هل سمعت باعظم كارثة طبيعية حصلت في سوريا .. والتي قتلت اكثر من 250 الف نسمة
رصد بالعربي – متابعات
هل سمعت باعظم كارثة طبيعية حصلت في سوريا .. والتي قتلت اكثر من 250 الف نسمة
يمكن اعتباره واحدا من اكثر الزلازل تدميرا عبر التاريخ ، 20 ايار من العام 526 كان يوما كارثيا في سوريا وبالتحديد في منطقة “انطاكية” شمال غرب مدينة حلب.
وضرب زلزال عنيف احتل اعلى مرتبة على مقياس تسجيل الزلازل ( 12 درجة ) منطقة انطاكية في سوريا في 20 ايار من العام 526 مخلفا مئات الاف القتلى وراءه.
واختلفت المصادر حول تاريخ الزلزال بالتحديد ، واوردت الموسوعة المفتوحة “ويكيبيديا” بان التاريخ هو 20 ايار ، ولكن الثابت في معظم المراجع التاريخية بانه الزلزال وقع في الثلث الاخير من شهر ايار من ذاك العام.
واتفقت اغلب المصادر على ان عدد الضحايا كان بين 250 الى 300 الف ضحية ، ما يعادل اكثر من نصف الموجودين في المدينة في ذاك اليوم .
وانطاكية مدينة لها اهميتها التاريخية فهي “أحد الكراسي الرسولية إضافة إلى روما” عند المسيحيين ، وصادف حصول الزلزال وقت وجود عدد كبير من السياح بمناسبة اعياد “الفصح”ضمن الامبراطورية البيزنطية التي كانت المدينة جزءا منها.
تاسست المدينة في عام 300 قبل الميلاد على يد احد خلفاء الاسكندر ( سلوقس ) وكانت عاصمة سورية قبل الفتح الإسلامي في القرن السابع، وما زالت حتى الآن عاصمة للكنائس المسيحية الشرقية.
وتعتبر حلب ومنطقة شمال غرب سوريا من المناطق النشطة بالزلازل عبر التاريخ ، وقد ضرب حلب بعد نصف قرن تقريبا من هذا التاريخ ( 1138 ميلادي ) زلزال مدمر اخر قضى على معظم معالم المدينة وخلف ورائه اكثر من 200 الف قتيل.
صنّفت هيئة المساحة الجيولوجية الأمريكية الزلزال الذي ضرب مدينة حلب السورية يوم 11 أكتوبر/تشرين الثاني عام 1138 كرابع أخطر الزلازل التي ضربت كوكب الأرض على مر التاريخ، فضلاً عن احتلاله المرتبة الثالثة بين أكثر الزلازل دموية وتدميراً في التاريخ الإنساني.
وكان زلزال حلب الكبير الأعنف والأكثر دموية بين عدة زلازل ضربت المنطقة بين عامي 1138 و1139 ودمرت مناطق شمال سوريا وشرق تركيا، تحولت على إثرها بعض البلدان والقرى الصغيرة وما تحويه من معالم أثرية وقلاع عظيمة إلى أنقاض شاهدة على عظمة ما تعرضت له.
وكان زلزال حلب الكبير بداية أول تسلسلين عنيفين من الزلازل في المنطقة: من أكتوبر/تشرين الأول 1138 حتى يونيو/حزيران 1139، وسلسلة أكثر شدة من سبتمبر/أيلول 1156 إلى مايو/أيار 1159، وأثر التسلسل الأول على المناطق المحيطة بحلب والجزء الغربي مدينة أورفة التركية، وخلال الثاني تعرضت منطقة شمال غرب سوريا وشمال لبنان ومنطقة أنطاكية الواقعة جنوبي تركيا لزلزال مدمر.
آثار الزلزال
حسب الدراسات الحديثة، قُدرت شدة زلزال حلب الكبير بنحو 8.5 درجة على مقياس ريختر، فيما بلغت تقديرات أعداد الضحايا لحوالي 230 ألف قتيل، الأمر الذي جعل منه ثالث الزلازل إماتةً في التاريخ الإنساني، بعد زلزال شانشي الذي ضرب الصين عام 1556 وراح ضحيته قرابة 830 ألف قتيل، وزلزال تانغشان الذي وقع بالصين عام 1976 وبلغ عدد ضحاياه حوالي 242 ألف قتيل.
وذكر المؤرخ الدمشقي، ابن القلانيسي، الذي كان شاهداً على وقوع الزلزال المدمر، بأن مدينة حلب كانت الأقل تضرراً من الزلزال نظراً لإخلاء عشرات الآلاف من سكانها بعد الزلزال الاستباقي الذي ضرب المدينة قبل يوم واحد من وقوع الزلزال المدمر، بينما كانت مدينة حارم السورية من أكثر المناطق تضرراً، حيث تشير المصادر إلى أن القلعة التي بناها الصليبيون تدمرت بالكامل والكنيسة سقطت، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 600 من حراس القلعة.
أما بالنسبة لمدينة حلب، فقد انهارت الجدران الشرقية والغربية لقلعة حلب الكبيرة، ودمرت المدينة بشكل شبه كامل وانهارت العديد من المنازل، وأغلقت الأحجار الكبيرة التي أسقطها الزلزال طرق وشوارع المدينة، الأمر الذي تسبب في حصار السكان وعدم قدرتهم على الهرب. كما سُجّل المزيد من الأضرار في أزرب وبزاعة وتل خالد وتل عمار، حتى إنه شعر سكان دمشق بالزلزال الرئيسي وتوابعه.
مدينة حلب في القرن 12 ميلادياً
تقع مدينة حلب شمالي سوريا على طول الجزء الشمالي من صدع البحر الميت الذي يعتبر بمثابة فلق طبيعي يفصل الصفيحة التكتونية العربية عن الصفيحة التكتونية الإفريقية، والذي يعد من أكثر الصدوع الزلزالية حركة ونشاطاً وتوليداً للزلازل.
في منتصف القرن العاشر الميلادي، غدت حلب عاصمة الدولة الحمدانية تحت حكم سيف الدولة الحمداني، حيث عاشت المدينة عصراً ذهبياً في تلك الفترة وكانت أحد الثغور المهمة للدفاع عن العالم الإسلامي في وجه المد البيزنطي. واحتُلت المدينة لفترة قصيرة بين عامي 974 و987، أثناء الصراع البيزنطي السلجوقي.
كما حُصرت حلب مرتين أثناء الحروب الصليبية عامي 1098 و1124، إلا أن الجيوش الصليبية لم تتمكن من احتلالها لمناعة تحصينها. وكانت الدول الصليبية التي أقامها الأوروبيون في إمارة أنطاكية في حالة نزاع مسلح مستمر مع الدول الإسلامية في شمال سوريا وأطراف الجزيرة العربية، وبخاصة مدينتي حلب والموصل.
زلازل مدمرة ضربت بلاد الشام
على مر التاريخ وقعت الكثير من الزلازل التي خلفت دماراً كبيراً وقتلت الآلاف في مناطق مختلفة من بلاد الشام، من أبرزها:
* زلزال الجليل: هو زلزال مدمر ضرب جنوب شرق بلاد الشام يوم 18 مايو/أيار عام 363، كان مركزه مدينة الجليل شمالاً وامتدت آثاره على طول صدع البحر الميت حتى خليج العقبة جنوباً. وتسبب بدمار مدينة البتراء إضافة إلى أضرار كبيرة لحقت بمدن مثل القدس وحيفا وطبريا.
* زلزال بيروت: وقع الزلزال يوم 9 يوليو/تموز عام 551، وتسبب الزلزال الذي قُدرت شدته بنحو 7.6 حسب مقياس ريختر بتسونامي مدمر وصل تأثيره إلى المدن الساحلية في فينيقيا البيزنطية، مما تسبب بتدمير كبير وغرق العديد من السفن، وبلغ عدد الضحايا في بيروت وحدها 30 ألفاً، حسب تقديرات أنطونيوس بياتشينزا.
* زلزال غور الأردن: كان زلزال غور الأردن الذي وقع عام 1033 عبارة عن مجموعة من الهزات الأرضية القوية والمتتالية، والتي استمرت لـ40 يوماً تقريباً، أدت إلى دمار مدينة طبريا وأريحا، وتهدمت أجزاء كبيرة من المسجد الأقصى وأسوار القدس، بالإضافة إلى تشكل أمواج تسونامي على شاطئ البحر الأبيض المتوسط.
* زلزال صفد: وقع الزلزال الذي كان مركزه مدينة صفد الفلسطينية يوم 1 يناير/كانون الثاني عام 1837، بلغت قوته على مقياس ريختر حوالي 6.5 درجة، وراح ضحيته قرابة الـ5 آلاف نسمة. ودُمرت بسببه مدينة صفد بالكامل بجانب 17 قرية بالقرب من طبريا.