التاريخ

السلطان عبدالحميد.. عندما رد على إسـ.ـاءة فرنسا للإسلام والرسول رداً نـ.ـارياً.. إاليكم القصة

السلطان عبدالحميد.. عندما رد على إسـ.ـاءة فرنسا للإسلام والرسول رداً نـ.ـارياً.. إاليكم القصة

خلال السنوات الماضية تكررت إسـ.ـاءات عدد من الكتاب والفنانين الأوربيين للإسلام والمسلمين بزعـ.ـم أن ذلك يدخل ضمن حـ.ـرية التعبير

ورغـ.ـم احـ.ـتجاج جماهير المسـ.ـلمين تمـ.ـادت بعض الصحـ.ـف في الإسـ.ـاءة إلى مقـ.ـام النـ.ـبي عليه الصلاة والسلام برسوم مسـ.ـيئة لا تمت إلى الفـ.ـن بصلة وغـ.ـاية هـ.ـدفها هو استـ.ـفزاز مشاعر المسـ.ـلمين ودفـ.ـعهم إلى اتخـ.ـاذ مواقـ.ـف عنـ.ـيفة لتنفـ.ـيذ أجـ.ـندات سـ.ـياسية خـ.ـفية أو ظاهرة.

هذه الإسـ.ـاءات جعلتنا نعود إلى تاريخنا لنبحث في مواقـ.ـف أحد الحـ.ـكام المسـ.ـلمين الغيورين على ديـ.ـن الإسلام وعلى مقام نبي الإسلام. هذا الحـ.ـاكم هو السـ.ـلطان عبد الحميد الثاني

الذي كانت له مواقف قـ.ـوية وحـ.ـازمة في رده على خبر المسرحيات المسـ.ـيئة التي كانت بعض الجهات تعـ.ـتزم تقـ.ـديمها في مسارح فرنسا وأوروبا، فكيف كان موقفه، وكيف حال دون عـ.ـرض هذه المسرحية في أكثر من بلد أوروبي؟

في عام 1890م ألف ماركي دو بونييه من أعضاء الأكاديمية الفرنسية دراما بعنوان محمد وسلمها إلى الكوميديا الفرنسية، ثم نقلت الصـ.ـحف خبرا عن الشـ.ـروع في إجراء التدريبات اللازمة لتقديم المسرحية

وأن ممثلا سوف يؤدي دور نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، وتحـ.ـتوي المسرحية على إسـ.ـاءة ونيل من الشخصية المعنـ.ـوية لمقـ.ـام النبي عليه الصلاة والسلام.

لم يتأخر موقف السلـ.ـطان عبد الحميد، وعقـ.ـد العـ.ـزم على وضـ.ـع حد لهذا التصرف بالطرق التي يراها مناسبة.

أرسل على الفور خطابا إلى رئيس الجمهورية الفرنسية سادي كارنوت عن طريق السفير العثماني في باريس صالح منير باشا.

وذكر أحمد أوجار في مقال له بمجلة “التاريخ والحضارة” بعنوان “تدخل عبد الحميد الثاني في الساحة الأوروبية” أن مطلع الخطاب الذي أرسل إلى الرئيس الفرنسي بهذا الخصوص كان على النحو التالي: “حول التحضيرات المسرحية باسم حضرة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام”. وهذا المطلع يفيد بأن المسـ.ـرحية تتجاوز بعدها الفني إلى لعبة صـ.ـراع حقيقية.

كما قام عبد الحميد الثاني بتوجـ.ـيه تحـ.ـذير شـ.ـديد اللهـ.ـجة عن طريق السفير الفرنسي في إسطنبول كونت مونبيللا، بل ووصل الأمر إلى التهـ.ـديد بقطع العلاقات الفـ.ـرنسية العثمانية في حالة ما إذا سمح بعرض المسرحية في فرنسا.

وبالفعل كانت نتيجة هذه التحـ.ـذيرات الجـ.ـدية والصـ.ـارمة أن تم التراجع عن عرض المـ.ـسرحية. غير أن الكاتب كان مصرّا على عرضها فـ.ـتوجه إلى خارج فرنسا وتحديدا إلى إنكلترا التي كانت في مقام الولايات المتحدة الأمريكية اليوم، والتمس عرضها هناك معتقدا أن ضغوط عبد الحميد لن تجدي نفعها هناك.

بيد أن جهود عبد الحميد أفلـ.ـحت في إلغاء عرض المسرحية. وتمكن عبد الحميد بفضل العلاقة الجيدة التي كانت تجمعه مع وزير الخارجية الإنكليزي اللورد ساليسبوري من استصدار قرار يمنع عـ.ـرض المسرحية في جميع الأراضي الإنكليزية.

ولم ييأس مؤلف المسرحية، وزادت آماله خاصة بعد أن غادر اللورد ساليسبوري وزارة الخارجية وحل محله روزربري، وكان أكثر جفاء للإسلام من سلفه

واتفق صاحب المسرحية مع أحد المسارح في لندن لعرض المسرحية لكنه فشـ.ـل في مساعيه وتمكن عبد الحميد مرة أخرى من منع عرضها.

ثم كان عرض هذه المسرحية في باريس بعد أن تم تغيير اسمها من محمد إلى بارادايز وتغيير محتواها نزولا عند طلب السلطان.

كان السّلطان عبد الحميد متوقد الإيمان شديد الغيرة على كل ما يتعلق بالإسلام ورجال الإسلام وتاريخ الإسلام. وعندما بلغه خبر من ألمانيا يفيد بقرب عرض مسرحية في المسارح الألمانية تحتوي على إساءات كبيرة للسلطان محمد الفاتح تأثر تأثرا شديدا واستعان بالإمبراطور الألماني ويلهالم الثاني لمنع المسرحية ونجح في ذلك.

وقد نشرت الصحيفة الإيطالية كابيتان فاراكاسّا خبرا بتاريخ 15 نيسان/ أبريل 1890م تقول فيه: “عندما بلغ السلطان عبد الحميد نبأ عرض المسرحية، كانت ردود أفعاله كأنما تلقى خبرًا بتحرّك الأسطول الرّوسي في مياه المضيق”.

هذه بعض مواقف هذا السلطان الذي يرفض أي ازدراء أو انتقاص من مقام النبي عليه الصلاة والسلام، أو الإسلام أو المسلمين ولو كان الثمن مجابهة دول كبرى في وقت عصيب تكالب فيه الشرق والغرب ضد دولة المسلمين لإسقاطها.

ونتيجة جهوده سادت حساسية كبيرة في كافة الدول الأوروبية بخصوص اختيار المسرحيات، بحيث لا تحتوي على إساءات للإسلام والمسلمين. ونقلت الصحافة الأوروبية تحذيرات الساسة في أوروبا وضرورة مراعاة مشاعر المسلمين وضرورة احترام عقيدتهم في ما يعرض من أعمال فنية وأدبية.

لكن بعد عزل السلطان عبد الحميد وانتقال الحكم إلى جماعة الاتحاد والترقي تراجع الاهتمام بهذه المسائل، وضعفت الحمية الدينية وخبت جذوة الحساسية تجاه المسلمين وتاريخهم، وتراجعت مكانة الدولة في المحافل الدولية وظهرت أعمال تتطاول على مقدسات المسلمين

ولا توليهم أي اعتبار حتى إن الصدر الأعظم طلعت باشا عبّر عن أسفه بعد وفاة السلطان عبد الحميد في شباط سنة 1918م وهو يقول: ” لقد مات في الوقت الذي كنا نريد فيه الاستفادة من نفوذه في العائلة العثمانية، ومن علاقاته بحكام أوروبا”.

واليوم تتكرر الإساءات لمقدسات المسلمين في أوروبا، ويُطبق صمتُ القُبور على مواقف حكام المسلمين، بينما المسلمون اليوم بيدهم سلاح النفط الذي يمكن أن يفرض على العالم احترام مقدساتهم لو كانت لديهم الإرادة الصادقة.

ويحتج أصحاب هذه الأعمال المسيئة بأن ذلك يدخل ضمن حرية التعبير وحرية الإبداع. لكن مزاعم الحرية والإبداع تختفي تماما عندما يتعلق الأمر بغير المسلمين، فهل يجرؤ اليوم أحد في أوروبا أو أي مكان من العالم على التطاول على اليهود، أو حتى التشكيك في قصص المذابح التي يقال إنها لحقت بهم في أوروبا وخصوصا في ألمانيا في العهد النازي؟!!

قصة السلطان عبدالحميد
أبصر عبد الحميد الثاني النور في إسطنبول يوم 21 سبتمبر/ أيلول 1842 بـ”قصر جراغان”، كابن للسلطان عبد المجيد الأول والسلطانة تيرمُجكان.

وتتلمذ على يد أشهر مدرسي عصـ.ـره فأتقن الفارسية والعربية والفرنسية، فضلا عن تلقيه دروسا في الموسيقى، وزار مصر وأوروبا برفقة عمه السلطان عبد العزيز.

اعتلى عبد الحميد الثاني العرش العثماني، في 31 أغسطس/آب 1876، ليكون آنذاك السلطان الرابع والثلاثين من سلاطين الدولة العثمانية، والسادس والعشرين من سلاطين آل عثمان الذين جمعوا بين الخـ.ـلافة والسلطنة.

جاء صعوده إلى العرش بعد خلـ.ـع شقيقه مراد الخامس وعمه السلطان عبد العزيز، على خلفية مساعي رجال الدولة والإداريين لتأسيس صيغة إدارة مشروطية (دستورية) لحكـ.ـم الدولة العثمانية.

وبعد ذلك بوقت قصير، تم إعلان أول دستور للدولة العثمانية الذي عرف باسم “القانون الأساسي”، في 23 ديسمبر/كانون الأول 1876.

واجه السلطان عبد الحميد العديد من المشـ.ـاكل فور اعتلائه العـ.ـرش، ولعل أبرز تلك المشاكل كانت إعـ.ـلان روسـ.ـيا الحـ.ـرب على الدولة العثمانية في 24 أبريل/نيسان 1877.

ورغم الانتـ.ـصارات التي حققها القـ.ـائد عثمان باشا في بلفن (مدينة شمال بلغاريا) والقـ.ـائد أحمد مختار باشا في الجـ.ـبهة الشرقة، إلا أن المسار العام للحـ.ـرب لم يتغير.

إذ اضـ.ـطرت جـ.ـيوش الدولة العثمانية للانسـ.ـحاب من مساحات واسعة وتـ.ـعرضت إسطنبول وغيرها من المدن العثمانية لموجـ.ـات هجـ.ـرة حملت معها عشرات آلاف المهاجرين من المسلـ.ـمين والأتراك.

في تلك الأثناء، أعلن السلطان تعطـ.ـيل عمل “مجلس المبعوثان” (بمثابة مجلس النواب في الدولة العثمانية) في 13 فبراير/شباط 1878 إلى أجل غير مسمى؛ بسبب ظروف الحـ.ـرب.

وقّـ.ـعت الدولة العـ.ـثمانية في 3 مارس/آذار 1878، على معاهدة سان ستيفانو مع روسيا؛ لإنهاء الحـ.ـرب الروسية العثمانية (1877-1878)، التي أدت لظـ.ـهور دولة بلغاريا.

وفي 4 يونيو/حزيران 1878، صادق السلطان عبد الحميد الثاني – على مضـ.ـض – على معاهدة وقعت عليها الحـ.ـكومة العثمانية بخصوص تسلـ.ـيم المملكة المتحدة مؤقتا إدارة قبرص.

وفي عهد السـ.ـلطان عبد الحميد، أجبرت الدولة العثمانية -وفقا لمعاهدة برلين الموقعة في 13 يوليو/تمّوز 1878- على قبول دفـ.ـع تعويضات لروسيا عن سنوات الحـ.ـرب.

جمع السـ.ـلطان عبد الحميد مراكز إدارات الدولة في قصر يلدز، بدعم وتأييد من بعض رجال الدولة، وأسس جهاز استـ.ـخبارات قـ.ـوي عُرف باسم “جهاز يلدز للاسـ.ـتخبارات”.

وأجبرت الصـ.ـعوبات التي واجهتها السـ.ـياسة الخارجية، وخاصة الدسائس التي حاكـ.ـتها الدول الأجنبية ضـ.ـد السلطنة، السلطان عبد الحميد الثاني على تطبيق نهـ.ـج صـ.ـارم في إدارة الدولة.

آمن عبد الحميد الثاني بضـ.ـرورة الإصلاح وأن ظهور نتائج الإصلاح يتطلب إعطاء حركة الإصلاح الوقت الكافي، كما سعى إلى تجنيب الدولة الحـ.ـروب العـ.ـبثية وأعـ.ـبائها الثقـ.ـيلة.

حافظ السلطان عبد الحميد الثاني خلال فترة حكـ.ـمه على نمط حياة بسيـ.ـطة، ولم يتوان قط عن المساهمة في دعـ.ـم خزينة الدولة من ماله الخـ.ـاص، وخفض مصاريف القـ.ـصر إلى الحد الأدنى.

أعطى عبد الحميد الأولوية لدفـ.ـع الديون الخارجية وتحسين القطاع الاقتصادي، وتوصل في 20 ديسمبر/كانون الأول 1881 إلى اتفاقية مع ممثلي الدائنين الأوروبيين (عرفت باسم اتفاقية محـ.ـرَّم)، تم بموجبها تأسيس “إدارة الدين العام العثماني”، لهيكلة ديـ.ـون الدولة والوفـ.ـاء بها من خلال بعض عـ.ـائدات الدولة.

بذل السلطان عبد الحميد الثاني جهودا جمّة من أجل تعزيز العلاقات مع العالم الإسلامي وشرع ببناء ومد خطوط السكك الحديدية، وربط مدن الدولة ببعضها بواسطة السكك الحديدية.

**<em><strong> السـ.ـياسة الخارجية للسلطان عبد الحميد</strong></em>
تمثل السياسة الخارجية المجال الأكثر نجـ.ـاحا للسلطان عبدالحميد، الذي كان يحرص على متابعة التطـ.ـورات السـ.ـياسية في العالم عن كثب.

ولهذا الغرض، استـ.ـحدث مركزا في القصر لجمع المعلومات، ترد إليه كافة المنشـ.ـورات الصادرة بحـ.ـق تركيا حول العالم، والتقارير المرسلة للسـ.ـلطان من الممثـ.ـليات الخارجية بغية تقييمها.

كان الهـ.ـدف الرئيسي في السيـ.ـاسة الخارجية، ضمان عيش الامبـ.ـراطورية بسلام؛ حيث استـ.ـفاد السلطان عبد الحميد من المصالح والأطمـ.ـاع المتضاربة للدول الغربية، ولهذا تغيرت السـ.ـياسة الخارجية بموجب الظـ.ـروف المتغيرة في العلاقات الدولية، ولم يدخل في اتفاقية مسـ.ـتدامة مع أي دولة، وقام بأنشـ.ـطة دبلوماسية متنوعة بهـ.ـدف شق صـ.ـف الدول الكبرى قدر المستطاع.

وحاول السلطان عبد الحميد -عبر سـ.ـياسة الاتحاد الاسلامي- مواجـ.ـهة مساعي العملاء البريطانيين لنشـ.ـر الفكر القومي العربي، وتعيين خديوي مصر خليفة بدعوى أن الخـ.ـلافة من حق العرب.

وسعى السلطان عبد الحميد إلى نشر الإسلام في أقاصي الأرض مثل جنوب إفريقيا واليابان، من خلال ارسال العلماء، وأمر بتشييد خط الحجـ.ـاز الحديدي الممتد من دمشق إلى مكة.

وتعتبر قضية فلسطين، من المسائل الهامة التي أبدى فيها السلـ.ـطان عبد الحميد صـ.ـلابة وحقق فيها نجـ.ـاحا جزئيا؛ حيث رفـ.ـض عـ.ـرضا من الصهاينة بسداد الديـ.ـون الخارجية، مقابل إقامة دولة لليـ.ـهود في فلسطين.

كما اتخذ السلطان عبد الحميد سلسلة من التـ.ـدابير للحيلولة دون هـ.ـجرة اليهـ.ـود إلى فلسطين، من أصقاع العالم، واستيـ.ـطانهم فيها.

<strong><em>** خطوات هامة في التعليم والزراعة
</em></strong>أقدم السلطان عبد الحميد على خطوات هامة في مجالات التعليم والاسكان والزراعة.

فقد ارتفع عدد المدارس بمراحلها المختلفة بشكل كبير، وارتفع عدد دور المعلمين (بمثابة معهد عالي لاعداد المدرسين) إلى 32 بين أعوام 1876 و1908.

كما افتتح العديد من المعاهد العليا لتخريج الكوادر المؤهلة في مجالات الزراعة والمالية والقـ.ـانون والطب البيطري والتجارة وغيرها.

وبفضل هذه السياسة انتشر التعليم الابتدائي والمتوسط وفق النظام الغربي في عموم البلاد وذلك تحت إشراف الدولة.

وشهد عهد السلطان عبد الحميد اهتماما خاصة بالألعاب الرياضية وتعليمها وفق أسس علمية؛ حيث تأسست في عهده 3 من أعرق أندية كرة القدم التركية هي فنر بهـ.ـتشة وغلاطة سراي وبشيكطاش.

<em><strong>قصته مع رسـ.ـالة النبي</strong></em>
قصة حقيقة جرت مع السلطان عبد الحميد الثاني رحـ.ـمه الله، يوم أن أتى إلى القـ.ـصر أحد المواطـ.ـنين مدعيا أنه له ديـ.ـنا من المال مع السلطان، رافضا مغادرة القصر رغم حصـ.ـوله على المال إلا بعد لقاء السلطان.

باختصار، تم اللقاء وروى المواطن رؤيا رأى فيها حضرة النبي عليه الصلاة والسلام وهو يقول له :”قل لحميدنا، أنه يذكرنا بالصلاة والسلام كل ليلة، ولكنه نسي ذكرنا ليلة البارحة، فاذهب واطلب حاجتك منه (الديـ.ـن)”.

ما إن أنهى الرجل كلام حتى انتفض السـ.ـلطان رحمه الله تعالى، وسأل “ماذا قال؟” مرات ومرات، وعند كل مرة يبدأ فيها الرجل بإعادة رؤياه يسكته السلـ.ـطان عند كلمة “حميدنا” ويعطيه المال الكثير، استغرب مساعد السلطان من هذا الفعل وسأل السلطان “كاد هذا الرجل أن يأخذ كل ما لديك”.

أجابه السلطان باكيا “والله بالله لو طلب كل ثـ.ـروتي وسلـ.ـطتي لكنت أعطيته.. كنتُ أعمل ليلة البارحة يا باشا، غفوت على طاولتي ونسيت الصـ.ـلاة على النبي عليه الصلاة والسلام.. لقد أخـ.ـطأتُ يا باشا”.

هنا بكى السلطان وبكى الباشا وبكينا معهما… مقطع من دقائق قليلة أكد أنه مازال في الأمـ.ـة الكثير الكثير الكثير من المحبين الصـ.ـادقين لحضرة النبي عليه الصلاة والسلام، ينتظرون حاكـ.ـما محـ.ـبا للنبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ليعيد له أمجادا عظيـ.ـمة انتهت مع الانقـ.ـلاب والتآمر على آخر خليفة للمسـ.ـلمين قبل أكثر من 100 عام.

السلطان عبد الحميد رحمه الله كان من الصادقين مع حضـ.ـرة النبي عليه الصلاة والسلام، وسـ.ـيرته وحـ.ـكمه خير دليل على ذلك، والحـ.ـرب التي تعرض لها من المنـ.ـافقين خير دليل على ذلك… كان مواظـ.ـبا كل يوم وليلة على ورد الصـ.ـلاة على سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، ولصـ.ـدقه أتته الرسالة النبوية فورا يوم أن نسـ.ـي ورده.

لو لم يكن صادقا لما أتته هذه الرسالة، رسالة هـ.ـزت مشاعره، أبكته، كاد منها أن يتخلى عن كل ما يملك، لحظة أن سمع أن النبي عليه الصلاة والسلام ينسبه إلى نفسه وإلى أمته بلـ.ـفظ “حَمِيدُنا”.

حضرة النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل “قل لعبد الحميد”، بل قال “قل لحميدنا”… ما أعظم هذه النـ.ـسبة التي نالها ذاك السلطـ.ـان المفتـ.ـرى عليه، وما أعظم هذه النســ.ـبة لو حصلتَ عليها أنت أيضا!

نعم فالصدق مع النبي عليه الصلاة والسلام، والصدق تجـ.ـاه أمة النبي عليه الصلاة والسلام، والصدق تجاه ما جاء به النبي عليه الصلاة والسلام تجعلك منسوبا مباشرة لحضرة النبي عليه الصلاة والسلام… تـُسعِد بذلك قلب النبـ.ـي عليه الصلـ.ـاة والسـ.ـلام فيسعَد قلبك وتطيـ.ـب حيـ.ـاتك وتهنأ معيـ.ـشتك وتـ.ــُنـ.ـار بصيـ.ـرتك ويعلو ذكرُك وتسمو رو,حك ويرتفع قدْرك ويسـ.هل أمرك وتـُفرّج كروبك.

الصلاة على حضرة النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، امتثال لأمـ.ـر الله تعالى القـ.ـائل في القـ.ـرآن الكريم ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾.

فيها ذكر لله تعالى القـ.ـائل في القرآن الكريم ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْـ.ـفُرُونِ﴾، وذكرُ الله تعالى يكون بكل أنواع الطـ.ـاعات التي أمر الله، وهو مِن أعظم السبل لشكره سبحانه على نعمِه، والصلاةُ على رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم من أقرب السبل لذكر الله العظيم.

بها يبلغ سلامك وصلاتك لحضرة النبي عليه الصلاة والسلام بشكل مباشر، فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال :”قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما مِن أحدٍ يسلِّمُ عليّ إلا ردّ الله عليّ رُوحي حتّى أردّ علَيهِ السّلام”… إنها الصلة القوية بينك وبين حضرة النبي عليه الصلاة والسلام.

هي من علامات الإيمان، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :”لا يُؤمِنُ أحدُكم حتى أكونَ أحبّ إليهِ من والدِه وولدِه والناسِ أجمعينَ”… والمحبةُ هي طاعةُ الله فيما أمر به وطاعة النبي عليه الصلاة والسلام في كلّ ما أمر به، والصلاةُ على النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم من هذه القرباتِ والطاعات التي تنمّي هذا الحبّ.

بها تنال شـ.ـرف صلاة الله عليك، وبها تـُمـ.ـحى خطـ.ـاياك وترتفع درجاتك، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :”من صلى عليّ صلاةً واحدةً، صلى الله عليه عشرَ صلواتٍ، وحُطت عنه عشرُ خطـ.ـيئاتٍ، ورُفعَت له عشرُ درجاتٍ”… فالسعيد كل السعادة مَن لازم الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام؛ فهي نبع للحـ.ـسنات التي تثقل الميزان، وممحاة للخـ.ـطايا التي تثقل كاهـ.ـل المرء يوم القيامة، ورافعة للدرجات التي تجعلك بصحبة الأولياء والصـ.ـالحين.

هي سبب لمغفرة ذنوبك والتخلص من هـ.ـمومك، فعن أُبيّ بن كعب رضي الله عنه أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم :”يا رسولَ الله، إِني أُكثِرُ الصلاةَ عليكَ، فكم أجعلُ لكَ من صلاتِي؟ فقال: ما شِـ.ـئتَ”،، قال :”قلتُ: الربعَ؟ قال: ما شِئتَ، فإِنْ زدتَ فهو خيرٌ لكَ، قلتُ: النصفَ؟ قال: ما شِئتَ، فإِنْ زدتَ فهو خير لكَ”، قال :”قلتُ: فالثلثين؟ قال: ما شِئْتَ، فإِن زدتَ فهو ـ.ـخيرٌ لكَ، قلتُ: أجعلُ لكَ صلاتي كلَّها؟ قال: إذا تُكْـ.ـفَى هـ.ـمّكَ، ويغفر لكَ ذنبُك”.

نعم، هذا هو حضرة النبي عليه الصلاة والسلام الذي بعثه الله تعالى لنا ليرشدنا إلى طريق الحـ.ـق ويهدينا إلى سواء السبيل… هذا حبيبك الذي تتمنى رفقته في الجنة وشفاعته يوم القيامة، هذا هو الأمين.

هذا هو نبيك الذي من حقـ.ـه عليك أن تصلي عليه، خاصة بعد أن علمت كم لهذه الصلاة على من أفضال.. كي تكون كـ”حميدنا”.

إذا كان هذا الأجر العظيـ.ـم تحظى به كلما صليت وسلمت على سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، فكيف إذا كنت عاملا صادقا ـ من حيث أنت ـ همّك أمة حبيبك عليه الصلاة والسلام تخدمها وتعمل لأجلها بمنطق وعقل وإخلاص وفهم، لا بجعل وتطرف وشعارات رنانة بعيدة عن الواقع؟!

إذا كان هذا الأجر العظيم تحظى به كلما صليت وسلمت على سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، فكيف إذا ثبّت الإيمان في قلبك وأديت ما عليك من العـ.ـبادات وفـ.ـرائض وواجبـ.ـات كما أمر النبي عليه الصلاة والسلام؟!

ذاك المقطع من مسلسل السلطان عبد الحميد، لم يكن مجرد مشهد تمثيلي، بل كان رسالة لنا جميعا لنعـ.ـيد ترتيب أمورنا مع حضرة النبي عليه الصلاة والسلام ونصحح أخطـ.ـائنا، فالسلطان عبد الحميد نسي صـ.ـلواته ليلة واحدة فأتاه العـ.ـتاب الممزوج بالحـ.ـب النبوي العظيم… نحن كم ليلة نسينا؟!

إن أردنا نسـ.ـبة حقيقية لحضرة النبي عليه الصلاة والسلام كنـ.ـسبة “حَمِيدُنا”… فعلينا بالإكثار من الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام وعلينا أن نهتـ.ـم بأمته قولا وفعلا وعملا كما كان نهـ.ـج ومنـ.ـهج سيدنا عبد الله محـ.ـب نبيه السـ.ـلطان “عبد الحميد خان” تغـ.ـمده الله برحـ.ـمته وأكـ.ـرمه برضاه.


<iframe src=”https://www.youtube.com/embed/CxNFWllHWkM” width=”627″ height=”353″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”allowfullscreen”></iframe>

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock