منوعات

“تخيّرن من أزمان عهد حليمة ** إلى اليوم قد جرّبن كل التجارب”.. قصة المثل “ما يوم حليمة بسر”.. فيديو

تركيا رصد// متابعات

“تخيّرن من أزمان عهد حليمة ** إلى اليوم قد جرّبن كل التجارب”.. قصة المثل “ما يوم حليمة بسر”.. فيديو

هي حليمة بنت الحارث بن أبي شمر ، وكان أبوها وجّه جيشًا إلى المنذر بن ماء السماء ، فأخرجت لهم طيبًا من مركن فطيبتهم ، وقال المبرد : هو أشهر أيام العرب ، يقال : ارتفع في هذا اليوم من العجاج ، ما غطّى عين الشمس حتى ظهرت الكواكب .

أبيات عن المثّل الشهير :

ويضرب مثلاً في أمر متعالم مشهور ، قال النابغة يصف السيوف :

تخيرن من أزمان عهد حليمة .. إلى اليوم قد جر بن كل التجارب ..

تقد السلوقي المضاعف نسجه .. ويوقدن بالصفاح نار الحباحب ..

قصة المثّل :
وذكر عبد الرحمن بن المفضل عن أبيه ، قال : لما غزا المنذر بن ماء السماء غزاته التي قتل فيها ، وكان الحارث بن جبلة الأكبر ملك غسان يخاف ،

وكان في جيش المنذر رجل من بني حنيفة ، يقال له شمر بن عمرو ، وكانت أمه من غسان ، فخرج يتوصل بجيش المنذر يريد أن يلحق بالحارث .

أتاك ما لا تطيق :

فلما تدانو سار حتى لحق بالحارث ، فقال : أتاك ما لا تطيق ، فلما رأى ذلك الحارث ندب من أصحابه ، مائة رجل اختارهم رجلاً رجلاً ،

فقال : انطلقوا إلى عسكر المنذر فأخبروه أنا ندين له ونعطيه حاجته ، فإذا رأيتم منه غرة فاحلموا عليه ، ثم أمر ابنته حليمة فأخرجت لهم مركنا فيه خلوق ، فقال : خليقهم .

حليمة أجمل النساء :

فخرجت إليهم وهي من أجمل ما يكون من النساء ، فجعلت تخلقهم ، حتى مر عليها فتى منهم يقال له لبيد بن عمرو ، فذهبت لتخلقه ، فلما دنت منه قبلها ، فلطمته وبكت ، وأتت أباها فأخبرته الخبر ، فقال لها : ويلك اسكتي عنه فهو أرجاهم عندي ذكاء فؤاد.

قتل المنذر ومقولة المثّل :

ومضى القوم ومعهم شمر بن عمرو ، والحنفي حتى أتوا المنذر ، فقالوا له : أتيناك من عند صاحبنا ، وهو يدين لك ويعطيك حاجتك ، فتباشر أهل عسكر المنذر ذلك ، وغفلوا بعض غفلة ، فحملوا على المنذر فقتلوه ، فقيل : ليس يوم حليمة بسر .. فذهبت مثلاً .

اقرأ أيضاً: “ومن يصنع المعروف في غير أهله ** يلاقي الذي لاقى مجير أم عامر”.. قصة “مجير أم عامر”.. فيديو

يعد هذا المثل من الأمثال الشعبية التي يرددها العرب ، وهو بيت شعري دائمًا ما يقال حينما نجود بالمعروف والإحسان مع من لا يستحق الجود ، فنكرم هذا ، ونساعد ذاك ، وهم في النهاية يمكرون لنا بقلب أسود وعين غاشية،

فتجد منهم من يخلص في العمل ويتقن فقط ليقترب ويسرق المهنة وينافسك، ومن نفسية هذه الطريقة انه يعتقد انه من الذكاء،

ولكن لا يعرف انها ليست من مكارم المروءة كما ألفها العرب بعد الإسلام ومنها من كان عند كفار قريش قبله ايضا، فيكون جزاء المعروف نكرانه ومقابلته بالإساءة ، ولهذا المثل قصة وقعت مع إعرابي شهم.

قصة المثل :
يحكى أن جماعة من العرب خرجت للصيد ، فعرضت لهم أنثى الضبع فطاردوها ، وكان العرب يطلقون عليها أم عامر ، وكان يومها الجو شديد الحر ، فالتجأت الضبع إلى بيت رجل أعرابي ،

فلما رآها وجدها مجـ.ـهدة من الحر الشـ.ـديد ، ورأى أنها استنجدت به مستجيرة ، فخرج شاهرًا سيفه ، وسأل القوم : ما بالهم ؟

فقالوا : طريدتنا ونريدها ، فقال الأعرابي الشهم الذي رق قلبه على الحيوان المفترس : إنها قد أصبحت في جواري ، ولن تصلوا لها مادام هذا السيف بيدي ، فانصرف القوم ،

ونظر الأعرابي إلى أم عامر فوجدها جائعة ، فحلب شاته ، وقدم لها الحليب ، فشربت حتى ارتدت لها العافية ، وأصبحت في وافر الصحة .

وفي الليل نام الأعرابي مرتاح البال فرحًا بما فعل للضبع من إحسان ، لكن أنثى الضبع بفطرتها المفترسة نظرت إليها وهو نائم ، ثم انقضت عليه ، وبقرت بطنه وشربت من دمه وبعدها تركته وسارت.

وفي الصباح حينما أقبل ابن عم الأعرابي يطلبه ، وجده مقتولًا ، وعلم أن الفاعلة هي أم عامر أنثى الضبع ، فاقتفى أثرها حتى وجدها ، فرماها بسهم فأرداها قتيلة ، وبعدها أنشد أبياته المشهورة التي صارت مثلًا يردده الناس حتى وقتنا هذا :

ومنْ يصنع المعروفَ في غير أهله ِ **** يلاقي الذي لاقـَى مجيرُ أم ِّ عامر ِ

أدام لها حين استجارت بقـــــــربهِ **** طعاما ٌ وألبان اللـــقاح ِ الدرائـــــــر ِ

وسمـَّـنها حتى إذا مـــــا تكاملــــتْ **** فـَـرَتـْه ُ بأنياب ٍ لها وأظافــــــــــر ِ

فقلْ لذوي المعروف ِ هذا جزا منْ **** بدا يصنعُ لغير شاكر. عرض أقل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock