التاريخ

أكـ.ـبر سـ.ـر في التـ.ـاريخ إكتـ.ـشفه أبـ.ـو بكـ.ـر بـ.ـن وحـ.ـشـ.ـية

رصد بالعربي // متابعات

أكـ.ـبر سـ.ـر في التـ.ـاريخ إكتـ.ـشفه أبـ.ـو بكـ.ـر بـ.ـن وحـ.ـشـ.ـية

لـ.ـم يكـ.ـن العـ.ـالم الفـ.ـرنـ.ـسي جـ.ـون فـ.ـرانـ.ـسوا شـ.ـامبـ.ـليون «1790-1832»، أول مـ.ـن اكتـ.ـشف أسـ.ـرار اللـ.ـغة الهـ.ـيروغـ.ـليفية، كـ.ـما يُشـ.ـاع، بـ.ـل سـ.ـبقه إلـ.ـى ذلـ.ـك العـ.ـالم العـ.ـربي المسـ.ـلم «أبو بكـ.ـر أحـ.ـمد بـ.ـن عـ.ـلي بـ.ـن قيـ.ـس» – ابـ.ـن وحـ.ـشية – أول مـ.ـن كشـ.ـف أسـ.ـرار «الكـ.ـتابة المـ.ـقدسة» الهيـ.ـروغـ.ـليفية.

يُعـ.ـزى اكتـ.ـشاف «الهيـ.ـروغلـ.ـيفية»، إلـ.ـى عثـ.ـور الجنـ.ـدي الفـ.ـرنسي «بـ.ـيير فـ.ـرانسوا بوشـ.ـار»؛ أحـ.ـد جـ.ـنود الحـ.ـملة الفـ.ـرنسية عـ.ـلى مصـ.ـر فـ.ـي عـ.ـام 1799م، علـ.ـى حجـ.ـر رشـ.ـيد خـ.ـلال حفـ.ـر الأسـ.ـاسات لتقـ.ـوية قلـ.ـعة فـ.ـي مـ.ـدينة رشـ.ـيد، سُـ.ـميت بعد ذلـ.ـك بقلـ.ـعة جـ.ـوليان البريـ.ـطانية، فـ.ـي مديـ.ـنة رشيـ.ـد – التـ.ـي انتـ.ـسب الحـ.ـجر إليـ.ـها – كـ.ـأحد أحـ.ـجار البنـ.ـاء، ضـ.ـم الحـ.ـجر ثـ.ـلاث لغـ.ـات

 «الهـ.ـيروغليـ.ـفيّة» اللغـ.ـة المصـ.ـرية القـ.ـديمة، و«الديمـ.ـوطيقيّة» لغـ.ـة العـ.ـوام السائدة في عصر الكتابة على الحجر التي قيل إنها في عام 196 قبل الميلاد، واللغة اليونانية القديمة.

كانت الكتابات على حجر رشيد ترتيبها من أعلى لأسفل «الهيروغليفية» و«الديموطيقية»، و«اليونانية» القديمة، عكف العديد من العلماء الأوربيين على دراسة الكتابات الثلاث في محاولة لسبر أغوارها، واستطاع دبلوماسي سويدي يدعى «توماس أكربال»؛ التعرف على كتابات بعض الأسماء في الحجر مثل «بطليموس» –

الذي كان الحجر تخليدًا لذكراه وتمجيدًا لبطليموس الخامس ضم محضر تنصيبه ملكًا على مصر- استطاع «أكربال» اكتشاف الأسماء في الهيروغليفية بمقارنة مثيلاتها في النصين اليوناني والديموطيقي، استمرت دراسة العلماء الأوروبيين للحجر نحو 20 عامًا.

وفي خلال ذلك تحديدًا في عام 1814م، تمكن الطبيب الإنجليزي «توماس يونج»، من اكتشاف أن العلامات والرموز الهيروغليفية داخل «الخرطوش» – شكل بيضاوي يكتب فيه أسماء الملوك – هي أسماء الملوك، إلا أن الحظ جانبه في اكتشاف الخصائص الصوتية لرموز الخرطوش.

في عام 1822م، تمكن «شامبليون» من فك رموز الكتابة الهيروغليفية على حجر رشيد، بمقارنة الأسماء وتكرارها في اللغتين الأخريين، ساعده على ذلك – كما قيل – معرفته باللغة القبطية التي تضم كثيرًا من من الكلمات المصرية القديمة، واستطاع – كما قيل – باستخدام الترجمة العكسية من الهيروغليفية إلى اليونانية والديموطيقية؛ من سبر أغوار الكتابة المقدسة.

إلا أن اكتشاف الهيروغليفية وأسرارها سبق «شامبليون»، وجهود من سبقوه في محاولة سبر أغوار حجر رشيد بنحو ثمانية قرون، على يد العالم العربي المسلم «أبي بكر أحمد بن علي بن قيس بن المختار»، المعروف بـ«ابن وحشية النبطي» و«ابن وحشية الكلداني»، الذي عاش بين القرنين العاشر والحادي عشر الميلاديين، الثالث والرابع الهجريين، كشف في مخطوطته النادرة «كشف المستهام في معرفة رموز الأقلام»، الذي كشف فيه عن أحرف وأسرار تسع وثمانين لغة قديمة من بينها اللغة المصرية القديمة «الهيروغليفية».

تجاوز «ابن وحشية»، في مخطوطته النادرة اكتشاف الحروف الهيروغليفية، ومقاطعها الصوتية، إلى اكتشاف الرموز التي كان يستخدمها الفراعنة في وصف بعض الأشياء؛ مثل أسماء الكواكب، والنجوم، والمعادن، والحيوانات، والجمادات، وتجاوز ذلك إلى تفسير الرموز التي كانت تستخدم بعض المعاني المطلقة؛ مثل الروح والخير والشر والقدرة وغير ذلك.

ما سبق به «ابن وحشية»؛ «شامبليون» وباقي علماء أوروبا بثمانية قرون، يتطابق مع ما وصل إليه علم المصريات في الحروف والرموز الهيروغليفية باللغتين الإنجليزية والفرنسية، يتجلى في كتابه «كشف المستهام في معرفة رموز الأقلام»،

الذي حققه وترجمه إلى الإنجليزية المستشرق النمساوي «جوزف همر»، ونشره في لندن عام 1806م، قبل ستة عشر عامًا من إعلان «شامبليون» اكتشافه أسرار الهيروغليفية، ويقال في فرضية لا يمكن تصديقها أو دحضها أن «جون فرانسوا شامبليون»؛ اطلع عليها لا سيما وأنه كان مهتمًا بكل ما يُنشر في علم اللغات القديمة.

تمتلك المكتبة الوطنية في باريس مخطوطة «ابن وحشية»: «شوق المستهام في معرفة رموز الأقلام»، تحت رقم «1605/131»، كذا تمتلك المكتبة الوطنية في النمسا المخطوطة برقم «68»، الأمر الذي لم ينتبه إليه أحدُ باستثناء الدكتور الدمشقي، عضو مجمع اللغة العربية، يحيى مير علم، أستاذ آداب اللغة وعلومها بكلية التربية الأساسية بالهيئة الوطنية للتعليم التطبيقي والتدريب في الكويت،

في بحثه «شوق المستهام في معرفة رموز الأقلام: أقدم مخطوط كشف رموز الهيروغليفية لابن وحشية النبطي، الندوة العلمية الثامنة لتاريخ العلوم عندالعرب، الجوانب المجهولة في تاريخ العلم العربي، مكتبة الإسكندرية 2004م»، وتزامن معه الدكتور عكاشة الدالي، عالم المصريات في كتابه الذي أصدره في العام نفسه 2004م:

«الألفية المفقودة مصر القديمة في كتابات العرب»، الذي تحدث فيه عن اكتشاف «ابن وحشية»، وتجاوز ذلك إلى وصوله لفكرة عامة أن العلماء المسلمين والعرب اهتموا وفكّوا رموز اللغة الهيروغليفية، وتحدث عن مخطوطات عربية في إسطنبول وباريس؛

تضم جداول تكشف المقابل الصوتي لرموز الهيروغليفية تمكن ثلاثة علماء المسلمين العرب من وضعها في العصور الوسطى التي «مظلمة» في أوروبا والتي كان جُل اعتقادهم أن الرموز الهيروغليفية رموز سحرية.

«ابن وحشية» له العديد من المؤلفات أهمها «شوق المستهام في معرفة رموز الأقلام» و«شمس الشموس وقمر الأقمار في كشف رموز الهرامسة»، و«الفلاحة النبطية»، و«الأصول الكبير» و«الأصول الصغير»، وغيرهم.

تسعٌ وثمانون لغة قديمة – جُلها ميت – سبر «ابن وحشية» أغوارها من بينها الكتابة المقدسة «الهيروغليفية».. وما زالت مخطوطته الفريدة النادرة «شوق المستهام في معرفة رموز الأقلام» حبيسة المكتبتين الوطنيتن في باريس والنمسا.. وما زال جاك فرانسوا شامبليون مكتشف أسرار الهيروغليفية!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock