منوعات

11 صورة أيقونية عملت على تغيير العالم بشكل جذري.. شاهد

تركيا رصد // متابعات

11 صورة أيقونية عملت على تغيير العالم بشكل جذري.. شاهد

لم يتجاوز عمر وشهرة صور على شاكلة هذه التي سنقدمها لكم في مقالنا هذا عمر وشهرة المصورين الذين التقطوها فحسب،

بل قامت بشق الطريق أمامهم ليجدوا لأنفسهم مكانا داخل وعينا الجماعي، وقد كانت لهذه الصور الأيقونية ثنائية الأبعاد القدرة على زلزلة مخيلاتنا وأحيانا ما ألهمتنا على تحقيق تغيير حقيقي وفعلي في عالمنا ثلاثي الأبعاد.

1. السيناتور (جون كينيدي) الوسيم وخطيبته الجميلة:

في سنة 1953، كان (جون كينيندي) شاباً سيناتورا في مجلس الشيوخ الأمريكي حديث العهد لكنه كان ذا مستقبل واعد، فقام والده (جوزيف كينيدي) بدعوة مصور يدعى (هاي بيسكين) إلى مركّب العائلة في ميناء (هيانيس).

فكّر (كينيدي) الأب أن بعض الصور الجميلة التي تبرز ذلك السيناتور الوسيم بجانب خطيبته الجميلة (جاكي) قد تؤسس لمسيرته السياسية دعامة قوية وتمهد له الطريق إلى قلوب الجماهير الأمريكية.

ظهرت هذه الصورة أعلاه لهذين الزوجين الوسيمين على غلاف مجلة (لايف) المشهورة، وساهمت بشكل كبير في تقديم (جون كينيدي) لشريحة أوسع من الجماهير، ومهدت السبيل أمام طموحاته السياسية المستقبلية.

السيناتور جون كينيدي وخطيبته جاكي

2. فتاة معمل القطن:

في أوائل القرن العشرين، لم يكن غريبا على الأطفال حديثي السن العمل بشقاء في مهن قد تكون خطيرة جدا أحيانا، في سنة 1908 عقد المصور والمحقق (لويس هاين) العزم على التقاط صور تبرز أطفالا فقراء يشغلون أعمالا خطيرة ويعملون في بيئات لا تليق لا بسنهم ولا ببراءتهم،

وتوجه للقيام بمهمته هذه التي أوكتلها إليه «لجنة عمالة الأطفال الوطنية» الأمريكية، وهي منظمة تعمل على إحداث تغيير إيجابي فيما يتعلق بعمالة الأطفال في الولايات المتحدة.

كان المصور (هاين) غالبا ما ينتحل صفة مصور صناعي أو موزع إنجيل حتى يتمكن من الوصول إلى الأشخاص الذين يرغب في تصويرهم وسرد قصصهم، وداخل أحد معامل القطن في ولاية (نورث كارولاينا)؛ صادف في سبيله فتاة صغيرة ذات شعر مظفّر وثياب بالية تعمل على إحدى الآلات.

كانت ”فتاة معمل القطن“ واحدة من عدة أطفال قام (هاين) بتصويرهم باستعمال حيلته التنكرية عبر الولايات المتحدة الأمريكية، فالتقط صوراً لأطفال أغلبهم أقل من عشرة سنوات من العمر، يعملون في التشحيم، ويبيعون الجرائد، ويشتغلون على آلات خطيرة، ويشقون دروبهم في الظلام الدامس الذي يخيم على المناجم التي تملؤها الأوحال.

تمكنت هذه الصور التي التقطها بالفعل بإحداث نوع من التغيير على أوضاع هؤلاء الأطفال، وذلك بفضله و«لجنة عمالة الأطفال الوطنية» الأمريكية،

حيث تقدم المواطنون الغاضبون والمشرّعون في البلد وقاموا بتمرير قوانين منحت المزيد من الحماية للعمال الصغار، وفي سنة 1938 تم تمرير قانون «معايير العمل العادل» الذي منع منعا باتا عمالة أي شخص يقل سنه عن 16 سنة، وهو القانون الذي مازال ساري المفعول إلى يومنا هذا.

تبرز هذه الصورة فتاة يتراوح عمرها بين 12 إلى 13 سنة التي كانت تعمل في معمل للقطن في (نورث كارولاينا)، ساهمت هذه الصورة في تمرير قانون يجرّم عمالة الأطفال وهو القانون الذي مازال ساري المفعول إلى يومنا هذا.

3. الأم الرحّالة:

سحق الكساد العظيم حياة الكثير من الناس في الولايات المتحدة الأمريكية. في سنة 1936 كانت المصورة الصحفية (دوروثي لاينج) تعمل بالنيابة عن «إدارة إعادة التوطين»، وهي وكالة حكومية تساعد العائلات الفقيرة في الانتقال والإقامة في أماكن جديدة، وقامت برصد هذه الأم الكئيبة بالقرب من (نيبومو) في ولاية كاليفورنيا.

كانت (فلورنس أوينز تومسون) أماً ذات 32 سنة مع سبعة أبناء، وكانت تعاني الأمرّين من أجل الحصول على بعض المال أثناء عملها كعاملة متنقلة بين الحقول والمزارع.

في الصورة أعلاه، قامت (لاينج) بالتقاط صور لاثنين من أبنائها متسخين وثيابهم رثة، وهم يشيحون بوجوههم خجلا عن عدسات الكاميرا بينما تلمس والدتهم وجهها بأصابع يدها، وهي تحدق نحو الأفق بأعين بادية عليها الخوف من المصير المجهول وعدم اليقين.

كانت (تومسون) وعائلتها عالقين على الطريق السريع رقم 101 بسبب تعطل سيارتهم عندما عثرت عليهم المصورة (لاينج)، كان الآلاف من العمال المتنقلين والمواطنين الجياع يتسكعون في المخيم القريب من ذلك الموقع، وكانوا يأملون في العثور على عمل يسد رمقهم من أي نوع كان.

على الرغم من مظهرها السيئ ذلك، سمحت (تومسون) للمصورة (لاينج) بالتقاط تلك الصورة لها لأنها كانت تأمل في أن تساهم في إحداث بعض التغيير وتساهم في تحسن الأوضاع بطريقة ما.

نشرت تلك الصورة على الفور من طرف صحيفة (سان فرانسيسكو نيوز)، إلى جانب قصة كاملة أخرجت إلى النور كل ذلك الجوع الذي كان العمال يعانون منه في مخيمات الفقر تلك، فقام العمال الاتحاديون بالتنقل إلى ذلك المخيم على الفور حاملين معهم الكثير من الطعام من أجل الجياع هناك، لكن بحلول الوقت الذي وصلوا فيه كانت (تومسون) وعائلتها قد رحلوا وانتقلوا إلى مكان آخر.

استقرت (تومسون) وعائلتها في نهاية المطاف في (موديستو) في كاليفورنيا حيث شغلت عدة مهن وتحسنت وضعيتها المعيشية نوعا ما، وقالت (تومسون)، التي تنمتي لقبيلة الـ(شيروكي) من الأمريكيين الأصليين، لاحقا أنها شعرت بأنه قد تم استغلالها حين التقاط تلك الصورة وأنها تشعر بالعار بسببها.

غير أنها عندما أصباتها أزمة قلبية في وقت لاحق في سنة 1983، تمكنت عائلتها من جمع المال لها من أجل الرعاية الطبية بقوة تلك الصورة بالذات، ثم جعلتها بعد ذلك كل رسائل الإعجاب تلك التي تلقتها إلى جانب التبرعات المالية من أشخاص غرباء تفتخر لكونها شكلت جزءا من تلك الصورة الأيقونية.

(فلورنس أوينز تومسون) ذات الإثنين والثلاثين ربيعا مع اثنين من أبنائها السبعة وهي تحدق في الأفق البعيد.

4. سحابة الفطر في (بيكيني أتول):

بعد الحرب العالمية الثانية، تسببت الحرب الباردة في رفع حدة التوتر بسرعة بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي، وعمدت على إثر ذلك كلا الأمتين إلى تسريع وتيرة برامجها النووية. في (بيكيني أتول)، تلك الجزيرة البعيدة ضمن جزر (مارشال) على المحيط الهادي، قرر الأمريكيون اختبار أحدث قنابلهم النووية.

في سنة 1946، وكجزء من عملية (كروس رودز) الأمريكية، قرر مسؤولون أمريكيون الترحيل الإجباري لسكان الجزيرة البالغ عددهم 162 نسمة قبل البت في اختبار قنبلتين نوويتين كبيرتين تحت البحر، من أجل اختبار فعاليتها وتأثيرها على السفن والأسلحة البحرية الحربية، وقد كانت تلك أول اختبارات نووية تتم تحت البحر، وكان فضول الجميع يتقد رغبة في معرفة أي نوع من التأثيرات سيحمل ذلك.

تمكنت القنبلة من نقل مليوني طن من مياه البحر، كما شكلت غيمة فطرية هائلة الحجم التي ارتقت عاليا في السماء، تماما مثلما يمكنك رؤيته في الصورة عزيزي القارئ، هذه الصورة التي التقطت من أحد أبراج المراقبة في جزيرة (بيكيني أتول) على بعد حوالي ستة كيلومترات.

بعد أكثر من ستة عقود لاحقاً، مازالت جزيرة (بيكيني أتول) غير قابلة للعيش وهي عبارة عن فوضى من الخراب التي تملؤها الإشعاعات النووية، والصور من تلك الحقبة تظهر بالتحديد السبب وراء ذلك.

تظهر هذه الصورة سحابة عيش الغراب هائلة الحجم، نتجت عن تفجير قنبلة نووية للاختبار من طرف الجيش الأمريكي قرب جزيرة (بيكيني أتول).

5. محمد علي ضد (سوني ليستون):
في الخامس والعشرين من شهر مايو سنة 1965، في مركز الشباب (سونترال ماين) في (لويستون) بـ(ماين)، تواجه (سوني ليستون) البالغ من العمر 34 سنة مع البطل الشاب محمد علي البالغ من العمر آنذاك 23 سنة في نزال خلده التاريخ.

بعد مضي دقيقة و44 ثانية فقط من بدء النزال، وجه علي بيده اليمنى ضربة إلى فك (ليستون)، فسقط هذا الأخير مستلقيا على ظهره على أرضية الحلبة، فتهافت المصورون حول تلك الحلبة صغيرة الحجم من أجل تخليد تلك اللحظة وحفظ المشهد بعدسات كاميراتهم.

قام الكثير منهم بالتقاط صور كانت شبيهة ببعضها البعض، لكن قلة منهم من تمكن من جعل صورته تنتشر ويتم تداولها بكثرة، واحدة من هذه الصورة الشهيرة هي هذه الصورة أعلاه، التي تبرز البطل محمد علي يقف أمام (ليستون) المستلقي على ظهره مع ذراعه الأيمن على أهبة الاستعداد لتوجيه لكمات أخرى، وعضلاته المشدودة التي تنم عن قوة كبيرة.

يبدو أن هذه الصورة من ذلك النزال تسرد قصة انتصار كبير، لكن الحقيقة قد تكون مختلفة تماما عما يبدو عليه المشهد، حيث يقول المعلقون على النزال الذين كانوا حاضرين في ذلك اليوم بأن علي بعد أن سدد تلك اللكمة التي ألقت بـ(ليستون) أرضا على ظهره اقترب منه وصرخ في وجهه: ”انهض وقاتل أيها اللعين“، فنهض (ليستون) وبدأ يمطر علي بعدة لكمات سريعة.

لكن لم يكن لإصرار (ليستون) أي أثر أو نتيجة، ذلك أن الحكام كانوا قد أعلنوا عن أن الفائز في النزال كان علي، الذي دخل النزال كمستضعف ضئيل.

لم يدم النزال سوى دقيقتين و12 ثانية، وترك الناس يتساءلون إذا ما كان علي قد أسقط (ليستون) بالضربة القاضية أم أنها لم تكن سوى ”لكمة شبح“ وكان (ليستون) قد تعثر فقط أثناء محاولته تجنبها، وبفضل فوزه غير المتوقع، وبفضل الصورة القوية، سرعان ما نالت أسطورة علي زخما كبيرا محولا إياه في نهاية المطاف إلى واحد من أشهر الرياضيين في القرن العشرين.

”انهض وقاتل أيها اللعين!“

6. تحية القوة السوداء:

في أواخر ستينات القرن الماضي، كانت حركة الثقافة المضادة قيد السريان في الولايات المتحدة، وكانت الحرب في فيتنام تؤرق الأمريكيين وتقسمهم بين مؤيد ومعارض، وكان المسعى في سبيل تحسين حقوق الأقليات في البلد يضيف على المزيج نوعا من الجلبة والتوتر.

في الألعاب الأولمبية الصيفية التي أقيمت سنة 1968 في مدينة (ميكسيكو) في المكسيك، فاز الرياضيان الأمريكيان من أصول إفريقية، وهما (تومي سميث) و(جون كارلوس)، بالميداليتان الذهبية والبرونزية على الترتيب في سباق 200 متر، وقررا أن يدليا بتصريح على طريقتهما الخاصة إبان مراسيم تقديم الميداليات.

قام كل منهما برفع يده التي كانت ترتدي قفازا أسود اللون في السماء في تحية لـ«القوة السوداء» طوال مدة النشيد الوطني الأمريكي، كما طأطآ رأسيهما ناحية الأرض، وقد كانت هذه التحية التي قاما بها مخططا لها مسبقا، وكانت كنوع من الاحتجاج الذي رغبا من ورائه لفت الانتباه لمشكلة حقوق الإنسان وعدم المساواة التي ظل الأمريكيون السود ضحية لها.

قال (كارلوس) لصحيفة (ذا غارديان) سنة 2012: ”لم أكن أملك أدنى فكرة أن لحظة تقديم الميداليات تلك ستبقى محفوظة في الزمن“.

سرعان ما جعل فعلهما التمردي هذا الجماهير تهتف ضدهما في الملعب، كما تسبب في إثارة حفيظة ملايين الأمريكيين الغاضبين عندما رأوا الصورة، وهو الأمر الذي تصدر عناوين الكثير من الصحف العالمية.

تظهر الصورة الاحتجاجية المزيد من التفاصيل المخفية، فبإمكاننا من خلالها رؤية أن (سميث) قام بإزالة حذائه ووضعه على المنصة، وبذلك تظهر جواربه السوداء التي كانت رمزا للفقر الذي طال المجتمع الأفرو-أمريكي،

وفتح (كارلوس) سترته من أجل أن يظهر اتحاده الملتزم مع عمال ”الطوق الأزرق“ المطحونين في أمريكا، كما كان كل من الرياضيين الثلاثة، بمن فيهم الأسترالي (بيتر نورمان) الفائز بالميدالية الفضية، قد ارتدوا شارات تدعم حقوق الإنسان.

خلال العاصفة التي تلت هذه الحركة الاحتجاجية؛ حظر المجلس الأولمبي الدولي الرياضيين المحتجين اللذين اعتبرهما ”مسيئين“ من مواصلة الألعاب، وعلى الرغم من الحظر فقد تمكنا من الاحتفاظ بميدالياتهما.

غير أن تلك الصورة المذهلة التي تنم عن تمرد مفتوح على مسرح دولي منحت دفعة نوعية للحركات الحقوقية في الولايات المتحدة، وسامهت في تذكيتها.

العداءان الأمريكيان (تومي سميث) و(جون كارلوس) يرفعان قبضتيهما في السماء تحية للقوة السوداء في الألعاب الأولمبية الصيفية لسنة 1968، كانت هذه التحية عبارة عن احتجاج ضد التمييز العنصري الذي طال الأقليات السوداء في الولايات المتحدة الأمريكية.

7. شروق الأرض:

عندما تسرعت وتيرة السباق نحو الفضاء بين الولايات المتحدة الأمرمكية والاتحاد السوفييتي في ستينات القرن الماضي؛ أعلنت وكالة ناسا عن مهمة «أبولو 8» من أجل نقل رواد فضاء أمريكيين إلى مدار القمر، وفي الرابع والعشرين من شهر ديسمبر سنة 1968، تمكنوا من تحقيق هذا الهدف بالتحديد.

أصبح ثلاثة رجال محظوظين أول كائنات بشرية تدور في مدار القمر على الإطلاق، كما تمكنوا من رؤية الأرض كاملة من بعيد من مدار القمر.

بينما كانت السفينة الفضائية التي تقلهم تدور حول القمر، تمكن رواد «أبولو 8» من التقاط عدة صور لكوكبنا الأزرق، وأصبحت صورة واحدة منها الأشهر على الإطلاق، وهي الصورة التي التقطها رائد الفضاء (ويليام آندرز) والتي أصبحت تعرف باسم «شروق الأرض».

تبرز هذه الصورة كوكب الأرض على أنه تلك الكرة الزرقاء التي تحيط بها غيوم هائلة بيضاء اللون، وهي معلقة في سواد الكون من خلال أفق القمر الصخري.

وصف رائد الفضاء (آندرز) الصورة بالكلمات التالية: ”أجمل شيء رأته عيناي على الإطلاق“، ونوه إلى أنه على الرغم من أن المهمة كانت تقتضي دراسة القمر، فإن: ”مشهد الأرض كما يرى من القمر كان أكثر جانب مهم ميز رحلتنا تلك “.

سرعان ما انتشرت تلك الصورة حول العالم وتم نشرها في عدد لامتناهي من الورقات البحثية، كما ظهرت كذلك على غلاف مجلة: Whole Earth Catalogue.

الأرض مثلما شوهدت من مدار القمر.

8. أهوال الحرب:

في الثامن من شهر يونيو سنة 1972، قامت القوات الجوية لجنوب الڤيتنام عن طريق الخطأ بإطلاق شحنة من قنابل النابالم الحارقة على مجموعة من المدنيين الذين كانوا بصدد الهروب من قرية حملت اسم (ترانغ بانغ)، هذه القرية التي كانت تحتلها قوات الڤيتنام الشمالية.

أخطأ الطيار الذي ألقى بهذا السلاح الحارق واشتبه عليه المدنيون بقوات الڤيتنام الشمالية المعادية، الذين ظن أنهم يعيدون التمركز في المنطقة، ومنه كان على خطأ… بل كان على خطأ فادح جدا.

بدل جنود الأعداء، أصاب هذا السلاح قوات صديقة ومدنيين أبرياء. في خضم تلك الفوضى التي حصلت، قام مصور وكالة الأنباء (أسوشيايتد بريس) وهو (نيك أوت) بالتقاط صورة لأطفال ڤيتناميين وهم يصرخون ويركضون للنجاة بحياتهم.

في مركز تلك الصورة كانت (فان ثي كيم فوك)، فتاة ذات تسعة سنوات عارية تماما ترتجف من الألم الناتج عن تعرضها لحروق بليغة على مستوى الظهر. لم يقف (أوت) مكتوف اليدين، بدل ذلك قام بسكب المياه على ظهر الفتاة المسكنية من أجل إخماد النيران التي كانت تشتعل في ظهرها، ثم اصطحبها إلى مستشفى قريب، حيث أخبره الأطباء أن مصيرها الهلاك لا محالة.

على الرغم من كون كل الحظوظ ضدها، نجت الفتاة المسكينة من حروقها وإصاباتها كلها وهاجرت في وقت لاحق إلى كندا مع زوجها، وهي الآن مواطنة كندية وأم لطفلين تدير مؤسسة لمساعدة الأطفال من ضحايا الحروب حول العالم.

نجت الصورة التي تبرز أسوء لحظاتها كذلك من تلك الحرب، وفازت بجائزة (بوليتزر) للصحافة.

صورة مقربة لـ«فتاة نابالم»

9. الفتاة الأفغانية:

يطلق على هذه الصورة أحيانا اسم أشهر صورة فوتوغرافية على الإطلاق، إنها صورة بعنوان: «الفتاة الأفغانية»، وهي صورة تبرز فتاة مراهقة ارتقت لتظهر على غلاف إصدار سنة 1985 من مجلة (ناشيونال جيوغرافيك).

إن هذه الصورة والقصة وراءها ظلت تلهم الناس حول العالم كله. في سنة 1984، سافر المصور الفوتوغرافي (ستيف مكوري) إلى مخيم اللاجئين بالقرب من (بيشاوار) في باكستان، حيث التقط عدة صور لرجال ونساء وأطفال كانوا يعيشون في ظروف قاهرة هناك. وهناك؛ التقط صورة لفتاة مراهقة ترتدي حجابا أحمر اللون وذات عينين خضراوين ثاقبتين، على الفور أدرك (مكوري) أن هذه الصورة ستصنع الحدث وستظل في الذاكرة.

بالفعل، عندما رآها محرروا مجلة (ناشيونال جيوغرافيك)؛ أدركوا على الفور أنها كانت صورة تليق بتصدر غلاف أحد إصداراتها، لكن لا أحد كان قادرا على التخمين آنذاك أن شهرة الصورة ستذيع في العالم كله.

قال (مكوري) لشبكة أنباء CNN: ”تطوع الناس للعمل في مخيمات اللاجئين بفضل تلك الصورة“، وأضاف: ”إن المواطنين الأفغان يفتخرون بها كثيرا، على أنها تلك الفتاة التي على الرغم من فقرها أظهرت حسا كبيرا بالكبرياء، والقوة، واحترام الذات“.

لم يكن (مكوري) يعرف اسم الفتاة، وفي تسعينات القرن الماضي عندما أصبحت الصورة أيقونة عالمية، عزم على السفر مجددا إلى هناك من أجل العثور عليها، لكنه فشل في مسعاه ذاك. أخيرا في سنة 2002، أرسلت مجلة (ناشيونال جيوغرافيك) مجموعة من الباحثين إلى المنطقة الذين تمكنوا من تحديد مكانها، والآن هي امرأة راشدة تدعى (شربات غولا).

لقي والدا (غولا) مصرعهما خلال غارة جوية سوفييتية على أفغانستان عندما كان عمرها لا يتجاوز الستة سنوات، وظلت تتنقل برفقة عائلتها هنا وهناك من ملجأ إلى آخر إلى أن انتهى بها المطاف في مخيم اللاجئين، حيث عثر عليها المصور (مكوري) والتقط لها تلك الصورة الأيقونية.

لم تعد (غولا) لاجئة بعد الآن، وهي تقيم في كابول.

(شربات غولا)، من فتاة أفغانية لاجئة إلى أيقونة عالمية.

10. الغوريلا في الكونغو الديمقراطية:

في سنة 2007، كان المنتزه الوطني (فيرونغا) في جمهورية الكونغو الديمقراطية يعتبر مكانا خطيرا لكل من البشر والحياة البرية، حيث كان يعج بالمتمردين والمجموعات شبه العسكرية ووحدات الجيش الكونغولي. على الرغم من كل تلك الأخطار المحدقة، فإن حراس الحياة البرية بقوا يقومون بدوريات متواصلة على أمل منهم للحفاظ على الحيوانات الثمينة التي كانت تعيش هناك، وعلى وجه الخصوص غوريلا الجبال، وكان شغلهم الشاغل توفير الأمان والحماية لها.

تعتبر غوريلا الجبال في (فيرونغا) من بين الأخيرة من نوعها على الأرض، حيث توجد حوالي 880 منها تعيش في البرية و220 منها تعيش في (فيرونغا) في المنتزه الوطني هناك، للأسف الشديد عثر في إحدى المرات على سبعة غوريلات من ذوات الظهر الفضي تم القضاء عليها من طرف أشخاص مجهولين، في فعل بدا ذا دوافع سياسية أكثر منه صيدا ممنوعاً.

كان المصور (برنت ستيرتون) في موقعة الحادثة في الوقت المناسب من أجل التقاط صورة للقرويين والحراس وهم يحملون جثث الغوريلات السبع بحذر، لينقلوها من الغابة إلى مكان يدفوننها فيه بشكل لائق.

جعلت صوره المحطمة للقلوب تلك، التي تلقي بضوء أقرب إلى البشرية على تلك الغوريلات، عشاق الحياة البرية حول العالم يستشيطون غضبا، وتمكن (ستيرتون) من التقاط بضعة صور قبل أن يفر من المنطقة لتخوفه من أن تعتقله وحدات الجيش بسبب تلك الصور.

أصبحت الصور التي التقطها مشهورة جدا، وتسببت في إطلاق سلسلة من التحقيقات التي انتهت باعتقال أحد أفراد حراس الحياة البرية الفاسدين، وبعد ثلاثة أشهر من نشر الصور؛ قامت تسعة بلدان إفريقية باعتماد تدابير قانونية تهدف إلى توفير حماية أفضل لما تبقى من تلك الغوريلات هناك.

صرح (ستيرتون) لصحيفة (ذا غارديان) أن صوره تلك التي تبرز الغوريلات المقتولة لاقت استجابة أوسع من صوره التي التقطها للشعب الكونغولي الذي يعاني تحت وطأة الحروب والنزاعات الأهلية، والذي يعيش في ظروف قاسية.

حراس حماية الحياة البرية والبيئة من وحدة مضادة للصيد الممنوع يتعاونون مع سكان محليين لنقل جثث سبع غوريلات قتلت في ظروف غامضة سنة 2007 في منتزه (فيرونغا) الوطني في الكونغو الديمقراطية

11. الطفل آلان السوري:

في سنة 2011، أخذت الحرب الأهلية في سوريا منحى خطيرا، وخلقت ساحات من الخراب والدمار جعلت ملايين السوريين يفرون من البلد بحثا عن النجاة وأملا في بدء حياة أفضل في مكان جديد، غير أن الكثير منهم لم يكن محظوظا بما فيه الكفاية لينجح في ذلك.

خلال صائفة سنة 2015، التقط المصور التركي (نيلوفر ديمير) صورة طفل سوري غرق في البحر ولفظته أمواجه إلى شواطئ تركيا بينما كان برفقة عائلته يحاولون الهروب نحو أوروبا. أثّرت صورة جسد ذلك الطفل الخالي من الحياة وهو مستلقٍ على الشاطئ ووجهه نحو الأرض بشكل كبير على كل من شاهدها في مختلف أنحاء العالم.

في نهاية المطاف، تمكن الصحفيون من تحديد هوية الطفل البالغ من العمر ثلاث سنوات على أنه آلان كردي، الذي انقلب القارب الذي كان يقله وعائلته المتكونة من أمه وشقيقه الأكبر من سوريا إلى أوروبا. توفي شقيقه الأكبر ووالدته غرقاً هما الآخران، إلى جانب 3600 ضحية من اللاجئين الذين ابتلعتهم أمواج البحر خلال سنة 2015 عندما كانوا يحاولون الخروج من سوريا متجهين نحو الأراضي الأوروبية.

ظهرت هذه الصورة الحزينة التي التقطها (ديمير) في بادئ الأمر في وسائل الإعلام التركية ثم تم نشرها على وسائل التواصل الاجتماعية من تطرف (بيتر بوكارت) من منظمة حقوق الإنسان. انتهى بها المطاف أن انتشرت مثل النار في الهشيم، كما ظهرت على الصفحات الأولى لعدة صحف عالمية.

قال (بوكارت) أن الكثير من الناس لاموه على مشاركة ونشر تلك الصورة وكان ردّه: ”لكنني أعتقد أننا يجب علينا أن نشعر بالإساءة من واقع أن أمواج البحر تلفظ جثث أطفال أبرياء على شواطئنا بسبب فشل سياسيينا في منح عبور آمن لهؤلاء اللاجئين، لا أن نشعر بالإساءة من نشر الصورة نفسها“.

جعلت هذه الصورة الحكومة الألمانية ترفع عدد استقبال اللاجئين في أراضيها، وبينما نكتب هذه الأسطر، مازالت الأزمة السورية قائمة، وفي ذلك يقول والد آلان كردي أن صورة ابنه المسكين لم تساهم بشيء فيما يخص وقف وحشية الحكومة السورية.

ضابط شرطة تركي يقف على جثة الطفل الغريق آلان كردي الذي لفظته أمواج البحر على شواطئ (بودروم) جنوب تركيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock