـ.ـامتين هما أفاميا في الجنوب الغربي وقنسرين إلى الشمال منها فضلاً عن السـ.ـهول الخصـ.ـبة والطبـ.ـيعة الجيـ.ـولوجية التي امتازت بها أيضاً.
معرة النعمان من المدن السورية المغـ.ـرقة بالقدم شهـ.ـدت أحـ.ـداثا كثيرة عبر تاريخها الطويل وحـ.ـروبا دا.مية وغـ.ـزو الآشوريين واليونانيين والبيزنطيين والفرس والرومان.
كثير هي العـ.ـوامل التي جعـ.ـلت من مدينة المعرة مـ.ـقصدا للإنسان القديم الذي استـ.ـقر فهي تتـ.ـربع فوق تلال ثلاثة هي (بنصرة ومنصور باشا والفجل) وتعـ.ـود الحياة فيها حتى العـ.ـصر الكلاسيكي حيث شـ.ـرعت أسباب المدينة بالارتقـ.ـاء وسـ.ـاد الأمـ.ـن والطمـ.ـأنينة
فانحـ.ـدر سكان تلك التلال إلى السهل المتوسط وأنشـ.ـؤوا مدينـ.ـتهم الجديدة (المعرة) لتصبح فيما بعد مهـ.ـد الشاعر والفيلسوف أبي العلاء المعري وغيره فبلغت شهـ.ـرتها الأمصـ.ـار وازدهـ.ـرت حضـ.ـارتها فذكرها الرحالة والباحـ.ـثون والعـ.ـلماء والمـ.ـؤرخون
تعـ.ـرضت المعرة لد.مار شديد خلال الحمـ.ـلة الصلـ.ـيبية الأولى عام 1098م حيث حا.صر المحـ.ـاربين الصلـ.ـيبيون الفرنج مدينة المعرة في نهاية شهر نوفمبر وقـ.ـاومت بقـ.ـوات بسيـ.ـطة انضـ.ـم لها بضع مئات من الشبان لا خبـ.ـرة عسـ.ـكرية لديهم وذلك لمدة أسبوعين.
بعد ان سقـ.ـطت انطـ.ـاكيه وحد.ثت بها المذ.بحة الهـ.ـائلة اشتـ.تدت المنـ.ـازعات الداخـ.ـلية بين الصلـ.ـيبيين حول إمـ.ـارة أنطاكية، على أن كثرة عدد القتـ.ـلى في ساحة المدينة نتـ.ـج عنه انتشـ.ـار وبـ.ـاء في معسـ.ـكر الفرنجة، ذهب ضـ.ـحيته بضعة آلاف منهم، بينهم المنـ.ـدوب البـ.ـابوي (أدهمار) وقد دفـ.ـع ذلك الوضـ.ـع الغـ.ـزاة إلى القيام بغـ.ـزوات وجـ.ـولات خارج أنطاكية، حتى يبتـ.ـعدوا عن منطـ.ـقة الوبـ.ـاء، فكان غـ.ـزوهم لمعرة النعمان، فاستغـ.ـاث أهلها لصاحب حلب (رضوان) وصاحب حمص (جناح الدولة) فلم ينجـ.ـدهم أحد
وحدثت المـ.ـذبحة بعدما نجـ.ـح الصلـ.ـيبيون فى حصـ.ـار مدينة معرة النعمان فى سوريا، بعد أن حا.صروها لأسابيع، ثم تفـ.ـاوض أحد قـ.ـادتهم مع أهـ.ـلها وتعـ.ـهد لهم بالأمـ.ـان مقـ.ـابل الاستـ.ـسلام
ولم يكن لدى أهلـ.ـها من الامكـ.ـانات، ما يمكنهم من المقـ.ـاومة طويلاً فاضطـ.ـروا إلى الاستـ.ـسلام؛ إلا أن الصلـ.ـيبيين لم يحـ.ـترموا الأمـ.ـان الذي أعطـ.ـوه لأهل المعرة حينها، وإنما غـ.ـدروا بهم، ورفـ.ـعوا الصـ.ـلبان فوق البـ.ـلد، ونهـ.ـبوا ما وجـ.ـدوه، وطالـ.ـبوا الناس بما لا طـ.ـاقة لهم به.
وذكرت كتب التاريخ أن جر.ائم وصلت حـ.ـد أكـ.ـل لحـ.ـوم البـ.ـشر، فيقول كتاب (الحـ.ـروب الصلـ.ـيبية كما رآها العرب) لـ أمين معلوف “فى الأشهر الأولى من عام 1098 كان أهل المعرة قد تابعوا بقـ.ـلق معـ.ـركة أنطاكية التى تد.ور رحـ.ـاها على مسيرة ثلاثة أيام فى الشمال الشرقى من مدينتهم.
وقد قام الفـ.ـرنج بعد فـ.ـوزهم بنهـ.ـب بعض القرى المجاورة دون أن يتعـ.ـرضوا للمعـ.ـرة، لكن بعض عائلاتها آثـ.ـرت تر.كها إلى أماكن أكثر أمـ.ـانا مثل حلب وحمص وحماة، ولقد اتضـ.ـح أن مخـ.ـاوفهم كانت فى محـ.ـلها، حين حـ.ـضر فى نهاية شهر نوفمبر آلاف من المحـ.ـاربين الفـ.ـرنج فأحـ.ـاطوا بالمدينة”
وقد قـ.ـدر عدد القتـ.ـلى من المسلـ.ـمين في معـ.ـركة معرة النعمان، أكثر من عشرين ألف رجل وامرأة وصبي في حين قـ.ـدرهم ابن الأثير بما يزيد عن مائة ألف، ويصف تلك المذ.بحة بقوله: سار الفـ.ـرنج إلى معرة النعمان، فنـ.ـازلوها وحاصـ.ـروها، وقاتـ.ـلهم أهلها قتـ.ـالاً شـ.ـديداً، ورأى الفرنج منهم شـ.ـدة ونكـ.ـاية في قتـ.ـالهم ..
ثم دخـ.ـلوا المدينة ووضـ.ـعوا في أهلها السـ.ـيف ثلاثة أيام قتـ.ـلوا فيها ما يزيد على مائة ألف، وسـ.ـبوا الكثير، وأقـ.ـاموا أربعين يوماً.
وقد ذكر (رنسيمان) في تاريخه أن الصلـ.ـيبيين عندما دخـ.ـلوا المدينة أمعـ.ـنوا في قتـ.ـل كل من يصـ.ـادفهم، واقتـ.ـحموا الدور ونهـ.ـبوها وأحر.قوها
وقد وقال المـ.ـؤرخ رودلف من كاين “في المعرة قوا.تنا سلـ.ـقت الكـ.ـفار أحياءً في قـ.ـدور الطـ.ـهي؛ وخو.زقوا الأطفال في أسيـ.ـاخ وشـ.ـووهم على النـ.ـار وأكـ.ـلوهم”. رثـ.ـاها الشاعر وجيه بن عبد الله التنوخي بابيات حزيـ.ـنة باكـ.ـية، تأسـ.ـف على مـ.ـوت أهـ.ـلها، وضـ.ـياع دورها فقال ؟.
هذه بلدة قـ.ـضى الله يا صاح.. عليها كما ترى بالخـ.ـراب
فقـ.ـف العيسَى وقـ.ـفة وابـ.ـك من.. كان بها من شيوخها والشباب
واعتـ.ـبر إن دخـ.ـلت يوماً إليها.. فهي كانت منازل الأحباب
بعدها خـ.ـرج الصلـ.ـيبيون من معرة النعمان على رأس جيـ.ـش يقـ.ـوده “ريموند” نحو بيت المقـ.ـدس، أما “بوهيموند” فاختار البـ.ـقاء في أنطاكية، وأسـ.ـس فيها إمـ.ـارة له.
فتحـ.ـولت الحـ.ـملة الصلـ.ـيبية الأولى نحو بيت المقـ.ـدس بعد أن ظلت قرابة خمسة عشر شهراً في شمالي بلاد الشام
واختلف في أصل التسمية فقيل المعرة بمعنى الكوكب، أو الد.ية، أو الجـ.ـناية، أو الجـ.ـرب، ويرى مرجيلوث أن الاسم محرف من الكلمة السريانية مغرتا أي المـ.ـغارة أو الكـ.ـهف، وسميت في العـ.ـهد الروماني (أرّا) أي القديمة وفي العـ.ـهد البيزنطي سميت (مارّ) ودعيت في العصر العباسي (العواصم) حيث ذكرها أبو العلاء في شعره بقوله:
متى سـ.ـآلت بغداد عني وأهلها فإني عن أهل العـ.ـواصم سـ.ـآل.
وسميت معرة حمص لتابـ.ـعيتها مركز الجـ.ـند في مدينة حمص، أما نسبة النعمان فهناك أكثر من روا.ية لعل من أرجـ.ـحها هو نسبةً إلى النعمان بن بشير الأنصاري الصحابي وكان والـ.ـياً على حمص حين تو.في ولده عندما كان يعـ.ـبر مدينة المعرة فأقـ.ـام فيها حز.ناً عليه لعدة أيام فنسـ.ـبت له، ويقال نسبةً إلى النعمان بن المنذر.
ويرى ياقوت الحموي أنها سميت على النعمان بن عدي بن غطفان التنوخي المعروف بساطع الجَمال، وهو من أجداد أبي العلاء في الجـ.ـاهلية، ويرى طه حسين نفس رأي ياقوت ويقول إن أصل الاسم معرس النعمان، ثم أُبدلت التاء من السين، وتلك لغةٌ من لغات العرب
أول مواجـ.ـهة عسـ.ـكرية دا.رت بين العـ.ـرب والأوروبيين…. ماذا تعرف عن معـ.ـركة تولوز؟
حمـ.ـلة السمح بن مالك على فرنسا في رمضان سنة 102هـ، خرج السمح بن مالك الخولاني أميـ.ـر الأندلس على رأ.س حمـ.ـلة عسـ.ـكرية إلى بلاد الفـ.ـرنجة (فرنسا)، واختـ.ـرق جبـ.ـال البيـ.ـرينية من جهة الشرق، أي من الممـ.ـر الساحلي التقليدي، أو ممـ.ـر قطالونيا، في ناحية برشلونة على البحـ.ـر المتوسط، وأفـ.ـضى إلى أراضـ.ـي مقـ.ـاطعة سبتمانيا، الواقعة فيما وراء السـ.ـفوح الشمالية الشرقية لجبال البـ.ـرت في جنوب شرقي فرنسا.
وحينها فرنسا كاصطـ.ـلاح جغـ.ـرافي لم تكن قد وجـ.ـدت بعد ككـ.ـتلة واحدة أو كوحـ.ـدة سيـ.ـاسية، وكذلك لم تكن قد تكونت بعد اللـ.ـغة الفـ.ـرنسية آنذاك، ولكن جـ.ـذور فرنسا المستـ.ـقلة كانت قد وضـ.ـعت وهيـ.ـئت الأسباب والعـ.ـوامل لنشـ.ـوء الأمـ.ـة الفرنسية.
وتمكن من فتـ.ـح المدينة المـ.ـهمة نربونة عاصـ.ـمة المقاطعة، ومعظم مدن هذه المقـ.ـاطعة، وكانت سبتمانيا حينـ.ـذاك تابـ.ـعة للقـ.ـوط الغـ.ـربيين في إسبانيا، برغم الحـ.ـاجز الجبـ.ـلي بينهما، ولم تكن تابـ.ـعة للدولة الفـ.ـرنجية (فرنسا)، برغم أنها جغرافياً وطبيعياً جزء منها، وهي شـ.ـريط من الأرض يمتد بمحـ.ـاذاة سـ.ـاحل البحـ.ـر المتوسط جنوبي فرنسا، من جبال البرتات حتى مصـ.ـب نهر الرون.
وقد أقـ.ـام السمح بن مالك حكـ.ـومة إسـ.ـلامية في هذه المقـ.ـاطعة واتخـ.ـذ نربونة عاصـ.ـمة لها، بعد أن قام بتحـ.ـصينها وشحـ.ـنها بالمـ.ـؤن والمقـ.ـاتلين، حتى تصـ.ـد غـ.ـارات من يهـ.ـاجـ.ـمها.
واختار السمح بن مالك بعد أن استكـ.ـمل فتـ.ـح سبتمانيا التوجـ.ـه إلى فتـ.ـح دوقـ.ـية أقطـ.ـانية، وكانت تمـ.ـثل مركـ.ـز الثـ.ـقل لدى الفـ.ـرنجة، بعد الممـ.ـلكة الفرنـ.ـجية الواقعة في شمالها، ووكانت أقطـ.ـانية من أغنى الدوقـ.ـيات وأوسـ.ـعها في حـ.ـوض نهـ.ـر الجارون في جنوبي غالة.
واشتهرت بخصـ.ـوبة أرضها، كما اشتـ.ـهرت بكثرة مياهها وأنهارها، التي تتغـ.ـذى من ذوبـ.ـان الثلوج، ومن ذلك اشتـ.ـق اسمها «أكيتانية»، والذي يعني باللاتينية «بلاد المياه»، وفيها المدن الشهيرة، تولوز، وبواتييه، وبوردو (أكبر مدن الإقليم حينذاك)،
والمهـ.ـم أن السمح بن مالك زحـ.ـف على رأ.س جيـ.ـشه، شمالاً بغرب، لغـ.ـزو دوقـ.ـية أقطانية، فعبر نهر الجارون لفـ.ـتح مدينة (تولوز)، بوا.بة الدخـ.ـول إلى هذه المقـ.ـاطعة، ولكن أهلـ.ـها أغلـ.ـقوا أبوا.بها دونه، ففـ.ـرض الحصـ.ـار عليها، وبدأت محـ.ـاولات المسلمين لاقتحـ.ـامها.
وعند ذلك تحـ.ـرك الدو.ق أودو لإنقـ.ـاذ هذه المدينة المحـ.ـاصرة قبل أن تسـ.ـقط في أيدي المسلمين، وبدأ بذلك النـ.ـضال بين العرب والفـ.ـرنج.
الدو.ق أودو واستعـ.ـداده لر.د المسلمين:
عشـ.ـية عبـ.ـور السمح بن مالك إلى غـ.ـالة كان كل منهما يعـ.ـد العـ.ـدة لمجـ.ـابهة الآخر، فكانت الحـ.ـرب على وشـ.ـك الوقـ.ـوع بينهما. بيد أن الدو.ق أودو عندما رأى المسلمين يزحـ.ـفون نحو بلاده أرتـ.ـأى أن خلا.فه مع شارل يمكن تأ.جيله أمام التحـ.ـدي الأكبر والخـ.ـطر الوشـ.ـيك القادم من الجنوب، ولذلك فقد صـ.ـالح شارل، وهذا الصـ.ـلح قد ضمن لأودو دعـ.ـماً مادياً ومعنوياً يساعده على حـ.ـشد كل قـ.ـوته.
وقد وصـ.ـف مؤرخـ.ـو العرب، كما قال المسـ.ـشرق الفرنسي رينو، كثرة جيـ.ـش الفـ.ـرنج، بقولهم: «إن العثُـ.ـير (الغبار) المتـ.ـطاير من زحـ.ـف أقد.امهم كان يغـ.ـطي قـ.ـرص الشمس من كثـ.ـرتهم».
ثم لم يلـ.ـبث أودو أن سـ.ـار على رأ.س هذا الجيـ.ـش نحو طولوشة (تولوز)، التي كان يحـ.ـاصرها المسلمون آنذاك
معـ.ـركة تولوز:
تذكر بعض المصـ.ـادر أن أودو انقـ.ـض على مؤخـ.ـرة جيـ.ـش المسلـ.ـمين، وشـ.ـنّ هجـ.ـمة سـ.ـريعة حاصـ.ـرت هذا الجـ.ـيش، وفي أعقـ.ـاب ذلك نشـ.ـبت بين الطـ.ـرفين معـ.ـركة هائـ.ـلة اتسم القتـ.ـال فيها بالشـ.ـدة والعنـ.ـف.
وبرغم ثقـ.ـل هجـ.ـمة الجـ.ـيش الفـ.ـرنجي وتفـ.ـوقه العـ.ـددي، وكون أفـ.ـراده كانوا يقـ.ـاتلون على أرضـ.ـهم، وفي منـ.ـاخات اعتـ.ـادوا عليها، ومنـ.ـاطق كانوا على درا.ية بجغـ.ـرافيتها وطـ.ـرقها ومسـ.ـالكها، فقد أبـ.ـدى المسـ.ـلمون برغم قلـ.ـتهم شجـ.ـاعة خـ.ـارقة، وهم مصـ.ـممون على إحدى الحسـ.ـنيين النـ.ـصر أو الشـ.ـهادة.
وكان السمح بن مالك الخولاني، على رأ.س أولئك الجـ.ـنود المستـ.ـبسلين الصـ.ـامدين، وكان يقـ.ـاتل قتـ.ـال الأبـ.ـطال، وينتـ.ـقل بين جنـ.ـوده من مكان إلى مكان لحـ.ـثهم على الثـ.ـبات، ولاستنـ.ـهاض هـ.ـممهم واسـ.ـتثـ.ـارة حمـ.ـاسهم لأقـ.ـصى در.جةٍ، وكان سيـ.ـفه في أثناء ذلك يقـ.ـطر من د.م الأعـ.ـداء، وكان كالأسـ.ـد الزائـ.ـر يحمل على العـ.ـدو فلا يقف أحـ.ـد في وجـ.ـهه، ولم يفـ.ـقد اتز.انه، أو يخـ.ـور عـ.ـزمه، أو يطيـ.ـش صـ.ـوابه.
واستمر القتـ.ـال، وتراوح النـ.ـصر حيـ.ـناً بين الفريـ.ـقين. وفي عضون ذلك شاء قـ.ـدر الله أن يُصـ.ـاب القائـ.ـد البطـ.ـل المغـ.ـوار إصـ.ـابة بالـ.ـغة، ويسقـ.ـط من فوق جـ.ـواده مضـ.ـرجاً بد.مائه، «وكانت جنـ.ـود الفـ.ـرنجة قد تكـ.ـاثرت عليه فأحـ.ـاطت بالمسـ.ـلمين»، ثم ما لبـ.ـث حتى أسـ.ـلم الرو.ح راضـ.ـياً مرضـ.ـياً بعد وقتٍ قصير.
وفي أعقـ.ـاب هذا الحـ.ـادث المفـ.ـاجئ والألـ.ـيم شـ.ـاع الاضطـ.ـراب في صـ.ـفوف المسلـ.ـمين، أولئك الذين أرهـ.ـقـ.ـهم طول القـ.ـتال، مع كثـ.ـرة جيـ.ـش عد.وهم وحسن استـ.ـعـ.ـداده، واشـ.ـتدّ الأمـ.ـر وعظـ.ـم الخـ.ـطب، وكانت الهـ.ـزيمة قـ.ـدراً مقـ.ـدوراً للمسـ.ـلمين، بعد استـ.ـشهاد أميـ.ـرهم وقائـ.ـدهم.
ولأن حـ.ـادث مقـ.ـتل السمح أثناء المعـ.ـركة قضـ.ـى على معـ.ـنويات المسلمين، ولما لم يكن من السـ.ـهل تفـ.ـادي الهـ.ـزيمة، وذلك لاختـ.ـلال التـ.ـوازن العسـ.ـكري بين القو.تين في الميـ.ـدان، ولهذا فكّـ.ـر القائـ.ـد الجـ.ـديد، وهو عبد الرحمن الغـ.ـافقي، في طريـ.ـقة تنقـ.ـذ ما تبقى من الجيـ.ـش، فبـ.ـذ.ل الهـ.ـمة في جمع شتـ.ـاته، وقـ.ـاد عمـ.ـلية انسحـ.ـابه إلى الجنوب ببـ.ـراعةٍ، ومنه إلى الأنـ.ـدلس.